عارف طيفور الى جانب كونه مسؤولاً لمحور خازر لقوات بيشمركه كوردستان، فهو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، و شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني العراقي في دورتين سابقتين، وله خبرة كبيرة في السياسة و البرلمان، التقته كولان و ناقشت معه المستجدات على الساحة الكوردستانية و التهديدات التي يتعرض لها اقليم كوردستان من ارهابيي داعش حيث أجاب عن اسئلة الفريق الصحفي الذي زاره في الجبهة الأمامية قي محور خازر. * ما اهمية محور خازر لقوات بيشمركة كوردستان كحزام دفاعي لأربيل العاصمة؟

ترجمة/ بهاءالدين جلال
عارف طيفور الى جانب كونه مسؤولاً لمحور خازر لقوات بيشمركه كوردستان، فهو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، و شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني العراقي في دورتين سابقتين، وله خبرة كبيرة في السياسة و البرلمان، التقته كولان و ناقشت معه المستجدات على الساحة الكوردستانية و التهديدات التي يتعرض لها اقليم كوردستان من ارهابيي داعش حيث أجاب عن اسئلة الفريق الصحفي الذي زاره في الجبهة الأمامية قي محور خازر.
* ما اهمية محور خازر لقوات بيشمركة كوردستان كحزام دفاعي لأربيل العاصمة؟
- ان خازر يعد حزاماً دفاعياً من الجانب الغربي و له اهمية كبيرة بالنسبة الى اربيل، و يمتد نحو 38 كيلومترا و في الوقت ذاته له اهمية دفاعية بالنسبة الى عقرة و بعشيقة و خبات، كما يطل من مرتفعات حسن شام و زرتك على المناطق الكوردية التي يسكنها الشبك و المسيحيون، لذا من المنتظر قيام قوات البيشمركة لاحقاً بتحريرها، من اجل عودة اهاليها النازحة من وراء هجمات داعش الأرهابية لتلك المناطق، و ان معظم افراد القوات التي تقاتل ضد داعش من البيشمركة ينتمون الى قوات( رزكاري) السابقة وهم من اهالي السليمانية و كرميان و كلار و حلبجةو قلعةدزة، وقسم آخر منهم جاءوا من قيادة اربيل لبيشمركة كوردستان، وكلهم يدافعون معاً ببسالة و اندفاع وطني.
* لقد اشرت الى ان القسم الأكبر منهم من قوات رزكاري السابقة ، و كما نعلم انها كانت تضم افراد البيشمركة المنتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني من مناطق كرميان و السليمانية، ولكن للسف بينما كان هؤلاء الأبطال يقاتلون داعش الأرهابي نرى ان بعض الفوضويون يثيرون اعمال شغب و تخريب في قلعةدزة و سيد صادق و كلار، ويهاجمون ذوي هؤلاء البيشمركة الذين يحمون المقرات الحزبية للبارتي و يقتلوهم،كما انهم يقومون باضرام النيران في اللجان المحلية للحزب، وهل كان لهذا الوضع أي تاثير على معنويات هؤلاء البيشمركه؟
- كما اشرت اليه في الأجابة السابقة، ان الكثير من افراد هذه القوات هم من قوات رزكاري و من اهالي كركوك و كرميان و حلبجة وقلعةدزة و السليمانية، وعندما جرت هذه الأحداث قام عدد من الفوضويون و بدعم و مباركة من جهة سياسية بالهجوم على مقرات اللجان المحاية للبارتي في قلعةدزه و حلبجةو سيد صادق و على فرع الحزب في كلار، لقد استاء بيشمركة محور خازر من هذا التصرف التخريبي لهؤلاء الفوضويين، وهم يقاتلون في ذات الوقت عن شعب كوردستان و يقدمون التضحيات من اجل صد الهجمات التي يشنها ارهابيو داعش، وهم يؤكدون ان ما قامت به هذه الجهة السياسية بالتحريض لأثارة الفتن و الفوضى و اعمال الشغب لايختلف عما يقوم به داعش، ولكن بالرغم من ذلك فهم صمدوا و قاتلوا العدو ببسالة و شجاعة فائقة جداً، ولكن ما اقلقني شخصياً هو التقصير من قوات الآسايش و الشرطة المتواجدة في تلك المناطق من اجل حماية كوادر البارتي و المقرات الحزبية، و التي شملت البارتي من دون الأحزاب الأخرى ومن بينها التغيير.
