• Friday, 29 March 2024
logo

الإسلام السياسي في أفغانستان

الإسلام السياسي في أفغانستان
عندما احتلت بريطانيا الهند في القرن السابع عشر عن طريق شركاتها التجارية، طمعت في احتلال أفغانستان، حيث هاجمت القوات الهندية البريطانية أفغانستان بين عامي (1838 -1842) ونصبت الملك شاه شوجاه ملكا عليها، لكن تم اغتيال الملك سنة 1842، فانسحبت بريطانيا بعد هزيمة، ثم عادت مرة أخرى ما بين عامي (1878-1880) لكنها فشلت بسبب قوة المقاومة الأفغانية، ووحدتهم تجاه أطماع الاستمعار البريطاني، وفي سنة 1919 أعلن الأمير أمان الله استقلال أفغانستان عن الاحتلال البريطاني، وفي سنة 1923 أصدروا دستورا جديد للبلاد، وقد أرسل لينين(ت1924) الى أمان الله رسالة بعد استقلال أفغانستان لتوطيد العلاقات وتبادل السفراء، واستمرت العلاقات بين البلدين، ثم جاء ستالين(ت1953) فعقد اتفاقية بين بلاده وأفغانستان، في سنة 1929 تمت الإطاحة بأمان الله، فجاء حبيب الله ليحكم تسعة أشهر، حتى أسقط حكمه محمد نادر شاه ليصبح ملكا لأفغانستان، وعين محمد هاشم رئيسا للوزراء، وأصدر دستورا جديدا سنة 1930، اغتيل الملك محمد نادر سنة 1933، فخلفه محمد ظاهر شاه ابنه الوحيد البالغ(19) عاما، ويعد آخر ملوك أفغانستان، حكم أربعين عاما، بقي محمد هاشم في منصبه، في سنة 1946 خلفه أخوه هاشم في رئاسة الوزراء، وفي سنة 1953 أصبح محمد داود رئيسا للوزراء حتى عام 1963، وقد أجبر على التنحي من رئاسة الحكومة، وفي سنة 1965 وافق الملك على تعديل الدستور وفصل السلطات الثلاث وإجراء انتخابات تشريعة لاختيار حكومة منتخبة بدل التعيين من قبل الملك، فأصبح الدكتور محمد يوسف أول رئيس وزراء منتخب، ثم صدر الدستور الجديد سنة 1965، وفي سنة 1973 كان الملك في زياة لأوربا قام ابن عمه وصهره ورئيس وزراءه السابق محمد داود بانقلاب ضده ليحول النظام الملكي الى جمهوري، بقي الملك محمد ظاهر في ايطاليا حتى سقوط طالبان، فعاد سنة 2002 ليصبح رئيسا للمجلس الأعلى الأفغاني (لويا جيرغا)، وقد توفي سنة 2007 في العاصمة كابل، وفي سنة 1978 يقوم محمد نور تراقي بإنقلاب يطيح بحكومة محمد داود خان، ويقتله ويقتل عائلته، ليصبح رئيسا لأفغانستان، في سنة 1979 يقوم حفيظ الله بانقلاب ضد الرئيس محمد نور تراقي ويقتله وقد كان نائبا له، وبدعم أمريكي نسق مع قلب الدين حكمتيار الذي كان في باكستان ووعده بترشيحه لرئاسة الوزراء، وأن يصبح هو رئيسا للجمهورية، لكن المخابرات الروسية KBG قتلته، ثم دخلت قوات الاتحاد السوفيتي أفغانستان لحماية مصالحها، والحكومات التابعة لها، فنصبت بابراك كارمل رئيس الحزب الشيوعي(باشرام)، رئيسا لأفغانستان ليحكم من سنة 1979 وحتى سنة 1986، وبضغط من الاتحاد السوفيتي تنحي الرئيس كارمل ليتولى الحكم نجيب الله من سنة 1987 وحتى عام 1992، وكان قبل ذلك بسنين وبالضبط في سنة 1980 تم تشكيل تحالف بقيادة برهان الدين رباني يجمع الأحزاب الإسلامية في بيشاور الباكستانية بدعم أمريكي سعودي باكستاني لمواجهة الاتحاد السوفيتي والمد الشيوعي، وهي:
1) الحزب الإسلامي الأفغاني بقيادة قلب الدين حكمتيار.
