• Tuesday, 14 May 2024
logo

طبول الحرب تقرع في " شنكال".. فمن المستفيد؟

طبول الحرب تقرع في
علي تمي




استمراراً لسياساته الغامضة في المنطقة، يروج حزب العمال الكوردستاني لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية في شنكال، ويوزع الاتهامات جزافاً يميناً وشمالاً، بالتزامن مع حملة إعلامية مبرمجة يقوم بها الإعلام المحسوب على العمال الكوردستاني ضد إقليم كوردستان، وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ودفع شبكات إرهابية إلى جنوب كوردستان كما أعلنت عنها حكومة الإقليم بشكل رسمي.

وقالت حكومة إقليم كوردستان، يوم الاثنين الماضي، إنها أحبطت "مخطط كبير لاستهداف البعثات الأجنبية واغتيال مسؤولين حكوميين وشبكة تجسس، في قضية من عدة أجزاء"، واتهمت الحكومة حزب العمال الكوردستاني بالوقوف وراء الجزء الكبير من المخطط، فيما كان مواطنون عراقيون على علاقة بأجزاء أخرى.

وبحسب بيان لمديرية الأمن في الإقليم (آسايش) فإنه "تم الكشف عن مجموعتين محددتين من الهجمات المخطط لها، بما في ذلك واحدة قام بها حزب العمال الكوردستاني، ومنعهما من خلال التنسيق الوثيق بين مسؤولي الشرطة والأمن والاستخبارات ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء إقليم كوردستان" ، واعتقل على اثرها 12 شخصاً "لهم صلات بحزب العمال"، فضلاً عن عدد من الأشخاص الآخرين المقيمين في بلدان أخرى، بحسب البيان الذي بيّن أنه "كان لبعض المسؤولين صلات بأفراد من خارج العراق، بما في ذلك في أوروبا، وربما كانوا قد وجهوا من قبلهم".

وتعهد جهاز الأمن في الإقليم بأنه "لن يتسامح مع أي أعمال عنف ضد الدبلوماسيين الأجانب أو الشركات الأجنبية في كوردستان".

اتفاق شنكال وقرع طبول الحرب

وقالت الحكومة العراقية إنها اتفقت مع حكومة إقليم كوردستان العراق، وبأن الطرفين توصلا لاتفاق حول إدارة مدينة شنكال (سنجار)، وصفته بـ”التاريخي”؛ وذلك بعد سنوات من الخلاف الذي حال دون عودة عشرات آلاف النازحين الذين شردهم تنظيم “داعش” عند سيطرته على المنطقة عام 2014.

ولعلّ النقطة الأهم التي وردت في الاتفاقية، هي إنهاء تواجد عناصر حزب العمال الكوردستاني في سنجار والمناطق المحيطة بها، وألا يكون للمنظمة وتوابعها أي دور في المنطقة، كما هو واضح للعيان هنا أن هذه الاتفاقية تستهدف العمال الكوردستاني بالدرجة الأولى، فواشنطن هي التي رحبت على الفور بالاتفاقية وما وردت فيها من البنود، وهذا إن دلّ إنما يدل على استياء واشنطن من منظومة العمال الكوردستاني بعد تدخلها ومحاولتها إفشال جهود واشنطن في توحيد الصف الكوردي في شرق الفرات ، بينما رد "العمال الكوردستاني "بتحريك أنصاره في المناطق الكوردية في سوريا برفض الاتفاقية وضرب بنودها بعرض الحائط، داعياً جماهيره إلى التظاهر ورفض الخروج ( عسكرياً) من هذه المناطق التي يعتبرها ضمن مناطق نفوذه داخل العراق .

الخلاصة: يبدو أن دخول أمريكا في مرحلة الصمت الانتخابي وانشغالها بوضعها الداخلي، جعل إيران تستغل هذا الوضع وتحرك ورقة (العمال الكوردستاني) في كل من سوريا والعراق ومحاولة إفشال المفاوضات الكوردية في شرق الفرات، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وإحراج واشنطن أمام الراي العام الدولي.

ويبدو أن واشنطن توصلت إلى قناعة تامة بأن منظومة "العمال الكوردستاني" لن تسمح لها بعقد اتفاق بين المجلس الوطني الكوردي وقوات سوريا الديمقراطية، فسحبت مستشاريها من المنطقة ودعمت اتفاق شنكال وهذا ما فسره المراقبون بأنه بداية - النهاية لتواجد عناصر العمال الكوردستاني في المنطقة.

وصحيح أن حكومة إقليم كوردستان والقيادة السياسية في الإقليم تأخذ المصلحة القومية للشعب الكوردي فوق جميع الاعتبارات، إلا أنها بنفس الوقت لن تسمح بضرب أمن واستقرار الإقليم، وبالتالي، فإن إرسال (العمال الكوردستاني) شبكات تجسس وإرهاب إلى الإقليم ما هو إلا قرع طبول الحرب، ويبدو أن صلاحية هذه المنظومة لدى واشنطن قد انتهت فحان الوقت لضبط إيقاعاتها في سوريا والعراق.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، هل ستستخدم واشنطن منظومة "العمال الكوردستاني" في الجولة الثانية بعد سوريا ضد طهران أم أنها أصبحت عبئاً على مصالحها الاستراتيجية وسمعتها في المنطقة وبالتالي حان وقت التخلص منها ومن شرها بدءاً من شنكال وانتهاءاً بشرق الفرات داخل سوريا ؟








باسنيوز
Top