• Friday, 26 April 2024
logo

ديفيد انكناشيوس ل(كولان): الخطأ الأكبر لأدارة اوباما هو تجاهلها نتائج الأنتخابات العراقية وتأييدها لبقاء المالكي

ديفيد انكناشيوس ل(كولان): الخطأ الأكبر لأدارة اوباما هو تجاهلها نتائج الأنتخابات العراقية وتأييدها لبقاء المالكي
ترجمة/ بهاءالدين جلال
ديفيد انكناشيوس نائب رئيس التحرير و كاتب العمود الصحفي في صحيفة واشنطن بوست ومدير برنامج بوست كلوبال اون لاين في صحيفته و صحيفة نيوزويك، وهو متخصص ايضاَ في قضايا العراق و الشرق الأوسط والكورد وقد كتب عشرات الأعمدة عن العراق في واشنطن بوست، لقد التقته(كولان)وحاورته حول العديد من المسائل الحساسة للعراق والسياسة الأمريكية ازاء العراق في ظل ادارة اوباما الحالية:
* تقوم ادارة اوباما ومنذ اربع سنوات بأدارة الملف العراقي بشكل مختلف عن ادارة بوش،انت كمراقب سياسي كيف تقرأ سياسة ادارة اوباما ازاء العراق؟
- قبل كل شيْ استطيع القول أنّ الولايات المتحدة الأمريكية خسرت نفوذها ازاء احداث العراق خلال الأربع سنوات الحالية لأدارة اوباما،الخطأ الأكبر لهذه الأدارة في سياستها ازاء العراق هو أنه عندما رفض العراقيون في انتخابات عام 2010 بقاء نوري المالكي كرئيس للوزراء وصوتوا لصالح القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي الذي كان يرأس القائمة،ولكن امريكا لم تؤيد قرار العراقيين هذا،وكان الأجدر بها أنْ تؤيد قرارالعراقيين ولوحدث ذلك لجرت تغييرات في الحكومةالعراقية، ولكننا كأمريكان فشلنا في هذه السياسة وقد أيدنا بقاء المالكي كما ايدته ايران من اجل تشكيل حكومته الجديدة،حقاَ انني لن افهم الموقف الأمريكي هذا،لذا اعتقد أنه كان خطأ.
* لقد أشرتَ الى أنّ التأييد الأمريكي لبقاء المالكي كان خطأ ولكن السؤال هو الى أي حد استطاع المالكي استغلال هذا الخطأ واستخدامه لمصالحه الخاصة؟
- بأعتقادي أنّ المالكي استطاع استغلال هذا الخطأ بدقة وحرص وأنّ امريكا تميل اكثرالى ايران رغم أنه تفهم جيداً أنه يتحتم عليها المحافظة على علاقاتها مع الدول الأخرى،ولهذا السبب لو قارننا هذه المسألة بشكل مبسط ومن منظور الأهداف الأمريكية مع سقوط النظام السابق و قيّمنا نتائجها لوجدنا أنّ الأموال و التضحيات التي قدمتها امريكا من اجل تحرير العراق أقل بكثير من المكاسب التي تحققت،وعلى سبيل المثال نرى أنّ روسيا تقوم اليوم ببيع الأسلحة الى العراق،ونوري المالكي يزور طهران لتسلم التوجيهات والنصائح،كما أنه يدعم بقاء بشار الأسد،لذا فإنّ النتائج التي نراها الآن بالنسبة للسياسة الأمريكية في العراق لاتعتبر انتصاراً.
* لماذا لجأ العراق الى شراء الأسلحة من روسيا، هل أنّ الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لبيع الأسلحة الى العراق؟
- كان لدى الولايات المتحدة برنامج لدعم محدود وتوسيع وتسليح الجيش العراقي،ولكنها في الوقت ذاته كانت حذرة من مخاطر جيش كبير وقوي في العراق ومن احتمالات تهديد هذا الجيش لجيرانه وكذلك تهديداته ازاء البنية التحتية للدولة الفدرالية التي سمحت بأنشاء حكومة اقليم كوردستان،لذا اعتقد أن الولايات المتحدة كان لديها هذا البرنامج في اعادة بناء الجيش العراقي ولكنها ارادت أنْ يكون العمل المشترك في مستوى محدود.
