• Thursday, 02 May 2024
logo

في حوار صريح.. مسرور بارزاني يضع النقاط على الحروف في جملة قضايا داخلية والعلاقة مع بغداد

في حوار صريح.. مسرور بارزاني يضع النقاط على الحروف في جملة قضايا داخلية والعلاقة مع بغداد

وضع رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في حوار صريح مع عدد من المواطنين، النقاط على الحروف في العديد من المسائل الداخلية والعلاقة مع الحكومة العراقية، إلى جانب المستوى الدبلوماسي مع مختلف دول العالم وملفات مهمة أخرى.

فرص العمل

عندما سُئل عن خطط الحكومة وبرامجها بشأن خلق مزيد من فرص العمل، أشار مسرور بارزاني إلى أن لدى الحكومة برنامجاً يهدف إلى تنظيم سوق فرص العمل، بما يضمن منح مزيد منها إلى الأيدي العاملة المحلية بنسبة لا تقل عن 70 بالمئة، ولا سيما في القطاع الخاص.

وأكد رئيس الحكومة أن التعيينات في القطاع العام لا تمثل حلاً للمشكلة، بل يجب تكافؤ الفرص، وزيادة الاهتمام بالقطاع السياحي، مثلما هو قائم في الدول المتقدمة.

وأهاب مسرور بارزاني بالمواطنين التعاون مع الحكومة وتعزيز الثقافة السياحية بما يسهم في استقطاب السائحين عبر تعزيز البنية السياحية في إقليم كوردستان الذي يزخر بمناطق خلّابة وساحرة.

وتابع قائلاً "يمكننا بشتى السبل تعزيز القطاع السياحي، فلدينا سياحة مرتبطة بالمناطق الطبيعية، وكذلك المواقع التاريخية، فضلاً عن الدينية".

وأكد رئيس الحكومة أن التشكيلة الوزارية التاسعة منحت صلاحيات واسعة إلى جميع المحافظات، داعياً إياها إلى استثمارها بما يضاعف فرص العمل.

البطالة

قال رئيس الحكومة في معرض ردّه على سؤال بشأن البطالة، إن لحكومته خططاً واسعة داعمة للشباب من أصحاب الأعمال، وخصوصاً عبر دعم أفكارهم وابتكاراتهم، وعبّر عن تفاؤله عندما تفقّد دائرة تكنولوجيا المعلومات ورأى جميع مهندسيها من الشباب.

وعدّ مسرور بارزاني الشباب بناة مستقبل كوردستان، بالقول "الحكومة لا تختلف عنكم، فهي جزء منكم، فأنتم حريصون على بلدكم، والحكومة تتكامل مع المواطنين، من خلال تبادل الأفكار".

وأعرب مسرور بارزاني عن أسفه إزاء البطالة، وقال إنه لا يوجد أي مكان في العالم ونسبة البطالة فيه "صفراً"، وأشار إلى أنه ما يهمه كيفية خفضها إلى أدنى مستوى.

العلاقة مع بغداد

لدى سؤاله عن العلاقة مع الحكومة الاتحادية، بيّن رئيس الحكومة أن على الرغم من مضي 100 عام لم تُحل المشاكل مع الحكومة العراقية.

وأضاف "بعد عام 2003، جرى العمل كثيراً لتغيير نظام الحكم من نظام مركزي إلى اتحادي، وفي عام 2005 أصبح لدينا دستوراً، واعتقدنا أنه سيكون صفحة جديدة في التعايش وتنمية البلاد والمجتمع، وينهي المشاكل، ولكن للأسف، هذا النظام لم يُطبق، فقد اُنتهكت مواد دستورية عدة".

وأشار إلى أن نتائج عدم تطبيق النظام الاتحادي ظهرت بوضوح، بدليل أن العراق لغاية الآن يرزح في أزمات عميقة، اقتصادية وأمنية وسياسة.