2) حزب الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني.
3) حزب الجبهة الوطنية الأفغانية بقيادة صبغة الله مجددي.
4) الحزب الإسلامي بقيادة الحاج دين محمد.
5) حركة الثورة الإسلامية بقيادة محمد بن محمد.
6) حزب القوميين الأفغان (افغان ملت) بقيادة غلام محمد فرهاد.
أما الأحزاب الأفغانية التي اتخذت من ايران مقرا لها، فشكلت التحالف الثماني ويضم (مجاهدي الشعب الأفغاني، حركة الرعد، النصر، الجهاد، نداء الحق، صوت الإسلام، جماعة الشورى). وأقوى هذه الأحزاب جميعها هو حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني تأسس(1965) ويليه الحزب الإسلامي لقلب الدين حكمتيار تأسس(1976).
ولهذا قويت المقاومة الأفغانية يوما بعد لمواجهة حكومة نجيب الله العميلة في تصورها، ومما زاد من قوة المقاومة التدخل العسكري السوفيتي سنة 1979، وقد كانت أمريكا في بداية التدخل العسكري السوفيتي مقتنعة أن الشعب الأفغاني لن يستطيع مواجهة القوات السوفيتية، ولكن بعد مقاومة الشعب الأفغاني الشديدة بمرور الزمن أدركت أمريكا أن الوقت قد حان لدعمها، انتقاما من الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعم فيتنام ضد أمريكا، ولهذا قرر الكونغرس الأمريكي دعم المقاومة الأفغانية، وكان هناك دعم سعودي وإماراتي وباكستاني ودول أخرى عربية وإسلامية من أجل مواجهة المد السوفيتي، ولهذا امتلأت أفغانستان بالعرب من شتى بلاد العالم العربي وخاصة من الخليج، للمشاركة في هذه المقاومة ضد السوفييت، وقد تكبدت القوات السوفيتية خسائر فادحة، مما اضطرها الى الانسحاب سنة 1989، وبقيت حكومة نجيب في موقعها، وقد دعا نجيب الى وقف اطلاق النار والدخول في عملية السلام، لكن هذه الدعوة رفضت من قبل المقاومة الأفغانية، في سنة 1992 أسقطت المقاومة الأفغانية حكومة نجيب الله، ليفر الى أحد مباني الأمم المتحدة، فشكلت المقاومة دولة إسلامية، واختير برهان الدين رباني رئيسا مؤقتا.
