• Saturday, 27 April 2024
logo

البروفیسور امازیا بارام ل(كولان):افتتاح مكتب الاتحاد الاوروبی فی اربیل نمط من الشرعية الدولية و تسهيل للأمور الكثيرة من الناحية العملية

البروفیسور امازیا بارام ل(كولان):افتتاح مكتب الاتحاد الاوروبی فی اربیل نمط من الشرعية الدولية و تسهيل للأمور الكثيرة من الناحية العملية
ترجمة/ بهاءالدين جلال

البروفیسور امازیا بارام شغل فی السابق منصب رئیس مركز سابان فی معهد بوككینكز الامریكی الشهیر،وكان أحد مستشاري الأدارة الأولى للرئيس جورج دبليو بوش لشؤون العراق بين اعوام 2000-2003 ، وهوالآن استاذ في قسم تأريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا و مدير مركز الدراسات العراقية فيها.
اختص امازيا بارام منذ ثمانينيات القرن الماضي في شؤون العراق و اكتسب خبرة طويلة عن العراق و الكورد بشكل خاص،و للحديث عن الأوضاع في العراق و اقليم كوردستان و العلاقات بين الجانبين و كذلك مع انقرة، و لقداجرت معه كولان اللقاء الآتي
* لاحظ المراقبون السياسیون مؤخراً انّ المجتمع الدولي و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا بشكل خاص عاجزة عن تصاعد توتر الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط و زيادة مشكلاتها،ولقد اصبحت الحلول المقترحة لتلك المشكلات عقبة أمام المجتمع الدولي، ما هي قراءتكم لهذا العجز و كيفية التغلب على تلك العقبات؟
- اقوى طرف في المعادلة كما اشرتم اليه في سؤالكم هو امريكا، انها لم تستطع حتى الآن اعداد سياسة توافقية،وهذا الأمر يشكل مصدر قلق للمنطقة،ومع انَ واشنطن و الدول الأوروبية تعمل جاهدة من اجل اتباع مسار صحيح للعملية الاَ انها تواجه تناقضات و آراء مختلفة،وكما نلاحظ انها تتحرك تدريجياً لتطبيع علاقاتها مع ايران،و تهدف من وراء ذلك تخلي ايران عن انتاج اسلحتها النووية و الذرية،ولكن ايران تعمل في هذا المجال بهدوء و هي بصدد تطوير انتاجها النووي في الوقت الحاضر،و الخلاف يكمن في انّ كلاً من الشركات الأمريكية و الفرنسية تتوجه الى ايران للأغراض التجارية،والكثير من الدول تسعى الآن في مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ لاعادة ايران الى مصاف المجتمع الدولي وهذا المجهود يدخل في اطار دعم بقاء بشار الاسد فی الحكم و تعزيز حزب الله اللبناني، لأن هناك تحالفاً بين ايران و الأسد و حزب الله،و عندما تجری امريكا لحوار مع ايران فأنّ ذلك يؤدي الى اضعاف موقعها في سوريا و يعني زعزعة موقع اسرائيل و السعودية و الأمارات،هذا هو تخبط امريكا فی الشرق الأوسط،كما انّ تركيا لا ترغب بتقدیم أي دعم لسوريا،لأنها تدعم في الوقت الحاضر النازحين السوريين الى بلادها،اذاَ فإن الولايات المتحدة الأمريكية مستاءة من تلك المواقف و هي حائرة في التوفيق بين جانبي الصراع السوري.
