• Saturday, 11 May 2024
logo

تأثير «زيجارنك»... لماذا تشعر بالإرهاق؟

تأثير «زيجارنك»... لماذا تشعر بالإرهاق؟

هل تعرف كيف يؤدي وجود عدد كبير من صفحات الإنترنت المفتوحة إلى تعطل جهاز الكومبيوتر؟ الأمر نفسه يحدث لعقلك، حيث تستمر المهام غير المكتملة في العمل في الخلفية، مما يضعف الأداء العقلي، ويطلق على ذلك تأثير «زيجارنك».

هنا يوضح موقع «سايكولوجي توداي» ما يجب فعله حيال ذلك.

 
تأثير زيجارنك:
تعود تسمية تأثير «زيجارنك» للطبيبة بلوما زيجارنك التي ألهمها أستاذها، عالم النفس كورت لوين، بدراسة ذاكرة عمال المطاعم، بعدما لاحظ أن لديهم ذاكرة أفضل للطلبات غير المدفوعة، وبمجرد قيام العملاء بالدفع، يجد العمال صعوبة في تذكر تفاصيل الطلبات.

اكتشفت زيجارنك أن أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة. وأنه بمجرد الانتهاء من مهمة ما، يقوم الدماغ بشطبها من قائمة جدول الأعمال لتحرير مساحة عقلية. وهذا يعني أيضاً أنه كلما زادت المهام، تزيد معها الموارد التي تخصصها أدمغتنا لمتابعتها.

أمثلة على تأثير زيجارنك:
تأثير «زيجارنك» هو التكنيك الذي يستخدمه رواة القصص التشويقية لنستمر في القراءة أو المشاهدة لمعرفة ما سيحدث، لأن أدمغتنا مدفوعة للبحث عن النهاية، وبمجرد حلها، يمكن أن ننسى الموضوع برمته لكن حتى ذلك الحين، نميل إلى الاهتمام الشديد.

نعاني مع تعدد المهام بسبب تأثير «زيجارنك»، وهو أيضاً أحد الأسباب التي تجعل الباحثين عن الكمال يعانون من القلق، لأنهم مهووسون بالتفاصيل، ولديهم توقعات غير واقعية، ما يجعلهم محاطين بالمهام غير المكتملة، وبالتالي تبقى أدمغتهم غارقة في التفاصيل، وللأسف ضعيفة التركيز.

يتسبب تأثير «زيجارنك» أيضاً في صعوبة النوم بالنسبة للكثيرين، لأن وقت النوم هو الوقت الوحيد الذي لا نحاط فيه بالمشتتات، فيبذل العقل جهداً كبيراً لتجميع تفاصيل المهام غير المكتملة على مدار اليوم.

استراتيجيات للتغلب على تأثير «زيجارنك»:
التخلص من قوائم المهام:

قوائم المهام لا تنتهي أبداً، لأنه يوجد دائماً المزيد المهام التي يتعين عليك القيام بها. وننصح أن تستبدل التركيز بها فقط على الأمور ذات الأولوية القصوى لليوم أو الأسبوع مثلاً.

وبإعطاء الأولوية للمهام القليلة الأساسية، سيكون من الأسهل على العقل تذكرها، وتتبعها، وإكمالها دون إجهاد.

الدماغ الثاني:

هناك استراتيجية أخرى تتمثل في بناء ما يسميه المؤلف تياغو فورتي بـ«الدماغ الثاني»، وهو المكان الذي يمكنك فيه حفظ المعلومات للعودة إليها لاحقاً. قد يكون ذلك دفتر ملاحظات، أو تطبيقاً على هاتفك الجوال.

وكلما زاد عدد المهام والمعلومات التي يمكنك تفريغها هناك، قل عدد الأمور التي سيضطر عقلك إلى متابعتها باستمرار.

بهذه الطريقة، يمكنك التوقف عن إرباك عقلك بتذكر الكثير من الأمور، وتفريغه للتركيز فيما هو أهم، مثل حل المشكلات، والتعامل مع الأمور المعقدة، وأيضاً الإبداع.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top