الإسلام السياسي في إسرائيل

الحركة الإسلامية في إسرائيل
تعددت أسماء هذه الحركة، منها: الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، والهدف هو عدم الاعتراف بإسرائيل، مع أن المعروف والمتداول هو الحركة الإسلامية في إسرائيل، بعد عام من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين التقى الحاج أمين الحسيني وقد كان مفتيا ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي في فلسطين بمؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا سنة 1929، وأصبح نائبه جمال الحسيني الذي كان نائبا له أول من ينضم الى تنظيم الإخوان المسلمين، وفي السنة التي تأسست جماعة الإخوان المسلمين ظهرت جمعية الشباب المسلمين، في سنة 1931 تم تأسيس جامعة الأقصى الإسلامية لمواجهة الهجرة اليهودية الى فلسطين، وفي السنة نفسها تم عقد مؤتمر إسلامي حضره ممثلون عن العالم العربي والإسلامي، عندما بدأت الحرب العربية الإسرائيلية، وانتصرت إسرائيل على العرب لتسمى بعام النكبة، بدأ الحكم العسكري الإسرائيلي من سنة 1948 وحتى سنة 1966، ولم يسمح بظهور حركات إسلامية باستثناء الحركات الصوفية، حيث عاش عرب إسرائيل في عزلة تامة مع محيطهم العربي والإسلامي، في سنة 1964 زار بولس السادس بابا الفاتيكان إسرائيل وسمحت زيارته بفتح نواد مسيحية، مما سمح للفلسطينين أيضا بفتح نواد إسلامية أسوة بالمسيحيين مثل نادي الشباب المسلم، وفي سنة 1967 أزيل الجدار الأخضر لكي يتواصل فلسطينيو 1948 مع إخوانهم وأهلهم في المناطق الأخرى، وبدأت العلاقات تتحسن، وفي سنة 1971 بدأ التواصل مع أهلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان كثير من الطلبة يدرسون في مصر، فانتقلت أفكار الإسلام السياسي الى فلسطين، ومن ثم الى إسرائيل، وخاصة أفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية، هذه الأحداث مهدت لظهور الحركة الإسلامية سنة 1971، حيث وضع نواة تأسيسها عبد الله نمر درويش، في سنة 1977 عقد أول مؤتمر له داخل إسرائيل، وقرر المؤتمرون أن يكون المسلمون مسؤولين عن أملاك الوقف وتعيين القضاة الشرعيين، وأن عملهم سيكون وقف إطار القانون الإسرائيلي، وقد نفت ارتباطها بالإخوان المسلمين من الناحية التنظيمية، فالارتباط أيدولوجي فقط، وقد غطت الحكومة الإسرائيلية الطرف عن نشاطات الحركة لأنها لم تكن مسلحة، ولكي تكون منافسة للتيار الفلسطيني العلماني المسلح، ولهذا سمحت بتأسيس الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، في سنة 1979 تأسس تنظيم أسرة الجهاد بقيادة فريد أبو المخ، وهي السنة التي قامت الثورة الخمينية، فتأثر بها وخاصة أن تلك الثورة وعدت مسلمي العالم الإسلامي بتخليصهم من الأنظمة الطاغية والمحتلة، فأعلن ذلك التنظيم عن النضال المسلح لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، وكان عبد الله نمر درويش المرشد الروحي للتنظيم، فقامت إسرئيل بحظر التنظيم واعتقال قادته، وعلى رأسهم فريد أبو المخ، وكذلك درويش ورائد صلاح، وقد حكم على المؤسس بالسجن عشر سنوات، لكن أفرج عنه بصفقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1985، وأما درويش فقد حكم عليه بالسجن أربع سنوات، قضى ثلاث سنوات، ثم أطلق سراحه سنة 1984، وتم إطلاق سراح رائد صلاح مع بقاءه في الإقامة الجبرية ومنع خروجه من اسرائيل، بعد أن خرج درويش من