ومضى يقول "هذه الأسباب ترجع في الأساس إلى سوء إدارة السلطة في العراق.. العراق الذي ينعم بثروات طبيعية هائلة وموارد بشرية كبيرة للغاية، ولكن لماذا لا يمكن الآن أن يتجاوز تلك الأزمات؟ والإجابة ببساطة تكمن في أن النظام لم يُطبق كما ينبغي، أو أن الأطراف الاتحادية لم تنفذ هذا النظام".

وشدد مسرور بارزاني على أن إقليم كوردستان لم يستفد من الدستور، بل عليه واجبات يراد منه أن يتحملها، حتى أن حقوقه انتهكت بالكامل، وأردف قائلاً "من دون شك هذا يخلق مشكلة، وبعدها يطلقون على الاتهامات على إقليم كوردستان بعدم تنفيذه الدستور، وهذا قطعاً غير صحيح".

وحدة الموقف

أكد رئيس الحكومة أن "أعظم شيء يمكن أن يجعل كوردستان ناجحة، يتمثل في وحدة المواقف فيما يتعلق بالواجب الوطني، ولا أقول صوتاً واحداً في كل شيء فلدينا أحزاب مختلفة، فإذا كان لدينا هدف مشترك، وجميعنا حريصون على البلد والوطن، فلتكن لدينا اختلافات فيما بيننا".

وزاد "لكن عند الذهاب إلى الحكومة الاتحادية للتفاوض، فيفترض بالأطراف الكوردستانية أن تنضوي تحت إطار استراتيجي وطني دون أن تخرج عنه، بيد أن الجميع لم يتفقوا مع هذه الفكرة، ومن لا يلتزم بها، عليه أن يراجع مواقفه، وأن يضع المصلحة الوطنية لشعب كوردستان وفق مصلحته الخاصة".

الحرب الأوكرانية

عندما سُئل عمّا إذا كانت للحرب الأوكرانية – الروسية تبعات سلبية على الإقليم، قال مسرور بارزاني "بالتأكيد.. وقد حصل ذلك بالفعل، ونرى الآن كيف أدّت الحرب الأوكرانية إلى ارتفاع أسعار الغذاء، وبالأخص الحبوب... ومن ناحية أخرى ارتفاع سعر النفط، مما ألقى بظلاله على ارتفاع أسعار الأغذية في العالم برمته".

وأشار إلى أن تلك الحرب خلقت أزمة وقود عالمية، ولا سيما في أوروبا، مبيناً أن هذه الأزمة خارج إرادة حكومته، ولا تتصل قط بالمشاكل مع بغداد.

وأردف مسرور بارزاني بالقول "بل لدينا مشكلة أخرى تتمثل في أن الحكومة العراقية ذاتها، ووفق موازنة 2021، كان عليها أن ترسل 200 مليار دينار إلى إقليم كوردستان وفق مبدأ المقاصة".

وقال "لكن للأسف حتى هذا لم ترسله، ففي هذه السنة تحديداً، فقط أرسلت شهرين من حصة إقليم كوردستان، وفي العام الماضي، أرسلت ستة أشهر فقط".

وأضاف "في المقابل ما الذي قمنا به؟ مع كل هذا الضغط الاقتصادي من خلال الحرب والوقود أو عدم إرسال حصتنا من بغداد.. إلا أننا واصلنا تمويل جميع رواتب إقليم كوردستان، وقد قلنا سابقاً إن حكومة إقليم كوردستان ملتزمة بتمويل رواتب موظفيها بما متاح لدينا".

مصادر إيرادات كوردستان

قال رئيس حكومة إقليم كوردستان إن الإقليم يمتلك ثلاثة مصادر للإيرادات، أحدها متصل بالحكومة العراقية والثاني يتعلق بإيرادات النفط، والمصدر الثالث خاص بالإيرادات غير النفطية.

وأكد أن إيرادات النفط مرتبطة بأسعار الأسواق العالمية، في وقت تمارس فيه الحكومة العراقية ضغوطاً على الشركات النفطية وإقليم كوردستان لمنعه من بيع النفط، وأضاف "هذا بالتأكيد سيخلق مشكلة كبيرة".

