• Friday, 03 May 2024
logo

القضية الكوردية.. عندما تكون وطنية وترفض المنتحِلين

القضية الكوردية.. عندما تكون وطنية وترفض المنتحِلين
عبدالله كدو



ان مقولة القضية الكوردية بحاجة إلى حل وطني عادل، في سياق وضع الحلول لجميع القضايا الوطنية في سوريا المستقبل، لا يختلف عليها شخصان وطنيان، ممن يعملون في أو يؤمنون بمشروع إقامة الدولة الوطنية السورية، بعيدا عن الاستسلام للانتماءات والخطابات ما قبل الوطنية ، لا يختلف عليها اثنان ممن ينطلقون من شعار تأسيس وتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة التنوع القومي والديني والثقافي .

لكن مصيبة الكورد السوريين كانت ولا تزال ، بالإضافة إلى العقلية العدوانية للنظام ، المستندة على مقتضيات استمرار احتكار السلطة والثروة، وبالإضافة للعقلية العنصرية المتخلفة، و التبعية الساذجة المبنية على الأفكار المسبقة الصنع، ذلك لدى نسبة غير قليلة من السوريين، سواء ممن في المعارضة أو من الرماديين، لأسباب منها فقر في معلوماتهم عن حقيقة القضية الكوردية، وبالتالي تصديقهم الروايات الكاذبة للسلطات السورية المتعاقبة.

حيث تعذر وصول حقيقة الرواية الكوردية الوطنية إلى تلك الشرائح، بسبب ضعف الإعلام الكوردي الوطني المدافع، وحيدا، عن القضية الكوردية، حيث غياب أو ضعف التيار الوطني السوري الملتزم بتبني قضايا عموم مكونات الشعب السوري بجدية و موضوعية، و بسبب شدة ممانعة النظام لنشر الثقافة والخطاب الكوردي الجاد، إضافة إلى الآفة السورية العامة والكوردية الخاصة، المتمثلة بقبول معارضاتها الوطنية الشخصيات والكتل التي تنتحل صفة "الشخصية الوطنية " أو الحزب أو التيار السياسي، بدون أن يكون لها موقع ثابت.

فتراها متحولة، ما بين الموالاة والمعارضة، تتناسب مع كل الأوقات والسلطات الرسمية وغيرها ، دون أن تكلفها مسيرتها الحرباوية أية خسائر...إذ لا معاناة لها، لا ملاحقات أو اعتقالات أو أي تضحيات، لا تُحرَم من المكاسب و لا تعاني من أي من تلك السلطات...تَراها تسير بكل يسر في طريق مزدوج ( أتوستراد) ذهابا إلى أوساط النظام في العتمة، و إيابا إلى المعارضة تحت الضوء...وهي لا تحمل في خطابها العلني إلا جمل وعبارات عامة، تناسب كل الأشهر والفصول والحقب ، لا تحمل أي رفض أو فضح لأي سلطة، فهل يا ترى هذه الممارسة - القبول - من المعارضات الوطنية نابعة من قوة روح التسامح لديها، أم أنها نوع من المساومة مع النظام، حيث - المعارضات - تحتفظ بشعرة معاوية معه - النظام - عبر قبول الأجسام المتأرجحة المزدوجة الاتجاهات ،المحسوبة عليه بالنتيجة ...أم أنها سعي لتوسيع انتشارها - المعارضات - في مختلف الأوساط و منها تلك المزدوجة ، أم ماذا ؟.

على كل ..أعتقد جازما بأن قبول ( المعارضات المزدوجة ) هو قبول تسلق الانتهازيين و المشبوهين، و إحباط النشطاء في الأوساط الشبابية الجادة ، وهو بالتالي قبول بتشويه حقيقة القضية، سواء السورية العامة أم الكوردية الخاصة، واستسهال للنيل من تضحيات المناضلين من الشهداء و الجرحى و المعتقلين السياسيين والمنفيين و المغيبين والمهجرين ...أولئك الذين بدؤوا الأنشطة الثورية المطالبة بالتغيير الذي يحقق العدل و الحرية و المساواة، ودفعوا أكبر الأثمان.









باسنيوز
Top