• Friday, 26 April 2024
logo

سامي كوهين من صحيفة ميلليت التركية ل(كولان): الأجتماعات الأخيرة لمجموعة 8 حول سوريا اعادت الى اذهاننا زمن الحرب الباردة

سامي كوهين من صحيفة ميلليت التركية ل(كولان): الأجتماعات الأخيرة لمجموعة 8 حول سوريا اعادت الى اذهاننا زمن الحرب الباردة
سامي كوهين الى جانب كونه صحفي تركي معروف فهو احد كتاب الأعمدة في صحيفة ميلليت التركية،كما انه احد المراقبين السياسيين والذي تؤخذ آراؤه بأستمرار على محمل الجد في العديد من دول العالم،كوهين يعمل منذ اكثرمن نصف قرن في الصحافة السياسية،فهو متخصص في السياسة التركية و الشرق اوسطية،و للحديث عن الأوضاع الراهنة في سوريا و على الصعيد المحلي و الأقليمي و الدولي ،اجرت معه (كولان) اللقاء الآتي:
ترجمة/ بهاءالدين جلال

*تشكل القضية السورية في الوقت الراهن ابرز القضايا الساخنة في الشرق الأوسط و احدثت نوع من القطبية ، ماهي قراءتكم لهذا الجانب و هل ان هذه القطبية هي بداية لنهاية القطب الواحد؟
- بالتأكيد هذا صحيح،ان القضية السورية اوجدت مسألتين مهمتين:الأولى عبارة عن التقسيم و القطبية الدينية و الطائفية و العرقية داخل سوريا،والتي تشكل خطراً على عموم المنطقة،و الثانية ادت الى تدويل الصراعات الداخلية عبر تدخل الدول و المنظمات الخارجية،اذاَ مخاطر القضية تتركز على تورط المجتمع الدولي فيها ، وقد لاحظنا هذا التدخل فعلاً خلال هذا الأسبوع في اجتماع G8عندما سمعنا مادار من الحديث بين القادة الغربيين و الرئيس الروسي والذي اعاد الى اذهاننا زمن الحرب الباردة،حيث التقسيم و الصراع بين القطبين ،وهذا يعني وجود قلق و مخاطر كبيرة.
لقد اتضح مؤخراً التدخل الواضح و العلني لحزب الله في سوريا،وأنّ حزب الله لاينكر ذلك و يعلن بشكل صريح بأن قواته تقاتل الآن في سوريا الى جانب قوات الأسد،ومن دواعي السخرية ان تتورط حزب الله و الأطراف الأخرى في هذه الصراعات،كما ان الروس يؤكدون علناً بأنهم يدعمون النظام السوري عسكرياً،لأن عليهم التزامات ازاء الأسد،والدليل ان روسيا زودت الأسد بأسلحة متطورة،و مشهد آخر يظهر على الساحة وهو هل يوجد في اجندا الدول الغربية نية لدعم المعارضة عسكرياً؟واذا كانت الأجابة ب(نعم) فإن ذلك يثير الأستغراب لدى كل من ايران و روسيا و يُعتبر تدخلاً في سوريا، ولكن نتساءل من الذي قام بالتدخل اولاً؟والجواب هو:المؤيدون لنظام الأسد،ولكن القضية اخذت بعداً آخر حيث هناك من يؤيد النظام أو من يراهن على اسقاطه.
* لم يتم عقد مؤتمر جنيف 2 ، وهذا يعني انه ليس هناك حل سياسي للأزمة السورية ،اذاَ كيف ترى مستقبل هذا البلد و هل هناك نهاية لهذه الأزمة؟
- قبل اشهر من الآن و عندما طرحت فكرة انعقاد مؤتمر جنيف 2 كنا نتوقع ابرام اتفاقية لمتابعة اعمال مؤتمر جنيف 1 والذي فشل في تنفيذ قراراته،ولكن بالأستفادة من المؤتمر السابق كان هناك أمل لأيجاد تقدم في المسألة من خلال مشاركة دولية واسعة من اجل اجراء اتصالات مع طرفي النزاع( السلطة و المعارضة) فمن جانب السلطة اجراء اتصال مع شخص آخر غير الأسد،ولكن للأسف الشديد اتخذت روسياً مرة اخرى موقفاَ متشدداً،صحيح انها اعلنت من حيث المبدأ انها مع انعقاد مؤتمر جنيف ولكن من الناحية العملية طرحت شروطاً خاصة للألتزام بها،لذا كنت متفائلاً في الشهر الماضي بتهدئة الأوضاع و انهاء الصراع الداخلي في سوريا الذي يحصد يومياً ارواح العشرات من ابناء هذا البلد،و المسالة هنا تكمن في قيام الدول العظمى على اجبار نظام الأسد لأيقاف اعتداءاته المستمرة و تهيئة اجواء الحوار وبذلك يكون مؤتمر جنيف عامل مساعد نحو تحقيق سلام شامل في سوريا.
* تقوم روسيا بتزويد الأسد الأسلحة من جهة و الغرب يزود المعارضة،نتساءل الى متى يبقى المجتمع الدولي ساكتاً و يحول سوريا الى ساحة لتوازن القوى الدولية؟
