• Thursday, 02 May 2024
logo

في ذكرى المظلومية التي جمعت شعبي الكويت وكوردستان ...اذاد احمد

في ذكرى المظلومية التي جمعت شعبي الكويت وكوردستان ...اذاد احمد
في الثاني من آب عام 1990 صدم خبر احتلال الكويت البشرية جمعاء، كانت دبابات نظام البعث العراقي قد دخلت الكويت، خربت ودمرت ما تمكنت من تخريبه، لقد صعق نبأ الهجوم كل أبناء الشعوب العربية والإسلامية، وهزهم الحدث الجلل. وعلى الرغم من نزعات نظام بغداد التوسعية في حينها إلا أن الإقدام على تلك المجازفة لم تكن في وارد الحسابات. لقد إنقسم العالم العربي إزاء حدث الهجوم فالاحتلال، كما أصبحت ظاهرة الاحتلال موضوعا للسجال، بين أغلبية مستنكرة وقلة قليلة من المؤدين، على الرغم من مانتج عنها عن جرائم قتل وخطف، وعدد كبير من الأسرى.

إصرار نظام بغداد على ضم الكويت وإعتبارها محافظة عراقية، وعدم تلبية القرارات والمطالب الدولية الداعية إلى الإنسحاب، تطلب تشكيل إئتلاف دولي وعربي عريض. كنتجة للغزو واستمرار الإحتلال اشتعلت الحرب، حتى تمكنت القوات المؤتلفة من طرد قوات الغزو وتحرير الكويت في 26 شباط عام 1991.

خرجت الكويت بلدا وشعبا بجراح عميقة من مأساة الغزو، لكن ما حل بجيش نظام البعث وهزيمته وقبوله الاستسلام كان أعظم، فقد ولدت هزيمته نقمة شعبية ضده، فثار شعب العراق من الجنوب نحو الشمال، إلا أن الانتفاضة الكوردستانية إنطلقت بقوة وتعاظمت. فقد كان الشعب الكوردي يعاني من بطش النظام خلال عقود من الزمن، وكان الظلم قد بلغ الذروة خلال سنتي 1988 –1989 مع حملات الأنفال السوداء والهجمات بالسلاح الكيمائي، لقد تفهمت القوى الثورية الكوردستانية سريعا معاناة شعب الكويت وتلمست مظلوميته،فتضامنت معه، وما أن ظهر على بنية نظام البعث في بغداد الوهن حتى ثارت جماهير كوردستان، مطابة بالحرية، وكأنها تثأر في الوقت نفسه، وتنتصر لشعب الكويت، التي شكلت محنته فاتحة خير ومنعطف كبير في تاريخ المنطقة.

لقد كانت إنتفاضة الشعب الكوردستاني عظيمة، بدأت في ربيع عام 1991 ولم تنتهي إلا بدحر النظام وإنسحابه من كوردستان، حيث تدرج ضعف ووهن النظام حتى سقوطه المدوي عام 2003، و بسقوطه تحققت عدالة الله في الانتقام من جرائم النظام المروعة ضد شعوب العراق وكوردستان والكويت.

تمر الذكرى الخامسة والعشرون لتحرير الكويت وذكرى بدايات الانتفاضة الكوردستانية، ودولة الكويت أكثر ازدهارا واستقرارا، بعد أن قامت بالكثيرمن الأدوار الانسانية والتنموية على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما يبدو اقليم كوردستان العراق عامرا وعلى علاقة جيدة مع دولة الكويت الصديقة وسائر الشعوب العربية.

وما الاحتفالات التي ستقيمها قنصلية دولة الكويت في أربيل ليلة 24 شباط الجاري إلا تتويج لمسيرة التحرير والتنمية، وتأكيد على أصالة شعب الكويت وثقافته السلمية الداعية للتعايش وحسن الجوار، إن لهذه الاحتفالية دلالة ورمزية كبيرة، تتأكد عبرها ومن خلالها حقيقة أن الشعوب أقوى من الدكتاتوريات، وأن الشعوب التي لم ترضخ للظلم والعدوان قبل ربع قرن، ستبني مستقبل أبنائها في ظل حقيقة تاريخية تتلخص في أن لدى الشعوب العربية والكوردية الكثير من المشتركات، وكما جمعتنا سابقا ضائقة المظلومية، فإن فسحة التعاون والتضامن، تتسع يوما بعد آخر لتمهد طريق المستقبل لكافة أشكال الأعمال المشتركة لما فيه خير الجميع.
Top