• Thursday, 23 May 2024
logo

سبع كلمات يابانية يمكن أن تجعل حياتك " أكثر هدوءا"

سبع كلمات يابانية يمكن أن تجعل حياتك
تقول ماري فوزيموتو مؤلفة كتاب "إيكيغاي ومفرداتٌ يابانيةٌ أخرى يمكنك أن تعيش على هديها"، إن هناك العديد من المفردات اليابانية يمكن أن نتعلم منها الكثير من المعاني التي تؤثر في حياتنا بصورة إيجابية.

وفي مقدمة الكتاب، الذي يتضمن ترجمةً باللغة الإنجليزية لثلاث وأربعين من أكثر المفردات والعبارات اليابانية تأثيراً، تقول المؤلفة ماري فوزيموتو: "عندما كنت في الثانية من عمري، انتقلت أسرتنا للإقامة في بلدة ريفية في منطقة كانساي للعيش مع والديْ أبي المُسنيْن. وأتذكر باعتزاز الاحتفال بمهرجان أوبون - الذي يُخصص لتكريم ذكرى أسلاف المرء - في منزل جدييْ (اللذين كان عمر كلٍ منهما يفوق مئة عام)".

الأمر على أي حال يتجاوز مجرد ذكرى من عهد طفولة هذه الكاتبة، إذ أن تجربتها في هذا الشأن، تعكس أحد المشاهد الكثيرة التي يتضمنها الكتاب، وتشكك في هيمنة القيم الغربية على العالم.

لنتعرف في البداية على فوزيموتو، فهي تدير قسم الدراسات اليابانية في جامعة مدينة نيويورك الأمريكية، وتلقت تدريباً أدى إلى أن تصبح خبيرةً لغويةً. وتعتقد هذه السيدة أنه يمكننا اكتساب فهم أوسع لحياتنا، عبر اكتشاف كلمات وعبارات تتفرد بها الحضارات الأخرى المختلفة عنّا.

وتقول لبي بي سي: "من المهم إعطاء وجهة نظرٍ أخرى، ورؤية هذه الحياة الأخرى. إننا نميل في الغرب إلى أن ننشد الكمال والإتقان، ونشعر دوماً وكأنه يتعين علينا أن نكون على هذه الشاكلة، وأنه من المفروض أن نبذل قصارى جهدنا وأن نلبي توقعات الآخرين".وتضيف: "عندما فكرت في الطريقة التي وينساب من بين ثنايا الكثير من العبارات اليابانية إحساسٌ بالهدوء والسكون، سواءٌ كانت معانيها مستمدةً من فكرة قبول وجود عناصر وعوامل لا سيطرة لنا عليها، أو من مسألة ضرورة أن نتسم بالاحترام في كل تفاعلاتنا مع الآخرين.

ويتضمن الكتاب مقالات قصيرة للفنان الجنوب أفريقي دافيد بوكلر، الذي عاش لسبع سنواتٍ في اليابان. ويقول بوكلر لبي بي سي: "عندما أتحدث مع الناس في اليابان أكون واعياً للغاية بما أتفوه به وما يصدر عني من إيماءات، كما أتحلى بالدماثة والتهذيب، وأفكر في الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها مفرداتي على من أحدثهم."

وبالعودة إلى الكتاب، نجد أنه يتناول طائفةً شتى من الموضوعات؛ مثل "التناغم" و"العرفان بالجميل" و"الزمن". لكنه لا يمثل في الوقت نفسه قاموساً نظرياً مُجرداً، وإنما تقدم فوزيموتو من خلاله درباً ينتقل منه القارئ إلى أعماق حضارةٍ يمكن أن تبدو في أغلب الأحيان نائيةً وغريبةً ومختلفةً بشدة بالنسبة للأجانب.

فمثلاً، تتناول هذه الباحثة مصطلح "سيبوي" الياباني الذي يعني "استعادة واستحضار الجمال الذي يتكشف النقاب عنه بفعل مرور الزمان".

وتقول في كتابها في هذا الشأن إنه عبر "الوجود في قلب الروعة التي يتسم بها السكون والهدوء - حيث تخفت الألوان ويصبح البريق مكبوحاً قليلاً - تُذكِّرنا هذه المفردة بأن نبدي التقدير للأشياء التي تصبح أفضل كلما صارت أقدم. ثمة نعمةٌ كامنةٌ في النضج، كما أن تجارب الحياة تُكسِبُ من يعايشها ويمر بها ثراءً ساحراً. ربما تشعر بـ `سيبوي` (متجسداً) في لون أوراق الأشجار في بواكير الشتاء، أو في فنجان شايٍ عتيقٍ موضوعٍ على إحدى الطاولات".كان يعيش بها جداي، والشكل التقليدي للحياة اليابانية، راودني اعتقادٌ بأنه بوسعنا أن نتوقف وننظر حولنا ونتقبل الأشياء التي لا نبدي لها التقدير عادةً، مثل مسألة التقدم في السن".





بي بي سي
Top