• Tuesday, 16 April 2024
logo

مختصون: المراهقون أصبحوا انطوائيين غريبي الأطوار بسبب إدمانهم على الانترنت

مختصون: المراهقون أصبحوا انطوائيين غريبي الأطوار بسبب إدمانهم على الانترنت

تحتل مواقع الانترنت مساحة كبيرة من حياة الناس وخصوصا المراهقين، فاستخدام شبكة الانترنت في السنوات الأخيرة أصبح تأثيره ملحوظاً على حياتنا وبيوتنا بشكل عام والمراهقين بشكل خاص بحثاً عن المعلومات أو بغرض الترفيه واللعب، أو التعارف.

وغالباً ما يكون من الصعب على الأبوين تزويد أولادهم بالنصائح والمعلومات الصحيحة والآمنة حول تصفحهم للشبكة، ومن هنا يبدأ وقوع المخاطر وسوء استعمال الانترنت، صحيح أنها تساعد على تحضير الوظائف المدرسية، وتحسين إنجازات الطلاب في المدارس لكثرة المعلومات المتوفرة، والتواصل مع الأولاد حين يكونوا خارج المنزل، لكن هناك مخاطر غالبا ما يتعرض لها المراهق بعد أن يفقد الأبوين السيطرة على الأوضاع.

المراهق في خطر
وتقول الاخصائية الاجتماعية فاطمة إسماعيل خان، إن «المراهق أصبح في خطر بسبب شبكة الانترنت التي تفتح أمامه كل الأبواب بغض النظر عن عمره وتجربته، فهو معرض إلى أن يطلع على المواقع الإباحية وبالتالي القيام بسلوكيات منحرفة وتلقيه معلومات خاطئة عن الجنس والجنس الآخر، كذلك قد يتعرض المراهق أو الفتاة المراهقة إلى التحرش والابتزاز الالكتروني في غرف الدردشة وفتح الكامرة للغرباء أو إرسال الصور عبر الانترنت».

وتضيف إسماعيل خان، أن «الأمر لا يقتصر على المشاكل أو المخاطر الجنسية فقط، بل إن هناك مجموعات مجندة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار العنصرية والطائفية والأفكار الدينية المتشددة، وهذا عالم مجهول بالنسبة للمراهق الذي يرغب بالتعرف وتجربة كل ما حوله فيتم استغلاله واستدراجه للانتماء إلى هكذا جماعات، وخير دليل تجربة تنظيم داعش الإرهابي الذي استدرج مئات الشابات والشبان المراهقين للانضمام إليه».

وتابعت الاخصائية، أن «كل تلك التجارب لها تأثير على نفسية وشخصية المراهق، فهي تتسبب بانعزاله عن المجتمع وقضاء أكبر وقت أو ساعات طويلة من وقته على الانترنت، ما يجعله انطوائيا خجولا غريب الأطوار صعب الانسجام بمحيطه».

ويقول مراقبون، إن «ابتعاد الولد أو البنت عن الحياة الاجتماعية وإدمانه على الانترنت ستكون نتيجته التسبب بالإرهاق الجسدي والأضرار الصحية مثل الضرر للعيون والعمود الفقري والمفاصل والأعصاب وزيادة الوزن أو نقصان الوزن وغيرها من المخاطر الصحية الجسدية، لذلك حماية أولادنا وبناتنا من سوء استعمال الانترنت هو واجب علينا ومن مسؤولياتنا».

العائلة مسؤولة
من جانبها قالت الناشطة والتربوية إسراء البياتي لـ (باسنيوز): «على العائلة مراقبة ومتابعة أبنائهم باستمرار وتحديد أوقات معينة لهم يقوموا بقضائها على الانترنت وأن لا يكون الوقت مفتوحاً، كذلك مراقبة سلوك الأولاد وأن لا يكون الانترنت في غرفهم».

ولفتت البياتي إلى أن «المراهق يحتاج إلى خصوصية، لكن مع هذه الخصوصية يجب وضع قوانين وحدود، وكذلك الدخول في مناقشات مع المراهقين بشكل مستمر حتى يشعروا بقرب الأهل منهم والاهتمام بهم والتركيز على سلوكياتهم».

ويقول أخصائيون، إن على الأهل وضع قائمة بالمواقع الالكترونية المفضلة لهم، وتصفح الموقع لتحديد ما إذا كان هذا الموقع مناسباً لعمر الأولاد، كما ينبغي إعلام المراهق بعدم مشاركة المعلومات الخاصة مثل العنوان أو أرقام الهواتف مع أحد، وأن نحافظ على حرية النقاش ومرونته مع الأبناء كما هو الحال في نقاش أي موضوع معهم.

ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن حالة أطفال العالم «الأطفال في عالم رقمي»، إلى أن الأطفال المراهقين الأقل من 18 عاما يشكلون نحو ثلث مستخدمي الانترنت في مختلف أنحاء العالم، في ظل وجود أدلة كثيرة ﺗﺒﯿﻦ أن اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺪﺧﻠﻮن الاﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺄﻋﻤﺎر أﺻﻐﺮ وأﺻﻐﺮ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻞ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﯾﻜﻮن معدل الاستخدام دون 15 سنة ﻣﻤﺎﺛﻼ للمعدل عند البالغين فوق 25 سنة.

ويشير التقرير إلى أن الفئة العمرية من الشباب (أي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) هي الفئة الأكثر استخداما للانترنت وعلى مستوى العالم 71% منهم موصولون بالانترنت مقابل 29% غير موصولين بالانترنت (346 مليون) من الشباب.

 

 

باسنيوز

Top