*كيف تتوقع مستقبل المنطقة و النظام السوري قد يتهاوى قريباً؟
- مما لاشك فيه أنّ الاستنهاض العربي كان سبباً لتسارع الأحداث الأقليمية المهمة و اعتقد أنّ المنطقة بالمقارنة مع الفترة الماضية سوف تتغير كثيراً، إنّ النزاع القائم في سوريا سوف ينتهي بسقوط نظام الأسد و تجري بعد ذلك تسهيلات للعملية الأنتقالية استعداداً لأجراء انتخابات ديمقراطية ،ونأمل ان تتجسد تطلعات الشعب السوري في اول عملية انتخابية وان لاتدوم المرحلة الأنتقالية كثيراً،صحيح هناك توقعات كبيرة قد تستجد بعد رحيل الأسد ولكن هناك أملاً كبيراً بعودة الحياة الأعتيادية الكريمة للمواطنين و تشكيل حكومة قادرة على ادارة البلاد،يالتأكيد فأننا نراقب الأوضاع قي سوريا و العراق و الواضح أنّ الحكومة التركية الحالية تربطها علاقات متوترة مع المالكي في بغداد و ما يبعث على القلق بالنسبة الى تركيا هو وجود حدود مشتركة مع كل من سوريا و العراق و ايران،نأمل انتهاء هذه التوترات وبناء علاقات اعتيادية بين تركيا و سوريا.
* يتهم العراق الحكومة التركية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ، ماهو تقييمك للأوضاع الراهنة في العراق و اقليم كوردستان؟
- نحن قلقون جداً من تلك التصريحات ،لأن تركيا كانت دوماً مع الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ووحدته السياسية،نحن نقلق عندما تتأزم العلاقات بين انقرة و كل من بغداد و اربيل،نحن نرغب ببناء علاقات متينة مع بغداد،ولكن للأسف نجد أنَ بغداد تمارس سياسات طائفية و تنتقد تركيا باستمرار،سيما بعد وضوح السياسة التركية ازاء نظام الأسد،اعتقد أنّ المالكي يمارس سياسة خطيرة و التي تشكل تهديداَ ليس على العراق فقط وانما على المنطقة برمتها،ومن المعلوم أن المنطقة تعيش الآن في اوضاع متأزمة و معقدة جداً،ونأمل من بغداد ان تتصف برؤية اكثر موضوعية و مسؤولية.
* الى أي مدى تهم تركيا اوضاع اقليم كوردستان سيما أنّ الحكومة العراقية تهدد استقر ار و أمن الأقليم؟
- ان هذا مبعث استياء كبير لدينا،حيث أنّ كوردستان العراق جارة مهمة بالنسبة لنا و نحن نقيّم عالياً العلاقات القائمة بين انقرة وبغداد و أنها تطورت سريعاً في السنوات الأخيرة على اسس علاقات سياسية و اقتصادية،نحن نبعث برسائل متعددة الى بغداد لتكون حذراً في تعاملها مع اربيل و التهديدات التي تطلقها الى اقليم كوردستان وهي غير مقبولة من حكومة المالكي،فبالنسبة لنا يعتبر اقليم كوردستان شريكاً ستراتيجياً لنا وهناك تعاون مشترك بين الجانبين و على عموم الأصعدة،ولكننا نراقب عن كثب المستجدات بين اربيل و بغداد.
* اذا مارست حكومة المالكي الضغط على اقليم كوردستان كالتهديد العسكري مثلاً،ماهو أسلوب الدعم الذي سوف تقدمه تركيا للأقليم؟
- اعتقد أنّ الرئيس اردوغان اعلن رسالته بهذا الصدد في العديد من المناسبات،مؤكداَ أنّه لن يبق متفرجاً بل يقوم بدعم اقليم كوردستان العراق رغم أنه لايتمنى حدوث مثل هذه المواجهات بين بغداد و الأقليم.
* الى أي مدى اتخذت الحكومة التركية الخطوات الجدية لحل المشكلة الكوردية في البلاد،خاصة انها اجرت مباحثات مع اوجلان و تسعى الى الحل السلمي مع حزب العمال الكوردستاني؟
- بالتأكيد انها تطورات جديدة و نحن نراقبها عن كثب،وقد اعلنت الحكومة عن ارادتها لأجراء الحوار مع السيد اوجلان في المعتقل و يبدو أنّ الحكومة قد فتحت صفحة جديدة و بدات عملية اعادة تأهيل حزب العمال الكوردستاني والتي تسمح لأيجاد الحل السلمي للقضية الكوردية،ولكن من السابق لأوانه أنْ نعرف الآن النتائج،لأن محاولات مشابهة بُذلتْ في الماضي ولكنها للأسف لم تلق النجاح،اعتقد أنّ الهدف من هذه المسألة هو ابعاد مسلحي حزب العمال الى خارج تركيا ومن ثم بدء الحوار،ولكن لاادري ماهو ردفعل حزب العمال و هل أن السيد اوجلان لايزال له السيطرة على الحزب ام لا،ولكن الأشهر القادمة سوف تشهد تطورات بالنسبة لهذا الموضوع،ولكن توجه تركيا خاصة بالنسبة لي،فإنني حريص جداً لأرى حلاً سلمياً للمشكلة الكوردية .