• Friday, 19 April 2024
logo

برنامج حوار صحفي.. أحداث كبرى ستقع خلال 15 يوماً

برنامج حوار صحفي.. أحداث كبرى ستقع خلال 15 يوماً

تناول برنامج (حوار صحفي) موضوع التهديدات والهجمات الإيرانية والتركية على إقليم كوردستان والقضية الكوردية والحوار بين أربيل وبغداد.

شارك في البرنامج كل من مدير المركز الفرنسي للدراسات العراقية عادل باخوان، والباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط بلال وهاب، والصحفي هستيار قادر، والصحفي آكو محمد.

حول المحادثات الأخيرة بين أربيل وبغداد وخاصة زيارتي رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد والتفاؤل الذي يحيط الموضوع، قال الصحفي هستيار قادر: "التفاؤل القائم ليس ناجماً عن لاشيء، بل هو مرتبط بالمرحلة".

ورأى هستيار قادر أن مرحلة الحكومة الاتحادية الحالية "مختلفة جداً عن تلك التي للحكومات السابقة، ولو فسرنا الأمر من جهة الواقع السياسي، ربما تكون (الحكومة الحالية) مضطرة لتقديم بعض التنازلات وإبداء المرونة تجاه إقليم كوردستان، والدخول تحت مظلة الدستور، وقد تحدث محمد شياع السوداني في وقت سابق عن حصة إقليم كوردستان من الموازنة وإمداد قوات البيشمركة وربطها بالمنظومة الدفاعية العراقية".

وحسب قادر فإن "المرحلة حساسة، وقد خرج التيار الصدري من المعترك، هي حساسة للشيعة وللمنطقة، وقد باتوا بحاجة إلى حكومة مستقرة لمدة سنة أو اثنتين وأن لا تكون بينهم وبين إقليم كوردستان خلافات، ونبذ الخلافات القائمة، وإجلاء تخوف أحدهما من الآخر ليكون هناك نوع من الاستقرار السياسي في العراق".

وعن المساعي الدولية لتخفيف حدة الخلافات بين الأطراف السياسية، رأى الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط بلال وهاب أن "القضية الكوردية في أجزاء كوردستان الأربعة، والجزء الأبرز منها هو أن مشكلة جنوب كوردستان تتمثل في التحول إلى حالة مشابهة لحالة فلسطين، بسبب عدم اكتراث القيادات والأخطاء الستراتيجية المتتالية".

ويعتقد بلال وهاب أن "المجتمع الدولي أيضاً توصل إلى عدم النظر إلى المشكلة الفلسطينية كمشكلة، والدول العربية تتفق مع إسرائيل بدون التطرق إلى فلسطين، والآن لا تحمل إسرائيل ولا الدول العربية مشكلة فلسطين على محمل الجد، وأميركا أيضاً لا تعيرها اهتماماً".

وخلص وهاب إلى أنه على المسؤولين الكورد قراءة الواقع الدولي والإقليم بصورة أدق "وينظروا إلى بعض دول الخليج وكيف تتقدم، ولديها مشاريع اقتصادية وسياسية وعسكرية، في حين أن كوردستان لا تزال تراوح في مكانه عالقاً في فترة الاقتتال الداخلي. كانت هناك الكثير من الآمال في فترة معينة، وكانت كوردستان قد تعلمت كيف يمارس السياسة، ويظهر في المحافل الدولية، لكنه نسي ذلك منذ نحو ست سنوات".

وعن زيارتي رئيس إقليم كوردستان الأخيرتين إلى بغداد واجتماعاته مع الأطراف السياسية العراقية وتأثير الزيارتين، قال بلال وهاب ان "زيارات رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد إيجابية دائماً، فقوة إقليم كوردستان في بغداد أكبر من قوتها في طهران وأنقرة. لذا إن كان عنده خلاف مع بغداد فمن الأفضل أن يتوجه أولاً إلى بغداد وليس إلى عاصمة أخرى، لأن لديه نواباً في بغداد ووزراء ونفوذاً، بخلاف الحال في طهران وأنقرة، فكيف بلندن وواشنطن".