* لقد قارنت بين تصرفات هؤلاء الفوضويين و بين ما يقوم به داعش ، ألا ترى في ذلك نوع من الأنفعال؟
- كلا، انه ليس انفعال ولا عصبية، لأنه لو تذكرنا ما فعله داعش بالمناطق التي استولى عليها و قارنناها بما فعله هؤلاء من حرق المقرات و اضرام النار فيها و الهجوم على كوادرنا الحزبية فيها لتبين لنا انها ذات التصرفات من الحقد و الكراهية تجاه تنظيماتنا الحزبية في تلك المناطق التي تعرضت الى اعمال شغب، ولكننا نترك معاجة هذه المشكلة الى قيادتنا الرشيدة و الى حكمة و دراية الرئيس البارزاني حيث قرر تهدئة الوضع باصدار قرار، لقد فوجئنا ايضا بالتهانىء التي نشرها داعش من على مواقعها الخبرية لهؤلاء الفوضويين، وكان الأجدر بالكل التفكير بمستقبل شعبنا و مصيره حيث اننا نتعرض لعدو ارهابي لايميّز بين أي جماعة أو حزب معين.
* ماذا تسمي جهة سياسية تقوم بتحريض الأطفال و المراهقين على اثارة القلاقل و اعمال الشعب و لاسيما ضد حزب سياسي كبير (البارتي) الذي يقاتل على امتداد جبهة واسعة ضد قوات ارهابيي داعش؟
- هؤلاء يسمّون في العلوم و التاريخ و الحرب بالطابور الخامس، لقد لعب هؤلاء الفوضويون دور الطابور الخامس، ولا اعلم انْ كان هناك تنسيقاً بين ارهابيي داعش و هذه الجهة التي ساعدت على اثارة هذه الأعمال، لأن الصورة هي باتجاه وجود نوع من التعاون و التنسيق بين الجانبين، لأنه بينما كان هؤلاء يقومون بشن الهجمات على مقرات البارتي و يرشقون الكوادر بالحجارة كان داعش يشن هجمات في محوري مخمور و الكوير ولكن قوات البيشمركة تمكنت من دحر تلك الهجمات و الحاق الخسائر الكبيرة بقوات داعش، و المعلوم ان اوشع جبهة حرب الآن هي بيد قوات البارتي و في المقابل قوات بيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني تدافع بهمة و وروح عالية عن حدود كوردستان.
* هل تعتقد ان هناك اياد خارجية وراء اعمال الشغب هذه، الى جانب اياد داخلية؟
- ان هذه الأعمال ضد البارتي ليست من طرف خارجي واحد فحسب، بل ان هناك اياد خارجية الى جانب اطراف محلية من بغداد، و لايخفى على أحد ان ايران تسعى الى جعل اقليم كوردستان منطقة ذات نفوذ ايراني و تسيطر عليه بالكامل، ان الأقليم يعد مهماً بالنسبة الى ايران ، وخاصة في اتجاه تركيا للوصول الى سوريا بشكل مباشر، كما انها تحاول بسط سيطرتها و نفوذها على عموم العراق، و تقوم بهذه المحاولات عن طريق اطراف محلية كوردية و عراقية.
* هل ان اطرافاً محلية كوردية شاركت في اعمال الشغب؟
- لقد شاهدنا بوضوح في احداث شغب التي وقعت في قلعةدزه و كلار دور حزب العمال الكوردستاني، وهو دور تخريبي وكان انصار هذا الحزب يرددون في هتافاتهم اثناء مداهمة مقرات البارتي اسم زعيمهم( آبو) لذا انه جزء من المؤامرة التي شاركت معه ايضاً ايران و حركة التغيير، وكان هدفهم الوحيد هو الضغط على شخص الرئيس البارزاني و امنيته النبيلة وهي اقامة دولة كوردستان.