* وحول السياسة الأمريكية ازاء العراق ، وخاصة أنّ الاخیر يعيش حالياً اوضاعاَ سيئة جداً، الى أي مدى تعتتقدون أنّ امريكا قلقة لاوضاع العراق؟
- كثفت امريكا خطواتها في دعم المالكي، وكما تعلمون أنّ المالكي زار امريكا مؤخراً و من المقرر تزويده بأسلحة جديدة، ومن بينها طائرات اباجي، وهذا هو التناقض حيث تعادي امريكا الكورد و خاصة البارتي و الأتحاد ولكن من جهة اخرى تدعم المالكي وحتى لو كان على حساب الكورد أو عرب السنّة في صلاح الدين و الأنبار،و لايعلم أحد بالضبط ماهو سبب الدعم الأمريكي للمالكي! قد يجوز انها قلقة بشأن تزايد نشاطات القاعدة في مناطق الفلوجة و الرمادي ومساعدة المالكي للقضاء عليها، ويكون سبب ذلك هو أنّ واشنطن تضغط على الكورد من اجل ابداء المرونة تجاه بغداد في مطالبه المشروعة والمتعلقة بالنفط و الأرض و البيشمركة و بعض المسائل الأخرى، هذا هو تخبط امريكا ازاء اقرب اصدقائها في العراق،و تحثه على التعاون مع المالكي، وكان اجدر بها الضغط على المالكي للأستجابة الكاملة لمطالب الكورد.
* اذاً كيف يمكن للكورد التعامل مع هذه الأوضاع المتناقضة؟في الوقت الذي لايستطيع التنازل عن مطالبه و خاصة مسألة البيشمركة و النفط و الارض؟
- اولاً: عليكم التنسيق مع تركيا ، لأنّ كليكما بحاجة الى هذا التنسيق في هذه الظروف،و سوف تكون لكم قوة كبيرة عند الحوار مع المالكي،النقطة الثانية :التعاون مع الكورد في غرب كوردستان إنّ لم يضر هذا بعلاقاتكم مع تركيا من اجل نيل الحكم الذاتي في سوريا، لأنّه على الكورد عدم السماح للقاعدة بالأستيلاء على المناطق الكوردستانية في سوريا،و الأهم من ذلك هو تقديم الدعم العسكري لكورد سوريا،وكذلك الدعم المادي حسب الأمكانيات المتاحة لديكم،الفكرة العامة هي أنْ تكون المناطق الكوردية تحت سيطرة الكورد لأنّها تحتوي على احتياطي النفط و الذي سوف ينفع الطرفين مستقبلاً،ولكن عليكم مراعاة تركيا و أنْ يكون تعاونكما بالتنسيق معها ،و اجعلوا تركيا حليفة لكم ،لذا عليكم عدم التفريط بمصالحكم من اجل أي طرف.
وما یتعلق بالمالكي تعلمون جيداً انه ليس قائداً ديمقراطياً،وانتم لاتريدون محاربته،وصيتي للكورد هي التوافق مع المالكي لحين تعزيز صفوفكم و الحصول على الدعم الكامل من امريكا،كما عليكم التوصل الى حل معقول بصدد مطاليبكم،وخاصة بالنسبة الى مسألة النفط،و يمكن الأستفادة من مساعدة تركيا لحل الأزمة الراهنة حول النفط و الأتفاق مع المالكي ينفع طرفيكما،والاَ تتوتر الأوضاع،و يمكنكم الأتفاق مع بغداد من دون التخلي عن مطالبكم،لأن الولايات المتحدة تدعم الآن المالكي في حربه على ارهابيي القاعدة، ولكن عندما تتحالفون مع تركيا فأنكم تُدخلون قوة كبيرة داخل هذه المعادلة،وحذار من المواجهة مع المالكي طالما تستطيعون العمل بهذا الأتجاه و المالكي يريد المساومة،لا اقصد الحرب ولكن يستطيع المالكي فعل شىء من الناحية الأقتصادية الذي سوف يضركم،قد يوقف حصة اقليم كوردستان من الموازنة،و انتم بأمس الحاجة اليها،لذا عليكم التصرف معه في الوقت الحاضر بمرونة كاملة،افعلوا شيئاً كي تضطر تركيا و ايران و امريكا للضغط على المالكي ومن ثم يقوم بالمساومة معكم،ان موقع الأقليم ستراتيجي و يحتوي على كمية كبيرة من النفط،ولكنكم الآن بحاجة الى الحلول من بغداد،و عليكم المحافظة على التوازن و البحث عن حل يجدي نفعاً.
