• Saturday, 11 May 2024
logo

أحب المخطئ وأكره الخطيئة

أحب المخطئ وأكره الخطيئة
في حياة الكثير منا اشخاص يتصفون بالأذى عادة ما يتسبب كلامهم أو افعالهم في أذى مباشر لمن حولهم ماذا تكون ردة فعلك تجاه شخص أذاك وسبب لك الضرر خاصتا إذا لم يعترف بأنه أخطأ بحقك، قد تتضخم صورة هذا الشخص في عينيك وكأنه سبب كل الآلام التي في الحياة وقد تكرهه وتبغضه وقد تتمنى أن يزول من الحياة، فكيف يصبح هذا الانسان العبد الضعيف وكأنه كابوس لأحدهم، وإذا ما تاب هذا الانسان ذات يوم عن أذاه هل سيغفر له قلبك أم سيغضبك أن الله قد يسامحه بعد أن أذاك كما قال أحدهم ذات مرة.

إذا رأيت الله في كل احداث حياتك، وأنه هو أكبر من كل الناس وأكبر من كل الاحداث يرى ويسمع ودائما موجود وقتها ترى انه لن يصيبك سوء دون إذنه لأنه قادر على منع الأذى عنك لكن طالما سمح بذلك فهذا يعنى حكمة واستحقاق يعنى أنك خالفت من قوانين الكون ما جعلك تستحق ما حدث فهو العدل وهو الرحيم بنفس الوقت لذلك فحتى عندما يقع بك سوء بسببك فإن الله اعطاك القدرة على اصلاح خطأك فأنت قادر على أن تحول هذا الأذى الذي اصابك لخير لك بطرق عديدة كأن تقبله وتغفر لنفسك وغيرك وتفهم رسالته. أو قد تحوله لضرر أكبر لك حسب رد فعلك مع الله إذا كان السخط والغضب ومشاعر الضحية هي رد فعلك فلن يختفي الضرر من حياتك بسهولة. إذا مرنت نفسك على ان تحول هذا الأذى لخير لك بالغفران والتحرر ثم التقدم في الحياة من جديد. وقتها تشعر وتدرك أن كل شر في الأرض هو تحت السيطرة لا يحدث الا لحكمة ولا يصيب أحدا الا بحكمة. وعندها تستشعر قوة وجود الله في حياتك وتحسن الظن به بأنه يحميك دائما وتشعر بطاقة أمان عالية وتشعر ان كل شرور الأرض بعيدة عنك فالله بينك وبينها والله أكبر منها جميعا، ويصبح كل شخص مؤذى في حياتك مجرد سبب مجرد رسول يرسل لك رسالة معينة ما إن تفهمها وتأخذ بها حتى ينصرف هو وأذاه عن حياتك. فلا يلومه قلبك ولا تبغضه نفسك حيث تفرق بين الفعل والفاعل و توجه مشاعرك لله فحسب مشاعر استغفار على الخطأ وامتنان على الرحمة وتسعى في الخير والإصلاح ، فكل ما يحدث في حياتك بينك وبين الله وحده حيث تشعر بوجوده في كل ما يحدث دائما ، وتدرك أنه يوجد انسان مؤذى لكن الله يتحكم في مقدار أذاه لمن حوله ، وقد تدرب نفسك على الغفران حتى يشعر قلبك بالرحمة تجاه شخص اذاك عندما تدرك ان الله يختار الاخيار ليكونوا سبب في الخير للناس والضالين ليكونوا سبب في أذى الناس ،وبما انه انسان مؤذى رغم انك كنت تستحق ما اصابك من أذى منه إلا أن هذا يعنى انه يسير في طريق خاطئ ، فرحمة الله بك أنك فهمت الرسالة وأصلحت الخطأ وتراه ما زال يسير في نفس الطريق ويؤذى أخرين فبدلا من أن تبغضه وكأنه كابوس ستراه مجرد انسان لاحول له ولا قوة بدون الله والمسكين يحسب نفسه قويا ، وبدلا من أن تتمنى زواله من الحياة سترى أن هدايته ستكون افضل لو من الله عليه بالهداية وربما يقول قلبك كما قال الرجل الذى أمن بموسى (ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين) لو تعلم عن الله ما تعلمته ، هو أنسان ضعيف مهما بدا قويا خلقه رب رحيم يحبك ويكرمك ويرزقك ويعطيك فإذا عملت على تدريب عضلة الغفران لديك قد تصل إلى أن تحب خلق الله لأنك تحب الله وترى أن أفعالهم المؤذية لا تنفى وجود خير فيهم ، الله خلقك له وحده فعلاقتك به هي العلاقة الحقيقة الوحيدة وكل ما عدا ذلك رُسُل ورسائل منه إليك وكل الناس هي انعكاس لعلاقتك به وبنفسك.
Top