* لماذا تقوم هذه الأطراف الثلاثة بمعاداة الرئيس البارزاني بشكل مباشر؟ هل انها ضد الرئيس نفسه، أم ضد اهدافه؟
- معاداة برنامج و خطة الرئيس البارزاني حول اقامة دولة كوردستان هي هدف الأطراف الثلاثة، وبدات هذه المعاداة عندما ترجم الرئيس البارزاني فكرة اقامة دولة كوردستان الى واقع حال، لذا فإن الأطراف الخارجية ومنها ايران لاتريد تقسيم العراق و سوريا و اقامة دولة كوردستان، كما تحاول ابعاد الدعم الدولي و مساندتها لأقليم كوردستان و اعطائها صورة مشوهة عن الأقليم بأعتبار تسوده فوضى و الأحتراب الداخلي وكل هذه المحاولات تصب في نواياها السيئة عن الدولة الكوردستانية، ولكننا على قناعة تامة بأن الرئيس البارزاني يتصرف بحكمة و دراية تامة من اجل حل الأوضاع القائمة، و لكننا سوف نرى الدولة الكوردستانية عاجلاً أم آجلا.
* بأعبارك شغلت منصب نائب رئيس برلمان العراق لدورتين متتاليتيين و ان اقليم كوردستان يخوض حرباً شرية مع ارهابيي داعش و قد استشهد من البيشمركه نحو 1700 و جرح منهم اكثر من 6000، و كانت حصة السد من هذه التضحيات من نصيب قوات الحزي الديمقراطي الكوردستاني، السؤال هو: في هذه الظروف الحساسة ماذا تعني ازمة البرلمان؟ و كيف تقرأ الدور الذي لعبه رئيس البرلمان في التحريض على الشغب؟
- بأعتبار لدي خبرة و تجربة في الحياة البرلمانية ، اعتقد ان الدورة الحالية لبرلمان كوردستان كانت منذ البداية غير موفقة، لأن منْ تم اختيارهم لم تكن لديهم الخبرة السياسية و البرلمانية، وهذا ادى الى عدم قدرتهم على حل المشكلات الأدارية و الرقابية، انهم لم يتمكنوا ادارة جلسات البرلمان حتى مثل البرلمان العراقي، والأسوء من ذلك هو ان رئيس البرلمان شاب قليل التجربة، وكان يتم توجيهه من حزبه( حركة التغيير) ، من جهة اخرى ان هذا الشخص( رئيس البرلمان) يحمل افكار الأخوان المسلمين و لكن كان يتصاع دائماُ الى توجيهات حركة التغيير، ان هذه التصرفات افقدت رئيس البرلمان شرعيته و حياديته، وكان من الأجدر برئيس البرلمان يوسف محمد أنْ يثبت على انه رئيس برلمان فعلاً و المحافظة على حياديته التامة و عدم التصرف كعضو في هذا التنظيم.
* كسياسي و أحد قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كيف كان تقييمك للتحالف القائم بين البارتي و التغيير في التشكيلة الثامنة لحكومة الأقليم؟
- مع ان الأحاد الوطني الكوردستاني شارك في الأنتخابات بقائمة منفردة، ما ادى الى انْ يطرأ يعض الفتور في الأتفاق الستراتيجي بين البارتي و الأتحاد، ولكن كان المفروض ان يقتربا من بعضهما البعض اكثر و يسعيان لتشكيل الحكومة، التي كانت ضرورة بهذه المرحلة الحساسة، نحن و الأتحاد الوطني لدينا تجربة كبيرة في مجال ادارة امور الحكم و حماية الأمن و الأستقرار في الأقليم، و قد ادى هذا الفتور و عدم الأتفاق الثنائي لتشكيل الحكومة الى الفشل و تفاقم المشكلات الأدارية و البرلمانية، لذا كنتُ منذ البداية متشائماً ازاء الأتفاق بين البارتي و التغيير لأنه لم يكن ناجحاً لتشكيل الحكومة، والسبب هو عدم وجود أي نقطة مشتركة للعمل و الأدارة المشتركة بين الجانبين، صحيح ان التغيير يدّعي الأصلاحات، ولكنه لا يؤمن بها في الأطار المؤسساتي، كونه حركة رايكالية و يدعو الى العنف، وعلى عكس ذلك فإن البارتي يلجأ الى الخبراء و المختصين، لذا لا اعتقد ان يلتقي هذين الأتجاهين، لذا اؤكد على ضرورة تفعيل الأتفاق الستراتيجي بين البارتي و الأتحاد الوطني، لأنهما قادران على ادارة البلاد في هذه الظروف الحساسة.