• Saturday, 20 April 2024
logo

قصف كوردستان على هامش مؤتمر الجامعة الأميركية

قصف كوردستان على هامش مؤتمر الجامعة الأميركية

شيروان الشميراني

 

يبدو أن القصف الإيراني لأراضي كوردستان اتخذ منحىً متصاعداً وخطيراً أكثر من الماضي، وكانت للأحداث الداخلية الإيرانية تأثيراتها الواضحة، لكن الهدف من القصف تجاوز الأساسي منه الى أهداف سياسية تتعلق بطبيعىة العلاقة الإقليمية، وتلك الاحداث خلقت فرصة سانحة لإيران لإدراج مسائل أخرى كانت قد سكتت او لم تكن تطالب بها كما هي الان.

أولاً:- في مؤتمر MEPS – السلم والأمن في الشرق الأوسط – في دهوك، القضيتان السياسيتان اللتان سيطرتا على جلسات النقاش، كانتا أوكرانيا والعراق وكوردستان، جلستان خاصتان على مستوى عال من الحضور والإلقاء كان من نصيب العراق وكوردستان. وقد كان كلام كل من السيدة "ألينا رومانوسكي" السفيرة الأميركية، و"مارك ريشاردسون" السفير البريطاني، دَلَّا على أمور:

- إنتقاد وإستنكار لما حصل من قصف صاروخي و عبر الطائرات المسيرة، وقد كان استهدات احدى المسيرات أدى الى إلغاء رحلات من أوروبا الى أربيل على متنها من كان ضيفاً على المؤتمر فغاب بسببه.

- الإقرار بأنها إنتهاك للسيادة العراقية.

- لكن بالمقابل، لم يحدد أي من الطرفين اللذين قادا الحرب على العراق في 2033، طريقة لوقف تلك الهجمات، ولم يقدما المساعدة اللازمة، وإنما كان التأكيد على أن إيران دولة جارة كبيرة لابد من التفاهم معها والمحافظة على التوازن في العلاقة معها، علماً ان سلطات إقليم كوردستان، لم تعادي طهران ولم تعمل من أجل توتير العلاقة معها حتى تُطالَب بذلك، على العكس منها تماماً، حتى العراقيين في بغداد لا يَعوُن أهمية العلاقة مع إيران بقدر السياسيين الكورد.

ثانياً:- ما لفت نظري من كلام السفيرة الأميركية نقطتان، قالت بهما تحتاجان الى شيء من التوقف والتعليق.

- التأكيد على العقد الاجتماعي والمقصود به الدستور، فقد كانت للأزمة الأخيرة في تشكيل الحكومة الأثر الأوضح في عدم الالتزام بهذا العقد الاجتماعي، وهنا نعود إلى عام 2010، حين جاء جون بايدن الذي كان نائباً للرئيس وقتئذٍ، وذهب إلى مقر حركة الوفاق الوطني للقاء أياد علاوي الفائز في الانتخابات، وكان له الحق الدستوري في تشكيل الحكومة، أو محاولة تشكيلها في المدة الزمنية المحددة بشهر واحد، لكن المفاجأة أن بايدن قال لعلاوي: من أجل مصلحة العراق تنازل عن حقك الدستوري في تشكيل الحكومة!، ثم اتفقوا ضمناً مع الإيرانيين ومدحت المحمود على تفسير المادة المتعلقة على غير ما قصده المشرع العراقي، ومنذئذ لم يستقر الوضع السياسي ولم تلد حكومة عراقية ولادة طبيعية، وأصبحت المادة الدستورية التي تحدد وتميز طبيعة النظام السياسي العراقي بلا معنى، بكلمة أخرى أن الإنحراف بالعقد الاجتماعي بدأ بمبادرة أميركية، وآخر ضحية لها كان صديقهم الآخر هوشيار الزيباري بعد علاوي.

- التأكيد على عدم المغادرة والبقاء في المنطقة، المرء يسأل عن المغزى من عدم المغادرة؟

عندما تسوء العلاقة بين واشنطن وطهران لأي سبب كان، الضرب الإيراني يتلاحق على المحسوبين في دائرة الأصدقاء الأميركيين، وهذا ملف من الوضوح بمكان، قبل أسبوعين عندما قال بايدن في خطأ من التعبير إننا نغير النظام في إيران واستدرك البيت الأبيض معطياً المقصود من الكلام، لم تمر ثلاثة أيام حتى أرسل الحرس الثوري مسيرة لمطار أربيل الدولي تسببت بتوقف الرحلات، وقد قلنا في المؤتمر، وقال غيرنا الكثير حول الموضوع، في مواجهة هذا القصف الإيراني لا تمتلك سلطات الإقليم القبة الحديدية لإسقاط المسيرات والصواريخ، لا تمتلك سوى التنديد وطلب التوقف وطلب الأصدقاء تقديم العون والمساعدة لوقف هذه الإعتداءات الإيرانية، لكن الأميركيين التي قالت سفيرتهم إنهم باقون، يقولون: إن القصف لم يستهدف وجودنا أو قواتنا!، أي أننا غير معنيين بما وراء ذلك، فما الذي كانت تعنيه السيدة السفيرة إذن من أننا لن نغادر؟

ثالثاً:- لكن الغريب في الأمر، أقصد القصف الإيراني لكوردستان، أن جزءاً منه على الأقل يقحم الإيرانيون فيها كوردستان عنوةً، يعني إذا كانت الطائرات الأميركية أو الإسرائيلية تضرب قوات إيرانية أو مقربة من إيران في سوريا أو مكان آخر، لماذا الإيرانيون لا يردون في المكان؟ لم لا يردون مباشرة على الأميركيين ويقصفون أراضي جهات تقول إنها حلفاء واشنطن؟ أو لماذا الحرب مع أميركا في كوردستان وليس مكاناً آخر؟.

بالإمكان توجيه الحلفاء لإيران في لبنان مثلاً أو اليمن للإنتقام، وقد يجدون العديد من الأهداف الأميركية في تلك الدول، من الشركات والمتعقادين والمتعاونين من المخابرات ومقار معلومة ومخفية، لكن الغريب السكوت عن العدو المباشر والرَّد على الحليف غير القادر على التصدي لتلك الهجمات الإيرانية.

 

 

روداو

Top