* اصبح تأثير امريكا على العراق ضعيفاً و السفير الأمريكي في العراق لا يتدخل في المشكلات،السؤال هو:هل أنّ واشنطن استغنت كلياً عن عملية بناء عراق اتحادي و ديمقراطي؟
- كل مساعي امريكا تصب في بناء عراق ديمقراطي،وعليها صياغة نظام جديد للعراق،المشكلة تكمن في انتخابات نيسان المقبل، كما يجب على النساء و الرجال عدم الأدلاء بأصواتهم على الأساس العرقي او الطائفي،و اذا ماجرى التصويت على هذا النمط ،عندئذِ سوف لايمكن تغيير ارائهم، لأنه نمط تفكير يحتاج الى عشرين سنة حتى يتم ازالته أو تغييره،الشيعة هم الأغلبية و يعتبرون انفسهم شيعة قبل انْ يكونوا عراقيين،وكذلك الحال بالنسبة الى رئيس الوزراء،وهذه المشكلة الكبيرة في العراق،انّه بحاجة الى نظام آخر،تتساوى فيه سلطات المكونات الكبيرة الثلاثة الشيعة و الكورد و السنة،امريكا ترغب كثيراً في وجود كوردستان ديمقراطية و تفضّل أنْ يقرر الكورد على طاولة المفاوضات،لا عن طريق السلاح و القوة،هذه هي بداية عمل اوباما، قد يأتي بعده رئيس آخر لا يتصرف مثله،ولكن بالنسبة الى اوباما فإنّ القاعدة هي الهدف الرئيس،لأنّه تعهد بالحرب على القاعدة،حيث جرى في عهده قتل اسامة بن لادن، اذاً هدفه هو اجتثاث القاعدة اولاً ثم ترسيخ الأمن و الديمقراطية و التفكير في ارساء دعائم الديمقراطية في العراق،ومن اولويات عمل اوباما وهمه الوحيد هو التعاون مع المالكي من اجل القضاء على القاعدة، لذا عليكم اتخاذ الحذر ولا تعتمدوا على المالكي لأنّه ليس محل ثقة .
* يحاول الأسد في سوريا و المالكي في العراق تغيير مسارالحرب الطائفية بين الشيعة و السنة لتتخذ الشرعية ضد الأرهاب،ولكن في حال وقعت حرب بين السنة و الشيعة في المنطقة،ماذا يمكن أنْ تخلّف من كارثة ؟
- لاشك انها تنتهي بمآسي انسانية،ولكن من منظور امريكا فإنّ كل الأهتمامات تصب في بودقة واحدة وهي مواجهة الأرهاب أو الحرب على القاعدة،لأنها لاتبالي باي حرب طائفية و هدفها كما اشرت اليه هو القضاء على منظمة القاعدة،الكل يعلم جيداً مدى خطورة سيطرة القاعدة على الأنبار،حتى بالنسبة الى الكورد حيث ان القاعدة تعد الكورد علمانياَ غير عربي،واشنطن لاتدعم الجيش الوطني السوري سياسياً فحسب،بل تقدم له الأسلحة و العتاد لحثه على مواجهة القاعدة التي انقسمت الى مجاميع راديكالية اسلامية،ولهذا نرى أنّ امريكا تهتم قليلاً بأسقاط بشار الأسد،و التناقض هنا يكمن في انه كان بأستطاعة واشنطن دعم الجيش الحر قبل سنتين،ولكنها لم تفعل،بل انها بدأت بدعم المعارضة عندما استطاعت القاعدة تعزيز نفوذها في سوريا.
