• Monday, 20 May 2024
logo

ديفيد بولوك المتخصص في القضايا الكوردستانية و العراقية لـ ( كولان): لم يتأكد حتى الآن ما الطرف الذي سوف يتولى ادارة شؤون الموصل بعد تحريرها

ديفيد بولوك المتخصص في القضايا الكوردستانية و العراقية لـ ( كولان): لم يتأكد حتى الآن ما الطرف الذي  سوف يتولى ادارة شؤون الموصل بعد تحريرها
البروفيسور ديفيد بولوك وهو الباحث الكبير في معهد واشنطون لدراسات الشرق الأدنى و كان احد المستشارين في الوزارة الخارجية الأمريكية لمشروع الشرق الأوسط الكبير و المتخصص في قضايا السلام و تطوير الديمقراطية في بلدان الشرق الأوسط و هو يعمل منذ سنوات في اجراء الدراسات حول اقليم كوردستان و العراق، وقد نظم ندوة في معهد واشنطن لدى زيارة الرئيس البارزاني الأخيرة الى امريكا مضيّفاً وفدا كوردستانياً ودارت الندوة حول الموصل بعد احتلالها من قبل داعش، وللمزيد من الحديث عن الأوضاع الراهنة في العراق و كوردستان اجرينا معه الحديث الآتي:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
* كيف تنظر الى تشكيل قوات الحشد الشعبي و ممارساتها و مسألة محاربتها لأرهابي داعش؟
- في الحقيقة ان للحشد الشعبي نقاطاً سلبية و ايجابية، و فيما يتعلق بهذه القوات انها تقاتل داعش بالتنسيق مع الجيش العراقي و الحكومة العراقية و في بعض الأحيان بالتنسيق مع القوات الدولية الأخرى و الكورد. وبالتاكيد فإن جانبها السلبي هو تنسيقها عن كثب مع المستشارين الأيرانيين و حتى مع القوات الأيرانية في ديالى، وفيما يتعلق ايضا بهذه المسألة نجد ان الحشد الشعبي مع انها تحارب داعش، الاّ انها طائفية و بالتالي فهي قوات شيعية و يمكن انها تكون سبباً في ابعاد السكان المحليين، سواء كانوا كورداً أم عرباً سنياً، وقد يؤدي ذلك في بعض المناطق الى ممارسة عمليات القتل و حتى القتل الجماعي بين السكان المحليين من قبل الميليشيات، ولكن لو تكلمنا بصراحة ، فإننا لانجد في الوقت الراهن أي بديل جيد لها من اجل اسناد قوات الجيش، لأن الجيش العراقي يعاني ضعفاَ كبيراً لدحر و طرد داعش من تكريت، وقد يحتاج العراق الى الميليشيات في المدن والمناطق الأخرى، ولكن ليس من المستحسن ان يكون لهذه القوات أي نشاط في كركوك او الموصل، لأنها سوف تشكل عملا استفزازيا، و منع ذلك أو التصدي لها يحتاج الى جهود كبيرة من اجل ايجاد بديل لها في هذه المناطق.
* ولكن كما اشرتَ هناك جوانب سلبية لهذه المسألة، مامدى الخطورة التي يشكلها اتجاه الحرب فيما يخص اندلاع الحرب المذهبية بين الشيعة و السنة؟
- ما يجري الآن هو مشاركة قوات مختلفة في الحرب وخاصة في محافظتي صلاح الدين و ديالى وفي اجزاء اخرى من الأنبار أي في الرمادي و الفلوجة، الميليشيلت تحولت الى حاجة ماسة للحرب ضد داعش، اعتقد انّ السكان المحليين و حتى العرب السنة، سوف تقبل بهذه القوات كبديل للحياة في ظل داعش، ومن اجل قيام الميليشيات بممارسات جيدة و الأبتعاد عن ارتكاب التطهير العرقي و تهجير المواطنين المنتمين الى مجموعة مختلفة من مناطق آبائهم و اجدادهم، واعتقد ان النجيفي قد حذر حول هذه المناطق التي معظم سكانها من السنة، أو من الكورد مثل الموصل و كركوك، لذا على هذه الميليشيات عدم ممارسة التخويف بين سكان تلك المناطق، واتمنى ان يستعد الجيش العراقي المنظم عندما يحين موعد الحرب الواسعة في تحرير الموصل و عدم الحاجة الى قوات الشيعية، كما اعتقد انّ قوات البيشمركة تستعد ايضاً في القسم الشرقي للنهر، اي المناطق الكوردية في الموصل، والشىء ذاته بالنسبة الى كركوك و المناطق الشمالية الأخرى، لأن مشاركة هذه الميليشيات سوف تؤدي الى تردي الأوضاع بدلاً من تحسينها، وهذا يتوقف على المنطقة التي يجري الحديث بشانها لأن هناك اختلافاُ بين تلك المناطق.
* هل هناك احتمال لحدوث اضطرابات و مشكلات بين قوات البيشمركة و الحد الشعبي بعد عملية تحرير الموصل؟
- اعتقد انّ المسألة التي تتحدثون عنها مسألة جدية، لأنه يجب علينا التفكير فيما يحدث بعد تحرير الموصل، ومعرفة ما هي الجهة التي سوف تدير أمور المدينة، وللأسف لااعتقد انّ هناك أي اتفاق حول الموضوع، وهذا يعني وجود احتمال قوي لظهور خلافات عميقة، بالتأكيد ما نتمناه هو عدم اندلاع حرب اهلية مثل ما حدثت في عامي 2006 و 2007 في العراق، لذا نحن بحاجة الى تفاهم سياسي حوال ادارة الحكم في الموصل بعد داعش، أي التفاهم بين الحكومة المركزية و القوات المحلية و منها الكورد و العرب السنة و المكونات الأخرى في المنطقة، و بالتأكيد فإن الوضع ذاته يشمل كركوك ايضاً ولو انه بحجم اصغر، ولكن بتعقيدات اكثر، لأن فيها مليشيات شيعية نشطة، كذلك مسألتي التركمان و النفط، اذاً الكل بحاجة الى تفاهمات، بالرغم من ان ّ حدوث هذه المسألة سابق لأوانه الاّ ان التفكير فيه من الآن بات من الأمور الضرورية.