*كما تبين أنّ الحكومة العراقية كانت بحاجة الى مساعدات محدودة لتسليح جيشها لذا فقد لجأت الى روسيا،هل أنّ هذا اللجوء لايعني أنّ حكومة المالكي تخطونحو المحورين الروسي و الصيني؟
- برأيي إنّ هذا لم يحدث بعد،لذا أنا اشعر أنّ المالكي يريد في هذه المرحلة اعداد ارضية لأختياراته،لهذا السبب فإنّ الوقت مبكر للحكم في أنّ الحكومة العراقية دخلت الدائرة الروسية و الصينية،وهنا أود الأشارة الى اقليم كوردستان والقضايا الكوردية،واذا نظرنا الى هذه المسألة من المنظور الأمريكي فأننا نلتمس من ذلك أنّ أحد التطورات الأيجابية في العراق خلال السنة الماضية كان عبارة عن اتساع القدرات و الأعتماد لدى اقليم كوردستان وكذلك استعداد الشخصيات الأمريكية الرئيسة للتنسيق والعمل المشترك مع حكومة اقليم كوردستان من خلال دعمها للمصالح الأقتصادية والسياسية للأقليم في اطارالعراق،ومن المهم بمكان أنْ نشير هنا الى مقررات شركة اكسن موبيل وهي اهم الشركات في امريكا والتي قررت رغم المعارضة الشديدة لحكومة المالكي الأستمرار في عملها ضمن المشاريع النفطية في اقليم كوردستان العراق،وبأعتقادي أنّ هذا الموقف اثبت بين كبار رجال الأعمال الأمريكان الحقائق الأتية:
1- إنّ هذا الموقف لشركة اكسن موبيل يعني الأعتراف بأهمية اقليم كوردستان.
2- هذا الموقف هو الأشادة بقدرات حكومة اقليم كوردستان التي استطاعت بناء علاقات قوية مع تركيا.
وبرأيي أنّ العلاقات المستقرة بين اقليم كوردستان وتركيا هي ثمرة تفاهم الجانبين و التوصل الى قناعة بأنّ استقرار المنطقة يؤدي الى الأزدهار الأقتصادي وحماية المصالح المشتركة بينهما، واذا نظرنا الى المسألة من هذا الأطار لوجدنا أنّ هناك تطوراَ ملحوظاً في وجودعلاقات قوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة اقليم كوردستان والقيادة الكوردية، بالرغم من الأحباط الذي اصاب العلاقات بين امريكا و الحكومة العراقية،وهذا بدوره خلق ارضية صلبة لأهتمام الولايات المتحدة بأقليم كوردستان ومساعدته من اجل تعزيز علاقاته مع الحكومة التركية.
* انك كمراقب للأوضاع هل تعتقد أنّ الولايات المتحدة الآمريكية مستعدة للدفاع عن اقليم كوردستان في حال شكّل المالكي تهديداً لأستقرار و أمن الأقليم؟
- من حسن الحظ،أنّ قوات البيشمركة قوية ولها القدرة على الدفاع عن نفسها،وهي ليست بحاجة الى التدخل الأمريكي والقتال عن البيشمركة ، كما لايمكن التكهن مسبقاً بالتدخل الأمريكي لآن الأخيرة سبق أنْ قاتلت في العراق،ولكن كونها الحليف القوي لأقليم كوردستان لذا من المتوقع أن تقوم بتأمين الدعما لستراتيجي لحكومة الأقليم وعلى مختلف الأصعدة.
وختاماً اود القول بأنّ العلاقات بين أمريكا و الكورد تعود الى سنوات سابقة،اذكر انني التقيت في واشنطن وقبل سقوط صدام حسين السيدين مسعودبارزاني وجلال طالباني حيث كانا يتحدثان آنذاك عن الحلم والأمنية في تشكيل حكومة كوردية بأقليم كوردستان العراق،واليوم نجد أنّ هذا الحلم قد تحقق بعد أنْ كنا نعتبره مستحيلاً.
Top