السجن قام بمراجعات فكرية، حيث تخلى عن النضال المسلح، وانتقده لأنه لا يصلح للمرحلة الراهنة، فقد تطورت الدنيا وتغيرت الأحوال والوقائع، وهاجم فكرة سعيد حوى القيادي الإخواني السوري الذي طرح فكرة الثورة الإسلامية، وورط الإخوان المسلمين في سوريا في مواجهة نظام حافظ الأسد لإسقاطه، على غرار ثورة الخميني، بدأ درويش بالتركيز على الجانب الخيري والإنساني والدعوي والتربوي، وسميت بجمعية الشباب المسلم، وكانت الحكومة الإسرائيلية تشك في نواياه، وصورت رجوعه تكتيكا، لكن بمرور الزمن تبين لها أن الرجل صادق في مراجعاته الفكرية، وفي سنة 1989 شاركت الحركة الإسلامية في انتخابات المجالس المحلية الإسرائيلية، وفازت بمقاعد كافية، مما دفع بوزير الداخلية الإسرائيلي آرييه درعي Aryeh Deri الى القول سنحتاج الى الحزب الشيوعي، وقد حاول أعضاء الكنيست من حزب الليكود Likud منع الحركة من المشاركة في الانتخابات، وقد قال عضو الكنيست موشيه بيلد:" إن الحركة الإسلامية سرطان في جسد الأمة الإسرائيلية، وعلى الحكومة إيقاف نشاطاتها، وإذا لم تفعل فإنهم سيحطموننا من الداخل"، فيما يخص الانتخابات التشريعية فإن الحركة الإسلامية ناقشت هذا الموضوع، لكن حدث انشقاق قبل انتخابات سنة 1996 لتصبح الحركة تيارين، أحدهما يقوده عبد الله نمر درويش، والثاني يقوده رائد صلاح، وثمة تيار آخر متشدد جدا يقوده كمال الخطيب، تيار درويش عرف بالحركة الإسلامية الفرع الجنوبي الذي اعترف بدولة إسرائيل، ورأى من الضروري المشاركة في الانتخابات التشريعية، ودعا الى الحوار الجاد بين إسرائيل والفلسطينيين، ودعم اتفاقية أوسلو Oslo Accords تلك الاتفاقية التي أنهت النزاع المسلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993 والتي وقعت بين ياسر عرفات ورئيس وزراء أسرائيل اسحاق رابين Yitzhak Rabin في أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلنتون Bill Clinton، وقد اغتيل اسحاق بن رابين من قبل يئغال أمير Yigal Amir وهو طالب يهودي متطرف بجامعة تل أبيب الدينية، لأن ما قام به لم يكن يرضي متطرفي اليهود، ولهذا قال الحاخام اليهودي المتطرف موردخاي إيليون Mordechai Elon بعد اغتيال رابين:" كانت البلاد على حافة الحرب الأهلية فألغاها الإغتيال:" كما قتل الرئيس المصري أنور السادات من قبل الإسلامي المتطرف خالد الإسلامبولي سنة 1981 عندما وقع معاهدة السلام مع إسرائيل، أما التيار الشمالي للحركة الإسلامية فمع كونهم يحملون الجواز الإسرائيلي لكنهم لا يعترفون بدولة إسرائيل، ويرفضون معاهدة أوسلو، ويرون أن المشاركة في الانتخابات التشريعية اعتراف بدولة إسرائيل المحتلة، وأن اسرائيل لن تسمح بدولة فلسطينية ولا بعودة اللاجئين من الشتات، ولهذا يرفعون شعار الإسلام هو الحل وهو شعار الإخوان المسلمين في جميع أنجاء العالم، لأن رائد صلاح قد اعتنق أفكار الإخوان المسلمين، وقد تعمقت الخلافات بين الفرعين، حيث رأى الفرع الجنوبي بقيادة درويش الى أن تياره يمثل الحركة الإسلامية، وأن رائد صلاح وكمال الخطيب لا يمثلان إلا نفسيهما، ويرى الفرع الشمالي أن الفرع الجنوبي خالف مقررات المؤتمر العام سنة 1995 في رفض المشاركة في الانتخابات التشريعية، وقد اتحد تيار رائد صلاح وتيار كمال الخطيب ليصبح رائد صلاح رئيسا والخطيب نائبا له لمواجهة الفرع الجنوبي بقيادة درويش، وفي النهاية شكل درويش الفرع