• Thursday, 02 May 2024
logo

البارزانی رحل ولم یرحل....د.عبدالحكيم بشار

البارزانی رحل ولم یرحل....د.عبدالحكيم بشار
قبل 27 وعشرون عاما رحل عنا اعظم زعيم كوردي على الاطلاق، لقد كان البارزاني حكيم زمانه ولايزال، فهو لم يكتب فلسفة ولم يؤلف كتب ولكن فلسفته الحقيقية تجسد في ممارساته وحياته اليومية وسيرته الذاتية والتي هي بحق تضاهي سيرة اي زعيم عالمي تاريخي احدث تغييرا في العالم، الاّ ان الظروف التي مر بها البارزاني منعه من احداث تغيير عالمي ولكنه نجح من احداث تغيير وطني وقومي واقليمي في غاية الاهمية حينما اقر دستور العراق لاول مرة وفي ظروف معقدة للغاية بأن العراق دولة الكورد والعرب. البارزاني لم يكن قائد ثورة وحسب اي بمعنى الثورة القومية بل كان قائد ثورة اجتماعية بكل ما تعنيه الكلمة من خلال سلسلة الاجراءات التي اتبعها في المناطق المحررة، البارزاني كان يجسد حوار الحضارات تطبيقا فعليا في منطقة بارزان والمناطق المحررة رغم التخلف الاجتماعي في تلك المرحلة الزمنية، كان راعيا للبيئة وراعيا لحقوق المرأة ولحقوق المكونات الدينية والقومية، لقد جسد في حياته وفي ظروف معقدة جدا وفي منطقة جغرافية مضطربة كل اسس الحضارة والرقي والتعايش بارقى صوره، حياته هي مدرسة في الثورة وفي علم الاجتماع والفلسفة والحضارة والمدنية والتعايش وحوار الحضارات وكل القيم الانسانية. البارزاني رحل جسدا ولكن لم يرحل نهجا وفكرا ولم يرحل ارثا، بل انه سلم الراية خفاقة الى من تتلمذ في مدرسته وعاشها بكل تفاصيلها، انه الرئيس مسعود البارزاني والذي من خلال سلوكه وممارساته وحكمته وفلسفته العميقة في الحياة التي تتجسد من خلال دوره الوطني والقومي والاجتماعي والحضاري يؤكد ان البارزاني لم يرحل، البارزاني الاب فجر ثورة على الظلم القومي والاجتماعي وضد الاضطهاد بكل اشكاله واسس لمدرسة نضالية وحضارية وحياتية تشكل ينبوعا لا ينضب، والبارزاني الابن سيحقق حلم الكورد في اقامة دولة كوردية مستقلة في اقليم كوردستان العراق لتجسد نموذجا رائدا في المدنية والحضارة وكل اشكال التعايش الديني والقومي والمذهبي والاجتماعي ليعطي للكورد مكانتهم في المجتمع الدولي المتحضر، البارزاني لم يرحل لانه خلف من هو سائر على المسيرة بثبات.
Top