• Friday, 19 April 2024
logo

متحدث القوات الأميركية السابق بسوريا: نواصل التنسيق مع العراق وكوردستان هزيمة داعش

متحدث القوات الأميركية السابق بسوريا: نواصل التنسيق مع العراق وكوردستان هزيمة داعش

أكد المتحدث السابق باسم القوات الأميركية في سوريا، مايلز كاغنز، أن أميركا تبين، بأنها ستستمر في التنسيق مع شعب العراق، وكوردستان، وشمال شرق سوريا لغرض التأكد من بقاء داعش مهزوماً، مشيراً إلى ان "منذ بدء العمليات ضد داعش في 2014، كان الدور الرئيس لقوات أميركا والتحالف هو تقديم المشورة، ومع تغيير مهامها من قتالية إلى تقديم المشورة والتدريب، فإن الشراكة باقية".

وقال كاغنز في مقابلة  إن: "أميركا لم تتعامل بصورة مباشرة مع الحشد الشعبي في تنفيذ العمليات ضد داعش. لكننا بلا شك نعلم أن الحشد كان قوة مفيدة في العمليات الرئيسة. هناك الآن في بغداد مناقشات كثيرة حول مستقبل وطريقة عمل الحشد"، منوهاً إلى ان "الإشارات التي تظهر من قيادات واشنطن، تقول إننا في أميركا متفقون على التواجد الحقيقي المتجسد في العراق وشمال شرق سوريا في المستقبل المنظور، وليست هناك أي إشارة إلى حدوث انسحاب مفاجئ أو سريع كالذي حدث في أفغانستان".

* كولونيل كاغنز، شكراً جزيلاً لمشاركتكم من مانهاتن في نيويورك. أود أن أسألك عن القوات الأميركية في العراق. أكدت أميركا أن مهامها الاستشارية والتدريبية ستستمر في العراق، هل تعتقد أن بإمكان أميركا إقناع دافعي الضرائب الأميركيين بالبقاء في العراق فترة طويلة؟

مايلز كاغنز: أهلاً بك من دواعي السرور دائماً أن يحل المرء ضيفاً على بيوت مشاهدي رووداو، شكراً جزيلاً لهذه الفرصة. أجل أريد البقاء على تواصل مع الأصدقاء في كوردستان الكبرى وأبين توقعاتي حول استمرار التزام أميركا بالتأكد من عدم عودة داعش للظهور..

* كان سؤالي الأول حول أن أميركا تؤكد أن مهامها الاستشارية والتدريبية في العراق ستستمر، هل تعتقد أن بإمكان أميركا إقناع دافعي الضرائب الأميركيين بدفع ضريبة البقاء في العراق لفترة طويلة؟

مايلز كاغنز: وقع الرئيس الأميركي قانوناً يعرف بقانون السماح بالدفاع الوطني، والقانون يتحدث عن إنفاق الأموال حسب مقتضيات الأمن القومي الأميركي، وأشار تقرير نشرته رووداو إلى جمع مئات ملايين الدولارات للبيشمركة من دافعي الضرائب الأميركيين، كما جمعت مئات ملايين أخرى لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا. عندنا في أميركا قول مأثور مفاده: ضع مالك حيث يبلغه فوك. أميركا تبين، وتقول بعبارات جميلة إننا سنستمر في التنسيق مع شعب العراق، وكوردستان، وشمال شرق سوريا لغرض التأكد من بقاء داعش مهزوماً.

* لكن تعرف أن هذا القانون يسري سنة واحدة، فهل تعتقد أنه سيستمر مستقبلاً لفترة أطول؟

مايلز كاغنز: الحملة ضد داعش، تجري سنة بعد سنة، والتحالف الذي تقوده أميركا شارك إلى جانب قوات الأمن المحلية منذ 2014، وتم منذ ذلك الحين إنفاق أكثر من خمسة مليارات دولار تم تسليمها بصورة مباشرة للقوات الأمنية في العراق وللبيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية، كما أنفقت وزارة الخارجية الأميركية عن طريق الشراكة أكثر من عشرة مليارات دولار للمساعدات الإنسانية في المنطقة. هذا يدل على استمرار صداقتنا وتعاوننا في مهمة هزيمة داعش. أما مساندة إقليم كوردستان والبيشمركة فتتقدم بصورة جيدة كما يعرف المشاهدون وقد بدأت منذ مطلع التسعينيات وحرب الخليج الأولى وهي مستمرة إلى اليوم.

* ستكون لي أسئلة حول هذا، لكن قبل ذلك دعني أسألك عن داعش، أقدم داعش على تغيير تاكتيكه ويتبنى تاكتيك حرب العصابات حالياً، هل تعتقد أن المشورة والتدريب اللذين يقدمهما التحالف كافيان للتصدي لهجمات داعش باستخدام التاكتيك الجديد في 2022؟

مايلز كاغنز: شهدنا عودة داعش وهو يستخدم أسلوب حرب العصابات والمجموعات الصغيرة، التي يتكون بعضها من فردين أو ثلاثة وفي بعض الأحيان عشرة، لمهاجمة القوات الأمنية والمدنيين. هنا أتوجه بتعازيّ إلى عوائل ضحايا الهجوم الوحشي الذي شنه داعش على مخمور والبيشمركة الأبطال الذين واجهوهم في مخمور وفي ديالى أيضاً. أعمال القتل المأساوية هذه دليل على أن داعش لا يزال خطراً، ومهمة البيشمركة والقوات الأمنية العراقية هي القضاء على هذا الخطر في المنطقة، وواجب قوات الحشد الشعبي المنتشرة في تلك المنطقة القضاء على هذا الخطر، وخاصة في المناطق التي يختبئ فيها داعش.

