• Saturday, 27 April 2024
logo

الباحث البريطاني الأقدم بشأن العراق البرفسور توبي دوج لمجلة كولان:أصبح الرئيس البارزاني أكبر أمل لإجراء التحولات في العراق و بإمكانه ألا يسمح بأن يتولى المالكي رئاسة الوزراء مرة أخرى.

الباحث البريطاني الأقدم بشأن العراق البرفسور توبي دوج لمجلة كولان:أصبح الرئيس البارزاني أكبر أمل لإجراء التحولات في العراق  و بإمكانه ألا يسمح بأن يتولى المالكي رئاسة الوزراء مرة أخرى.
( من له بعض الإلمام و المتابعة حول كتب البرفسور توبي دوج و مقالاته و ندواته , يدرك مدى خبرة هذا العالم بأوضاع العراق و يكتشف مدى مراقبته عن كثب لأوضاع هذا البلد .... و قد أجرى على مدى (15) عاما , في إطار أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حول بناء العراق من قبل المملكة المتحدة , بحوثا علمية قيمة بشأن العراق و يجري منذ (7) أعوام و بتكليف من المركز الدولي للدراسات في جامعة لندن , و دراسات ميدانية حول هذا البلد و ألف العديد من الكتب و عشرات المقالات و الندوات حول أوضاعه . و كانت مجلة كولان قد نشرت في أعداد سابقة أجزاء من كتابه الجديد (العراق من الحرب إلى قمع جديد).. و ها هو اليوم يتحدث لقرائنا مشكورا عن أوضاع العراق و مستجداته.
( من له بعض الإلمام و المتابعة حول كتب البرفسور توبي دوج و مقالاته و ندواته , يدرك مدى خبرة هذا العالم بأوضاع العراق و يكتشف مدى مراقبته عن كثب لأوضاع هذا البلد .... و قد أجرى على مدى (15) عاما , في إطار أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حول بناء العراق من قبل المملكة المتحدة , بحوثا علمية قيمة بشأن العراق و يجري منذ (7) أعوام و بتكليف من المركز الدولي للدراسات في جامعة لندن , و دراسات ميدانية حول هذا البلد و ألف العديد من الكتب و عشرات المقالات و الندوات حول أوضاعه . و كانت مجلة كولان قد نشرت في أعداد سابقة أجزاء من كتابه الجديد (العراق من الحرب إلى قمع جديد).. و ها هو اليوم يتحدث لقرائنا مشكورا عن أوضاع العراق و مستجداته.
* تدركون جيدا أن رئيس الوزراء نوري المالكي قد قوض البيئة السياسية في العراق و يكاد يخطو نحو إنشاء دولة دكتاتورية فما هي قراءتكم لمستقبله و للوضع الراهن في العراق؟
- يتوقف مسار الأوضاع المستقبلية للعراق على الانتخابات القادمة التي تجري في البلاد في شهر نيسان 2014 فنجاح تلك الانتخابات بصورة حرة و مشروعة يعني أن مساعي المالكي لتحديد المراقبة الديمقراطية على نظامه تقع تحت طائلة المساءلة و الشك , أما إن سارت عكس ذلك في أجواء غير واضحة و لا مشروعة , فإننا سنعيش احتمالات بقاء رئيس الوزراء في سدة الحكم و سيطرته , باسم المركزية, على سائر شؤون البلاد.
- و كيف ترون اليوم سيادة القانون في العراق؟
- لقد كانت سيادة القانون في هذا البلد و باستمرار ,في أوضاع مضطربة و غير مستقرة . و غدت المحاكم منذ سقوط النظام السابق في عام 2003 و قبل ذلك أيضا, تعاني من أوضاع سيئة و تدخل سياسي في السلطة القضائية و في أتعس معانيها . و مع ذلك فقد سارت الانتخابات في عام 2010 و رغم المشكلات التي سادتها بشكل عادل الى حد ما و إذا ما تكرر ذات الشيء في انتخابات شهر نيسان المقبلة فإن ذلك يعني ابتعاد المالكي و أن يستجد صيغة حكم أشد التزاما بالقانون.
* و كيف قدرت الولايات المتحدة صواب رأيها في الانسحاب من العراق و التخلي عنه بسهولة رغم كل التضحيات البشرية و المادية التي قدمتها في عملية التحرير ؟
- بقناعتي الشخصية , لا توجد أية رغبة لدى أرفع درجات الحكومة أو الرأي العام الأمريكي في تحقيق المزيد في العراق و أن الشعب و النخبة الأمريكية يعارضون تلك التضحيات و المصاريف و ممارسة أية سياسة جديدة فيه.
