• Friday, 19 April 2024
logo

ننتظر حلول السماء في العراق

ننتظر حلول السماء في العراق

مشتاق الربيعي

 

العملية السياسية بالعراق بائسة وعرجاء كونها مبنية على اساس عرقي وطائفي وعلى نظام المحاصصة السياسية المقيتة، التي مزقت الهوية الوطنية العراقية، واصبحنا بسبب ذلك دولة مكونات، كون معظم ساسة العراق يتحدثون ويطالبون بحقوق المكون الذي ينتمي اليه مع فئة قليلة من ساسة العراق تنادي باسم العراقيين جميعا وهي فئة مغلوب على امرها.

وبالحقيقة بعد ما حصل بعد نهاية الانتخابات بعام 2010 كانت بداية انتهاء ملامح العملية الديمقراطية بالعراق، حيث التفت معظم القوى السياسية على القائمة العراقية بذلك الوقت التي كان يترأسها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي وضغطت على المحمكة الاتحادية واطلقت تفسيرها غير الموفق بأن الكتلة الأكبر تشكل بعد انتهاء الانتخابات، وهذا الامر مخالف لما نص عليه الدستور.

ومن هناك بدأت ازمة انهيار الثقة بين الدولة وابنائها المواطنين وتدهورت اكثر بمرور الأيام، ولأن الثقة بينهم شبه معدومة ونتيجة كل ذلك اندلعت انتفاضة تشرين المجيدة والتي هي انبثقت من رحم الظلم والمعاناة، حيث خرج شبان العراق يطالبون بحقوقهم المشروعة بصورة حضارية، علما ان التظاهرات السلمية قد كفلها الدستور، ولكن ما اثار عجب الجميع انزال البعض من مسؤولي العراق تهماً بحقهم ما انزل بها من سلطان، مثلا أبناء السفارات والخ.

وبالحقيقة هم عكس ذلك تماما هم أبناء العراق الاصلاء، وتعرضوا الى قتل وتهديد ووعيد من قبل ما يعرف الطرف الثالث، وبسبب ذلك قد ترك العديد منهم العراق حيث ذهب البعض الى البلدان المجاورة والبعض الاخر ذهب الى إقليم كوردستان، وكان من المتوقع ان تحصل في العراق ثورة إصلاحات للنهوض بالعراق مجدداً، من خلال توفير خدمات وفرص عمل، لكن ما حصل العكس تماما، كانت حلول ترقيعية فقط.

فقط حصل تغيير برئاسة الوزراء والكابينة الوزارية، ثم بعد ذلك تم تغيير قانون الانتخابات، ولكن كان القانون لا يلبي طموحات وتطلعات الشارع العراقي بتاتاً، وحصل عزوف بالانتخابات وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات متواضعة وتقدر بنسبة 20%، وهذا دليل واضح وقطعي على عدم قناعة الشعب العراقي بهذه الطبقة السياسية فضلاً عن ان انتخابات المجلس النيابي الأخيرة قد حصلت بها خروقات واضحة، حيث الدستور العراقي منع مشاركة أي كيان سياسي يمتلك جناحاً مسلحاً في الانتخابات، ومعظم القوى السياسية التي شاركت لديها اجنحة مسلحة، وهذه مخالفة دستورية واضحة.

بعد ذلك تم الصراع بين كافة القوى السياسية الفائزة على الاستحواذ على مركز القرار السياسي بالعراق ناهيك عن بحثهم عن مصالحهم الحزبية والشخصية، والتي طغت على مصلحة البلاد والعباد العليا، والان بعد كل ذلك من سينقذ العراق بعد ان انتهت حلول الأرض؟ نحن في انتظار حلول السماء الى اين ذاهبين بالعراق؟

في الحقيقة المشهد السياسي العراقي ويوماً بعد يوم يزداد تعقيداً حيث الجميع يتحدث عن محاربة الفساد وحيتان الفساد، وعصابات علي بابا تسرح وتمرح بمنتهى الحرية دون أي رادع قانوني، وان اتخذت الأجهزة الرقابية إجراءات بحقهم تكون خجولة للغاية، وكما هو معروف للجميع تكتفي الحكومة دوماً في تشكيل لجان، وعمل اللجان هو تسويف ومماطلة من اجل امتصاص غضب الشارع العراقي لا اكثر.

العراق بحاجة الى مارد الان لكي ينهض به من جديد، كون الطبقة السياسية الحالية فاقدة المصداقية مع نفسها وليس فقط مع الشعب. اتقوا الله مع الشعب كون هذه السياسة وسياسة تكميم الافواه قد اتبعتها الأنظمة الدكتاتورية السابقة وماذا كانت النتيجة؟ لا جدوى من العمل بمثل هكذا اعمال بتاتاً، وكما ذكرنا سلفاً اتقوا الله مع العراق والعراقيين قبل فوات الأوان، كون ثورة المظالم قادمة لا محال، وكافة المعطيات بالشارع العراقي تشير الى ذلك.

 

 

روداو

Top