* العراق و اليمن وصولاً الى الصومال هي مناطق آمنة و ملائمة لنمو الأرهابين،و هذه الدول غنية بالطاقة،واذا تعرضت الى تهديد الأرهابيين،هل ان امريكا و اوروبا بشكل عام سوف تواجه الأزمة الأقتصادية الخانقة؟
- قلق امريكا الكبير يكمن في زيادة نفوذ القاعدة و السيطرة على النفط في تلك الدول بمنطقة الشرق الأوسط،مع انّ امريكا لديها النفط الكافي، ولكن اليابان و الأوروبيين بحاجة ماسة الى النفط،واذا سيطرت القاعدة على الحقول النفطية في تلك الدول سوف تحدث كارثة كبيرة،اذاً ما تسعى اليه امريكا خاصة في الأنبار و سوريا هو منع القاعدة من تزايد نفوذها،و تدعم السعودية بامكانيات هائلة بغية ابعاد خطر القاعدة عن السعودية و دول الخليج،تذكّروا عام 1990 عندما كان صدام حسين في اوج قوته و استطاع تخفيض اسعار النفط في الأسواق و كانت النتيجة أنْ احتل الكويت،لذا لايمكن تكرار مثل هذا السيناريو مرة اخرى.
* اجرينا لقاء مع ستراون ستفنسون رئيس الوفد البرلماني الأوروبي الى العراق ،لقد اهتم كثيراً بالتطور الذي يشهده اقليم كوردستان و كان يشير الى اهمية افتتاح مكتب للأتحاد الأوروبي في اربيل ، هل أنّ اقتتاح هذا المكتب يشكل اهمية بالنسبة الى شعب كوردستان؟
- انه من الأمور المهمة،ولم أكن اعلم أنّ العديد من الدول الاوروبية لديها مكاتب في اربيل وهذا نوع من الشرعية الدولية،كما انه يشكّل تسهيلاً لتأمين مسائل اخرى من الناحية العملية.
* نود انْ نسألكم كيف يمكن اثارة الرأي العام حول واقع اقليم كوردستان ،ليتحول الى ورقة ضغط ضد الأدارة الأمريكية لتهتم اكثر بأقليم كوردستان؟
- زيارات الرئيس البارزاني الى امريكا مهمة جداً،حيث اجرى سيادته في زياراته السابقة الى جانب لقاءاته مع الرئيس اوباما و نائبه في الابيت الأبيض و المسؤولين الآخرين مقابلات مع الصحف و الأوساط الأكاديمية،تحدث فيها عن الأوضاع في الأقليم،وكان لها تأثير على الرأي العام الأمريكي،ليتعرفوا على كوردستان قوية و مستقرة في الشرق الأوسط،لأن الكورد علمانيون و لهم نظام ديمقراطي على الرغم من وجود بعض المشكلات التي ما زالت قائمة،ان امريكا ترغب في سماع وجود نظام ديمقراطي و انا متاكد من أنّ كوردستان هي اكثر ديمقراطية من أي دولة عربية ديمقراطية،و بناء على ذلك يجب ايلاء اهتمام اكبر بالديمقراطية و الاستقرار في اقليم كوردستان،ومن خلال اللقاءات الصحفية مع واشنطن بوست و نيويورك تايمز و القنوات التلفزيونية الأمريكية يستطيع الكورد ارسال رسالة الى الأمريكان بأن الشعب الكوردي يحارب الأرهاب، وانه يرغب في بناء الصداقة مع تركيا،و ان اقليم كوردستان هو نقطة استقرار منطقة الشرق الأوسط،اذاً على امريكا دعم الكورد، وافهام امريكا بأنهم لايريدون الأنفصال عن العراق ، ولكن مطالبهم واضحة و عادلة، كما ينبغي أنْ يعترض الكورد على مسألة عدم منحهم تأشيرات الدخول الى امريكا و تأجيج الرأي العام الأمريكي في هذا الصدد.
Top