• Wednesday, 01 May 2024
logo

مختصون: الشعور السلبي كالمرض المعدي وقد يتسبب بأضرار جسدية ونفسية خطيرة

مختصون: الشعور السلبي كالمرض المعدي وقد يتسبب بأضرار جسدية ونفسية خطيرة

يُعرّف المختصون السلبية بأنها حالة من الشعور بالغضب والسخط والمرارة والغيرة والحسد من الآخرين، وأن هذا الشعور إذا تطور يمكن أن يدمر حياة من يشعر بهذه الأشياء باتجاهه. وعادة ما يكون السلبي تعيساً شاحب الوجه ومتوتراً بجميع أوقاته وحالاته، وتراه ينتقد ويتشاءم بكل موقف أو حديث يمكن أن يخوضه مع الآخرين، ولذلك يجب الابتعاد عن هكذا نماذج لأنهم يؤثرون على غيرهم وقد يتسببون بالعديد من المشاكل من بينها الفشل بالعمل أو الدراسة وحتى العلاقات الأسرية و. إلخ.

السلبي مشكلة حقيقية
وتقول الخبيرة في مجال علم النفس سهاد الزبيدي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «الإنسان السلبي يعد مشكلة حقيقية في المجتمع، وعادة ما يلقي بظلال سلبيته على الآخرين فيؤثر على مسار حياتهم ونجاحهم، ولذلك على كل إنسان يرى أن في حياته أشخاصاً سلبيين الابتعاد عنهم قدر الإمكان حتى لا يصابوا بنفس الشعور وبالتالي يتسببوا بالفشل لأنفسهم».

وتضيف الزبيدي، أنه «عادة ما يتم طرح تساؤل، وهو كيف نتخلص من الإنسان السلبي؟»، مشيرة إلى أن هناك عدة حلول وطرق أهمها الابتعاد عنهم قدر الإمكان وعدم الاستماع إلى مشاكلهم وهمومهم. وقد يكون لدى الفرد أصدقاء حقيقيين يلجؤون إلينا ليشكوا هموهم ومشاكلهم بهدف الحصول على النصيحة، ولكن هناك نوع آخر همهم الوحيد الشكوى والتشاؤم المستمر، وهؤلاء لديهم صفات معينة نستطيع عن طريقها أن نكشفهم: فهم يكونون غيورين جداً وينتقدون الاخرين باستمرار ومهتمون بتفاصيل حياة غيرهم ولكن لا يكشفون عن تفاصيل حياتهم لنا ولديهم شعور أنهم أفضل من الجميع، ويجب التعامل مع هؤلاء بتعقل كي لا يؤثروا على نفسيتنا».

ووفقاً لاستطلاع أجراه موقع «مونستر»، فإن وجود الأصدقاء السلبيين و«السامين» أمر شائع، حيث أشار %84 من النساء و%75 من الرجال إلى أن لديهم صديقاً أو قريباً سلبياً، ويمكن أن يتحول الأشخاص ممن يقضون مزيداً من الوقت مع الناس السلبيين إلى التفكير بشكل سلبي مثلهم، كما بينت الأبحاث أن المواقف تتكرر ونبرة الصوت وتعابير الوجه نتيجة إنفاق المزيد من الوقت مع الأشخاص السلبيين.

الإيجابية والابتعاد عن التوتر
آمال علي مهدي، إحدى ضحايا الأصدقاء السلبيين تقول لـ (باسنيوز): «كنت إنسانة ناجحة وأحب عملي جداً، أعمل كمترجمة في إحدى المنظمات الدولية، وصادف أن تم تعيين أحد الأشخاص ونشأت بيننا علاقة صداقة، لم أراها يوما تقول إنها بصحة جيدة أو نامت بشكل جيد، دوماً شديدة الشكوى من أسرتها وحياتها ووظيفتها مع أنها تمتلك سيارة حديثة ومنزل وأم لطفلتين وزوجها لديه مكتب محاماة. أدركت مؤخراً أن هذه المرأة تسببت لي بالتوتر وصرت لا أحب الذهاب إلى العمل بسببها. عندما تراني أضحك أو أعمل بشكل جيد تقوم بخلق جو من التوتر والعصبية فتسيطر على تفكيري طاقة سلبية غير طبيعية، وبالتالي أهملت عملي وفكرت بالاستقالة».

وتضيف آمال: «بعد مدة أحببت أن أعود كما كنت، فتواصلت مع مدربة تنمية بشرية وشرحت لها مشاعري عن العمل وكيف أني افقد طاقتي ولا أريد الاستمرار وأفكر بالاستقالة بأقرب وقت ممكن. نصحتني بالعديد من الأشياء من ضمنها الابتعاد عن الأشخاص السلبيين في حياتي والتفكير الإيجابي دوماً عبر تذكر الأشياء الجميلة أو الجيدة التي تربطني بالمكان والابتعاد عن أي شعور يتسبب بتوتري وقلة حيلتي. وهكذا فهمت أنه يجب أو من الأفضل الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والنظر إلى الأمور بطريقة إيجابية».

وبحسب الأبحاث، فإنه يمكن للأشخاص السلبيين أن يحدثوا ضرراً في صحة أجساد من يتعاملون معهم على شكل ارتفاع في ضغط الدم والإجهاد والقلق والصداع وضعف الدورة الدموية. فالغضب لمدة 5 دقائق فقط يرهق الجسم بشكل كبير ويضعف جهاز المناعة لأكثر من 6 ساعات. وكل هذه المشاكل الصحية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

 

 

 

Top