• Wednesday, 06 November 2024
logo

جبهة جديدة للطاقة في إقليم كوردستان

جبهة جديدة للطاقة في إقليم كوردستان

عمر احمد

 

ينعقد الأسبوع المقبل مؤتمر الأمم المتحدة الـ 28 للمناخ المعروف باسم "كوب28". تنشغل حكومة إقليم كوردستان حالياً بحل مشاكلها المالية مع بغداد، والتي برزت مع توقف تصدير النفط، لكن ذلك لا يمنعها من التفكير في سياسة استراتيجية حول مصادر الطاقة المتجددة.

الهدف الرئيس لموتمر الأمم المتحدة للمناخ، هو تسريع تحول الطاقة من أجل خفض انبعاثات الغازات الدفيئة قبل عام 2023، للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض والذي يشكل تهديداً لسكانه من جميع النواحي. وعلى الرغم من المكتسبات التي حقهها إقليم كوردستان في مجال النفط والصناعات الثقيلة والأسمنت، الإ أن ذلك أدى إلى زيادة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون. لقد ألزمت وزارة الثروات الطبيعية الشركات النفطية بإعادة حقن المصاحب في الآبار أو استخدامه لإنتاج الكهرباء، وكان له تأثيره في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

كذلك استخدمت حكومة إقليم كوردستان خلال السنوات الماضية، الغاز الطبيعي بشكل أكبر في إنتاج الكهرباء بدلاً عن زيت الغاز والنفط الأسود، وكان بدوره عاملاً في خفض انبعاث الغازات الدفيئة. ورغم أن تلك الخطوات كانت إيجابية، لكن لايزال نصف إنتاج الكهرباء، خصوصاً عند ارتفاع الطلب في الصيف والشتاء، ينتج من قبل المولدات الأهلية، والتي تعد إلى حد كبير عاملاً في استمرار زيادة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون. وتجعل هذه العوامل من الضرورة تطوير سياسة استراتجية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً (الهيدروجين الأخضر) في إقليم كوردستان.

إن استخدام الهيدروجين الأخضر لإنتاج الكهرباء أو في قطاع النقل، قد يصبح مصدراً اقتصادياً في إقليم كوردستان والعراق. يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الكهرباء المنتج عبر الطاقة الشمسية أو الرياح.

تعد الظروف الجغرافية والمناخية في العراق وإقليم كوردستان حيث الأجواء مشمسة لـ 300 يوم في العام أحياناً، عاملاً سيجعل من الهيدروجين الأخضر مجدياً اقتصادياً.

وقامت دول نفطية مثل السعودية، الإمارات وعُمان بالفعل باستثمارات كبيرة في الهيدروجين الأخضر. السعودية تنفذ مشروعاً بكلفة 8.4 مليار دولار في هذا المجال. كما استثمرت الإمارات 54 مليار دولار في الطاقة المتجددة، خصصت جزءاً كبيراً منه لتطوير الهيدروجين الأخضر.

ورغم المشاكل المالية لحكومة إقليم كوردستان الناجمة عن ضغوط بغداد وتوقف تصدير النفط، لاتزال الفرصة سانحة لتطوير الهيدروجين الأخضر، وذلك عبر تقديم التسهيلات للقطاع الخاص، وضمان مشاريع إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والتي يعد القطاع الخاص مستعداً لتنفيذها. نقطة مهمة هي توفير الأرض لمحطات إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، لأنها تشغل مساحة كبيرة من الأرض.

لا يُستخدم الهيدروجين الأخضر لإنتاج الكهرباء فقط، بل أحدث ثورة كبيرة في قطاع النقل أيضاً، وتعتبره الدول الأوروبية، الولايات المتحدة الأميركية، طاقة المستقبل، وهي على استعداد للاستثمار في أي بلد لديه مثل هذه المشاريع. في هذا السياق، الزمت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجموعة الـ 20 نفسها بموجب اتفافية باريس للمناخ، بتمويل مشاريع الطاقة المتجددة بقيمة لا تقل عن 100 مليار دولار في الدول النامية التي تشمل العراق وإقليم كوردستان. تغيير مصادر الطاقة التقليدية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، لا يشكلان عاملاً لمعالجة نقص الكهرباء، بكل يمكنهما تأمين إيرادات بملايين الدولارات للدول عبر آلية (قروض الكربون).

يبلغ نقص الكهرباء في إقليم كوردستان نحو 3.000 (ميغاواط/ ساعة) وفي العراق نحو 10.000 الآف (ميغاواط/ ساعة). ورغم تأكيد الحكومتين على تطوير مصادر الطاقة المتجددة، تنتج كمية قليلة من الكهرباء فقط بواسطتها، أم تم التخطيط له حديثاً.

في العراق أعلن عن مشروع مهم واحد، وهو مشروع إنتاج 1.000 (ميغاواط/ ساعة) بواسطة محطة للطاقة الشمسية، تنفذه شركة توتال إنرجيز الفرنسية. وفي إقليم كوردستان، تم الإعلان عن مشروع بقدرة 25 (ميغاواط/ ساعة) ومن المقرر تنفيذ مشروع آخر بقدرة 100 (ميغاواط/ ساعة) لإنتاج الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية. بإمكان تلك المشاريع تأمين نسبة قليلة من الكهرباء، أقل بكثير من الإمكانيات الكبيرة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة في العراق وإقليم كوردستان.

وبحسب تقرير (صندوق الهيدروجين الأخضر) ومقره أربيل، فإن إنتاج 1.000 (ميغاواط/ ساعة) من الكهرباء بواسطة الهيدروجين الأخضر له جدوى اقتصادية، حيث يكلّف أقل من إنتاج 1.000 (ميغاواط/ ساعة) كهرباء باستخدام زيت الغاز أو النفط الأسود حالياً.

مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي يستمر من يوم الـ 30 من الشهر الجاري لغاية يوم 12 كانون الأول، سيشهد اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالهيدروجين الأخضر. وسيتم للمرة الأولى الإعلان عن المعايير العالمية والمبادئ التوجيهية لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر في إطار المؤتمر، ومن شأن ذلك أن يجذب استثمارات كبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء العالم.

 

 

 

روداو

Top