- و ماذا تكون توقعاتكم لاحتمالات انهاء العلاقات المضطربة بين إقليم كوردستان و العراق الفدرالي؟
- هذه مسألة في غاية الأهمية و أعتقد أنه سيكون للسيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان و السيد نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة دور فاعل جدا في المفاوضات التي تلي انتخابات شهر نيسان .. و اتطلع أن يعلن الرئيس البارزاني بكل وضوح و صراحة بأنه يرفض تأييد انتخاب نوري المالكي لدورة أخرى و هو أمر لم يقله البارزاني حتى الآن , و الذي لو توصل معه إلى اتفاق بعد الانتخابات عندها يتحمل مسؤولية قسم من المشكلات المستمرة في العراق و المطلوب من الرئيس البارزاني هو أن يبذل قصارى مساعيه و جهوده لإيجاد رئيس وزراء جديد بعد الانتخابات.
- لقد تحدثتم في محاضرتكم الي ألقيتموها في معهد(IISS) و قامت (كولان) بترجمة و نشر قسم منها , عن أن المالكي عكف منذ عام 2006 على جمع و احتكار السلطة , و السؤال لماذا يعمل المالكي على هذا المنوال و لماذا تتكرر تلك المساعي في العراق عادة؟
- علي القول أن المالكي لم يصبح حتى الآن دكتاتورا إلا لأن التنويهات تأتي سيئة بشأن (مركزية السلطة) ابتداء من مكتب رئيس الوزراء و ما نجم عنها من نتائج سيئة و أن جل ما قام به المالكي بعد تغيير النظام في العراق, أي بعد انهيار الدولة و تشتت قواتها , كان عبارة عن إهمال التحديدات و المحدوديات القانونية على سلطاته و جمع أكثرها في مكتبه الخاص. و هو ما يبرر أهمية الانتخابات القادمة , و لو بقي المالكي في سدة الحكم عندها سنكون أمام احتمالات كبيرة بتوجهه نحو الديكتاتورية , أي أن هذه هي أهم الانتخابات التي تجري في العراق عام 2003.
و بقناعتي أن إجراء التحولات بعد هذه الانتخابات سيتوقف , و إلى حد كبير, على الرئيس البارزاني بممارسة الضغط نحو هذه التحولات , فبمقدوره أن يؤمن أو يحقق ما يمنع أن يصبح المالكي رئيس الوزراء القادم.
- لقد نصت اتفاقية أربيل على وضع حق النقض (الفيتو) على سلطات المالكي و ضرورة تقسيمه السلطة مع السنة و اعتماد علاوي على رأس مجلس استشاري إلا أن أيا من ذلك لم يتحقق , فلماذا أخفق العراقيون في حينه في جمع الأصوات الكافية لاسترداد الثقة من المالكي فهل كان السبب هو الضغط الذي مارسته إيران على مقتدى الصدر و سكوت الولايات المتحدة على ذلك؟
- برأيي أن رئيس الجمهورية كان الشخصية الرئيسية التي حالت دون ذلك كما أن كل ما ذكرتموه أعلاه هي الأخرى صحيحة و أن على الرئيس البارزاني أن يراجع مجريات اتفاق أربيل و ألا يثق بالمالكي مرة أخرى.
- و بعد مقتل د. محمد بديوي مسؤول مكتب (العراق الحرةِ) في بغداد فقد ذهب المالكي, و بدل اتباع الطرق القانونية, إلى الأسلوب القبلي القائل (الدم بالدم) و قامت رئاسة إقليم كوردستان وطلبت بالمقابل بسيادة القانون في حسم هذه القضية و ألا تتحول هذه المشكلة سببا في إثارة العنف و العداء بين العرب و الكورد و السؤال في خضم كل ذلك هو هل أن بإمكان الكورد إعلان الاستقلال سيما و أن المالكي و قادة حزبه صرحوا بأنهم لا يعيرون أية أهمية لاستقلال الكورد؟
-هذه المسألة تعود حقيقة إلى جماهير إقليم كوردستان وإمكانية رغبتها في الاستقلال و سير الرئيس البارزاني في مباحثاته بهذا الاتجاه , عندها أدعو لهم بالسعادة و الموفقية , إلا أن المشكلة في هذه الحالة هي أن إقليم كوردستان منطقة ذات حدود مغلقة مع عدم تكافؤها العسكري مع جيرانها . وفيما إذا كان الكورد يتطلعون إلى تسلط تركيا بدلا عن العراق في تحالفهم ثم أن أوضاع تركيا السياسية تجعل هذا الأمر صعبا في المرحلة الراهنة.