الجنوبي كتلة عربية موحدة للمشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وقد عد النائب في الكنسيت الإسرائيلي إبراهيم صرصور وجوده في الكنسيت عملا إسلاميا، وقد نالت الكتلة العربية المشكلة من الفرع الجنوبي للحركة الإسلامية والحزب الديمقراطي العربي أربعة مقاعد، وفي سنة 1999 نالت خمسة مقاعد، وبدأ درويش وجماعته عملهم كمواطنين إسرائيليين، ولهذا كال درويش يقول في لقاءته المتكررة بأنه :" عربي إسرائيلي فلسطيني، ثم عدل عنه ليقول:" مسلم فلسطيني إسرائيلي، وقد قام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بزيارته في بيته مع كبار المسؤولين في الحكومة، وتوجه له دعوات المشاركة في الاحتفالات الرسمية للدولة، وقد استبدل شعار الحركة الإسلامية الإسلام هو الحل، وبين أن حركته جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، ولهذا قال درويش:" أنا لا أحمل الكراهية لليهود فكما أنهم قتلوا الأبرياء في كفر قاسم، فقد قتل أبرياء في تل أبيب Tel Aviv ونتانيا Netanya ، وأنا على يقين أن اليهودي لا يتعمد القتل، فكما أن الفلسطينيين لا يتعمدون القتل كذلك، ولكن لدى الطرفين متطرفين، وهذه هي المشكلة، ثم دعا الى التعايش السلمي مع الإسرائيليين"، وما أكثر الأمثلة على تطرف الطرفين، بينما لا تعامل الحكومة الفرع الشمالي بقيادة رائد صلاح بهذه الطريقة، وذلك لمواقفها المؤيدة لحماس وحزب الله اللبناني، ولهذا قال وزير الأمن الداخلي السابق آفي ديختر Avi Dichter أن الفرع الشمالي يوظف أعماله الخيرية لخدمة حركة حماس، وقيام بعض الانتحاريين بتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي سنة 1999 و2003 وهم ينتمون الى الفرع الشمالي، وقد ناقشت حكومة آرييل شارون حظر هذه الحركة سنة 2004 لكن بعض قادة الشاباك Shin Bet -جهار الأمن الداخلي الإسرائيلي- رفضوا ذلك خوفا من تحول الحركة الى منظمة سرية مسلحة تهدد أمن إسرائيل، وإن كان وزير الأمن الإسرائيلي عوزي لنداو Uzi Landau قال:" إن إخراج الحركة الإسلامية الفرع الشمالي من القانون جزء لا يتجزء من الحرب ضد الإرهاب"، وقد قال أحد قيادي الفرع الجنوبي:" يحرجنا الشاب الفلسطيني حين يفجر الباص الإسرائيلي فيقتل فيه الشيخ والشاب والمرأة والطفل ويروع بذلك الآلاف يهودا وعربا"، ويصور علماء الإسلام السياسي تلك العمليات بأنها استشهادية ومن باب الجهاد في سبيل الله أمثال يوسف القرضاوي، بينما علماء السلفية التقليدية أمثال ابن باز ومحمد العثيمين والألباني يحرمون تلك العمليات، ويعدونها انتحارية ومن باب قتل النفس، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد اعتمد درويش على علماء السلفية التقليدية في التنديد بتلك العمليات الانتحارية التي يقوم بها أفراد من حركة حماس ضد الإسرائيليين، ولا ريب أن في اليهود أيضا من أفتى بجواز قتل الفلسطيين، حيث أفتى الحاخام اليهودي مردخاي إلياهو بجواز قتل حتى شيوخ الفلسطينيين ونسائهم وأطفالهم وبهائمهم، وفي المقابل اشتد الصراع بين الفرع الجنوبي والشمالي لمواجهة الانتخابات التشريعية، فقد حرض الفرع الشمالي العرب في إسرائيل على عدم المشاركة فيها، وقد عدت إسرائيل هذا التحريض دعوة إنفصالية، أما الفرع الجنوبي فقد حث العرب على المشاركة تحقيقا لمصلحتهم العامة، بدأ رائد صلاح رئيس الفرع الشمالي بكتابة مقالات وبيانات في جريدته الموسومة بصوت