• Tuesday, 14 May 2024
logo

بناء الإنسان والأوطان ما بين الخودان وجبران

بناء الإنسان والأوطان ما بين الخودان وجبران
انو جوهر عبدوكا



"قبل کل شيء وأي اعتبار، كن إنساناً"
الخودان (الشيخ أحمد بارزاني)

"أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر"
(جبران خليل جبران)

مقولتان الأولى لشيخ وقور يرقد في حضرة جبال بارزان الشامخة في كوردستان والثانية لفيلسوف قدير يرقد في حضرة وادي قاديشا بين جبال بشري الشاهقة في لبنان.

حينما نضع الذات الإنسانية قبل كل شيء وقبل اي اعتبار، نكون قد بلغنا إنسانيتنا الحقة وعندما نكمل نواقص بعضنا البعض ونتكامل نكون قد تعلمنا كيف نعيش ملأ إنسانيتنا.

نحن كبشر نخطأ، فالخطأ يولد معنا منذ المهد، فإن لم نكن لنكبوا ونسقط، لن نتعلم يوماً من الايام كيف نقف على أقدامنا ونرفع هاماتنا عالياً، وإن لم نكن لنخطأ اللفظ والكتابة ما كنا تعلمنا يوماً ولكن ليس العيب في الخطأ، بل العيب في تكراره بعد بيانه.

فالشعوب والأمم والمجتمعات والأوطان و الجماعات والأحزاب والقوميات حالها حال الفرد الواحد.. تنطبق عليها المقولتان أعلاه، فكلنا يجب أن نقدس كرامة الإنسان وكينونته قبل كل شيء وكلنا ناقص محتاج للكمال والكمال في الآخر، والآخر كماله فينا، فليس يمكننا أن نكون كُلّاً دون الآخر والعكس صحيح.

اذن يجب ان نتخلى عن أحلام الانفراد، فـ(ال أنا) لا تصنع أبداً وطناً ولا مجتمعاً ولاجماعة ولا تصنع حتى فرداً أو وطناً مستقراً، منتجاً، متكاملاً ومتصالحاً مع ذاته ومع الآخر.

علينا أن ننزع عنا طموح الانتصارات والفتوحات العظيمة على حساب الآخر وشخصه وكرامته الإنسانية، فالأسكندر الكبير، مات وحيداً واندثر ما بناه مقسماً.

لا حَلَ لنا إلا بعضنا البعض، نملأ نواقصنا ببعضنا ونكمل بعضنا بعضاً، وإلا نكون نحطم ذواتنا وأوطاننا حينما نمعن في تحطيم الآخر ونكون نمسح اسماءنا حينما نجهد أنفسنا في مسح اسم الآخر.

لنتعلم من عظيمين يرقدان، كيف أن كرامة الإنسان، و كينونته كإنسان وحاجته للآخر، الإنسان هي المعنى الحقيقي للطبيعة الانسانية الحقة، وبناء الأوطان يبدأ من بناء الانسان ولا نهج أصح في بناء الإنسان من نهج الخودان وجبران.








روداو
Top