وأضاف وهاب ان "هذا النوع من التعامل مع بغداد فيه جانب آخر جيد، وهو أن الاستفتاء وحرب داعش أظهرا أن المجتمع الدولي يتعامل مع العراق كدولة، وبينما كان إقليم كوردستان يخوض الحرب ضد داعش لم يكن بمستطاعه الحصول على السلاح والعتاد من أميركا بدون موافقة بغداد. لذا استخدموا سلطاتكم في بغداد، لأن هذا واقعي وعملي أكثر من غيره".

وبخصوص الهجمات الإيرانية، رأى وهاب أن "مهاجمة إيران للعراق وإقليم كوردستان ليس لأن عندها المبرر لذلك، ولا لأن هناك ذريعة إذا عملنا على القضاء عليها فإن إيران ستتعامل بعقلانية... عندما استهدف منزل شيخ باز كريم بالصواريخ، ماذا كانت الذريعة؟ هي تريد أن تضرب وبعد ذلك تأتي بحجة تبرر تصرفها".

وأشار وهاب إلى أن العراق تلقى مراراً ضربات على يد إيران "لكن العراق لا يجرؤ حتى على رفع شكوى ضد إيران في الأمم المتحدة. إيران تضرب العراق، ثم تشتكي في مجلس الأمن الدولي على العراق وتقول إنه يؤوي إرهابيين".

فيما قال الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط بلال وهاب عن غياب موقف عراقي يعتد به من الهجمات التركية والإيرانية: "شنت تركيا كل تلك الهجمات وقتلت كل أولئك المدنيين، والتزم العراق الصمت إلى أن قتل عدد من السائحين العرب، حينها تجرأ وسجل شكوى في الأمم المتحدة، وعندها وجهت له تركيا بعض التهديدات. وانتهى الأمر الطائرات الإيرانية والتركية تحوم في الأجواء ويراها العراقيون ولا يجرأون حتى على إطلاق النار عليها، وعندما يفقد المرء هذه الجرأة داخل بلده ما الذي يبرر أن تقطع أميركا كل تلك المسافة للدفاع عنه؟".

وربط بلال وهاب بين الفساد وسيادة العراق بالقول ان "الفساد بات مشكلة أمن وطني وأنا أربط بينه وبين السيادة. عراق يغرق في كل هذا الفساد، وأحزابه التي تحكم العراق يلوذ أحدها بتركيا وآخر بإيران وغيرهما بالسعودية وواحد بأميركا وواحد بقطر طلباً للحفاظ على فساده، سواء من أجل تبييض أمواله أو للتفاوض السياسي.. هذا النوع من الفساد مرهون ببقاء ذاك الطرف داخل المنظومة السياسية، وهذا البقاء بحاجة إلى مساندة إقليمية ودولية، فكيف إذن نتوقع من دولة كإيران أن تحترم سيادة العراق؟ وتركيا التي تقول لولاي لما تمكنت تلك الأحواب من تشكيل كتلة، كيف لك أن تذهب وتقول لها إن عندنا شيئاً اسمه السيادة؟".

حول انتهاك سيادة أراضي إقليم كوردستان والعراق والهجمات الإيرانية والتركية المستمرية، رأى مدير المركز الفرنسي للدراسات العراقية عادل باخوان أن "الحال مع إيران وتركيا معقدة، ولحسن الحظ أن هناك إشارات إيجابية من جهة بغداد، وقد جاءت زيارتا رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد غب وقت مناسب جداً، ولو لم تحدث الزيارتان لكان ذلك خطأ كبيراً".

ومضى عادل باخوان في سياق الحديث عن أهمية زيارتي رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد إلى القول إن "رئيس إقليم كوردستان التقى خلالهما أربع مرات مع رئيس الوزراء العراقي، وهذا ليس بقليل، ويدل على أن الوضع حساس. لقاءاته شملت طيفاً واسعاً امتد من الصدريين إلى الخزعلي، مع الذين كانوا يطلقون الصواريخ على أربيل ومع الذين كانوا ضد إطلاق الصواريخ على أربيل".

ورأى عادل باخوان أنه "لا توجد في العراق حلول منظمة للمشاكل، وكل الأمور تبنى على ما يسمى بالعلاقات. الحضور القوي في بغداد، كما شهدناه في زيارتي فخامة رئيس إقليم كوردستان، يمكّنك بصورة من الصور من تثبيت جدول أعمالك وحلولك ورؤاك، وتوجه الأحداث من خلال ذلك.. غيابك عن بغداد سيؤدي بالتدريج إلى مسك دفة الأحداث من جانب آخرين".