الحق والحرية التي أصدرها سنة 1989، وألقى الخطب والمحاضرات لمنع المشاركة في الانتخابات لسنة 2003، وقد أثمرت جهود رائد صلاح حيث نال الفرع الجنوبي مقعدا واحدا، واشتد الصراع في انتخابات 2009 أيضا، ليعلن رائد صلاح أن المشاركة في الانتخابات لا جدوى منه، لأن الكنيست أصل من أصول المشروع الصهيوني، وقد قام الفرع الجنوبي بنشر البيانات والرسائل والردود على الفرع الشمالي في جريدته التي أصدرها سنة 1996، يقول أحد نواب الكنيست الإسرائيلي عن الفرع الجنوبي للحركة مسعود غنايم:" نحن حركة برلمانية قبلنا بالواقع الإسرائيلي، وخطابنا لا يشبه الخطاب الأفغاني، ولهذا دخلنا الكنيست عام 1996 لنلعب اللعبة البرلمانية، ونقوم بخدمة أهلنا، لم نتقوقع في فقه متشدد يرى المجتمع الإسرائيلي مجتمعا كافرا جاهليا"، والحقيقة أن الفرع الشمالي نفذ الفتوى التي أطلقها علماء الإخوان المسلمين في حرمة المشاركة في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية أمثال المرشد العام للإخوان المسلمين مصطفى مشهور وخليفته مأمون الهضيبي وفتحي يكن من لبنان وعبد المجيد الزنداني من اليمن والقرضاوي وغيرهم، وأصدرت حركة حماس الفلسطينية فتوى بحرمة المشاركة، بينما بقي الفرع الجنوبي على قراره في المشاركة، وقد قال درويش:" نحن في الحركة الإسلامية – الفرع الجنوبي- اخترنا منهج التيسير لا التعسير، والوسطية والاعتدال لا التزمت والتعصب، ومد الجسور مع الآخرين، وكل من خالفنا في الرأي... ثم خاطب قادة الفرع الشمالي" اتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم ودعوتكم، وعودوا الى الحق وإياكم أن تأخذكم العزة بالإثم"، ثم قال أصدر الفرع الجنوبي بيانا ضد الفرع الشمالي جاء فيه:" أليست الإنتخابات وما يتعلق بها في كل أنحاء العالم فرصة للتغيير من القضايا الوطنية والإنسانية والمدنية، ثم انتقد البيان بشدة حملة مقاطعة الانتخابات التي يقودونها" أليس أطفال وجرحى وفقراء غزة أولى بمئات الآلاف من الشواقل – العملة الإسرائيلية- التي تنفقونها على حملة المقاطعة للإنتخابات التي جمعت أصلا لأهل غزة، أم من أين لكم الأموال الطائلة التي تنفقونها على حملة المقاطعة للإنتخابات؟ بالنسبة لنا الانتخابات معلومة المصدر والجهة، ماذا عنكم؟". واشتدت خلافاتهما حتى في الجامعات الإسرائيلية، فهناك كتلة إقرأ للفرع الشمالي، وفي المقابل هناك كتلة القلم التابعة للفرع الجنوبي، إلا أن رائد صلاح يقول:" منذ خمسين عاما ماذا فعل النواب العرب، وهم أقلية أمام الإجماع اليهودي، ثم ذكر أن إسرائيل قرر تهويد الدولة، وسيتم طرد العرب منها الى الوطن البديل، وهو الأردن، وسيتم توطين اللاجئين في الشتات في الأردن، لذلك الحل الوحيد هو المقاومة للإحتلال، وهي الطريق لخلاص الأمة، ثم ذكر الوعود التي أعطيت للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم، مثل وعد بيل كلنتون في مؤتمر شرم الشيخ ووعد جورج بوش الإبن George W. Bush في مؤتمر أنابوليس The Annapolis Conference عندما قال لن تمر سنة 2008 إلا وسنجد دولة فلسطينية مستقلة، ثم جاء أوباما ولم يحقق شيئا لهم، والحقيقة أن دونالد ترامب قام بما لم يقم به أحد من قبله، حيث اعترف بالقدس Jerusalem عاصمة لإسرائيل، وله مشروع جديد ضمن ما يسمى بصفقة القرن، من بنوده جعل بلدة أبو ديس عاصمة دولة فلسطين المستقبلية، وتوطين مليون لاجيء فلسطيني في