• Thursday, 28 March 2024
logo

سندويشات عسيرة الهضم عن تشرين

سندويشات عسيرة الهضم عن تشرين

عدنان ابو زيد

 

سندويشات عسيرة الهضم عن تشرين، سوف لن يكون البعض قادرا على ابتلاعها.

تناهت مليونية تشرين 2022 إلى (تقبيطة كوستر)، بدلا من انتفاضة مليونية، وحين تنّبأنا بذلك مسبقا، أٌتِّهمنا بموالاة السلطة.

الذين يلقّبون أنفسهم قادة تشرين، أو مفكريها، يغردون وينظّرون في مقراتهم الآمنة والترفة، ويمثّلون في الفضائيات طوال الوقت، دون النزول إلى ساحة الوطيس.

تهاطل المتظاهرون إلى الساحة، بلا منهج، وهم يعتقدون أن عبور حاجز جسر الجمهورية، واجتياح الخضراء سوف يسقط النظام، وهذا قصر نظر، وانعدام وعي بآليات التغيير.

مضت ثلاث سنوات على تشرين الأولى، ولم يستطع منظمو التشارين الموعودة من تنظيم صفوفهم ولا آليات عملهم. فقد تمخض الجبل، فولد فأرا.

القافزون على أكتاف تشرين الأولى، ممّن حصدوا المناصب، أو ربحتهم مشاريع أخرى، او استظلوا في الخارج باسم عذابات الشباب المحتج، نسوا مشروع التغيير، فتشرين الأولى، كانت شعبية، عفوية، على رغم التسييس والاستثمار الاقليمي فيها، وما بعدها، فهي دكاكين للإيجار.

اما الذين نصبّوا أنفسهم قادة ميدانيين، انسحبوا من الساحات، من دون سبب مقنع، وهو دليل فاضح على الارتجالية والمساومات.

العاطفة لا العمل الثوري، هي التي تقود المحتجين، والدليل إنهم يبكون وهم يستمعون إلى النشيد الوطني، وكأنه اغنية عاطفية.

فاشلون، وفاسدون، وفارون خارج البلاد، ومسؤولون سابقون يتمتعون بالرواتب الدسمة من الدولة العراقية نفسها ومن جهات اجنبية، يتحدثون باسم (ثوار تشرين).

هناك من يؤلب على تشرين جديدة مقبلة، رغم الفشل المتراكم، وكأنها دوري كرة قدم، فالثورة ثورة في لحظتها، فإما نجاح أو فشل.

اما النواب الذين صعدوا إلى البرلمان، خونة، في نظر المحتجين، وما عادوا ينتمون إلى تشرين 2022 بل إلى نادي المنتفعين، وما طؤد علاء الركابي وتمزيق صورة باسم خشان ومحمد عنوز، إلا دليل على إن المتظاهرين ينظرون اليهم كوصوليين.

تشرين بيعت، والثمن دولارات ومناصب وولاءات، وحين تصبح الثورة تجارة، يتحول المتظاهرون إلى سلع، فلقد ماتت تشرين، واكرام الميت في دفنه على عجل، والتفرغ الى تظاهرات مطلبية تضغط على الحكومة لتوفير المشاريع وفرص العمل والعدالة في توزيع الثروة.

 

 

روداو

Top