• Thursday, 25 April 2024
logo

احمد داوود أوغلو: لا ينبغي لتركيا النّظر لكورد سوريا على أنهم تهديد وهدف

احمد داوود  أوغلو: لا ينبغي لتركيا النّظر لكورد سوريا على أنهم تهديد وهدف

أكّد رئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو، أنه يجب على "تركيا عدم النظر لكورد سوريا على أنهم تهديد أو هدف"، مبيناً ان التغيير الديمغرافي في أي منطقة سورية "ليس من مصلحة تركيا".

 

جاء ذلك، خلال عقده لمؤتمر صحفي، في مدينة ديار بكر (آمد)، وفي ردّه على سؤال حول العملية العسكرية المحتملة، أجاب قائلاً "ينبغي مناقشة الأمر مع الولايات المتحدة وألا ينظر تركيا لكورد سوريا على أنهم تهديد".

 

البيان الصحفي لأوغلو، سلّط الضوء على الوضع الحالي في تركيا وإقليم كوردستان وروجافا.

 

وتعليقاً منه على الحق في تعليم اللغة الكوردية في المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا وفصائل معارضة، أشار أوغلو إلى أن "استخدام اللغة الأم في التعليم والخدمات العامة حق طبيعي"، مبيناً أنه "لا يرى في ذلك تهديداً".

 

وأشاد رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي السابق، بعلاقتهم مع حكومة إقليم كوردستان، وذكر بالقول "إخواننا في حكومة إقليم كوردستان هم من نفس عرقنا، وكورد العراق حلفاء لتركيا، لذا على التوافق والتسوية أن يكونا أساس سياستنا".

 

وزار داوود أوغلو أمس مدينة ديار بكر مشاركاً في تجمع لأنصار حزبه، وألقى عليهم كلمة بعنوان "بناء مستقبلنا الديمقراطي: المسألة الكوردية"، مقترحاً فيها بعض النقاط لحل القضية الكوردية.

 

وحول العملية العسكرية المحتملة في مناطق روجافا (شمال وشمال شرق سوريا)، قال أوغلو إنه "يجب مناقشة هذا الأمر بوضوح مع الولايات المتحدة، فضلاً عن عدم القيام بأي اجراءات في تلك المناطق (شمال سوريا) بحيث تشكّل تهديداً لتركيا".

 

وأردف أنه "لا ينبغي السماح باستخدام هذه القضية داخل تركيا، كما يجب عدم النظر إلى الشعب الكوردي في سوريا على أنه تهديد أو هدف".

 وفيما يلي أدناه نص الحوار مع داوود أوغلو:

 * تركيا تريد التدخل عسكرياً في منبج والشهباء وتل رفعت، لذا بحسب خبرتك في السياسة الخارجية، هل تعتقدون بصفتكم حزب المستقبل أن هذه التدخلات صحيحة؟

 

أحمد داوود أوغلو: شكرًا لك. من الواضح أن هناك مشاكل أمنية خطيرة على الحدود الجنوبية لتركيا، وخاصة في سوريا، وليس فقط في تل أبيض (كري سبي) ومنبج، ولكن أيضاً في إدلب وأماكن أخرى، لذا من حق تركيا اتخاذ الإجراءات الأمنية في هذا السياق، لكن هناك شيء واحد يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن هذه المناطق يُنظر إليها فعلياً على أنها مناطق سيطرة أميركية.

 

وبخصوص ذلك، يجب مناقشة هذا الأمر بوضوح مع الولايات المتحدة وبذل الجهود لضمان عدم وجود تهديد لتركيا في تلك المناطق، كما لا ينبغي السماح باستخدام هذه القضية داخل تركيا، ويجب عدم النظر إلى الشعب الكوردي في سوريا على أنه تهديد أو هدف.

 

* الكورد هناك في خطر كبير ولا يشعرون بالأمان بسبب هذه العمليات، ألا توجد طريقة أخرى لحل هذه المسألة؟ وما الحل الذي تقترحه؟

 

أحمد داوود أوغلو: أولاً، يجب بذل الجهود لحل شامل في سوريا، ففي الـ18 تشرين الثاني 2015، قرر مجلس الأمن الدولي تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا وحل جميع القضايا، لهذا ما لم يوضع حل لسلام عام في سوريا، لن يكون من السهل أن يجد سكان المناطق السورية المختلفة أنفسهم في وضع آمن.

 

وثانياً، يجب التركيز فقط على التهديد المباشر وغير المباشر الذي يشكله تواجد حزب العمال الكوردستاني في تلك المناطق، وألا ينظر لجميع الكورد السوريين كتهديد وهدف، كما يلزم مناقشة هذه المسألة بشكل مباشر وصريح مع الولايات المتحدة.

 

* حسناً، الآن في سوريا، سيما في المناطق الكوردية، تتغير التركيبة السكانية للمنطقة من قبل المجموعات التي تدعمها تركيا، إنهم يستبدلون الكورد بالعرب، يفعلون ذلك ضمن جغرافية الكورد، وبالمقابل، الكورد منزعجون من ذلك، خلال فترة عملكم في الوزارة كانت هنالك زيارات وحوارات، فهل من الممكن أن تتكرر مرّة أخرى، أم ترون أن التغيير الديمغرافي في تلك المناطق أمر صائب؟

 

أحمد داوود أوغلو: لا، التغيير الديمغرافي في سوريا ليس في مصلحة تركيا أيضاً، وانسانياً من الخطأ جداً أن يغادر الناس أماكنهم ومناطقهم.. والتغيير الديمغرافي أساساً قد أجري على يد النظام السوري، فالخط الفاصل بين حماة وحمص وحلب شبه مهجور، ومعظم سكان هذا الخط جاؤوا إلى تركيا كلاجئين.

 

مصلحة تركيا هي ألّا يترك أي مجتمع سوري، كوردي أو عربي أو تركماني أو سني أو علوي أو نصيري، لمنازلهم، إضافة إلى وجوب إيجاد حل.

 

بمجرد أن يبدأ التغيير الديمغرافي، سيؤدي ذلك إلى صراعات وتوترات كبيرة وسيستمر لسنوات عديدة قادمة، كما يجب أن يعود أي شخص إلى منطقته الأصلية قبل الحرب، للعيش فيها وحماية حقوقه الملكية، ولا يجب تغيير أي تركبية مجتمعية.

 

* سنضرب مثالاً بعفرين، يتم توفير التعليم فيها حالياً باللغة العربية، إلى جانب اللغة التركية، لكنهم لا يقدمون تعليماً باللغة الكوردية، كيف ترى هذه السياسة؟، الكورد هناك يواجهون سياسة القمع على أراضيهم ولا يمكنهم التعلّم بلغتهم الخاصة.

 

أحمد داوود أوغلو: في عفرين أو أي مكان آخر، يجب حماية الحق في التعليم باللغة الأم بشكل حازم، فكل هذه اللغات مقدسة بالنسبة لنا، التركية والكوردية والعربية هي لغاتنا، يجب أن يتعلم الطلاب معاً هذه اللغات، وبالطبع يجب تعلّم أي شخص للغته الأم أولاً.

 

 

  

حاوره: ماشاء الله دكاك - شبكة روداو الأعلامية

Top