لا يمكن الحديث عن المقاومة الأفغانية دون الحديث عن دور العرب في المقاومة، فقد عرف العرب الذين شاركوا في المقاومة بالعرب الأفغان، فقد فتحت أفغانستان وباكستان أبوابها لاستقبالهم من شتى الدول العربية والإسلامية، وذلك لدحر المد الشيوعي الذي كان يهدد المنطقة، وكانت أمريكا عن طريق استخباراتها CIA تسهل للعرب تذاكر السفر الدائم والإقامة في بيشاور الباكستانية، أول من شارك من العرب في المقاومة الأفغانية هو الدكتور عبد الله عزام الفلسطيني سنة 1981، الذي كان استاذا في جامعة عبد العزيز بجدة، فالتحق بالجامعة الإسلامية العالمية كأستاذ معار بإسلام آباد عاصمة باكستان، وبعد سنوات عاد الى السعودية وقدم استقالته ليلتحق بمكتب المجاهدين التابعة للاتحاد الإسلامي بقيادة عبد رب الرسول سياف، وقد عملا معا لتطوير المكتب من أجل استقبال الشباب العربي، وقد تزايد عدد العرب ما بين عامي(1982-1984) ولم يشارك جميع العرب في القتال، فبعضهم جاء للعمل الإغاثي مثل أسامة بن لادن، والبعض الآخر جاء للعيش في أفغانستان خوفا من أنظمة بلادهم مثل أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد المصريتين بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات سنة 1981، والحركة الجهادية السورية بقيادة أبي مصعب السوري، وكوادر من الجماعة الإسلامية التي قامت بالإنقلاب ضد القذافي في ليبيا وفشلوا سنة 1986، وبعضهم جاء لكي يكسب الخبرة العسكرية مثل أعضاء الجماعات الإسلامية في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، وبعضهم جاء من كوردستان لكي ينقل هذه التجربة الى كوردستان، وقد رأينا انبهار بعض كودار الحركة الإسلامية في كوردستان بقادة الأفغان، وصل الأمر الى درجة تقليدهم في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وحركاتهم وسكناتهم، بل إن البعض منهم كتب قصائد وأناشيد حولهم، مرة ناقشت أحد قادتها عندما وجدت كتاب عبد القادر عبد العزيز بعنوان(العمدة في إعداد العدة في الجهاد في سبيل الله) بين يديه وقد اتخذ الكتاب منهجا لشباب الحركة، فقلت له إن هذا الكتاب ألف صاحبه للجهاد ضد الكفار ولا يمكن تطبيقه ضد المسلمين من أبناء جلدتك في كوردستان، مع أن مؤلفه قد قال ذلك في مراجعاته وحواراته ورده العنيف على أيمن الظواهري، حيث قال: إنه ألف الكتاب خصيصا للمجاهدين في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي، ولكن دون جدوى، وقد قدر عدد العرب الأفغان بأربعين ألفا، وبفضل أسامة ماليا وعزام فكريا أصبحت مدينة بيشاور مركزا للعرب الأفغان، وقد أصبح أسامة مساعدا لعزام، وممولا رئيسا للمقاومة، فقد كان من أثرياء السعودية، فالجهاد الفعلي للعرب الأفغان بدأ سنة 1984، أسس أسامة بن لادن معسكرات تابعة له بعد خلاف مع عزام سنة 1987، فقد ركز أسامة على شباب الخليح المنتمي الى التيار السلفي الجهادي، مع مساندة الجماعات الجهادية المصرية، وقد أصبح أيمن الظواهري مساعدا لهالذي كان يعمل طبيبا في مستشفى الهلال الكويتي في بيشاور، حيث وصل إليها سنة 1985، فالتمويل من أسامة والخبرة من الجماعات الجهادية المصرية، أما عزام فقد كان يعمل مع عبد رب الرسول سياف وهو من قادة الإخوان المسلمين، لهذا ركز على الشباب المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين، أسس أسامة بن لادن مركز النور في بيشاور لنشر الكتب والرسائل الدينية التي لها علاقة بالجهاد والحاكمية والولاء والبراء، ليكون منطلقا لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وعليه فإن تنظيم القاعدة تأسس سنة 1987، وجاءت كلمة القاعدة من قاعدة بيانات ومعلومات عن العرب الذين قدموا الى أفغانستان للمشاركة في القتال ضد الاتحاد السوفيتي، ولم ينضم عزام الى القاعدة لأنه كان يرفض أفكارها التكفيرية والمتشددة، لأن عزام أستاذ الشريعة درس في الأزهر، وجاء الى أفغانستان لمساعدة الشعب الأفغاني، ولم يأت لكي ينشر الأفكار التكفيرية التي تبث الفرقة والخلاف بين الأفغانيين والعرب الأفغان وأفراد الجماعات الإسلامية من شتى دول العالم، وخاصة العالم الإسلامي، ولهذا تم اغتيال عبد الله عزام سنة 1989، ورفض عبد رب الرسول سياف الكشف عن قاتليه خوفا من الفتنة، ويفهم من كلامه أن جماعة إسلامية معينة اغتالته، وأصابع الإتهام تتجه نحو أسامة بن لادن.
