• Tuesday, 14 May 2024
logo

مهرجون فاشلون في سيرك هزيل

مهرجون فاشلون في سيرك هزيل
معد فياض


الهدف من اي انتخابات تشريعية في العراق هو تغيير الاوضاع لا ابقاؤها على ما هي عليها، والا فلا فائدة من اشغال الناس وصرف المليارات من الدولارات.

على مدى 15 عام جرت 4 دورات انتخابية، انفقت خلالها الحكومات المتعاقبة والمرشحون مليارات الدولارات، واشغلت الاجهزة الامنية والمواطنين على حد سواء، لكنها، واعني الانتخابات، لم تغير اي شيء في الاوضاع العراقية، فالاحزاب والاسماء المسيطرة على الاوضاع السياسية هي ذاتها بالرغم من ارتفاع عدد الاحزاب الى ما يقرب من 400 حزبا سياسيا.

أن ما يطلقون عليها تسمية "اللعبة الديموقراطية" والتي يشارك فيها سياسيون وممثلون عن الاحزاب والامم المتحدة والاعلام، صارت لعبة سمجة، بل تحولت الى سيرك هزيل وفاشل ابطاله اشبه بمهرجين يجيدون اللعب على الحبال لا المشي فوقها، ونراهم ينتقلون من هذا الحبل الى ذاك بطريقة مفضوحة، بينما الجمهور مل من عروض مثل هذا السيرك وترك خيمته خالية، ورغم ذلك يصر المهرجون على تقديم عروضهم المملة.

ها هو السيرك ينصب خيمته البالية من جديد ويتهيأ من يسمون انفسهم بالمرشحين عن الشعب الى وضع صورهم المكروهة من قبل الجمهور في واجهات المدن استعدادا لتقديم عروضهم المكرورة مع انهم يتوقعون النتائج، او بالاحرى هم وضعوا النتائج واتفقوا عليها فيما بينهم بينما يضحكون بلؤم على الجمهور الذي يتخيلونه انه يمثل دور" انا لا أسمع، لا أتحدث، لا ارى"، وبالرغم من ان نوعية الجمهور قد تغيرت، ووعت اللعبة وكشفت الاعيب الساحر التي لم تعد مبهرة، الا ان المهرجين مصرين على المضي باللعبة، مع انهم يعرفون بان الجمهور بات يسمع ويرى ويصرخ باعلى صوته ليتوقفوا عن تقديم العرض، بل وحطموا الكراسي وسيطروا على ساحة العرض، وقريبا سيحرقون خيمة السيرك.

قادة الاحزاب السياسية، يا سادتي، الذين تشاهدونهم على شاشات الفضائيات يتخاصمون ويوجهون اقذع الشتائم والاتهامات فيما بينهم جهارا ونهارا، هم يلتقون في الاماسي السعيدة ليتقاسموا الكعكة، كما اعترفت احدى بطلات هذا السيرك على شاشة احدى الفضائيات، ويوزعون ادوار العرض القادم مع تغيير طفيف لسيناريو ساذج ومكشوف، وتزييف العناوين، بأن تتحول تسميات الاحزاب التي استغلت الاسلام السياسي والمذاهب، الى تسميات متخمة بالوطنية ومتبنية لارادة ثورات الشباب الذين قتلتهم وشربت دمائهم ورقصت على جثثهم.

وما يزيد من سذاجة اللعبة، او العرض، هي بعض الاضافات التي توحي للجمهور بان البرلمان، الذي يصادر ارادة الشعب ولا يمثلها، وقادة الاحزاب الذين افسدوا وسرقوا وخربوا وقتلوا، يجتمعون للتصويت على قانون انتخابات جديد باعتباره سيغير من تقسيم مناطق نفوذهم واعداد ناخبيهم، والاعلان عن اسماء اعضاء مفوضية الانتخابات (المساقلة) مع انهم مرشحون عن الاحزاب المشاركة في العرض التهريجي الذي يسمونه (الانتخابات)، ترى هل يتخيل اي عراقي ان هذه الاحزاب سوف تصوت او صوتت على قانون انتخابات يسمح بازاحتهم، او مفوضية انتخابات ستعمل باستقلالية تمكن من تغيير اعداد المقاعد بما يتماشى من ديموقراطية التصويت.

اليوم نشهد اجتماعات وسجالات الاحزاب والشخصيات السياسية السنية لتشكيل ما يسمى بجبهة سنية"تمثل السنة وتدافع عن حقوقهم وتضحي من اجلهم"، هذه عناوين بيانات صادرة عن تلك الاجتماعات، وهي بذات الوقت عناوين عروض جديدة، تقابلها اجتماعات الاحزاب الشيعية وساسة شيعة من اجل تشكيل جبهات شيعية لتدافع عن حقوق الشيعة التي اهدرها قادة الاحزاب الشيعية ذاتهم مثلما فعل قادة الاحزاب السنية مع جمهورهم.

عناوين الاحزاب ولغة بياناتهم اختلفت، لكن جوهرها ذاته، العناوين والتسميات جديدة، لكن المحتى قديم ولم، ولن يتغير، اما الاهداف المقدسة عندهم فهي راسخة مثل رسوخ الصخور، الحفاظ على المكتسبات والمصالح الشخصية.

ما تغير في المشهد واحدث زلزالا اجبر الاحزاب السنية والشيعية على تغيير عناوينها هي ثورة الشباب، ثورة تشرين التي تعاملت معها هذه الاحزاب بسخرية قبل ان تدرك ان هذه الثورة جادة وقادرة على هز مقاعدهم وقواعدهم، لهذا قابلوها بالرصاص وبالتغريدات المحرضة على قتل ابطال الثورة ودحرها، وان كل الاجتماعات التي تدور في الغرف المغلقة اليوم تستهدف اهداف ثورة تشرين وشبابها، وابقاء الاوضاع على ما هي عليه.

ان ما يتوجب على شباب ثورة تشرين هو ان يعوا حجم المواجهة الشرسة من قبل الاحزاب التقليدية ضدهم وضد ارادتهم، وما حصل يوم 25 من الشهر الجاري من ممارسات استهدفتهم، هو ممارسة تدريبية(بروفة) لما سيجري لاحقا من استهداف لحياة الشباب ولاصرارهم، والاستهداف لا يعني المباشر فقط بل هناك استهداف مبطن يكمن في تغريدات المحرضين باسم الاصلاح، ضد الاصلاح، وهذا يحتم على شباب ثورة تشرين الاتحاد او التجمع تحت خيمة ائتلاف او اتحاد او حزب واحد بعيدا عن اية مصالح ذاتية والتنازل فيما بينهم عن خلافاتهم والترشيح للانتخابات باسم حزب او كتلة موحدة كي لا تتشتت اصواتهم واصوات المؤيدين لهم، وهذا ما يريده قادة احزاب الفساد والخراب.







روداو
Top