كما أشار إلى أن حكومته أولت اهتماماً بالغاً بالمصادر غير النفطية، ومنها الزراعة والسياحة والصناعة، بهدف تعظيم الإيرادات بما يضمن عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد.

وقال رئيس الحكومة "لا نريد الاعتماد على مصدر واحد، فتنويع مصادر الدخل من أولويات برنامج العمل الحكومي".

كذلك سلّط رئيس الحكومة الضوء على مشكلة أخرى خارج الإرادة، ألا وهي قلة المياه الناجمة عن التأثر المناخي، مما أثر سلباً على الفلاحين وبالتالي المحاصيل الزراعية، وقال "هذا محزن، لكننا فكّرنا في تقليل الأضرار من خلال إنشاء سدود وتقديم الدعم للقطاع الخاص.. هذا هدفنا".

جبهة واحدة

أجاب رئيس الحكومة على سؤال يتعلق بالعلاقة بين المواطنين والحكومة، فقال "لا يوجد اختلاف، فكلانا في جبهة واحدة، فالحكومة تخدم المواطنين وتمثلهم في الدفاع عن حقوقهم الدستورية في بغداد، ووضع برامج هادفة لتقديم كل ما يليق بالمواطنين، وإقامة أفضل العلاقات مع الخارج".

وأضاف "بوسعنا القول إننا نجحنا، ولكن لا أقول وصلنا إلى مستوى الطموح، لكن هذه المسيرة مستمرة، ويتعين على الجميع دعم الحكومة، وكذلك على الأطراف السياسية أن تضع مصلحة المواطنين فوق مصالحهم الشخصية".

وفي ردّه على سؤال بشأن علاقة الكورد بالخارج، قال رئيس الحكومة "نحاول جاهدين أن نتّبع سياسة متوازنة مع جميع دول العالم التي تريد إقامة علاقة صداقة مع كوردستان، لدينا علاقات مع دول الغرب، وكذلك مع دول الشرق، فضلاً عن الشرق الأوسط، فنحتفظ بعلاقة واسعة مع دوله".

وشدد على أن علاقة إقليم كوردستان مع دول العالم مبنية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأكد أن الإقليم "لن يكون جبهة أو يتبنى موقفاً ضد طرف آخر، فإقليم كوردستان ليس جزءاً من الصراع، ولن يكون فيه، فهو يحترم جميع الدول التي وقفت إلى جانبه، وسنستمر في هذه السياسة".

مكافحة الفساد

قال رئيس الحكومة في ردّه على سؤال بشأن مكافحة الفساد، "أي شخص يمارس الفساد عليه أن يُكافح بالإجراءات القانونية والرقابة المالية، وسياسة تشكيلتنا الوزارية هي إنهاء أي مجال للفساد، فتصحيح إدارة الحكم تمنع أي مسؤول أو موظف مهما كان منصبه أن يمارس الفساد".

وأكد أن "أهم الخطوات التي أنجزناها والتي حققت نتائج ملموسة، هي الشفافية، وتتمثل بالتحول الإلكتروني في الخدمات العامة... فليس الفساد وحده من يتلاعب بالأموال، إنما يشمل ذلك هدر الوقت"، ودعا المواطنين إلى التبليغ عن كل شخص يتعاطى الرشوة لمواجهته بـ"الأدلة لا بالأقوال".

لا تمييز بين المحافظات

قال رئيس الحكومة إن التشكيلة الوزارية التاسعة تنظر إلى جميع مناطق الإقليم ومحافظاته بعين واحدة، فأي اختلاف يحصل تتحمله الإدارات المحلية، لأنها لو كانت قوية، ستحقق النجاح، لافتاً إلى أنه تحدث مع جميع الوزراء والمحافظين للوقوف على أي اختلاف يحصل لتشخيصه ومعالجته.

وزاد بالقول "شكّلنا لجنة لمتابعة القصور في أي مكان... لكن إذا كان الخلل من الإدارة المحلية، فستتولى الحكومة إجراء تغييرات في الإدارة المحلية".