بعد سيطرة المقاومة الأفغانية على كابل العاصمة سنة 1992 دب الخلاف بينهم، وخاصة بين حكمتيار وبرهان الدين رباني وكان أحمد شاه مسعود داعما لبرهان الدين رباني، فوقعت حرب أهلية بين حكمتيار ورباني، مع أن الرجلين كانا متحالفين قويين يعملان معا منذ 1974 في بيشاور الباكستانية، وبعد وقوع الحرب الأهلية انقسم العرب الأفغان، فمنهم من انضم الى حكمتيار وبعضهم الى أحمد شاه مسعود، وبعضهم بقي في المعسكرات التي تم تأسيسها من قبل أسامة وعزام، وبعضهم ترك أفغانستان ليلتحق بالقتال في البوسنة والشيشان وكشمير والصومال، وبعضهم عاد الى بلاده ليعلن الحرب على الأنظمة الحاكمة في مصر والجزائر واليمن وسوريا والصومال وكينيا والسعودية، فوقعت تفجيرات واغتيالات ومعارك وفوضى، مما دفعت الأنظمة الى التعامل معهم بقسوة وشدة، وكان البعض يتصور أنه إذا عاد الى بلاده سيكرم وينظر إليه كمحرر كأسامة بن لادن.
في السنة نفسها أي 1992 عقدت سبعة أحزاب مشاركة في الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان مع حزب الوحدة الشيعي والحركة الإسلامية الشيعية في بيشاور اتفاقا على تشكيل الحكومة برئاسة صبغة الله مجددي لشهرين ثم يخلفه برهان الدين رباني لأربعة أشهر، إلا أن حكمتيار رفض الاتفاق بعد توقيعه، وانهارت الاتفاقية بعد أن مدد رباني مدة رئاسته، وفي سنة 1993 اجتمعت الأحزاب السابقة في إسلام آباد بمشاركة السعودية وباكستان وعقدوا اتفاقية سموها باتفاقية إسلام آباد، نصت الاتفاقية على أن يكون برهان الدين رباني رئيسا لمدة 18 شهرا، ويتولى حكمتيار رئاسة الوزراء، لكن الاتفاقية انهارت بسبب خلاف بين حكمتيار ورباني، وفي سنة 1994 حدث انقلاب فاشل قاده حكمتيار مع عبد الرشيد دوستم وصبغة الله مجددي وحزب الوحدة الشيعي، وبسبب الانقلاب الفاشل مددوا رئاسة رباني لسنة أخرى، وبدأت حركة طالبان بالظهور، مما دفع رباني الى قبول التفاوض مع المعارضة، ففي سنة 1996 اتفق الخصمان حكمتيار ورباني على تقاسم السلطة، ولكن بعد فوات الأوان، حيث سيطرت حركة طالبان على العاصمة وطرد الجميع، استقر حكمتيار في طهران، وبقي الآخرون في شمال أفغانستان معارضين لحركة طالبان، وقتلت طالبان الرئيس الأسبق نجيب الله، وأعلنت أفغانستان إمارة إسلامية والملا عمر أميرا للمؤمنين، وبخصوص أسامة بن لادن فقد عاد الى السعودية بعد الانسحاب السوفيتي، ليبث أفكاره بين الشباب السعودي، فمنع من السفر وجمدت أمواله، فعاد الى أفغانستان، وبعد وقوع تفجيرات مميتة في السعودية ودول أخرى كان أسامة يقف وراءها، وبدأ بتصريحات معادية لها، فقد كان أسامة بن لادن يستعمل كلمة الجزيرة بدل السعودية بغضا لآل سعود، فتم طرده من أفغانستان بضط سعودي ليرحل الى السودان سنة 1992 ليستقبله حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، سحبت السعودية الجنسية منه، وبضغوط أمريكية طرد من السودان ليعود الى أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان، فقد عاش الرجل تحت حماية الملا عمر حتى سقوط إمارته سنة 2001، ففي لحظة وصوله أفغانستان سنة 1996 بدأ من جديد قيادة تنظيمه القاعدة الذي أسسه سنة 1987، مع مساعده أيمن الظواهري، وقد قام بعمليات تفجيرية مروعة مما دفعت القبائل الأفغانية الى الضغط على الملا عمر لطرده من البلاد، ولكنه لم يطرده وأخذ منه وعدا بأن لا يقوم باستهداف أي دولة أو مكان على الأراضي الأفغانية، لكنه لم يف بوعده، وأخلف وعده مع الملا عمر.
