هاني عاشور : الحديث عن حكومة اغلبية هو تهديد وانقلاب على الواقع السياسي وليس حلا
وأكد عاشور في تصريح تلقت وكالة الصحافة المستقلة ( إيبا ) نسخة منه على ان العراق لايتقبل حكومة اغلبية حتى عام 2020، لان فكرة المعارضة ليست ناضجة في العراق حتى الان ، حيث تصطدم بفكرة الحزب الواحد وتعيدنا لما قبل التغيير وتفتح ابواب ممارسة الدكتاتورية وربما حتى لا تكون لصالح مطلقيها .
وقال ان من يتحدثون عن حكومة اغلبية يتجاوزون فكرة المصطلح ، وانهم دون شعور يتحدثون عن حكومة ائتلافية ، اذ لا يمكن في العراق ان تتشكل حكومة دون توافق سياسي على الاقل حتى عام 2020 ، لان فكرة المعارضة حتى الان في العراق تتمحور في معارضة العملية السياسية ، وان الحديث يجري عن اقصاء وتهميش وابعاد تحت عنوان تشكيل معارضة ، لان الآخرين الذين يراد صناعة معارضة منهم هم من داخل تلك العملية السياسية ومنتجيها ،وهم من انتجوا الحكومة الحالية التي تريد اقصاءهم .
واشار الى ان المعارضة ضد حكومة اغلبية غير مؤهلة في العراق لان هناك اجبار على صناعة معارضة عبر الاقصاء ، وليس عن قناعة ممارسة دور المعارضة كما هو الحال في الديمقراطيات المتقدمة، وان حكومة اغلبية تأخذ طابع التهديد في العراق وليس تحمل المسؤولية ، والهدف من الحديث فيها تخويف الكتل السياسية لكي تطبّع وضعها مع حزب الحكومة ، وربما تكون نتجية حكومة الاغلبية لغير صالح المروجين لها ، اذا ما تغيرت لعبة التحالفات.
واوضح ان الدستور العراقي وقانون الانتخابات ، وشراكة السياسيين العراقيين قبل سقوط النظام السابق تجبر الجميع على العمل في اطار التوافق السياسي كما ان التنوع العرقي والطائفي في العراق لا يسمح بقيام حكومة اغلبية ، وان اي عملية لاقصاء كتلة او شخصيات سياسية مهمة فازت في الانتخابات عبر الطرق الشرعية ، هو تفرد في الحكم وليس صناعة معارضة .
وأكد ان العراق يحتاج لاكثر من دورتين انتخابيتين لانتاج معارضة حقيقية ، وهو ما يدفع الى التفكير بالانتخابات المبكرة اذا اردنا صناعة حكومة اغلبية حقيقية ومعارضة فاعلة قبل 2020 حيث مرور اكثر من دورتين انتخابيتين في العراق.