مقاعد الكورد في خطر .. 30 ألف عائلة عربية انتقلت إلى كركوك بعد ‹16 أكتوبر›
زادت نسبة السكان من المكون العربي بشكل كبير في مدينة كركوك (أبرز المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان أو ما تسمى بـ ‹المتنازع عليها›) في أعقاب أحداث 16 أكتوبر / تشرين الأول 2017، ويحذر مسؤولون كورد من أن مقاعد الكورد في المدينة باتت في خطر.
ووفق المعلومات المتوفرە، فقد انتقل حوالي 30 ألف عائلة من المكون العربي إلى كركوك، وحصل قسم كبير منهم على بطاقات الإسكان والغذاء، كما تم إبعاد الكورد من غالبية المناصب التي كانوا يشغلونها في المحافظة، فيما يشرف محافظ كركوك بالوكالة شخصياً على تنفيذ سياسات التعريب على قدم وساق.
الوافدون العرب
ومن المقرر أن تجري انتخابات برلمانية مبكرة في العراق في 10 أكتوبر / تشرين الأول القادم، وتتحضر الأطراف السياسية في كركوك لخوض هذه الانتخابات، ويؤكد المسؤولون الكورد في المدينة أن العديد من مناطق كركوك بات فوز العرب مضموناً فيها، بسبب الأعداد الكبيرة من العرب الذين تم جلبهم إليها.
د. محمود رشيد، مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك يقول بالصدد لـ (باسنيوز): «خلال السنوات الـ 4 الماضية تم جلب حوالي 30 ألف عائلة عربية إلى كركوك، وحصل غالبيتهم على بطاقات الإسكان والبطاقات الغائية، وقد حذرنا من خطورة هذا الوضع في السابق»، مشيراً أيضاً إلى أن «هناك تزايد بأعداد الناخبين في كركوك بشكل غير طبيعي».
ووفق المعلومات الواردة فقد ارتفع عدد الناخبين في كركوك من 800 ألف إلى مليون و75 ألف و510. يقول مسؤول فرع الديمقراطي الكوردستاني في كركوك: «نعم .. لقد تجاوز عدد الناخبين المليون».
وهناك أصوات تطالب الأطراف السياسية الكوردية بمقاطعة الانتخابات في كركوك، أو اشتراط إعادة تنظيم قوائم الناخبين، ويشير رشيد إلى أن «هناك مساع حثيثة لاقتصار التصويت على سكان المدينة الأصليين، لا أولئك الذين وفدوا إليها في أعقاب 16 أكتوبر 2017»، ويضيف «تعلمون جيداً كيف هي أوضاع العراق، وحتى الآن لم تقرر الأطراف السياسية مقاطعة الانتخابات»، مؤكداً أن «مقاطعة الانتخابات في كركوك في هذا التوقيت ليس لصالح الكورد».
ويشير المسؤول الكوردي إلى أن «هناك خطر على دائرة مركز كركوك، لأن هناك الكثير من العرب في دائرة الحويجة، وهناك 3 مقاعد مضمونة لهم فيها، بينما غرب كركوك غالبيتهم من الكورد وتم إلحاقها بدائرة المركز التي فيها العرب والكورد والتركمان، وهذا إجحاف بحق المكون الكوردي»، مؤكداً أن «الكورد ظلموا في توزيع مقاعد كركوك، لذلك نسعى الآن كي يخسر الكورد هذه المقاعد الستة».
ويؤكد د. محمد رشيد، أن الحزب الديمقراطي الكوردستان بدأ العمل في كركوك.
تعريب
وأثار جلب الوافدين العرب إلى كركوك استياءً كبيراً في الشارع الكوردي، حيث يصفون الأمر بأنه يندرج ضمن سياسة التعريب ويؤثر بشكل كبير على عدد مقاعد الكورد وكذلك مستقبل المدينة.
بهذا الصدد، يقول محمد كمال، رئيس قائمة (التآخي) في مجلس محافظة كركوك «راكان الجبوري يسهل قدوم العرب إلى المدينة»، ويضيف «قبل أحداث 16 أكتوبر بـ 4 سنوات، حين هاجم داعش المنطقة، غالبية عرب الحويجة تركوا مناطقهم وجاؤوا إلى كركوك، ولن يعودا بعد الآن».
ويلفت كمال إلى أن «أعداد الناخبين زادت بشكل غير طبيعي في كركوك، كما أن عدم وجود مجلس محافظة يشكل تهديداً آخر، وحالياً هناك خطر ازديار أعداد بعض المكونات، إذ أن عمليات التعريب تجري بقوة في كركوك».
ويقول: «غالبية العرب الذين جاؤوا إلى كركوك لن يعودوا إلى مناطقهم مرة أخرى، وإن عدنا إلى قوائم الناخبين، نجد أن أغلبهم مسجلون في الحويجة والعباس والرشاد وملا عبد الله، ويجب أن يصوت هؤلاء الناخبين في مناطقهم تلك، لأن تصويتهم في مركز كركوك يغير النسب ولا يصب لصالح الكورد».
ويؤكد رئيس قائمة (التآخي) في مجلس محافظة كركوك، أن «هذه الأوضاع المتأزمة تدفع الكورد إلى مغادرة المدينة».