• Sunday, 06 October 2024
logo

نحن اربيليون

نحن اربيليون

محمد زنكنة

 

اكرر واؤكد، باننا لانعيش وضعا سياسيا يوصف بالمثالي في اقليم كوردستان، وان العملية السياسية لاتخلو من الانتقادات، ولي شخصيا الكثير منها واجاهر بها يوميا مع الكثير من ذوي العلاقة، دون ان تكون ردود الفعل عبارة عن خطف او اعتقال او تهديد.

الا ان ما لاحظته يوم امس، واثناء زيارة رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني الى سوق القيصرية في اربيل، بين لي مدى حرص هذا الرجل على اداء واجبه على قدر المستطاع دون ملل او كلل، ودون ان يمنن على اي احد، بل ويؤكد على ان مايفعله هو واجب يقع على عاتقه في اطار شعار حملته الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، الا وهو : خدمة مواطني كوردستان، دون اية تفرقة وفي كل شبر من الاقليم.

اتت زيارة رئيس الحكومة لسوق القيصرية، بعد مشاركته في السمبويزوم السرياني الاول في الوطن، حيث اكد خلال كلمة القاها في مراسيم الافتتاح على ان كوردستان عرفت دوما بثقافة التعايش السلمي، والمحبة، وقبول الاخر وتعدد الأديان والمذاهب والقوميات والثقافات، وان اتباع الديانات المختلفة في كوردستان عاشوا دوما في سلام ووئام، ولم يجمعهم الا الخير، فلم يشهد التاريخ اية صراعات دينية وعرقية على الرغم من المحاولات المستميتة لكل من تعاقب على السلطة في هذه المنطقة، وخصوصا الغزاة والمحتلين الذين لم يتمكنوا من مسح هوية هذا الشعب الذي طل محافظا على هويته القومية، والفسيفساء الوطنية والانسانية، مع تجذر ثقافة قبول الاخر.

وقبلها بيوم، رعى رئيس الوزراء، افتتاح معرض ومؤتمر (هايتيكس)، للعلوم والتكنلوجيا، ومنح دروعا تقديرية لرجال اعمال ساهموا في التخفيف عن كاهل الحكومة، ببناء مدارس ومستشفيات ومدارس صحية ومراكز للشرطة على نفقتهم الخاصة، اي ان كاك مسروركان ينتقل من محطة الى اخرى ومن نشاط الى آخر، وفي كل هذه الخطوات، لاينسى رئيس الحكومة الاشادة والثناء بكل من يساهم في وضع حجرة على اخرى من اجل البناء والتطوير، مع التاكيد على محاسبة المقصرين من ومهما كانوا.

زيارة مسرور بارزاني كانت لمتابعة اخر التطورات، فيما يتعلق بإعادة ترميم سوق القيصرية، والتي اشتركت اياد آثمة في الحريق الهائل الذي تسبب بأضرار بالملايين، لسوق عرفت دوما بانها قلب التاريخ في اربيل، هذه القوى الظلامية التي تدعي بانها تحمل شعار الإنسانية والانتماء للنسيج القومي الكوردستاني، وتتنصل عنه امام من تدعي بانهم اعداء، تسببت (وباعتراف وزارة الداخلية العراقية) بهذه الكارثة، ليسارع مسرور وباسرع وقت، لتصحيح اخطائهم وإعادة الحياة لهذا المعلم السياحي، وانقاذ اقتصاد المدينة والشريان الرئيسي للالاف من الكسبة والعاملين واصحاب المحلات والمصالح في هذه السوق التاريخية العريقة.

وما لفت نظري، واثناء حديث رئيس الوزراء، مع اصحاب المحلات في تلك السوق، قوله : زيارتنا اليكم واجب يقع على عاتقنا، ونحن في خدمتكم، وفي خدمة اربيل، ونحن ايضا من اربيل، نحن اربيليون وابناء هذه المدينة، وخدمتها واجبة علينا، وهنا لابد من الحديث بكل انصاف، حول القول والفعل والذي قدم من قبل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، والعراقيل والعقبات المفتعلة لافشال كل ماتقدمه هذه الحكومة، مقابل الفشل الذي اصبح بمثابة التعود لدى الاطراف التي لاتستطيع ان تلحق بركب التطور، ولاتستطيع ان تتكيف مع جو التطور الذي تراه، لتكون معادلتها : التخريب لغض النظر عن الفشل.

تاسست الكابينة التاسعة في ظروف عصيبة مر بها الاقليم، حيث الخلافات مع بغداد كانت على اشدها (ومازالت مستمرة)، وتشكلت بعد ماراثون سياسي طويل مع اطراف كانت تحاول وبشتى الطرق اعاقة تشكيل هذه الحكومة بتصدير ازماتها الداخلية والصاقها بمحاولات تشكيل الحكومة، لكن مسرور لم يتوقف وسار في طريق تشكيل الحكومة، والمعترضين دخلوا للتشكيلة (بكل ممنونية، وباعترافهم ومن خلال تصريحات مسجلة محفوظة في الاراشيف).