اللغة الكوردية

قال رئيس الحكومة إن اللغة الكوردية مهمة للغاية، فهي هوية هذه الأمة، والاهتمام بها يقع في صلب أولويات العمل الحكومي في شتى القطاعات، ومنها التربية والتعليم.

وتابع "أنا مدافع جيد عن اللغة الكوردية".

لكن رئيس الحكومة أوضح أن تعلّم لغة أخرى، وقد يكون ذلك شرطاً للعمل في الشركات الأجنبية، مهم من أجل التفاهم، ولا يعني ذلك التقليل من قيمة اللغة الكوردية.

كذلك أكد مسرور بارزاني أن الجامعات الحكومية هي أفضل الجامعات في إقليم كوردستان، وقال "لدينا برنامج ونعمل عليه لرفع مستوى التعليم، ابتداءً من المراحل الابتدائية وصولاً إلى الجامعية"، وأوضح أن حكومة الإقليم تسعى إلى زيادة عدد المدارس بالتعاون مع القطاع الخاص.

وأشار إلى أن إقليم كوردستان يحتضن نحو مليون نازح ولاجئ، وهو ما دفع الحكومة إلى جعل مدارس الإقليم تعمل بنظام تناوب ثنائي وثلاثي، وعبّر عن أسفه لكون الحكومة الاتحادية لم تقدم المساعدة اللازمة فيما يتعلق بملف النازحين واللاجئين إلى الإقليم.

وقال "المسألة لا تتعلق بالمباني فحسب، بقدر ما تتعلق بالاهتمام بالمعلمين"، مبيناً أن مجلس الوزراء وافق على تأسيس هيئة اعتماد خاصة بالجامعات، لرفع مستوى التعليم.

ونوّه إلى أن حكومة إقليم كوردستان تعمل على جعل القطاع الخاص يضمن حق العاملين فيما يتعلق بالتقاعد، وهو ما سيجعل المواطنين لا ينتظرون فقط التعيينات الحكومية، وقال إن تقدم كوردستان ليس محصوراً بالقطاعين الخاص والعام، بل التعاطي مع ذلك وفق مبدأ الجسد الواحد.

وبعيداً عن السياسة ومشاغلها، سأل أحد الحاضرين رئيس الحكومة عن هوايته وأي وظيفة يمكن يرى نفسه فيها ناجحاً خارج العمل الحكومي، فقال إنه يهوى الرسم، ولكن المهام الحكومية لا تمنحه الوقت الكافي لممارسته، كذلك أشار إلى أنه سيبذل قصارى جهده للنجاح في أي وظيفة.

تفاؤل

وأضاف مخاطباً المواطنين "صحيح أن حكومتنا واجهت مشاكل كبيرة، إلا أن نجاحها يتوقف على دعم المواطنين.. بدونكم لن ننجح، وبدونكم لن نتخطى الصعاب والتحديات".

وعبّر تفاؤله بالمستقبل، بالقول "من لا أمل له إنسان ضعيف، ومن لديه نظرة سوداوية سيفقد الأمل بالمستقبل، فالإنسان القوي فيمكنه تجاوز أي أزمة".

"لن نسلّم الإرادة"

أوضح رئيس الحكومة أن البرنامج الإصلاحي أسهم في خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات غير النفطية، وهو ما جعل إقليم كوردستان يقف على قدميه في ذروة الأزمات.

وأكد أن الحكومة الاتحادية تحاول الضغط على إقليم كوردستان لتسليم إرادته، في إشارة الى قطاع النفط، وقال "ذلك لن يحصل، لأننا لا نملك الحق في ذلك، فهو حق دستوري لشعب كوردستان، وليس ملكاً لي، ولا لأي شخص آخر، وبالدفاع عن الحق، يجب أن نكون متفائلين".

واختتم حواره قائلاً "لا أفقد الأمل بالحياة مطلقاً، وعلينا أن نتجاوز هذه التحديات، نحو غد أكثر إشراقاً".

 

 

 

كوردستان 24

Top