نعود الى حركة طالبان، تأسست هذه الحركة من طلبة المدارس الدينية باسم طالبان -جمع كلمة طالب في لغة البشتو- على يد الملا محمد عمر في ولاية قندهار جنوب غرب أفغانستان على الحدود الباكستانية سنة 1994، وهم على المذهب السني الحنفي من قومية البشتو، هدفها إقامة حكومة إسلامية على منهج الخلافة، وكان الملا عمر قائدا لمجموعة مسلحة تابعة للجمعية الإسلامية لبرهان الدين رباني ضد الاحتلال السوفياتي، فقد عينه اليمنى في الحرب، كان عضوا في حركة الانقلاب الإسلامي التي قادها مولوي محمد نبي، بدأت بنشاطاتها في عاصمتها الروحية قندهار ثم انتشرت، وبدأت الولايات الأفغانية تسقط بأيديهم، وخاصة بعد أن ضجر الشعب الأفغاني من الإسلاميين الذين كانوا متفقين قبل السلطة ومتناحرين بعد تسلمها، ولهذا لما سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابل، وجدت لافتة كتبا عليها(نقبل بحمار ولا بسبعة حمار) وهم يقصدون الأحزاب التي تناحرت على السلطة بعد هزيمة القوات السوفيتية، سقطت كابل بيد طالبان سنة 1996، في سنة 1997 اعترفت السعودية وباكستان والإمارات بحكومتها، وفي سنة 2000 سيطرت أفغانستان على أكثر أراضي أفغانستان، وفي شمال أفغانستان شكل عدد من الفصائل المسلحة الأفغانية التي هربت من طالبان جبهة باسم الجبهة المتحدة الإسلامية القومية لتحرير أفغانستان، وهي تتكون من:
1) الجمعية الإسلامية الأفغانية بقيادة برهان الدين رباني.
2) الحركة الإسلامية القومية بقيادة الجنرال عبد الرشيد دوستم.
3) حزب الوحدة الشيعي بقيادة غبد الكريم خليلي.
4) الحركة الإسلامية الأفغانية وهي تابعة لحزب الوحدة بقيادة آية الله محمد آصف محسني.
5) الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان بقيادة عبد رب الرسول سياف.
6) مجلس شورى الشرق وهو امتداد لمجلس شورى جلال آباد من أهم قياداته حاجي عبد القدير.
