• Friday, 26 April 2024
logo

الاعلامي حميد عبد الله يكشف عن وثائق اعدام 2225 بارزانياً ودفنهم في صحراء السماوة

الاعلامي حميد عبد الله يكشف عن وثائق اعدام 2225 بارزانياً ودفنهم في صحراء السماوة

شف الاعلامي الاكاديمي العراقي، حميد عبد الله، عن وثائق سرية صادرة عن دوائر امنية عليا في عهد النظام السابق تتعلق باعدام 2225 من البارزانيين المدنيين، غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ، في يوم واحد ودفنهم في صحراء السماوة، جنوب غرب العراق.

وقال الاعلامي عبد الله، صاحب قناة"تلك الايام" على تطبيق "يو تيوب" :"حصلت على هذه الوثائق السرية من مصادر خاصة وكنت متأكد منها، لكنني لم اعرضها او اتحدث عنها حتى اتأكد 100% من مصداقيتها، وخلال وجودي ببغداد ذهبت الى مؤسسة الشهداء، وهي مؤسسة رسمية وموثوقة، وبحثت عن تلك الوثائق بالذات، ووجدت نسخها الاصلية هناك، حيث اخبروني بانهم حصلوا عليها ضمن وثائق دائرة الامن العامة في عهد النظام السابق وانهم متاكدون من صحتها ويعتمدوها كوثائق رسمية".

الوثائق الصادرة عن الجهات الامنية في 29/3/1989، تتحدث عن تفاصيل اعدام 2225 بارزاني، غالبيتهم من العوائل، اي ليس من الرجال فقط بل اطفال ونساء وشيوخ، وجميعهم مدنيون. 

وعن تاكيد مصداقية هذه الوثائق، يوضح عبد الله قائلا:" بداية لم ينف اي شخص او اية جهة ما جاء في هذه الوثائق، ومن خبرتي الطويلة في التعامل اكاديميا ومهنيا مع الوثائق وخاصة تلك الصادرة عن الاجهزة الامنية في عهد نظام صدام حسين، فان جميع الاوامر والمراسلات في دوائر الامن وقتذاك كانت تكتب بخط اليد ولا تطبع خشية من تسربها ولتبقى محدودة العدد والتداول، ربما نسخة واحدة، لهذا كانوا يختارون شخص يتمتع بمهارة في الكتابة، بخط اليد، وهذا ما تؤكده طريقة كتابة هذه الوثائق".

الوثيقة الاولى صادرة في 29/3/1989، بتوقيع المقدم حقي اسماعيل، ومعنونة الى معاون مدير الامن العامة للشؤون السياسية، والذي يرمز له بالاحرف(م م ع للشؤون السياسية)، خيري جيماران، وهو يوجز احداث اعدام البارزانيين. وحسب ايضاح الاعلامي حميد عبد الله عن سبب كتابة الوثائق بعد 6 سنوات من حادثة الاعدام، قال:" على ما يبدو انه تقرير للايضاح حسب طلب الجهات العليا، او ربما تم فتح تحقيق بالقضية". 

يوضح المقدم حقي اسماعيل، حسب الوثيقة:"في نهاية تموز من عام 1983 بُلغت مع عدد من ضباط أمن بغداد والامن العامة من قبل مدير امن بغداد السابق العقيد عبد الله برع باستلام عدد من البارزانيين الذين سيصلون من الحكم الذاتي(ويعني اقليم كوردستان) ومن الامن العامة- الشعبة الثالثة- وقسم كان محجوزين في سجن ابي غريب"، مؤكدا"تم استلام 2225 منهم وبواسطة الحافلات وتم نقلهم الى منطقة(بصية) وحجزهم هناك".

ويمضي اسماعيل في كتابة تفاصيل الجريمة البشعة، قائلا:"أمر السيد مدير امن بغداد بتشكيل فريق عمل برئاسته حيث اصدر أمر بتنفيذ حكم الشعب(الاعدام) بحق هؤلاء..في بداية آب عام 1983 تم تنفيذ حكم الشعب اعلاه وعددهم 2225 منهم في محافظة المثنى منطقة (بصية) بالتنسيق مع مدير امن المحافظة اعلاه".

يقول الاعلامي عبد الله:" على ما يبدو كانت هناك اسماء معروفة ومهمة بين المعدومين، لهذا، فقد تم تلفيق قضايا، مثل التعاون مع ايران، او محاولة الهروب من العراق، بحق 667 من المعدومين وحكمهم بالاعدام، بعد اعدامهم، وهذا ما تذكره الفقرة(5) من الوثيقة التي تقول: صدر توجيه من السيد مدير الامن العام السابق الدكتور فاضل البراك بتنظيم قضايا خاصة للمهمين منهم ، وفعلا تم تنظيم(16) قضية ل(667) واحيلت القضايا الى رئاسة محكمة الثورة وصدر بحقهم حكم الاعدام ولم تسلم شهادات وفاتهم، وبقي(1558) (متهما) لم تنظم لهم قضايا".

ولتأييد جريمة اعدام 2225 بارزاني مدني، يذكر كاتب الوثيقة المقدم حقي اسماعيل بانه"تم تشكيل لجنة من عدد من الضباط لاستلام المبالغ من(المتهمين) اعلاه والتي كانت بحوزتهم وارسلت بموجب كتاب أمن بغداد 47832 في 14/9/1983". لكن الامر لم ينتهي عند هذه النقطة، بل لغرض التغطية على هذه الجريمة البشعة، تذكر الوثيقة" بامر من السيد مدير أمن بغداد بعدم الاجابة على اي استفسار لصدور امر من الجهات العليا والاجابة حصرا من قبل امنعام(مدير الامن العام) لوجود توجيه بذلك".

