• Monday, 29 April 2024
logo

بانتظار الرد الايراني على اسرائيل.. توسّط العراق في واشنطن قد يمنح المنطقة التهدئة

بانتظار الرد الايراني على اسرائيل.. توسّط العراق في واشنطن قد يمنح المنطقة التهدئة

مع أن العالم يترقب ضربة ايرانية ضد اسرائيل ومصالحها في المنطقة، رداً على قيام تل أبيب بقصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، الا أن الزيارة القريبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى واشنطن قد تبحث معالجة هذا التوتر بهدف تخفيف الاحتقان في المنطقة.

أي تهدئة في التصعيد الأخير قد تعود بالايجابية على الوضع الاقتصادي للشرق الأوسط والعالم، لاسيما وأن الخصمين يمتلكان ترسانة مسلحة كبيرة، وبالتالي قد يؤتي التوسط العراقي بين طهران وواشنطن لنزع فتيل الأزمة، أو على أقل تقليل قوة الرد الايراني، وتجنيب المنطقة توتراً أمنياً لا يعرف سقفاً زمنياً لنهايته.

دور استفزازي

الاطراف الشيعية في العراق ترى أن اسرائيل تمارس دوراً "استفزازياً" بضربها لقطاع غزة المستمر وما يتعرض له الفلسطينيون على يدي قواتها المسلحة.

النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم العلوي، يقول لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم السبت (13 نيسان 2024) إن "ما مارسته اسرائيل من دور استفزازي للدول العربية والاسلامية وتجاوزات على ما احتلته من فلسطين وجرائم كبيرة، تستحق الرد والموقف على تلك الجرائم".

جاسم العلوي، استدرك أن "الكل يميل الى التهدئة، خشية تفاقم الاحداث، والتي قد تؤدي الى اضرار اقتصادية مع عدم استقرار الاقتصادي في المنطقة، ومصالح الشعوب ليست مع الذهاب الى المعركة".

ويرى النائب عن ائتلاف دولة القانون "الميل الى حلول تدريجية، وذلك بهدف الحد من ممارسات اسرائيل وتهدئة الوضع بشكل عام في المنطقة".

"الرد الايراني أمر مسلم به"

من جانبه، يقول عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة رحيم العبودي: اليوم السبت (13 نيسان 2024)، إن "العراق سيسعى للضغط على اسرائيل من خلال الولايات المتحدة الأميركية لايقاف الحرب الغاشمة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وسيكون على رأس ملف زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى الولايات المتحدة فيما يخص العلاقات الخارجية".

"قضية الردع والرد الايراني على ما قامت به اسرائيل لقصفها القنصلية الايرانية في دمشق بات أمراً مسلماً به، لكن المعروف عن الجمهورية الاسلامية انها تتعامل بتكتيك طويل الأمد واسلوب المحاور وتعدد الخيارات وهو امر واضح انها ستستنفذ قدرات الجانب الاسرائيلي، وتعلم اين نقاط القوة والضعف لديه من خلال المدة أي أنها هي من ستختار التوقيت ونوعية الضربة"، وفقاً لرحيم العبودي.

ويعتقد أن "هناك متغيرات في الشرق الأوسط ربما تدعو ايران الى الاكتفاء بضربات من نوع اخف او من طراز مختلف، وسيطرتها على احدى السفن اليوم، وربما غدا سيكون شيء آخر"، مردفاً أن "السياسة الايرانية حكيمة وذات بعد ستراتيجي ولها حسابات كبيرة جداً في المنطقة".

عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة، يضيف أن "ايران بات يحسب لها الف حساب في المنطقة، وهي من تسيطر على محاور المقاومة، وهي من تسيطر على مصادر النار، وهي من تقرر متى واين سيكون القصف"، مستدركاً أن ايران "دائماً تكون في حالة الدفاع عن النفس، وخصوصاً في قضية استهدافها مثلما حصل في ضرب القنصلية الايرانية في دمشق وهي بمثابة اعلان حرب على ايران".

"العراق وسيط موثوق"

كما يرى العبودي أنه "من الممكن ان يلعب العراق دوراً لا بأس به في هذه القضية، ولعل العلاقات العراقية الايرانية على مستوى عال جداً واعلى من علاقاتنا مع الولايات المتحدة، وبالتالي تريد اميركا وسيطاً موثوقاً بمستوى العراق لفتح ملفات تخص هذه الضربة والرد على اسرائيل، أو على أقل تقدير أن يخفف من قوة الضربة والرد الذي سيقوم بها الجانب الايراني".

بخصوص توسط العراق بين طهران وواشنطن للتخفيف من الأزمة، يشير العبودي الى أن "بامكان العراق أن يلعب دوراً، وأن يأخذ مساحة جيدة في قضية العلاقات الدولية، وأن يعود الى السيادة الكاملة واخراج القوات الدولية، وأن يمنح هذه الدول مساحة من العلاقات الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في القرارات والسياسات".

كان البيت الأبيض قد أعلن في 22 آذار الماضي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم 15 من نيسان في لقاء يهدف إلى تنسيق الأولويات بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة.

كذلك يرافق السوداني في هذه الزيارة وفد من إقليم كوردستان حيث تسعى الولايات المتحدة إلى حل المشاكل بين أربيل وبغداد.

ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقيتين في عام 2008، هما اتفاقية (صوفا) التي حددت "الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها من العراق"، واتفاقية الإطار الستراتيجي.

وانتهى العمل بالاتفاقية الأولى مع انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول 2011، فيما تشكل الثانية إطاراً للعلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، الأمنية، الدبلوماسية، الثقافية، التعليمية والبيئية.

 

 

 

روداو

Top