* ما رأيكم حول مشاركة امريكا و الناتو مع الحرس الثوري الأيراني و الحشد الشعبي في حربها ضد داعش، وهذا الأمر أقلق حلفاء امريكا التقليديين من السعودية و دول الخليج؟
- بالتأكيد هذا صحيح، وهذه مشكلة كبيرة، هناك بضعة آلاف من العراقيين ضمن ميليشيات يقاتلون في سوريا الى جانب نظام الأسد، سواء من عصائب اهل الحق أو لواء ابو فضل العباس، كما ان هذه القوات تقاتل المعارضة السنية المعتدلة، و هناك تنسيق بينها و بين ايران و حزب الله اللبناني، وهذه هي اكبر مشكلة -كما اشرتم اليها- بالنسبة الى دول الخليج العربية التي تساند المعارضة السنية في سوريا، و انها تشكل ايضاً مشكلة لأمريكا لأننا نعارض الأسد ايضاً و نحاول ايجاد بديل معتدل غير جهادي و متشدد للنظام الحالي، ولكن عندما نجد انّ الشيعة الأجانب يقاتلون في سوريا،فإننا سوف نصل الى حقيقة وهي انّ تحقيق هذا الأمر سيكون صعباً للغاية، توصيتي هي ان يتخلى العراق عن سوريا و يركّز فقط على معالجة مشكلاتها الداخلية، وهي مشكلات عويصة جداَ،اعتقد ان الوضع لايكون في صالح الجميع عندما يتجاوز العراق الحدود السورية، لأن وجود عدو مشترك( داعش ) ليس ذريعة لتورط العراق في الشؤون السورية وهي تدخل اخيراً فقط في صالح نظام الأسد.
* الى جانب العراقيين و السوريين و اللبنانيين تقاتل الميليشيا الشيعية في اليمن مثل الحوثيين، هل ان هذا لايشكّل ارضية لأندلاع حرب اقليمية واسعة؟
- كلاّ، لا أعتقد حدوث حرب اقليمية، ولكن المسألة بحد ذاتها جدية و خطرة، و برأي ان معارضة محلية سوف تظهر في تلك الدول ضد التدخل الأيراني، وهي ما نلاحظها الآن في اليمن، و بالتأكيد في البحرين ايضاً، والتي تواجه التدخل الأيراني بدعم من السعودية، وما يحدث في سوريا ليست حرباً اقليمية، بل انها سلسلة من الحروب المحلية بالوكالة و على مستوى اقل، و اعتقد انّ هذا يعني زيادة نفوذ ايران في منطقة، وهذا هو مبعث قلق و اسف، كما ان الدول العربية و اسرائيل و حتى تركيا هي قلقة بهذه المسالة ايضاَ.
* لم يتم حسم مشكلة الموازنة بين اقليم كوردستان و الحكومة العراقية حتى الآن، الى جانب حرب داعش و العدد الهائل للنازحين، هل هناك أمل لتحسين الأوضاع؟
- هذا سؤال جيد، بصراحة انا لاأفهم لماذا بقيت مسألة الموازنة معلقة حتى الآن، اعتقد تم اتفاق عليها في شهر كانون الأول الماضي، وكان من المتفق ان يتم حسمها، اعرف انه اتفاق مؤقت، أي لعدة أشهر، وكان بحاجة الى اتفاق جديد، اظن ان هناك املاً آخر، لأن حكومة جديدة قد تم تشكيلها في بغداد، العبادي الآن في منصب رئاسة الوزراء خلفاً للمالكي و تسلم آخرون منصبي وزارتي النفط و المالية، ولكن في الحقيقة ان الحكومة المركزية لن تلتزم بوعودها وهذا هو مبعث قلق كبير، وبصراحة اقول ان اقليم كوردستان ليس له خيار آخر، عدا التعايش مع بغداد و لايزال الطرفان يواجهان عدواَ مشتركاً خطراَ جداً المتمثل في داعش و المتطرفين الآخرين، وصيتي لحكومة بغداد هي انْ توفي بوعودها ازاء اقليم كوردستان و وصيتي ايضاً لأقليم كوردستان هي التمالك و الصبر و بذل المزيد من الجهود، ولكن العمل بتأني من اجل تنفيذ اتفاقيته مع بغداد، واعتقد ان هذه هي الطريقة المثلى.
* الكلمة الأخيرة؟
- اعتقد ان امريكا تكن كل الأحترام و التقدير لما يقوم به اقليم كوردستان في محاربته لقوات داعش، الكورد ليس شريكاً وحيداً، ولكنه الشريك الأهم بالنسبة لأمريكا و عموم العالم و التي تسعى لتشكيل تحالف ضد المتطرفين. اتمنى لكم السعادة و الرفاه، كنت قبل أشهر في اربيل و اتمنى ان اعود اليها قريباً و اراها دائما ترفل بالعز و الرخاء.
Top