• Tuesday, 30 April 2024
logo

جوشوا لانديز ل(كولان): التغيير الأكبر بعد رحيل نظام الأسد هو أنْ لاتتحول سوريا الى دولة مركزية، وهذا ما يصب في صالح الكورد

جوشوا لانديز ل(كولان): التغيير الأكبر بعد رحيل نظام الأسد هو أنْ لاتتحول سوريا الى دولة مركزية، وهذا ما يصب في صالح الكورد
البروفسور جوشو لانديز استاذ العلوم السياسية في جامعة اوكلاهوما و المتخصص في تأريخ سياسة الشرق الأوسط المعاصروهو احد المحللين في الشؤون السورية وله تعليقاته اليومية حول تلك المسألة،وبغية الحديث عن الأوضاع الراهنة في سوريا و المذابح الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد يومياً، وجهت له كولان عدة اسئلة حيث اجاب عنها في سياق الحوار الأتي:
ترجمة/ بهاءالدين جلال

البروفسور جوشو لانديز استاذ العلوم السياسية في جامعة اوكلاهوما و المتخصص في تأريخ سياسة الشرق الأوسط المعاصروهو احد المحللين في الشؤون السورية وله تعليقاته اليومية حول تلك المسألة،وبغية الحديث عن الأوضاع الراهنة في سوريا و المذابح الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد يومياً، وجهت له كولان عدة اسئلة حيث اجاب عنها في سياق الحوار الأتي:

* ماهي قراءتكم لأوضاع سوريا الآن،خاصة بعد أنْ تُنقل صور المذابح الجماعية،أي أنّ الكل في العالم مطّلع على هذه الجرائم،ولكن لماذا المجتمع الدولي صامت ازاء هذه الأحداث حتى الآن؟
- المجتع الدولي ليس صامتاً،ولكنه لايريد التدخل،و سؤالكم يدور حول عدم تدخل المجتمع الدولي في سوريا.
* نعم، ولماذا يسمح المجتمع الدولي بأرتكاب مثل هذه المجازر البشرية؟
- لقد تدخّلت الولايات المتحدة الأمريبكية في العراق، ولكن نرى أنّ الأقتتال استمر لمدة عشرسنوات ومازال مستمراَ،وعلى سبيل المثال انفجار سيارة واحدة يومياً،كما لاأعتقد أن لدى امريكا أي حل حاسم في سوريا،وللأسف ما يفعله الأسد هو تحويل سوريا الى مستنقع.
* الجهود الدولية تصب في تأزيم الأوضاع وليست لحلها،حيث نجد أنّ عدد الضحايا في زيادة مستمرة،والأسد يبسط قبضته اكثر و لايتردد في قتل الشعب السوري ، السؤال هو لماذا لايتم وضع حد للأسد على هذه الجرائم؟
- اعتقد ليس هناك منْ يولي اهمية حقيقية بسوريا،سوريا هي ليست دولة مهمة بالنسبة لأمريكا، والأخيرة لاتربطها بها تجارة خارجية وليس لها مصالح فيها،الاّ ما يتعلق منها بأسرائيل، السعودية تتطلع الى تغيير النظام السوري من نظام علوي الى نظام سنّي،وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ايران، ولكنها لاتتدخل فيها ،وهذا ما جعلها تقدّم الدعم الى المعارضة ولكن بشكل محدود.
* المعارضة السورية الآن بجناحيها العسكري الموجود داخل الأراضي السورية والسياسي خارجها،لايستطيعان حسم الأوضاع،نتسائل في حين أنّ المجتمع الدولي الذي لايتدخل في سوريا اذاّ لماذا لايساعد المعارضة من اجل حسم الأمور؟
- المسألة ليست بهذه البساطة، المعارضة السورية ليست جهة واحدة،بل أنها تضم مجموعات مسلحة مختلفة،المشكلة هي انها عليك تحديد جهة معينة لأجل مساعدتها،وحتى الولايات المتحدة الأمريكية لاتستطيع اختيار مجموعة واحدة بغية مساعدتها،لآنها الموقف غير واضح ومنْ سيكون منتصراَ في النهاية،وهل عليها مساعدة كل المجاميع بالتساوي،أم مساعدة الجهة غير المسلمة،ومن جهة اخرى أنّ نظام الأسد يساعد الأشخاص المخلصين له،أي مساعدة عدد من المجموعات المسلحة ويحاول الأسد ايضاَ تشتيت صفوف المعارضة وتقسيمها،وهذا ما يثير القلق بالنسبة الى قوة خارجية لمعرفة منْ الجهة التي سوف تنتصر في النهاية.
* هناك مدن كوردية يسيطر عليها الكورد الآن ، ولكنها مازالت مهددة،اذاّ لماذا لايفكر المجتمع الدولي في جعل تلك المدن منطقة آمنة، شأنها شأن المناطق الكوردية في العراق ابان التسعينيات من القرن الماضي؟
- هذا هو سؤال معقول،ولكن المشكلة هي أنّ بناء منطقة آمنة يحتاج الى تحطيم القوة الجوية السورية،وعندما يتم ذلك قد تثار التساؤلات حوله، المشكلة الرئيسة هي أنَ الولايات المتحدة الأمريكية لاتريد أن تتحمل هذه المسؤولية.
* الكثير من المراقبين يعتقدون أنّ المنطقة سوف تشهد تحولات كبيرة بعد سقوط نظام الأسد،وخاصة في مجال الجيوجغرافي للمنطقة ،تُرى ماهي التغييرات التي قد تحصل بعد رحيل هذا النظام؟
- اعتقد أنّ التحول الأكبر هو أنْ لايتم تأسيس حكومة مركزية قوية،وهذا يصب في صالح الكورد،حيث لاتكون هناك حكومة مركزية قوية كما في السابق تحكم البلاد بقوة،وفي الوقت ذاته ستتحول سوريا دولة فقيرة وضعيفة،كما يصعب على الكورد تغيير الخارطة السورية،لأنهم الأقلية،كونهم يقيمون في منطقة محددة و في منطقة الجزيرة ومدينة قامشلو و ضواحيها،ويشكلون 13 الى 14 بالمئة من مجموع السكان،أي أن العرب في سوريا يقفون ضد محاولات الكورد في أن يصبحوا جزءاَ من كوردستان الكبيرة،وعلى عكس من كورد العراق الذين بأستطاعتهم الأنفصال عن العراق بسهولة،لأنّ القليل من العرب يعيشون في الشمال،اذاّ الأحتمال الأكثر هو تحويل سوريا الى مستنقع و تخيم عليها الأضطرابات التي يدعمها الأسد الآن،وهو يبذل قصارى جهوده من اجل اضعاف العرب السنة وتشكيل مجاميع مسلحة،لأنّ الجيش السوري تحول الآن الى جيش علوي،أما الأسد فإنّه لايريد أنْ يتحد العرب السنة في صفوف جيش موحد،لذا فهو يقوم بتسليح الكورد و الأقليات الأخرى على غرار ماحدث في لبنان ابان الثمانينات،و في العراق قبل أنْ يتسلم المالكي السلطة فيه.
* هل ظهرت تكتلات اقليمية في المسألة السورية ، وبمعنى آخر الى أي حد يمكن للسعودية وتركيا وايران حسم مشكلاتها الخاصة في سوريا؟
- صحيبح أنّ ايران تساعد النظام السوري ضد السنة،وللأسف ان هذه النقطة اثارت صراعاً بين الشيعة و السنة في سوريا،ما يؤدي الى نشوء سوريا ضعيفة في المستقبل،يترتب عليها تدخل قوات خارجية كما كانت في لبنان،وبدون شك فإنّ السعودية تعتقد أنّ هذه هي فرصة للأضرار بأيران و بالسلطة الشيعية في العراق،وكذلك لمساعدة سنة العراق من اجل الأستحواذ على المزيد من السلطة،وذلك من اجل تحديد النفوذ الأيراني،وبالتالي فإنّ هذه الصراعات سوف تتعدى العراق ، كما نلاحظها الآن حيث تحاول السعودية استخدام سوريا كقوة ضد شيعة العراق،وهذا ما يحث سنة العراق في مطالبة حكومة المالكي بأمتيازات اكبر،كما زاد عدد السيارات المفخخة مع تصاعد العمليات التي تنفذها منظمة القاعدة في العراق .
Top