• Thursday, 02 May 2024
logo

المرأة الكوردية رمز النضال والعطاء ولاحدود لعطاءها...زينب سندي

المرأة الكوردية رمز النضال والعطاء ولاحدود لعطاءها...زينب سندي
يحتفل العالم في الثامن من اذار باليوم العالمي للمرأة، وكالعادة ترتفع الاصوات وتطالب بتحسين واقع المرأة، ويحتفل العالم بهذا اليوم في ظل ظروف حرجة من تردي الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والحرب على الارهاب على وجه الخصوص، ولايزال واقع المرأة صعبا بسبب تراكم المشاكل والمآسي والويلات، فمن المعلوم قضية حقوق المراة قضية ديمقراطية، فالنضال والعمل الدؤوب من اجل تحقيق هذه الطموحات لايختلف عن النضال من اجل الديمقراطية السياسية والاجتماعية والاستقلال وبناء الدولة، لان المرأة هي الوطن نظرا لما تحويه من مشاعر وحنان، والمرأة الكوردية باعتبارها جزء من العالم ناضلت ومازالت تناضل من اجل حقوقها بما يتناسب مع قدراتها وتحملها للمسؤولية في بناء الوطن والمجتمع السليم ومواجهة كل التحديات والصعوبات على مر العصور، لذا لايمكن تجاهل دور المرأة الكوردستانية والتغاضي عن اهمية دورها، ويشهد تأريخ الكورد وكوردستان ان المرأة الكوردية تحملت الكثير من الويلات حيث كانت لها الحصة الاكبر في تحمل الصعاب ووقفت الى جانب الرجل في الشدائد والمحن وناصرت قضية شعبها المشروعة. رغم ان المرأة الكوردية قطعت شوطا طويلا وشاقا لتحقيق بعض المكتسبات فالمرأة الكوردية انسان معطاء ولاحدود لعطاءها، وفي مثل هذا اليوم لابد ان نستذكر سيرة المناضلات الكورديات الخالدات الى الابد في قلب كل كوردي امثال الشهيدة ليلى قاسم التي اعدمت على يد النظام البعثي حيث قابلت حكم الاعدام بكل جرأة ولم تخش الموت في سبيل حرية شعبها وباتت مثالا يحتذى به في الشجاعة والنضال، عانت المرأة الكوردية ظروفا عصيبة ولاقت حيفا كبيرا بسبب الظروف التي مرت بها لكنها ظلت صامدة وقوية وحاولت وتحاول ايصال صوتها والدفاع عن حقوقها، بعد كفاح طويل اصبحت المرأة الكوردستانية اليوم رقما اساسيا ومهما في المجتمع .
ان صمود ونضال المرأة الكوردية ومحاربتها للارهاب والارهابيين والوقوف بوجههم كما النساء الكورديات الايزيديات اللاتي اصبحن رمزا للتضحية والصمود، فمن الضروري ان تتسلح المرأة الكوردستانية بالعلم والمعرفة وتواصل نضالها من اجل نيل حقوقها والانخراط في كافة مجالات الحياة واثبات وجودها ودورها الاساسي في بناء المجتمع السليم وتنشئة الجيل الجديد تنشئة حسنة، لان للنساء دور مؤثر في نقل الروح القومية والوطنية من جيل الى جيل، اذن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لايعني فقط تقديم التهاني للمرأة ومجرد الاحتفال واستذكار المناسبة لانها مناسبة سنوية ويجب الاحتفال بها، بل المجتمع بحاجة لعقلية نيرة ومنفتحة وان تكون للنساء الاولوية وان تجد مكانها في الصفوف الامامية وان تفتح امامها الفرص لتؤهلها ان تكون السباقة والرائدة في جميع المجالات لاسيما السياسية والاجتماعية والثقافية وان يكون لها الحق كما الرجل في المجتمع، المرأة بحاجة الى الانصاف والعدل والمساوة فانصاف المرأة واجب الجميع ومازلنا بحاجة