وحسب باخوان، فإن "إيفاد الوفود إلى بغداد أمر جيد، لكن إن أردنا حل خلافاتنا من بغداد، فيجب أن يتواجد رئيس إقليم كوردستان في بغداد مرتين في الشهر، ويتواجد رئيس الحكومة مرتين في الشهر ببغداد، والمرتان اللتان يغيب فيهما رئيس إقليم كوردستان يجب أن تسدهما مرتان من تواجد رئيس الحكومة، أقصد أن واحداً يجب أن يكون في بغداد في كل أسبوع".

وبشأن الأوضاع الداخلية لإقليم كوردستان، قال عادل باخوان: "هي سيئة للغاية، لكن تطورات كبرى ستحدث خلال 15 يوماً قادماً. الوضع سيء جداً، والشروخ ليست آيديولوجية مثلما كانت في السبعينيات، فالشروخ الحالية نفسية وشخصية وذاتية. فرصة المنطقتين تكمن في أن رئاسة إقليم كوردستان ستتمكن خلال 15 يوماً من الإمساك بكل رؤوس الخيوط وتعيد ربط الطرفين ببعضهما البعض، كما أن أحداثاً كبرى ستقع خلال هذه الأيام الـ15، وستصب جميعاً في صالح حل الخلافات الداخلية لإقليم كوردستان".

ورأى باخوان ضرورة أن يعرف إقليم كوردستان كيف يتعامل مع إيران وقال ان "السوداني يزور طهران اليوم، وخلال لقاءاته الأربعة مع رئيس إقليم كوردستان أعدت ستراتيجية للعلاقات والتعامل، يجب أن تكون ستراتيجية بغدادية أربيلية تجاه إيران، وإيران كارهة لهذا. يخطئ من يرى أن إيران تريد التواجد العراقي على حدود إقليم كوردستان، ولو قرأنا المؤشرات بدقة سنجد أنها لا تحب ذلك. فإيران لا تريد للجيش العراقي أن يظهر على حدودها مع إقليم كوردستان من جديد، فإيران تريد أن تتعامل مباشرة مع إقليم كوردستان ضعيف لا أن تتولى قوات البيشمركة والجيش العراقي معاً حماية الحدود، وهذه خطوة جيدة جداً من إقليم كوردستان أنه يعمل على جعل العراق شريكاً في حل مشاكله في مواجهة جمهورية إيران الإسلامية، وليته تمكن من اتخاذ نفس الخطوة تجاه تركيا".

ويعتقد مدير المركز الفرنسي للدراسات العراقية عادل باخوان أن زيارة رئيس الوزراء الاتحادي العراقي لجمهورية إيران الإسلامية "ستفتح العديد من الأبواب، لكن أحد الأبواب التي يجب أن نفتحها على أنفسنا هو كيف يجب أن نتعامل مع حدكا وجمعية كادحي كوردستان إيران؟ ما هو المبرر القانوني لتواجدهما في إقليم كوردستان؟ هل يريد إقليم كوردستان أن يتعامل في إطار دولة مع العالم أم ضمن إطار مهمّش لا يحكمه قانون ولا دستور ولا يحترم أي أعراف؟".

وتساءل باخوان بخصوص التعامل مع حدكا وجمعية كادحي كوردستان إيران بالقول: "هل نريد التعامل مع حدكا وجمعية كادحي كوردستان إيران من زاوية عاطفية؟ أم علينا أن ندرك أن عندنا أرضاً وليدنا جماهير. إذا تعاملنا بمسؤولية، فيجب أن يكون لدينا حوار صريح مع حدكا وجمعية كادحي كوردستان إيران. بصفتهم لاجئين سياسيين، ينبغي أن يتمتعوا بكل الحقوق التي تنص عليها القوانين الدولية، أما أن تكون لديهم قوات مسلحة ومعسكرات على أرض إقليم كوردستان، إن كنت أنا رئيس إقليم كوردستان لن أقبل أن تكون لدى المعارضة لإقليم كوردستان هذه الأمور على الأراضي الإيرانية، وعلى حدكا وجمعية كادحي كوردستان إيران أن يتفهما هذا جيداً".

 

 

روداو

Top