• Tuesday, 30 April 2024
logo

السياسي العراقي المعروف اياد جمال الدين :كيف يمكن لأناس حل الأزمة في العراق اذا كانوا هم السبب فيها

السياسي العراقي المعروف اياد جمال الدين :كيف يمكن لأناس حل الأزمة في العراق اذا كانوا هم السبب فيها
إعداد: بهاءالدين جلال

اياد جمال الدين،شخصية سياسية عراقية معروفة و هو احد رجال الدين الشيعي وينتمي الى حزب الأحرار المنضوي في القائمةالعراقية،ناضل لسنوات طويلة ضد النظام البعثي القمعي وقد عاد الى العراق بعد سقوط النظام،والى جانب خبرته الكاملة في مجال الفلسفة والدين فهويدعم االديمقراطية ويرفض تأسيس دولة ذات نظام ديني أو ولاية الفقيه و يؤيد تشكيل دولةعلمانية غير خاضعة لتدخل المرجعيات تستطيع ضمان حقوق و حريات عموم مكونات الشعب، وفي لقاء خاص معه سلط السيد اياد جمال الدين الأضواء على آخر المستجدات على الصعيدين العراقي و الأقليمي واداء حكومة العراق الحالية وممستقبل التحولات في المنطقة.
* الحكومة التي تشكّلتْ نتيجة الأتفاق بين الأطراف السياسية على اساس الشراكة ،لماذا لم تتمكن من اداء مهامها بنجاح؟
- الأسلوب الذي تم بموجبه تشكيل الحكومة هو التوافق السياسي الذي أكد عليه الدستور،أي بالأتفاق بين عموم المكونات والأطراف ،ولم تكن منة من احد على احد، وبموجب الأتفاق بين تلك الأطراف على برلمان العراق ان يختار بعد انتهاء دورته الحالية خيارين: اما أنْ يصوّت لتشكيل حكومة اغلبية سياسية أو اجماع الرأي بشأن تشكيل حكومة توافقية، ولكن اود الأشارة الى أنّ تشكيل مثل هذه الحكومات تعبّر عن المرحلة الأنتقالية وبرأيي هو هذا السبب في الفشل السياسي الحالي بالعراق،وهو نتيجة اللاتوافق، ولكن في المحتوى و الفعل لاتشير الى توافق سياسي،لأن الأطراف المشاركة في هذا التوافق هم بعض الشخصيات والمجموعات المتنافسة التي لاتجمعها نقاط مشتركة، وفي ظل هؤلاء اصاب الشلل مختلف مرافق الحياة في العراق،في الحقيقة هم يلتقون فقط في مبنيين هما البرلمان ومجلس الوزراء،وهنا اريد الأشارة بكل صراحة الى أنّه من الضرورة أنْ يتم تحمّل مسؤولية هذا الشلل ولابد من تشكيل حكومة اغلبية سياسية في هذه المرحلة وهي فكرة جيدة،لكي يُقال للمحسن أحسنت وللمسىء أسأت،ومن الذي يقدم الخدمات الأساسية للمواطنين ونوجه اللوم الى الذين لايخدمون الشعب،ولكن في الوضع الحالي لايمكننا أنْ نحمّل أي طرف مسؤولية الأمر،لانستطيع أن نقول أنّ رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان أو الوزراء هم المسؤولين عن ذلك،لآنّ الجميع مشاركون و ليسوا مشتركين،لأنّ كل طرف يتهم الطرف الأخر في ما وصلت اليه الأوضاع في العراق.
* ألا تعتقدون أنّ تشكيل حكومة اغلبية سياسية تعني فشل حكومة الشراكة؟
- هذا صحيح مائة في المائة بأنّ حكومة الشراكة الوطنية لم تكن موفقة،وكلنا ندرك هذه الحقيقة ولكنني أود أنْ اشير الى أنّ الحكومة التي اقصدها لايمكن أنْ تنتج عن هذا البرلمان وذلك لانه تشكل هو الآخر بموجب هذا التوافق، فلابد من الدعوة الى اجراء انتخابات جديدة ومبكرة او الصبر لحين انتهاء الورةالبرلمانية الحالية، ومن شم تشكيل برلمان جديد ينتج حكومة اغلبية سياسية، مع الـتأكيد أنّ الحكومة الحالية تشكلتْ بموجب اتفاق وليس عشوائياَ حيث تم تعيين المالكي رئيساً للوزراء والنجيفي رئيساً للبرلمان وجلال طالباني رئيساً للجمهورية،هذه المناصب كلها جاءت حسب التوافق بين الأطراف ولكن أي طرف لا يستطيع اليوم الدعوة بتشكيل حكومة اغلبية سياسية بمفرده.
* اين تكمن مسألة انقاذ العراق من هذه الأزمة حيث نلاحظ أنّ الكل يدعو الى تنفيذ الدستور وممارسة الديمقراطية ولكننا لن نرى أي خطوة عملية في هذا المجال، هل تعتقدون أنّ حكومة الأغلبية السياسية تستطيع انقاذ العراق من تلك الأزمة؟
