• Thursday, 02 May 2024
logo

ظاهرة التدخين في مدارس العراق: وحلول لم تتحقق حتى الآن

ظاهرة التدخين في مدارس العراق:  وحلول لم تتحقق حتى الآن

انتشرت في العراق ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس في السنوات الأخيرة بشكل ملفت، وسط إهمال الأهل وعدم وجود حلول حقيقية وجدية لهذه المشكلة.

وبحسب خبراء في مجال التربية والتعليم وحتى الصحة، فإن تأثير التدخين في سن مبكرة لن يكون على سلوك الأشخاص فقط، وإنما على صحته التي قد تتراجع وتتدهور في وقت مبكر.

فرض العقوبات لا يكفي
وتقول الخبيرة التربوية إسراء البياتي في حديث ، إن «إدارات المدارس تتابع وتراقب وتفرض عقوبات على الطلاب المدخنين»، مشيرة إلى أن «ذلك لا يكفي، لأن الطلبة  يحتاجون إلى متابعة أولياء الأمور لأولادهم كي تتم السيطرة على هذه الظاهرة».

وتابعت البياتي، أن «العقوبة التي تفرضها إدارة المدرسة على كل طالب يحمل علبة السجائر معه أو يتم ضبطه وهو يدخن داخل المدرسة هي الفصل عدة أيام ولا يعود إلى الدراسة دون جلب ولي أمره»، معتبرة أن «هكذا إجراءات لا تحد من ظاهرة تدخين الطلاب، وانما تسيطر عليه خلال فترة الدوام فقط، أما خارج الدوام المدرسي لا سيطرة على هؤلاء الطلاب المدخنين، وهذه هي المشكلة الكبرى».

وحذّرت وزارة الصحة العراقية من مخاطر اتساع ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس، مؤكدة تسجيل نسب مرتفعة تصل إلى 20 بالمائة، وسط دعوات لوضع حلول ناجعة لهذه الآفة المجتمعية.

ووفقاً لمدير قسم مكافحة التبغ في وزارة الصحة عباس جبار، فإنّ «المسوحات التي نُفذّت لمعرفة نسب التدخين في المدارس المتوسطة أظهرت نسباً عالية تصل إلى 20‎% من مجموع الطلاب، ما يعني أن خمس الطلاب يدخنون من عمر 13 - 15 سنة»، محذراً من «خطورة اتساع الظاهرة بين الطلاب».

ويحثّ مختصون بالشأن المجتمعي على أهمية وضع الحلول لمنع الظاهرة من التفشي في المدارس.

فريق متخصص
وتقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان زينب سرمد  إن «المدارس بحاجة إلى برامج يديرها فريق متخصص من أطباء وباحثين تربويين ومختصين في مجال حقوق الإنسان لمحاربة التدخين ومنع استمرار هذه الظاهرة».

وتتابع سرمد، أن «هذه البرامج يجب إدارتها من قبل وزارتي التربية والصحة والداخلية ومنظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع أولياء أمور الطلاب، وأن تركز تلك البرامج على الحملات التثقيفية والتوعية بالنسبة للطلاب ولأولياء أمورهم، وهي بذلك تكون موجهة للمدخنين من الطلاب ولزملائهم وأولياء أمورهم جميعاً».

ومنذ العام 2012 صوّت البرلمان العراقي على قانون «منع التدخين في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية»، والذي تضمن عقوبات وغرامات تفرض على المخالفين، إلا أن القانون لم يجد طريقه للتنفيذ حتى الآن.

ويقول الطبيب الاختصاص في مجال الباطنية والصدرية بشار عيسى، إن «الأشخاص الذين يبدؤون التدخين مبكراً هم ذوو الخطر الأعلى للإصابة بالأعراض والأمراض المرتبطة بالتدخين، بما فيها السعال وضيق التنفس والبرد وعدوى الجيوب الأنفية وعدوى الرئة (الالتهاب الرئوي) وسرطان الرئة وضعف اللياقة البدنية وأمراض القلب وتردي الحالة الصحية بوجه عام».

وبحسب باحثين، فإن التدخين بالنسبة للأعمار الصغيرة هو بداية للسلوك غير السوي للأولاد، لذلك يجب مراقبتهم ومتابعتهم وتتبع مستواهم التعليمي في المدارس من قبل أولياء الأمور، للحفاظ عليهم من الإنجرار نحو تصرفات أخرى قد تكون بداية لانحرافهم.

 

 

 

باسنيوز

Top