• Monday, 27 May 2024
logo

سوريا تتهم مئات المواطنين "بالنيل من هيبة الدولة

سوريا تتهم مئات المواطنين
قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة "النيل من هيبة الدولة واثارة الشغب" وذلك في اطار حملة الرئيس بشار الاسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما.

وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات يوم الثلاثاء الى مئات ممن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي. وتشهد أيام الجمعة عادة اكبر مظاهرات للمطالبة بالاطاحة بالاسد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سوريا واصفا ذلك بأنه خرق اخر لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية.

واشتدت الحملة بعد ان قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة الاسبوع الماضي. ودرعا هي مهد الانتفاضة التي تفجرت منذ ستة اسابيع.

ونقلت صحيفة الوطن السورية عن الاسد قوله ان الجيش سينهي مهمته في درعا "قريبا جدا".

ونقلت الصحيفة يوم الاربعاء عنه قوله أمام وفد يضم مسؤولين من دير الزور والبوكمال بالقرب من الحدود العراقية "ان كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للاحداث التي تعرضت لها درعا."

وتتهم السلطات جماعات مسلحة ومتسللين باذكاء الاضطرابات واطلاق النار على أفراد من المدنيين وقوات الامن. وقال مسؤول عسكري لوكالة الانباء السورية (سانا) ان قوات الامن اعتقلت أعضاء في جماعة ارهابية مسلحة في درعا وعثرت على أسلحة وذخيرة مخبأة تحت الارض وفي حدائق.

وقال وسيم طريف رئيس منظمة (انسان) لحقوق الانسان ان افرادا من اسر المعتقلين اكدوا اعتقال 2843 شخصا وان الرقم قد يصل الى ثمانية الاف. واعتقل اكثر من 800 منهم في درعا.

وقال طريف ان بين المعتقلين نشطاء وشخصيات بارزة واشخاصا شوهدوا يلتقطون صورا فوتوغرافية او بكاميرات فيديو باجهزة الهاتف المحمول او اشخاصا اشتبه في انهم يقومون بتحميل لقطات فيديو على الانترنت. وأضاف أن قوات الامن تعتقل الناس في درعا ودوما بشكل عشوائي.

وبدأت المظاهرات بالمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وانهاء الفساد ولكن بعد الحملة الامنية العنيفة يريد المحتجون الان رحيل الاسد.

وينتمي الاسد للاقلية العلوية وتحكم اسرته سوريا ذات الاغلبية السنية منذ 41 عاما.

وتقول منظمات حقوقية ان قوات الامن قتلت 560 مدنيا على الاقل منذ تفجر الاضطرابات في درعا في 18 من مارس اذار.

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية وقطع الكهرباء في درعا "اجراءات همجية تصل لحد كونها عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء."

وأفادت منظمة العفو الدولية ان محتجين ابلغوها انهم تعرضوا للضرب بالعصي والاسلاك وخضعوا لظروف قاسية منها الحرمان من الطعام.

وقال فيليب لوثر المسؤول بالمنظمة "استخدام القوة الفتاكة دون مبرر والاعتقال التعسفي والتعذيب تبدو اجراءات يائسة من جانب حكومة لا تتسامح مع المعارضة وينبغي ان تتوقف على الفور."

وقال سكان في ضواحي دمشق حيث اعتقل كثيرون ان حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الاسبوع في مناطق حول العاصمة. وقالت احدى السكان انها شاهدت قوات امن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من اجولة الرمال وتضع مدفعا اليا على طريق بالقرب من بلدة كفر بطنا يوم الثلاثاء.

وذكر مسؤول حكومي من دولة عربية مجاورة ان الحملة الامنية تهدف فيما يبدو الى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع ان قوات الامن منعت الالاف من الوصول الى المساجد يوم الجمعة الماضية.

واعتقل ستة اشخاص على الاقل يوم الثلاثاء بعد ان سيطرت قوات الامن على مدينة بانياس الساحلية وهي مركز حضري اخر يتحدى المتظاهرون فيه الاسد.

وقال أنس الشغري احد قادة الاحتجاج لرويترز ان الجيش أغلق المدخل الشمالي بينما أغلقت قوات الامن الجنوب.

لكن ناشطا حقوقيا قال ان نحو الف محتج قاموا بمسيرة في الحي السني في بانياس والذي يقع الى الجنوب مباشرة من السوق الرئيسية وهم يحملون أرغفة الخبز تعبيرا عن التضامن مع شعب درعا. وقدم النشط صورا للمظاهرة.

وقال احد سكان درعا ويدعى ابو محمد "مازالوا يسحبون كل من هو دون الاربعين عاما الى استاد درعا حيث احتجزوا في العراء مئات من بينهم عدد من النساء الاسبوع الماضي."

وتظاهر نحو الف طالب في جامعة حلب يوم الثلاثاء وقام الاف بمسيرة في مدينة القامشلي الشرقية التي يغلب الاكراد على سكانها وهم يحملون الشموع ويهتفون بالحرية.

واشتدت الادانة الدولية منذ الهجوم الذي شنته القوات السورية على درعا وأعاد الى الاذهان الحملة التي شنها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار على انتفاضة اسلامية مسلحة في مدينة حماة عام 1982 .

وقالت ألمانيا وبريطانيا انهما تسعيان لفرض عقوبات أوروبية على قادة سوريين بعد اعلان الولايات المتحدة عن عقوبات الاسبوع الماضي. وقالت فرنسا ان الاسد ينبغي ان يكون ضمن من تستهدفهم العقوبات.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لقناة (ايه-تي.في) التركية ان الاسد لم يعمل بنصيحته باجراء اصلاحات ديمقراطية والافراج عن السجناء السياسيين.

وفي علامة على ان العنف اضر بالنشاط الاقتصادي قال رئيس اتحاد البنوك العربية لرويترز الثلاثاء ان ما يصل الى ثمانية في المئة من الودائع بالليرة السورية في سوريا قد تم تحويلها الى دولارات منذ بداية الاضطرابات
Top