- و كيف يستقبل المجتمع الدولي مثل هذا القرار؟
- لو تفاوض إقليم كوردستان مع بغداد حول مسألة الاستقلال , و جرى ذلك في إطار المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة و وجود الشفافية الديمقراطية في الاستفتاء العام. عندها ستتمكنون من نيل مساندة و دعم المجتمع الدولي و على العموم فإن تركيا , و ليس المجتمع الدولي, هي الأهم في هذا الموضوع حيث تعيش سياستها الداخلية أجواء غير واضحة فقد تكون نتائج الانتخابات القادمة في تركيا ليس لصالح كورد العراق.
- مدى تفاؤلكم بمستقبل العراق؟
- كل الأمور تتوقف على نتائج الانتخابات و في حال انتخاب رئيس جديد للوزراء في بغداد فإن الأجواء ستكون سانحة لاستئناف الحوار و التفاوض بشأن جميع المشكلات و الأخطاء التي ارتكبت بعد عام 2003 و عندها سيكون لإقليم كوردستان علاقات أكثر توازناً مع بغداد و إمكانية التباحث بشأن تشريع قانون النفط و الغاز العراقي و تقسيم الإيرادات و وضع الجيش تحت المراقبة الديمقراطية و البرلمانية عندها سنجد نتائج جيدة جدا . أما في حالة العكس و عودة المالكي لرئاسة مجلس الوزراء عندها سنعيش مخاطر اندلاع حرب داخلية في العراق ما يضطر إقليم كوردستان للانفصال و الابتعاد عن بغداد و عندها أيضا سيسود البلاد حالات أكبر من العنف و الفساد و عدم الاستقرار.
- رسالتكم لإقليم كوردستان؟
- رسالتي لأبناء إقليم كوردستان و القيادة الكوردية و بالأخص السيد مسعود البارزاني هي : بذل أقصى المساعي بعد انتخابات نيسان الحالي ليحل رئيس وزراء جديد محل نوري المالكي و هو أبلغ المنى لتحقيق السلام و الاستقرار في الإقليم.
بروفايل:
البروفيسور توبي دوج هو أحد أقطاب العلوم السياسية البريطانية و مختص في شؤون الشرق الأوسط و تحمل أطروحته للدكتوراه عنوان (تحول و تغيير النظام الدولي بعد الحرب العالمية الأولى و بناء الدولة العراقية ) و كان باحثا لمدة أربع سنوات في العلاقات الدولية و سياسات الشرق الأوسط في قسم دراسات آسيا و الشرق الأوسط(SOAS) في جامعة لندن.
و بعد سقوط النظام السابق في العراق عام 2003 يعتبر دوج أحد الباحثين الذين يراقبون عن كثب أوضاع المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (IISS) بدراسة أوضاع العراق و أجرى وفق ذلك العديد من الزيارات إلى العراق و لقاءات سياسية مع سائر القادة و السياسيين العراقيين و توصل عقب (5) سنوات من الدراسات و البحوث بهذا الصدد إلى نتيجة أن العراق يسير اليوم من أوضاع حرب داخلية إلى سياسة قمع جديدة و قد ألف الكتب الآتية عن العراق:
* التدخل في العراق , فشل إعادة بناء الدولة و رفض التاريخ 2003
* مستقبل العراق بعد تغيير النظام السابق 2005
* العراق من الحرب نحو عولمة جديدة 2013
فضلا عن عدة مقالات و ندوات حول أوضاع العراق و منها:
* استئناف العنف السياسي في العراق من جديد (بلد يتراجع نحو حرب داخلية (2013 في المنامة فويس)
* هجمات العراق هي تداعيات التعقيدات المذهبية (الكارديان 2013)
* المالكي عدو الديمقراطية (نيويورك تايمز 2013)
و هو الآن عاكف على تنفيذ مشروعين جديدين هما:
أولا: دراسة العوامل المتغيرة لأيدولوجية إدارة جورج بوش لصياغة السياسة إزاء العراق.
ثانيا: تقييم و فكر مقارن للحرب الداخلية – مقارنة مع تزايد التمرد المذهبي و بالأخص في العراق.

ترجمة : دارا صديق نورجان



Top