نديم شاهيدي المتخصص في الشؤون السورية و اللبنانية و الباحث الكبير من معهد جاتام هاوس البريطاني تحدث ل(كولان) عن مؤتمر جنيف 2 المزمع انعقاده قريباً لمعالجة الأزمة السورية و احتمالات تعامل المجتمع الدولي مع نظام بشار الأسد عبر اجابته عن الأسئلة الموجهة اليه:

ترجمة/بهاءالدين جلال
نديم شاهيدي المتخصص في الشؤون السورية و اللبنانية و الباحث الكبير من معهد جاتام هاوس البريطاني تحدث ل(كولان) عن مؤتمر جنيف 2 المزمع انعقاده قريباً لمعالجة الأزمة السورية و احتمالات تعامل المجتمع الدولي مع نظام بشار الأسد عبر اجابته عن الأسئلة الموجهة اليه:
*من المقرر أن ينعقد في 23 و 24 من الشهر القادم مؤتمر جنيف/2 لمعالجة الأزمة السورية ، السؤال هو هل ان انعقاد مثل هذا المؤتمر يجدي نفعاً بعد كل هذه المآسي التي حلت بالبلد؟
- في ظل الظروف الحالية لايستطيع هذا المؤتمر تحقيق اهدافه التي تكمن في طرح مشروع عملية انتقالية في سوريا و اجراء مفاوضات سياسية مع المعارضة،وما يدعونني الى القلق هو اضاعة المزيد من الوقت،في حين ان النظام يواصل قتل المدنيين و قمع المجموعات المعارضة في سوريا،وهذا يذكرنا بأوضاع العراق في 1991 عندما حث جورج بوش الأب شعب العراق على الأنتفاضة ضد صدام حسين و فعلاً بدات الأنتفاضة و خسرت الحكومة في غضون اسبوعين السيطرة على 14 محافظة من مجموع 18 محافظة عراقية،ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستمر في دعم الأنتفاضة كما قام صدام بقمعها،ولهذا فأنني غير متفائل بالأوضاع في سوريا أو ازاء السياسة الدولية ، لأنني اتذكر دائماً اوضاع العراق في 1991.
*هل هناك بصيص أمل بتنحي بشار الأسد و التوصل الى اتفاق سياسي في هذا المؤتمر؟
- كلا لاأظن حدوث مثل هذا الأمر،لأنّ بشار الأسد يعتقد بأنه بعد قرار مجلس الأمن الدولي حول اسلحة سوريا الكيمياوية يمنحه الضمان لبقائه في الحكم لسنة اخرى على الأقل..
* من المتوقع ان لايخدم المؤتمر مصالح المعارضة بسبب الأنقسام بين صفوفها ماهي قراءتكم لهذا الموضوع؟
- هل تتذكرون المعارضة العراقية التي حاولت في عام 1991 تنظيم صفوفها و التي عقدت العديد من المؤتمرات غير الحاسمة ،بعد سنوات طويلة من الحياة في ظل السلطة الدكتاتورية التي تقوم بتدمير المجتمع و خلق اوضاع تمنع المعارضة من اعادة تنظيم صفوفها،وما يحدث الآن داخل المعارضة أمر طبيعي بسبب الشكوك التي تساور اطرافها و كذلك لوجود اجندات و برامج مختلفة لدى تلك الأطراف ازاء مستقبل سوريا.
* ماهو رأيكم حول موقف البرلمان البريطاني بشأن الحل العسكري في سوريا؟
- اعتقد انّ ماحدث داخل اروقة البرلمان البريطاني كان فشلاً كبيراً و السبب يكمن في آلية طرح المشكلة و مخلفات الحرب العراقية،لأنّ الشعب هناك أخذ درساً خاطئاَ من التدخل الذي حل في العراق،حيث يعتقد أن الأطاحة بالدكتاتور من شأنه تفكيك البلد،و لاأظن انّ هذا هو تفسير صحيح لأنّ الأطاحة بالدكتاتورية هي بداية لعملية انتقالية، و ثمرة السنوات التي حكمت فيها هذه الدكتاتورية.
*من الواضح انّ سوريا تحولت الى ساحة لصراع السنة مع الشيعة ومن جهة اخرى تحاول الولايات المتحدة الأمريكية اشراك ايران في مؤتمر جنيف/2، هل أنّ المؤتمر سوق يغيّر التوازن في المنطقة؟
- اتصور تفسير القتال على انه عبارة عن الخلاف فقط بين السنة و الشيعة غير دقيق،لأن هناك االعديد من الأنقسامات بين السنة أنفسهم و مثلها بين الشيعة،كما ان مشاركة الشيعة هي ليست مشاركتهم الفعلية بل ان الحرس الثوري الأيراني هم الذين يتم ارسالهم من قبل ايران مع تأمين المستلزمات المالية لهم،و هذا يعني تدخلاً دولياً في شؤون سوريا،لذا لايمكن تفسير ذلك بأنه صراع أو خلاف بين السنة و الشيعة كما هو الحال في العراق و انما الأوضاع القائمة هي نتيجة لتدخل اطراف في المشكلة سواء في العراق ام في سوريا.
*وماذا تقولون بشأن الكورد في سوريا في ظل هذه الأحداث؟
- لأاعتقد أنْ يقوم الكورد في سوريا بالأنفصال و اعلان دولتهم المستقلة،أو انْ ينفصل اقليم كوردستان العراق ليصبح دولة مستقلة،ولكن ما يحتّم عليهم المستقبل هو انْ يتعلم اهالي المنطقة كيفية التعايش و المشاركة في السلطة و الموارد في اطار الحدود المسموح بها،وفي ظل التعددية المتوفرة منذ مئات السنين، وانّ ليست الدكتاتورية منْ قامت بالمحافظة على وحدة المجتمع بل كانت نتيجة لثقافة التعايش الموروثة منذ امد يعيد.