7) شكلت هذه الجبهة حكومة في شمال أفغانستان اعترف بها دوليا وإقليميا، أما حكمتيار رئيس الحزب الإسلامي فبعد اختفاءه لعقود في طهران، أيد طالبان، وخاصة بعد التدخل الأمريكي سنة 2001، ومما لا ريب فيه أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري كان أحد الأسباب الرئيسة وراء سقوط طالبان، فقد اتفق الملا عمر مع أسامة على عدم استهداف أي دولة على أراضيها، وقد وافق أسامة، لكنه خرق الاتفاق، وقام بعمليات تفجيرية في كثير من الدول وأقواها استهداف المركز التجاري العالمي في أمريكاWorld Trade Center سنة 2001، وقد تبنت القاعدة هذا الهجوم، مما أوقع طالبان في ورطة كبيرة جدا، ولهذا سحبت السعوية والإمارات اعترافها بها، إضافة الى ذلك أن قرارات طالبان أسخطت الرأي العالمي والداخلي، ففي سنة 2001 قامت بتدمير تماثيل بوذا التاريخية، مما دفع رهبان بوذا في ميانمار الى ارتكاب مجازر بحق الروهينغا المسلمين في ولاية أراكان، فقدت حركة طالبان دعمها الدولي والداخلي بسبب تصرفات القاعدة وقرارات زعميها الملا عمر، ولهذا أسقطت أمريكا إمارة طالبان لتبدأ حقبة جديدة، وقامت قوات الناتو بحفظ السلام لمدة (13) عاما حتى يستقر الوضع السياسي، وقد دخلت الأحزاب المتناحرة سابقا - والتي شكلت جبهة في شمال أفغانستان ضد طالبان- العاصمة كابل، وشارك الجميع في مؤتمر بون بألمانيا سنة 2001، وانعقد المجلس الأعلى(لويا جيرغا) وهو مجلس ممثلي القبائل الأفغانية، وانتخب حكومة مؤقتة برئاسة حامد كرزاي حتى وقت إجراء انتخابات حرة نزيهة، وقد فاز حامد كرزاي في انتخابات 2004، وكتب في السنة نفسها الدستور الجديد للبلاد، وفي انتخابات 2009 فاز كرزاي مجددا، في سنة 2010 أصبح برهان الدين رباني رئيس المجلس الأعلى للسلام لتحقيق المصالحة الوطنية، وفي سنة 2011 دعا حكمتيار الى الثوة ضد حكومة كرزاي لأنها عميلة لأمريكا، وخاصة بعد أن أصبح خصمه العنيد برهان الدين رباني رئيسا للمصالحة الوطنية، وقد أدرجت أمريكا حكمتيار في قائمة الإرهاب واصفة إياه بالإرهابي العالمي، وفي سنة 2011 تم اغتيال برهان الدين رباني، وفي سنة 2012 دعا كرزاي حركة طالبان الى الحوار والمفاوضات، لكنها رفضت، جاء ذلك بعد عجز كرزاي السيطرة على الوضع الأمني، فطالبان كانت حركة قوية، في سنة 2014 فاز أشرف غني في الانتخابات ليصبح رئيسا للبلاد، وانتهت مهمة حفظ السلام من قبل الناتو، في سنة 2015 توفي الملا عمر، وكانت أمريكا خصصت(10) مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه أو يساعد في القبض عليه، وقد اختار مجلس شورى طالبان بالإجماع سنة 2015 الملا أختر منصورا أميرا للجماعة، وخلال مدة اختفاء الملا عمر انضم كثير من أعضاء طالبان الى داعش، ويرى عبد رب الرسول سياف أن داعش امتداد لطالبان الأفغانية، في سنة 2016 وافق حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي وهو من أقوى الأحزاب الإسلامية للتفاوض مع الحكومة الأفغانية، حيث شارك في معاهدة سلام بمشاركة باكستان والصين وأمريكا بالإضافة الى حكومة أفغانستان، وتم توقيع الاتفاقية مع معارضته للحكومة ومساندته لطالبان لستة عشر عاما، وقد تم رفع اسمه من لائحة الإرهاب الأمريكية، وأطلق سراح سجناء حزبه، وألقى السلاح، في سنة 2017 عاد حكمتيار بعد غياب دام (20) سنة الى كابل، داعيا حركة طالبان الى الدخول في عملية السلام وإلقاء السلاح، لكن دعوته جوبهت بالرفض، فصرح حكمتيار أن حركة طالبان عميلة لجهات أجنبية، وأنه يجب القضاء عليها، إلا أن قوة حركة طالبان وتمردها وانتشارها دفعت أمريكا الى مراجعة حساباتها، والبدء بحوار جدي مع طالبان، فقد صرح وزير خارجية أمريكا بومبيو أن المفاوضات قطعت أشواطا، والهدف من هذا الحوار فشل القوات الأمريكية في حفظ الأمن والسلام، ولكي يتم الفصل بين طالبان والقاعدة وداعش.
Top