• Saturday, 27 July 2024
logo

رأيتُ فيما رأيت

رأيتُ فيما رأيت

د. نازدار علاء الدين سجادي 

اليوم لن أتكلم عن نظريات سياسية، ولا عن علم تعلمته لكنني أتكلم بما رأيت، وبعين مواطن.

 رحلة من أربيل إلى بغداد تحوي بين طياتها معان كثيرة مثقلة بهموم، ومشكلات أمة بأكملها وسط عيون تترقب ما ستتمخض عنها تلك الاجتماعات، رأيت فيها أهدافًا واضحة، ومهامًا محددة مع خصم قوي يحاول قدر المستطاع أن يوقف عجلة تقدمك، فالعملية السياسية تحتاج إلى صبر، وحكمة، وتحتاج إلى قائد يضع مصالح شعبه أمام كل شيء، وهذا ما رأيته.   

     لقد رأيت فيما رأيت ولاءً، وصدقًا، وتضحية، معانٍ تتجسد في خدمة الناس بكل تفانٍ عندما يكون هناك هدف فستكون هناك خطة يتم العمل عليها بكل الطاقات الممكنة، المشهد من الداخل ليس كما هو من الخارج، إننا نسمع ما يقوله غيرنا، وليست عوننا هي التي ترى، عنما ترى المشهد من الداخل ترى خلية كاملة متكاملة تسعى بكل جهد لإتمام مهامها داخل حلبة لا تحوي أيد، ولا تدافع، ولا تصارع هي صراع من نوع آخر صراع الحق، والعدل، والمساواة.

    أقل ما يمكن قوله إننا نظلم بأفواهنا هذا الجهد الجبار الذي قد لا تراه الناس لكنني رأيته ليس من العدل أن تجحف حقوق من يقاتل من أجلك، هناك أناس يعملون، ولا يتكلمون لكنهم يعملون بصدق ساعات، وساعات طوال تقضى في اجتماعات من دون تعب، ولا كلل، ولا تهاون على طاولة تحوي من المقاصد أكثر مما تعكسها الوجوه، محاربون شرسون يحملون آمال، ونضال أمة تتطلع إليهم، أو ربما لا تعلم شيئًا سوى أنها تنتظر أقواتها منهم.

     العملية السياسية تهتم بهفوات، وثغرات من الخصم، ورأيت خصمي حائرًا لم يجد ما يستند عليه للوقوف بوجه آمال أمة يقودها شهم ذكي يفعل أكثر مما يقول، أو بمعنى أدق يقول عندما يفعل ليت الشعب يكون متحدًا كاتحاد من يعمل لخدمته أمام خصوم يحاولون أن ينتقصوا من إنجازاتك، واستحقاقاتك الدستورية هناك من يدافع عن مكاسبك، واستحقاقاتك من دون هوادة، والقانون هو الفاصل، وعلينا أن نكون منصفين فأنه يعزُّ علي أن أرى خصمي يتباهى بقوته، ويستعرضها أمامي، وأقبلها، أما أنت يا سيدي فقد تنحيت جانبًا، ووضعت آمال أمتك أمام قوته فكسبت الحكمة ليست كلمة تقال الحكمة أن تكون حكيمًا في مواقف لا يقوى عليها إلا قلائل من الرجال، وأنت أولهم، وأقل ما تستحقه هو الإنصاف، ولو بكلمة، وسأكون إحدى تلك الكلمات، بوركت، وبوركت جهودك.

    ومن القول ما أعجبني، ورايته فيه يا سيدي من قال، يا صديقي تجمعنا مئات المسائل فهل تفرقنا مسألة؟ لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات فأحيانًا كسب القلوب أولى من كسب المواقف، لا تهدم الجسور التي بنيتها، وعبرتها فربما تحتاجها للعودة يومًا ما، اكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ انتقد القول لكن احترم القائل، مهمتنا هي القضاء على المرض لا المريض، وحتى لو حصدت الشوك يومًا ما كن للورد زارعًا.

   

Top