وفي وثيقة ثانية، مختصرة، موجهة ايضا الى معاون مدير الامن العام للشؤون السياسية وبتوقيع الرائد ياسين أسعد، تتحدث عن نقل البارزانيين الى بغداد من قبل ضباط في الحرس الجمهوري، ذكر فيها" قدمت من بغداد لهذا الخصوص بامرة ضباط من القصر الجمهوري واقتادتهم الى بغداد بعد الانتهاء من تجميعهم".


عن اسباب تنفذ هذه الجريمة بحق البارزانيين المدنيين الابرياء، يقول الاعلامي حميد عبد الله:" في عام 1983 اعتقد صدام حسين بان البارزانيين كانوا يتعاونون مع ايران ضد العراق خلال الحرب العراقية الايرانية فانزعج منهم حتى ان المباحثات التي كانت جارية بين الحكومة والبارزانيين قد توقفت، لهذا اصدر قراره باعدام هؤلاء الابرياء".

في هذا الصدد يوضح البروفيسور محمد أحسان، وزير حقوق الانسان السابق في حكومة اقليم كوردستان:"ان صدام حسين العدو اللدود للكورد وللعائلة البارزانية، فهو لم يكتف بالقصف والتجريف ولا بالاعتقالات العشوائية لابناء العائلة والعشيرة ومنطقة بارزان، إذ جمع المئات من ابناء العائلة، عنوة بقوة الترهيب والسلاح، ومن ثم وزعهم على مناطق من العراق بعد ان استباحت منطقتهم الاف العسكر والدروع".

وقال احسان، وهو باحث اكاديمي في الشأن العراقي والكوردي وخبير دولي في جرائم الابادة الجماعية، ومؤلف كتابي:"الصمت: جرائم الابادة الجماعية في العراق" وللابادة الجماعية للكورد في العراق"، لشبكة رووداو بان صدام حسين" بدأ باعدام البارزانيين دون تفريق ودونما محاكمة تقتضيها القوانين والشرائع السماوية، وسار بغيه بعيدا عندما أمر بدفنهم في مقابر جماعية وبعضهم احياء".

الغريب في الامر ان الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003، وحتى اليوم لم تعتذر للكورد عامة وللبارزانيين خاصة عن جرائم الحكومات العراقية السابقة، وخاصة في عهد نظام صدام حسين، ولم تعوض ضحايا هذه الجرائم.

وكيل وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كوردستان، بارفان حمدي، أوضح  بان"هناك 182 الف شهيد كوردي نتيجة عمليات الانفال وغيرها ضد الكورد والقصف الكيمياوي على حلبجة، اضافة الى 8 الاف بارزاني مؤنفل"، مشيرا الى ان"حكومة اقليم كوردستان ومنذ سنوات طويلة تطالب بتعويضات لذوي الشهداء المؤنفلين من ضحايا النظام العراقي السابق، ومنذ 2013 كانت هناك مخاطبات رسمية بين حكومتنا والحكومة الاتحادية بهذا الصدد، لكننا لم نصل الى حلول".

وقال حمدي لشبكة رووداو، بان"رئيس حكومة اقليم كوردستان، مسرور بارزاني، طالب الحكومة الاتحادية، خلال زيارته الاخيرة الى بغداد، بضرورة تعويض ضحايا الشهداء المؤنفلين وضحايا قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية، ناهيك عن عدم صدور اي اعتذار رسمي من قبل رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة الاتحادية لذوي الضحايا المؤنفلين".

وكان رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، قد اكد على ضرورة التعويض عن الضحايا المؤنفلين، وقال في بيان صدر عن رئاسة الحكومة يوم الاحد، 31 تموز 2022،في الذكرى السنوية لانفلة البارزانيين" أنه لا يمكن بعد الآن التغاضي عن مسألة تعويض ضحايا النظام السابق، مشيراً إلى أن على الحكومة الاتحادية الإيفاء بما نص عليه الدستور تعويض عوائل الإبادة الجماعية وحملات الأنفال.

وعن وجود مؤسسة الشهداء في بغداد والتي عوضت الكثير ممن اعبروا ضحايا النظام السابق وعدم تعويضها للشهداء الكورد المؤنفلين، قال حمدي:"هذه المؤسسة تشكلت بقرار حكومي عراقي وميزانيتها من الحكومة العراقية، ويقولون ان للاقليم ميزانيته التي يجب ان يعوض منها المؤنفلين ، لكن ليست هناك مخصصات في الميزانية المخصصة من قبل الحكومة الاتحادية لاقليم كوردستان للمؤنفلين".

وكانت قد جرت يوم السبت، 30 تموز 2022، وبحضور الرئيس مسعود بارزاني ورئيس اقليم كوردستان نيجرفان بارزاني وذوي الضحايا، في مطار اربيل الدولي، مراسم استقبال رفات 100 من ضحايا البرازانيين المؤنفلين، حيث جرى يوم الاحد، 31 تموز 2022، مراسم دفنهم في مقبرة خاصة بمنطقة بارزان.

مراسم مواراة جثامين 100 من البارزانيين المؤنفلين الثرى في منطقة بارزان - بلند طاهر .. رووداو


وفي الذكرى التاسعة والثلاثين للابادة الجماعية وأنفلة ثمانية الاف من المدنيين البارزانيين الابرياء، قال رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أن "جرائم وكوارث التاريخ عجزت عن تحطيم إرادة شعب كوردستان للحياة والبقاء، مشيرا الى ان تغييب وأنفلة البارزانيين غذّت كفاح شعب كوردستان ونضاله في سبيل الحرية بمزيد من القوة، وزادت مجرمي الأنفال ضعفاً".

 

 

شبكة روداو الأعلامية

Top