- صحيح انّ سوريا تحولت الى ساحة للصراع السياسي للقوى العظمى،حيث ان القوى السياسية التي تقاتل في سوريا وهي قوات تابعة للأسد و قوات المعارضة كلها تقع التأثير الدولي ،الاتجاهات واضحة تماماً،فمن جهة نرى انّ روسيا و ايران و حزب الله تورطت في الصراع السوري ومن جهة اخرى هناك من يدعم المعارضة ومن تلك الأطراف السعودية و دول الخليج و تركيا،و الى حد ما بعض الدول الغربية،اما الولايات المتحدة الأمريكية فانها لم تدخل الصراع بصورة مباشرة حتى الآن،وبالنسبة الى المانيا فإنها لن تقبل بتسليح المعارضة،اذاَ المعارضة اصبحت في حالة يأس كبيرة من حيث عدم تلقيها اي دعم لوجستي أو عسكري من الغرب حتى الآن.
* على الرغم من اتخاذ قرار بتسليم المعارضة اسلحة للمقاومة في سورية الآّ أنّ الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية تبدي مخاوفها من وقوع تلك الأسلحة بأيدي الأرهابيين ، اذاً ما هو الحل ؟
- بالتأكيد انها احد جوانب الصراع، ونحن اذ نتحدث عن المعارضة السورية بجناحيها السياسي و العسكري نجد انها ليست موحدة،انها تحوي العديد من الأتجاهات منها الليبرالية و العلمانية و الأسلامية و الأسلاموية المتشددة...الخ،اي انها تجمع لأطراف مختلفة،قد يكون هذا جائزاً من الناحية العسكرية، ولكنها الجناح العسكري لايضم فقط الجيش السوري الحر و لكن نجد ان القوات الأسلاموية المتشددة و قوات الأسلامية الراديكالية تستغل الوضع القائم لتحقيق مآربها،وهذا الأمر يشكل احراجاً للغرب و الولايات المتحدة من حيث التعامل الصحيح مع المعارضة السورية،وما يحرج الولايات المتحدة حالياً هو اذا ما قررت تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح الى اين سيذهب؟ و ماهو الضمان في عدم وقوعه بأيدي المتطرفين امثال القاعدة؟ اذاً هذه هي احدى المسائل التي يثيرها الغرب و اعتقد انها احد الأسباب الرئيسة التي تقلق واشنطن في مسالة تزويد المعارضة بالسلاح.
الجانب الآخر من مشكلة الطائفية هو انه برز محور شيعي يمتد من ايران حتى لبنان، فيما يضم المحور السني الدول العربية و تركيا،هل تعتقد ان هذه التجزئة سوف تخلق مشكلة كبيرة على مستوى المنطقة و ما تداعياتها على الساحة التركية؟
- هذا هو الخطر،كما اشرت اليه سابقاً انها خطر كبير فيما يتعلق بالحرب في سوريا و نتائجها السلبية بالنسبة الى المزيد من التقسيم بين السنة و العلويين و المجموعات الأخرى،كما هو الحال في لبنان الذي يتشابه وضعه مع سوريا من حيث التعدد الديني و العرقي،اما من منظور تركيا فانني اعتقد أنّ ان المسؤولين قلقون حول الأوضاع في سوريا،فهم لايريدون تقسيمها كما لايرغبون في اندلاع القتال بين الشيعة و السنة و العلويين و الكورد و غيرهم،وذلك لعدة اسباب منها تأثيره السلبي على الأوضاع الأمنية في المنطقة و ما يترتب على ذلك من زيادة المخاطر على الأوضاع الداخلية لتركيا،وقد لاحظت ذلك مباشرة من الشعب التركي حيث اعرب عن قلقه من تطور الأزمة السورية،ولهذا نجد انّ تركيا حذرتْ المعارضة السورية من مغبة اثارة الفتن تؤدي الى العنف الطائفي و التقسيم العرقي.
* كثير من المراقبين و الخبراء يتحدثون عن تأثير تطورات الأوضاع السورية على الوضع المتأزم في العراق و ان نظام الأسد يحاول الأستمرار في زعزعة الأستقرار في سوريا و يعتقد هؤلاء ان دعم العراق للنظام السوري مهّد لتسلل الأرهابيين الى الأراضي العراقية،السؤال هو:ما مدى تأثير القضية السورية على الأوضاع في العراق؟
- خطر انتقال الصراع السوري الى الدول المجاورة أقلق الجميع،و من الواضح ان نظام الأسد من الأب الى الأبن حاول نشر افكاره في الدول المجاورة، و بالنسبة الى سوريا فإنها تعتبر تركيا عدواً لهاو بالمقابل ترى تركيا من سوريا انها تشكل خطراً على أمنها،م اما ما يتعلق بالعراق لم يتضح لي دور النظام السوري في زعزعة الأوضاع القائمة الآن في العراق و تداعيات ذلك على التقسيم العرقي و الطائفي و ما ينتج عنها من اعمال العنف و الدمار.
Top