للمزيد من الجهود للقضاء على اشكال التمييز ضد المرأة ومنح المرأة حقوقها كاملة اسوة بالرجل، لان المجتمع الذي يهمش دور المراة ويحول دون مساهمتها في بناء وتنمية المجتمع والوطن هو مجتمع معاق، لان مادام نصف المجتمع والذي يربي النصف الاخر يعاني من الاقصاء والتعذيب الفكري والجسدي لن ينهض ذلك المجتمع ولن ينتج شيئا ولن يتزن فكريا ولا دينيا ولاسياسيا ولا اقتصاديا. مع كل ما حققه الانسان من تقدم هائل على كافة الصعد حيث يعيش الانسان الان عصر الحداثة والتكنلوجيا لم يستطع ان يهدي المرأة حقها، لم يستطع ان يعطيها الالفة والحنان ولم يمنع عنها التهميش والاقصاء، في الثامن من مارس يجب ان ينظر للمرأة بكل مصداقية لواقعها ونضالها وتضحيتها. ان اخطر انواع الظلم ضد المرأة هي ان تتحول المرأة داخل الاسرة الى كائن لاقيمة له رغم الاعتماد الكلي من قبل الجميع عليها، ومازالت المرأة حتى يومنا هذا تعاني الكثير من التقاليد والعادات الموروثة التي تحط من قيمتها وتواجه المرأة العديد من الانتهاكات والاساءات والعنف في جميع مراحل حياتها ومازالت المرأة تنظر بأمل الى ضرورة وضع حلول واستراتيجيات للنهوض بواقعها لانها لاتزال تعيش اوضاعا صعبة، واليوم ورغم ما حققت المرأة من مكتسبات على صعيد السياسي وحظيت بمكانة غير مسبوقة في العمل السياسي وتسلمت حقائب وزارية واصبحن قاضيات وتبوأت مناصب اخرى لم تكن معروفة في السابق وعلى الرغم من مساندة الحكومة ومناصرتها للنساء لكن مع ذلك لم يتحسن وضع المرأة وحالها ، وهناك بعض من النساء وصلن للمناصب عن طريق المحسوبية والمزاجية من قبل البعض وتبقى المرأة تشغل المركز او المنصب فقط لانها عنصر نسائي لا لكفائتها وشعبيتها بين طبقات المجتمع والبعض الاخر وصلن بجهودهن ومساعيهن وكفائتهن ، بهذه المناسبة اتمنى نجاح مساعي عمل المرأة لنيل حقوقها بما يليق بمستوى المراة الكوردستانية ومكانتها وينبغى علينا ان نسعى لتنوير افكارنا وعقلنا وتثقيفه لكي نستطيع ان نفهم معنى الحياة ومعنى العمل ومعنى الحب ومعنى الاسرة ومعنى الدور القيادي للمرأة ولايمكن الحديث عن تطور الشعوب الا من خلال مساهمة المرأة ونيل حقوقها ومازالت المرأة بحاجة الى الجهود الحثيثة من قبل الحكومة والمجتمعات والمنظمات النسوية وتوفير ضمانات حقيقية للمرأة ليس فقط رفع الشعارات بل يجب التفكير بمعالجة واقع المرأة، من الملاحظ ان تواجد المنظمات النسوية لم تحرز التقدم والتفاعل بشكل كبير مع الجماهير النسوية ولا نشعر بتأثيرها على واقع المرأة حيث ان نشاطتها تقتصر على عقد مؤتمرات سنويا او ندوات وعرضها على شاشات التلفاز حيث لم يقتربوا للاسف من النساء اللاتي هن بحاجة ماسة لهن، اذن ما احوجنا الى التوعية الثقافية بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل والى اعلام حقيقي هادف ونحتاج الى تربية صحيحة وتنشئة سليمة في المراحل الابتدائية وتعليم اطفالنا على المساواة والانصاف بين المرأة والرجل وان ثمة اشاء كثيرة نحن بحاجة الى المراجعة الفعلية بشأنها، في الختام الف تحية لكل النساء المضحيات وخاصة المرأة الكوردستانية التي وقفت بوجه الظلم ومازالت صامدة .
Top