وبعد تشكيل هذه الكابينة بفترة قصيرة، دعي رئيس الحكومة الى تركيا، واستقبل وبكل حفاوة من رئيسها، ثم توجه نحو المملكة الاردنية الهاشمية، وكان الاستقبال لائقا على البلد المضيف ومن خلال شيمهم وطيبة اخلاقهم، من خلال الحفاوة التي حظي بها مسرور بارزاني من قبل العاهل الاردني وولي عهده، واثناء هذه الزيارات واخرى قام بها، كان الشغل الشاغل لكاك مسرور، ان يفتح ابواب كوردستان امام العالم، لتصدير المنتجات الزراعية من اقليم كوردستان، وهذا ماتحقق مؤخرا بتصدير مختلف المنتجات لدول الخليج واوروبا والشرق الاوسط والعالم، وعلى الرغم من الازمات الداخلية والاقليمية والدولية، بانخفاض اسعار البترول في الاسواق العالمية، وانتشار جائحة كورونا، لم تتوقف مشاريع البناء والاعمار في الاقليم، حيث سارع رئيس الوزراء الى وضع حجر الاساس لكل مشروع يساهم في تقليل الضغط عن المواطن في اقليم كوردستان، لتنفذ اغلب هذه المشاريع وتتحول الى امر واقع، لا الى مجرد حبر على ورق.

شلة الفشلة، تحججوا في بداية الامر بمسالة اللامركزية، وهذه النقطة كانت اصلا احدى اهم مرتكزات البرنامج الحكومي للكابينة التاسعة، وبتطبيق هذا الموضوع اتضح للجميع، من الذي نفذ هذه النقطة بحذافيرها، ومن الذي استغلها من اجل مصالحه الشخصية .

ونتذكر كيف اصبح العالم بعد انتشار فيروس كورونا ، وفي تلك الفترة كانت مظاهرات تشرين 2019 مازالت مستمرة، والمبلغ المتفق عليه مع حكومة عادل عبدالمهدي لتمويل رواتب موظفي الاقليم تم ايقافه بقرار تعسفي من قبل وزارة المالية، وحرم الاقليم من حصته من الاقتراض الدولي الذي شرعه مجلس النواب العراقي، وتعرض الاقليم للقصف الصاروخي بابشع الطرق والصور، وهدد بسياحته واقتصاده وامنه، واوقف تصدير النفط من الاقليم وبشكل تعسفي ايضا، وعن طريق المحكمة الاتحادية والتي توالت على اتخاذ القرارات المختلفة البعيدة تمام البعد عن روح الدستور والقانون، في تسييس واضح للقضاء ، وكثير من الامور التي استهدفت الكابينة التاسعة وشخص رئيسها مسرور بارزاني، وكان آخرها التطاول الصريح من قبل بعض السياسيين الفشلة، لمجرد لفت النظر واثبات الوجود، وهم غارقون اصلا في قضايا وازمات من الممكن ان تقضي على حاضرهم ومستقبلهم السياسي.

اليوم وبفضل كابينة مسرور بارزاني، باتت كوردستان اسما مهما في الاسواق العالمية، الحكومة تتحول بخطوات عملية الى الرقمنة والتعامل الاليكتروني، الاف من الشباب تحولوا الى القطاع الخاص عن طريق القروض المتوسطة والصغيرة ورعاية الابداع والمبدعين، والاف اخرين ينتظرون فرصهم والتي من واجب الحكومة ان توفرها لهم لياخذ كل فرصته، القطاعين الخاص والعام يعملان بشراكة وتعاون لم يشهده الاقليم في الماضي، وتحت رقابة شديدة من قبل الحكومة، بل ان الحكومة وبنفسها ومن خلال قانون الاصلاحات التي شرع خلال الدورة الخامسة من برلمان كوردستان، تكشف عن الفساد الاداري في دوائرها ومؤسساتها وتقدم المقصرين الى القضاء.

ان مسرور بارزاني، وبقوله: نحن اربيليون، يؤكد على عمق الروح الكوردستانية للحكومة، حيث يعلن ومن عاصمة الاقليم، احدى اقدم مدن العالم والتي بدات منها الحياة المدنية، عن تحدي الحكومة لكل محاولات التخريب التي يتعرض لها الاقليم، بدعم (وبكل اسف) ومساندة ومساعدة، من قبل اطراف، حتى انفسهم لايعلمون هل هم ضمن تشكيلة الحكومة ام معارضون، كما يرد بذلك على كل من يشيع ويحاول خداع نفسه وجماهيره، بانهم سيأخذون اربيل، والتي رفضتهم ورفضت سياساتهم ولم تستجب لضغوطهم، وليثبت باننا جميعا اربيليون في خدمة اربيل، مهما كانت انتماءاتنا، وكوردستانيون في خدمة الاقليم في اي موقع كنا.

 

 

 

كوردستان24

Top