• Thursday, 23 May 2024
logo

كيف تؤثر الكائنات الدقيقة في أمعائك على صحة جسدك؟

كيف تؤثر الكائنات الدقيقة في أمعائك على صحة جسدك؟
تؤثر بيئة الكائنات الدقيقة التي تعيش في أمعائنا على صحتنا بأشكال متعددة، وتختلف تلك البيئة من شخص لآخر.

بالمعدة والأمعاء أعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة تقدر بتريليونات البكتيريا والفطريات والفيروسات. ويحوي جسم الفرد من تلك الكائنات، وأغلبها بأمعائه الغليظة، ما يناهز عدد خلايا الجسم بأسره، ومع ذلك لا يشترك فرد وآخر في بكتيريا الأمعاء إلا بمقدار 10 إلى 20 في المئة فحسب.

وهكذا تختلف بيئة تلك الكائنات بشدة من شخص لآخر. ويعتمد ذلك على ما يتناوله المرء من طعام، وعلى نمط حياته وعوامل أخرى.وتؤثر تلك الكائنات الدقيقة في صحة الفرد وشهيته، ووزنه، ومزاجه. ورغم أن بحوثا أجريت على هذا الجانب من الجسم البشري أكثر من أعضاء أخرى كثيرة، فلا زلنا لا نفهم تماما حقيقة ما يجري داخل أمعائنا وكيف يؤثر ذلك على باقي الجسم.

موقع "بي بي سي فيوتشر" راجع ما خلص إليه العلم في هذا الصدد حتى وقتنا هذا.النظام الغذائي
يؤثر ما نتناوله من أغذية ومشروبات كثيرا على بيئة الأمعاء. وقد توصلت أبحاث إلى وجود صلة بين نظام التغذية المنتشر في الغرب - الذي تكثر فيه الدهون والبروتينات الحيوانية وتقل الألياف - وزيادة إفراز مركبات مسرطنة ومسببة للالتهابات.

بينما وجد العلماء ارتباطا بين النظام الغذائي لبلدان البحر المتوسط - الغني بالألياف والذي تقل فيه اللحوم الحمراء - وزيادة الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهو ما يجعل الجسم أكثر فاعلية في مقاومة الالتهابات، ويحفز جهاز المناعة بشكل عام.

ويأمل العلماء في أن تتأكد النتائج المتوافرة بإجراء بحوث أوسع نطاقا؛ منها مشروع أمريكي لدراسة بيئة الأمعاء يباشر حاليا جمع ومقارنة بيانات آلاف الأشخاص بالولايات المتحدة.

ويقول دانيال ماكدونالد، المدير العلمي للمشروع، إن البحث حتى الآن يرجح تنوع البيئة الدقيقة بشكل أكثر لدى الأشخاص الذين يكثرون من تناول الأغذية النباتية، كما يرجح اختلاف بيئات أمعائهم "بشكل واضح" عن غيرهم.

ويضيف قائلا: "لا يمكننا القول بعد إنْ كان أحد الأمرين صحيا والآخر غير ذلك، بل نظن أن مَن يكثرون تناول الفاكهة والخضر تتمتع أمعاؤهم ببيئة ميكروبية صحية للغاية"، ومع ذلك يضيف أنه من غير الواضح كيف أو ما إذا كان التحول عن نظام غذائي غني بالنبات لآخر تقل فيه الأطعمة الصحية يؤثر في بيئة تلك الميكروبات.
شاع في السنوات الأخيرة الحديث كثيرا عن فوائد ما يعرف بالبكتيريا المفيدة والخمائر كإضافات غذائية فضلا عن "محفزات" البكتيريا النافعة.

ورغم استخدامها المتزايد في علاج أمراض التهاب القولون مثل داء كرون وتقرح الأمعاء، فإن مراجعات عدة أشارت إلى الحاجة لمزيد من البحث لمعرفة أي الخمائر أفضل وجرعتها المطلوبة.

ومؤخرا وجد عيران إليناف، خبير المناعة بمعهد وايزمان للعلوم بإسرائيل، عدم استجابة البعض لتلك المحفزات، وإن كانت دراسته محدودة وتتطلب بحثا أكثر للتثبت منها.

وأعطى إليناف 25 شخصا صحيحا أحد عشر نوعا من المحفزات والخمائر أو العقاقير الوهمية واستخدم مناظير لفحص بكتيريا الأمعاء ووظائف الأمعاء لديهم قبل إعطائهم الجرعة وبعد ثلاثة أسابيع منها.

وخلص الباحث إلى أن "الناس ينقسمون إلى قسمين - قسم استفادت بيئتهم الميكروبية بالمحفزات المعطاة فنشطت البكتيريا النافعة داخل أمعائهم محدثة تغييرًا في البيئة الدقيقة ككل، وقسم آخر لم تجد البكتيريا النافعة والخمائر مستقرا في أمعائهم ولم تعد بفائدة تُذكر".

وتمكن الباحثون من التكهن بأي الأشخاص ينتمي لقسم أو للآخر بفحص خصائص بيئاتهم الدقيقة. ويقول إليناف إن نتائجه تشير إلى الحاجة لإعطاء المحفزات والخمائر بحسب ما يناسب كل فرد.








بي بي سي
Top