- كيف يمكن أنْ نرتجي من احد انْ ينقذ العراق من هذه المأساة و هو طرف فيها،مشكلة العراق عويصة، المسألة كمشكلة شخص وهو مريض و لكنه لايعلم أنَه مريض ولكنه يريد أنْ يصبح طبيباً،كان المفروض على الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية مراعاة تلك المرحلة الأنتقالية ولكن تراجع دورهما افسح المجال لأيران أنْ تهيمن على الوضع السياسي بالعراق،واتخذت العراق رهينة لتساوم به الولايات المتحدة الأمريكية،هؤلاء لايعلمون أن الولايات المتحدةهي التي اسقطتْ النظام السابق واقام الديمقراطية في العراق واوصلتهم الى سدة الحكم،ولكنهم اليوم قد أداروا ظهورهم لأمريكا وتجهوا الى الشرق والمصالح السياسية للدول الأقليمية،وكان هذا سبباً في ايصال العراق الى هذه المرحلة،الجماعة السياسية الحاكمة اليوم في العراق بدلاَ من التفكير في مصالح شعبهم ينفذون اجندات اقليمية،لذا اضع المسؤولية الكاملة على عاتق العراقيين،وهل هم يرغبون بتشكيل حكومة دينية تكون خاضعة لأوامر دولةجارة،أم حكومة وطنية تقوم بتأمين الأمن والخدمات ؟ البلد يعاني منذ عام 2003 وحتى الأن من انعدام الأمن و الخدمات، لم متوقعاً هذا بعد سقوط صدام، ولايمكننا من اتهام طرف معين، ونعلم ايضاَ أنّ كل العالم قدموا الى العراق لأسقاط صدام و تشكيل حكومة تحترم الشعب وتقدر القيمة التأريخية للعراق ويحافظ على ثرواته،أنا مع تشكيل حكومةاغلبية سياسية ولكن بعد اجراء انتخابات برلمانية مبكرة لتنتج عنه حكومة جديدة.
* هل تتوقعون تغييراً في السياسة الخارجية الأمريكية بعد اعادة انتخاب الرئيس اوباما للولاية الثانية؟
- من المحتمل أنْ يجري تغيير في منصب وزير الخارجية الأمريكي بعد اقالة السيدة هيلاري كلنتون،وهناك حديث عن مجىء جون كيري أو مرشحين آخرين لهذا المنصب،ولذا أتوقع حدوث تغيير سيما حيال ايران وحتى حلفائها في المنطقة،كما ارى أنّ الأجواء غير مناسبة ازاء ايران،لأنّ عليها الخضوع امام الشروط الدولية ،ولكناذا استمرت على موقفها الحالي،فإنّ الموازين سوف تتغير، فوز اوباما في الولاية الثانية وعزم الجمهوريين على تسنم منصب وزارة الخارجية يكون لها تأثير وانعكاسات شديدة وحاسمة على ايران وحلفائها في المنطقة.
* هل تتوقعون سقوط الأسد في سوريا و ما هي تبعيات تلك الأحداث على العراق؟
- قبل كل شىء أنا لاأتوقع نظام بشار الأسد، بل اتوقع سقوط سوريا كدولة بصورة عامة،لأنّه لايمكن اسقاط الأسد الاّ عبر تفكيك بلاده بحيث يؤدي الى انشاء دول اخرى،دول للعلويين والدروز و الكورد، من جهة اخرى اعتقد أنّ نهاية سورية تعني نهاية العراق،لانه سوف يؤدي الى تقسيم العراق الى دول و كذلك الحال بالنسبة الى ايران وتركيا،وهذا يعني تغيير خارطة الشرق الأوسط.
*هل تقصدون تقسيم العراق الى الدولتين الشيعية و السنية؟
- ليست الدولتان الشيعية والسنية بل وحتى الكوردية،وفي الحقيقة اذا سقط بشار الأسد فأنه من الصعب أنْ يسلّم الأسد رقابهم الى الذبح مرةاخرى،ان هذه المجموعة من الناس و منذ آلاف السنين تعرض الى المذابح و القتل و بالأخص في الأربعين سنة الماضية من حكم حافظ الأسد ونجله،لذا إنّ النظام بعد السقوط غيرمستعد للتسليم الى الواقع الجديد و اذا تم تقسيم سوريا الى دول علوية و شيعية و سنية وكوردية عنها سوف يمتد اللهيب من الشام الى العراق،لأنّ فيه اصوات كثيرة تدعو الى استقلال كوردستان و شيعستان و سنستان،واذا تم تقسيم العراق فإنّ اللهيب يمتد اكثرالى خارج حدوده وصولاً حتى الى السعودية و ايران و تركيا وبالنتيجة سوف يؤدي ذلك الى تغيير خارطة المنطقة برمتها،لذا فإن بشار الأسد لايزال يملك اوراق يستطيع من خلالها المساومة مع العالم،إنّ اتفاقية الطائف موقعة بين سوريا و السعودية تضمن استقرار لبنان،لذا ف‘نّ بشار الأسد اذا ماتم حصره اكثر من ذلك فمن المحتمل انْ يدعوالى الغاء الأتفاقية،إنّ هذا الألغاء يعني اندلاع حرب داخلية دموية من جديد في لبنان،إنّ مضايقة بشار الأسد يعني تصاعد التوتر المذهبي بين السنة و الشيعة،انا متشائم للأوضاع الحالية واتوقع نشوب معركة كبيرة بين الشيعة و الوهابيين بسبب الضغوط الكبيرة على بشارالأسد،خلاصة الأمر: لااعتقد أنْ يسقط نظام الأسد قريباً واذا تم اسقاطه فإنّ ذلك يعني حدوث تغيير في الخارطة السورية.
Top