• Thursday, 09 May 2024
logo

اليوم الذكرى الـ 45 لرحيل القائد الكوردي التاريخي الخالد مصطفى بارزاني

اليوم الذكرى الـ 45 لرحيل القائد الكوردي التاريخي الخالد مصطفى بارزاني

يصادف اليوم ، الاول من مارس / آذار ، الذكرى الـ 45 لرحيل القائد الكوردي التاريخي  الخالد مصطفى بارزاني ، الذي كرس كل سنين حياته لخدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المشروعة ، ولم يتوانى يوما عن تقديم اكبر التضحيات في سبيل كوردستان وشعبه .

البارزاني هو قدر الأمة الكوردية ، هكذا يصف المفكر مسعود محمد وجود البارزاني في تاريخ الأمة الكوردية، فبعد مرور أكثر من قرن على ميلاد الزعيم الكبير و45 عاماً على رحيله ، ما زال حاضرا بيننا بنهجه وإنجازاته والأحداث التاريخية في حركة التحرر القومي الكوردي التي ارتبطت بشخصه ، والبارزاني الذي قاد الحركة التحررية الكوردية لعقود ، هو صاحب مقولة إن الثورة والحرب ضد الحكومات لا يعني الحرب ضد شعوبها لأن الحكومات تذهب والشعوب باقية.

  قاد هذا القائد التاريخي الحركة التحررية الكوردية في ظروف ما كان لغيره ان يتجاوزها بحكمة وبصيرة وشجاعة نادرة ميزته عن غيره من الزعماء الذين قادوا نضال شعوبهم.

لم يستسلم يوماً، كما لم يساوم على قضية شعبه ، ولم يعرف اليأس خلال نضاله أبداً ، كان وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء ، رجلا صلباً لا يلين أمام أعدائه ، ذو شخصية فذة ، يترك أثراً في نفس أي شخصٍ يلقاه ، قسمات وجهه توحي بالقوة ، ظل شامخاً كالجبل خلال حياته التي باتت نهجاً يحتذي به مَن يعشق النضال.

ولد بارزاني الخالد في 14 مارس/آذار 1903 في منطقة بارزان، ساهم عام 1919 في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من ٣٠٠ مسلح  لدعم الثورة وكانت نقطة البداية لهذا القائد الاسطوري .

عام 1920 انتدبه شقيقه الأكبر الشيخ أحمد للمساهمة في ثورة الشيخ سعيد پيران في كوردستان الشمالية(جنوب شرق تركيا) .

 ثم شارك أخاه الأكبر أحمد بارزاني في قيادة الحركة الثورية الكوردية للمطالبة بحقوق الكورد القومية .

ثم قاد عام 1931- 1932 القوة الرئيسية للبارزانيين للدفاع عن محور ميرگة سور- شيروان، بوجه القوات الانكليزية.

وفي عام 1935 تم نفيه إلى مدينة السليمانية مع أخيه أحمد بارزاني ، وفي عام 1942 هرب من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية 1943- 1945 ثورة بارزان ، قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين.

وفي شرق كوردستان (كوردستان إيران) عندما أعلن الكورد هناك أول جمهورية كوردية في مدينة مهاباد في 1946 حضر البارزاني الخالد الحفل المقام بمناسبة اعلان الجمهورية وكان على يمين مؤسسها قاضي محمد، وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة جنرال.

 خدم مصطفى بارزاني كقائد للجيش في الجمهورية الوليدة التي لم تدم طويلًا، فبعد 11 شهرًا من نشوئها تم وأدها من قبل الحكومة الإيرانية.

اسس الحزب الديموقراطي الكوردستاني في عام 1946، وانتخب رئيساً له  وأعيد انتخابه للرئاسة في جميع مؤتمرات الحزب. 

وبعد انهيار الدولة الكوردية الوليدة ، توجه بارزاني الخالد إلى الاتحاد السوفييتي مع 500 من بيشمرگته سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة في إيران وتركيا والعراق تلاحقهم جيوش هذه الدول ، حيث واجهوا عقبات كثيرة في طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية السوفيتية ودخولهم الاتحاد السوفيتي ، وبقوا هناك لعشر سنوات .

خلال فترة حكم ستالين لقي مصطفى بارزاني ورفاقه معاناة شديدة، وبعد موت ستالين في 1953 تحسنت أوضاعهم كثيرا ، والتحق البارزاني بأكاديمية اللغات في موسكو حيث درس الاقتصاد والجغرافية والعلوم، إضافة إلى اللغة الروسية.

 في عام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعى الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم القائد التاريخي الكوردي للعودة إلى العراق وتم استقباله استقبال الابطال وبدأت مناقشات حول إعطاء الكورد بعض مطالبهم القومية، ولكن مطالب البارزاني والشعب الكوردي لم تتطابق مع ما كان في نية الرئيس عبد الكريم قاسم إعطاءه للكورد، فأدى ذلك إلى تجدد الصراع مرة أخرى حيث قام عبد الكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل مصطفى بارزاني عام 1961.

وبعد تولي الرئيس العراقي عبد السلام عارف الحكم تم الاتفاق على حل شامل للقضية الكوردية حيث أعلن اتفاق أبريل/ نيسان عام 1964، والذي تضمن منح الكورد الحقوق الثقافية والإسهام في الحكم وبعض الحقوق الأخرى ، إلا أن التيار القومي العروبي تمكن من التسلل إلى السلطة ونسف كل ما أتفق عليه فاستمرت الدولة باجراءاتها القمعية ضد الشعب الكوردي ، فتجدد النزاع المسلح بين الطرفين، وظلت القضية الكوردية تؤرق حكومة بغداد والبارزاني يقضّ مضجع القيادة العراقية.

بعد 9 سنوات من الحرب بقيادة البارزاني الخالد اضطرت الحكومة العراقية إلى الاتفاق معه وتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي للكورد في مارس/آذار عام 1970، وسميت باتفاقية آذار التي تعد اول اعتراف رسمي من الحكومة العراقية بحقوق الكورد ، لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب انقلاب قيادة حزب البعث على الاتفاقية عام 1974 وتوقيعهم لاتفاقية الجزائر مع شاه إيران حيث تنازل بموجبها العراق عن شط العرب وعن المطالبة بالأحواز مقابل توقف إيران عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي للثوار الكورد وهذا ما حصل فعلاً .

 غادر بعدها مصطفى بارزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي هناك عام 1979، في مستشفى جورج واشنطن إثر مرض عضال، وتم نقل جثمانه الى شرق كوردستان ليدفن في مدينة شنو(أشنويه) حيت تم بعد الانتفاضة الشعبية في اقليم كوردستان في عام 1991 نقل جثمانه إلى اقليم كوردستان ليعاد دفنه في مسقط رأسه بمنطقة بارزان .

 ان المعارك التي خاضها هذا القائد الاسطوري للشعب الكوردي تشهد على ما كان يتحلى به من شجاعة ، عرفه الكورد قائداً حكيما في قراراته ، غيوراً على شعبه و محباً لهم ، و لهذا أحبه الشعب و حمل السلاح معه وكافح تحت رايته وقيادته.

Top