الأردن مقابل حصوله على 45 مليار دولار، وفي عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن كانت هناك خطة بتوطين بعض الفلسطينيين في العراق لتحقيق التوازن بين السنة والشيعة، ولكن في المقابل يقول قادة الفرع الجنوبي أن الحوار والحل السلمي هو الحل الوحيد مع الدول العظمي، وقد قامت حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu حظر الحركة الإسلامية الفرع الشمالي سنة 2015 كان ذلك بتوقيع وزير الدفاع الإسرائيلي موسى يعالون Moshe Yaalon، وبعد حظرها يأتي نائب الحركة كمال الخطيب ليقول إن الحركة ستلتزم بقوانين دولة إسرائيل، وقد وجهت المحكمة الإسرائيلية إلى رائد صلاح تهما تتعلق بالتحريض على العنف والإرهاب، وهو عندما يعرف نفسه يقول عكس تعريف درويش لنفسه حيث يقول:" مسلم عربي فلسطيني يعيش على أرضه وفي بيته له الحق الأبدي، وسيبقى هذا الحق حاضرا ومستقبلا، وهذا الفلسطيني يتمسك بارتباطه الطبيعي مع الحاضر العربي والإسلامي والفلسطيني، ويرى ذلك التحقق الصادق في هويته، ويسعى بكل إمكانياته ليتحقق هذا الامتداد العربي الإسلامي الفلسطيني"، لا نجد في تعريف رائد صلاح كلمة واحدة عن إسرائيل كما فعل درويش، ولا يعني أن الفرع الجنوبي بقي صامتا أمام مواقف إسرائيل، حيث انتقدها بقسوة، يقول درويش:" لقد انتظرنا حكومة إسرائيل على المبادرة العربية التي أعلنت عنها القيادة السعودية في القمة العربية في بيروت سنة 2002، فكان جواب إسرائيل اجتياح الضفة الغربية"، ويقول عبد الله صرصور رئيس الفرع الجنوبي - خلف درويش بعد استقالته سنة 1994" اسرائيل اليوم أسوأ حالا منها في الماضي السحيق، حيث نجد تسابقا بين القيادات السياسية والدينية الإسرائيلية في استئصال الشعب الفلسطيني"، ولا جرم أن صعود الأحزاب اليمينية الإسرائيلية أضعف موقف الفرع الجنوبي المعتدل، وأعطى المصداقية أكثر للفرع الشمالي الذي يقف ضد سياسات اسرائيل، فظهور الأحزاب اليمينية الإسرائليلية مثل حزب الليكود Likud وشاس(حزب حراس التوراة السفارديين) Shas واسرائيل بيتنا Yisrael Beitenu ومفدال(الحزب القومي الديني) Mafdal) منذ انتخابات سنة 1996 وتسلمها رئاسة الحكومة ابتداء من بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu ما بين (1996-1999) وأيهود باراك Ehud Barak ما بين(1999-2001) وآرييل شارون Ariel Sharon ما بين(2001-2006) وأيهود أولمرت Ehud Olmert ما بين(2006-2009) والآن مرة أخرى بنيامين نتاناهيو من سنة 2009 و حتى الآن، وهو يقود الآن اليمين الإسرائيلي ولهذا تعد فترة رئاسته للوزراء أطول فترة في تاريخ إسرائيل، كل ذلك رسخ اعتقاد أكثر عرب إسرائيل أن إسرائيل ليست صادقة في بناء دولة للجميع، بل تريد دولة دينية يهودية لليهود فقط كما أكد ذلك بنيامين نتنياهو، ولهذا طالب بعض قادة اليمين المتطرف مثل الحاخام سيمون آرييه بتدمير الأقصى لبناء هيكل سليمان بل وصل الأمر بزعيم حزب اسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان Avigdor Lieberman عندما تسلم وزارة الخارجية الى مواجهة مع مصر مطالبا بقصف السد العالي بقنبلة نووية، وإغراق المصريين في نهر النيل، مما دفع بمصر الى عدم استقباله، ولا ريب أن اليمين المسيحي الأمريكي أكبر مساند لليمين اليهودي في إسرائيل، ولهذا نجد تطورا كبيرا في العلاقات بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.