* هل ستكفي المهام الاستشارية الأميركية لمساندة القوات العراقية والكوردية في التصدي لهذه المواجهة؟

مايلز كاغنز: منذ بدء العمليات ضد داعش في 2014، كان الدور الرئيس لقوات أميركا والتحالف هو تقديم المشورة، ومع تغيير مهامها من قتالية إلى تقديم المشورة والتدريب، فإن الشراكة باقية، ويجتمع القادة الأميركيون مع القادة العراقيين وقادة البيشمركة معاً، ويخططون لمواجهة هجمات داعش، كما تقدم أميركا المساندة التقنية لتلك القوات من خلال إطلاق الطائرات المسيرة للكشف عن داعش، وفي حال طلبت الحكومة فإن أميركا لا تزال مستعدة لتنفيذ ضربات جوية، وقد رأينا كيف أن أميركا كانت تنفذ في اليوم الواحد المئات من الضربات الجوية لكنها تراجعت الآن إلى عدد صغير جداً، والسبب هو أن مسلحي داعش لم يعودوا يستطيعون الظهور علناً كمحاربين.

* أشرت إلى قوات الحشد الشعبي.. في حال توتر العلاقات بين أميركا والحشد الشعبي واستمرار هذا التوتر، هل هناك احتمال وقوع صدام بينهما في المستقبل.

مايلز كاغنز: أميركا لم تتعامل بصورة مباشرة مع الحشد الشعبي في تنفيذ العمليات ضد داعش. لكننا بلا شك نعلم أن الحشد كان قوة مفيدة في العمليات الرئيسة. هناك الآن في بغداد مناقشات كثيرة حول مستقبل وطريقة عمل الحشد، بالتأكيد هناك أشخاص سيئو النوايا ومجرمون داخل الحشد الشعبي هاجموا القواعد العراقية وقواعد البيشمركة التي توجد بها قوات التحالف. التحالف يتمتع بحق الدفاع عن النفس، لكن السبب الرئيس لتواجد قواته في العراق وفي شمال شرق سوريا هو محاربة داعش، وقد قررت حكومات العراق وكوردستان وقياداتها إقصاء أولئك المجرمين والإرهابيين الموجودين ضمن الحشد الشعبي. كانت هناك عملية إلقاء قبض ناجحة مشتركة بين قوات مكافحة الإرهاب وزيرفاني والآسايش، على الإرهابيين الذين أطلقوا صواريخ باتجاه إقليم كوردستان، وكانت للحكومة الاتحادية أيضاً عمليات ناجحة استهدفت هؤلاء الأشخاص.

* هل ترى أن إلقاء القبض على أفراد سيؤثر بشكل كامل على تلك الفصائل خاصة تلك التي توصف بغير القانونية أو الخارجة على القانون، فهي فصائل ميليشياوية ولها قيادات وأسلحة بل تستطيع صنع طائرات مسيرة داخل العراق. ألا تعتقد بوجوب اتباع معايير أخرى لمواجهة تلك القوات التي هي جزء من الحشد الشعبي؟

مايلز كاغنز: في هذه النقطة، هناك القليل جداً من القوات الأميركية والتحالف في حملة الحرب ضد داعش، ونحن نعتمد على شركائنا في البيشمركة والقوات العراقية لحماية قوات التحالف. القوانين في العراق وضعتها القيادات في بغداد. هذه القيادات تعهدت للقيادات الأميركية وللممثلين الدبلوماسيين والممثلين العسكريين بأن العراقيين يتحملون مسؤولية الأمن الداخلي للعراق وقرار مواجهة الأشخاص الإرهابيين الخارجين على القانون هو قرارهم. القبض على القيادات مهم، لكن إضافة إلى ذلك يجب العمل على تحييد تلك الشبكة من خلال الحد من نشاطها في مجال التهريب واستخدام المعلومات الاستخبارية لمنع وقوع تلك الهجمات بالدرجة الأولى.

* أفهم ذلك.. تحدثت عن أن مساندة أميركا لإقليم كوردستان تمتد إلى بداية التسعينيات، وأنه تم توفير الأمن والحماية لإقليم كوردستان من جانب أميركا حتى قبل 2003، كما ذكرتم. هل تعتقد أن أميركا ستواصل حمايتها لأمن إقليم كوردستان العراق حتى في حال انسحاب أميركا من العراق؟

مايلز كاغنز: الإشارات التي تظهر من قيادات واشنطن، تقول إننا في أميركا متفقون على التواجد الحقيقي المتجسد في العراق وشمال شرق سوريا في المستقبل المنظور، وليست هناك أي إشارة إلى حدوث انسحاب مفاجئ أو سريع كالذي حدث في أفغانستان. أعتقد أن الشراكة ستبقى وستستمر بسبب رغبتنا المشتركة هذه. نجد أن لأميركا مع العراق تنظيم أمني وعلاقات ثنائية، وإضافة إلى حرب داعش، سيؤدي هذا إلى شراكة اقتصادية وثقافية تستمر في النمو، وكما أشرت والمشاهدون يعلمون أنه يجري بناء قنصلية ضخمة في أربيل ستصبح مصدراً لهذا النوع من التبادل والتعاون والشراكة وستنمي تلك العلاقات. العلاقات تبنى على أساس الثقة والمصلحة المشتركة والقيم المشتركة.

 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

Top