هل أجهضت السنوات العجاف في إقليم كوردستان حلم "هونغ كونغ الشرق الأوسط"؟
شهد اقليم كوردستان بين الأعوام 2004 و2014 طفرة نوعية غيرت معالمه العمرانية وجعلت منه محط أنظار عالم المال والأعمال لعقد من الزمن، حتى وصل تفاؤل بعض المراقبين إلى وصف ما يجري هناك بـ"معجزة اقتصادية" تنبئ بتحول الإقليم إلى "هونغ كونغ الشرق الأوسط".
وبالرغم من هذه النظرة المتفائلة إلا أن الأزمة المالية التي عصفت بالإقليم خلال العامين الماضيين، لتصل إلى حد العجز عن تسديد رواتب الموظفين، أثارت الكثير من التساؤلات.
الإيرادات النفطية عصب الحياة
يرى الخبير الاقتصادي هاوري فاخر، في حديثه أن "الإقليم ما يزال، مثله مثل العراق ككل، يعتمد في إيراداته النفطية بشكل شبه تام، وتذهب التقديرات إلى أنه يصدر يوميا أكثر من 500 ألف برميل عبر ميناء جيهان التركي".
الإقليم سوق استهلاكي
أما عن الطفرة الاقتصادية التي في الإقليم، فيقول فاخر انها "تمت من خلال استثمار عشرات المليارات من الدولارات، فقد ركزت على العقارات وبعض قطاعات البنى التحتية، في وقت لم تحتل فيه القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية والحرفية أهمية تذكر".
ويضيف فاخر "وهكذا تحول الإقليم إلى سوق استهلاكية لمنتجات دول أبرزها تركيا وإيران والصين، وهذه الدول هي أهم ثلاثة شركاء للإقليم، إذ تقدر حصة كل منها في سوقه بما لا يقل عن 30%، ويستورد الإقليم ما يزيد على 95% من سلعه الاستهلاكية من الخارج".
المشاكل المزمنة مع بغداد
بعد فترة الانتعاش الاقتصادي التي مر بها الإقليم خلال عشر سنوات، ضربت الإقليم عاصفة ملبدة بأزمات كبيرة، منها انخفاض أسعار النفط والحرب على داعش والازمة مع بغداد.
ويؤكد احمد علي، المختص في شؤون العلاقات العامة، في حديثه أن "ما مر به الاقليم من انتكاسات اقتصادية كان سببها الرئيسي هو الخلافات المستدامة مع بغداد على قضايا متعلقة بتصدير النفط وواردات الاقليم الداخلية، كل تلك الأمور ادت إلى تراجع الواقع الاقتصادي في الاقليم ما خلف ركودا في الاستثمارات الداخلية وتوقف مئات المشاريع وافلاس مئات الشركات".
توقف 6000 مشروع في السليمانية
في عام 2017 أعلن مجلس محافظة السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كوردستان، توقف نحو ستة آلاف مشروع خدمي استراتيجي، كما أعلن مئات المقاولين إفلاسهم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وقالت رئيسة لجنة المشاريع في مجلس محافظة السليمانية، خديجة عبد الجبار "توقف نحو 6000 مشروع خدمي استراتيجي عن العمل، بسبب الأزمة المالية التي يمر بها إقليم كوردستان منذ ثلاث سنوات".
900 شركة توقفت عن العمل
اتحاد الصناعيين في اقليم كوردستان، أعلن هو الآخر إفلاس من 800 إلى 900 شركة من أصل 1280 شركة في محافظة السليمانية، وتوقف قرابة ألف مشروع حتى الآن.
وقال نائب رئيس اتحاد الصناعيين في السليمانية، محمد عطا عبد الله"عمل الصناعيين في وضع سيء للغاية، كان الوضع جيداً قبل مجيء داعش لكن بعد ذلك توقف عمل الصناعيين جميعاً، وحين عاودوا نشاطهم ظهر فيروس كورونا ليتوقف العمل مجدداً".
وأضاف "زيادة الضرائب المفروضة على الشركات أسهم أيضاً بتوقفها عن العمل".
شفق نيوز