• Saturday, 04 May 2024
logo

منسق حركة الأصلاح و التنمية الدكتور محمد بازياني لــ ( كولان):السيد مسعود بارزاني ضرورة آنية وهو الوحيد المؤهل لتجاوز هذه المرحلة بنجاح

منسق حركة الأصلاح و التنمية الدكتور محمد بازياني لــ ( كولان):السيد مسعود بارزاني ضرورة آنية وهو الوحيد المؤهل لتجاوز هذه المرحلة بنجاح
تستجد اوضاع في الشرق الأوسط سريعاً يوماً بعد يوم، والكورد يشكّل عنصراً رئيساً في المعادلات السياسية و الكل تعلق الآمال على الأستفادة منها باحسن الصيغ ليشكّل الكورد من بين هذه المعادلات دولته المستقلة، والجميع على الصعيد المحلي توصل الى حقيقة وهي ان رص الصفوف و وحدة الموقف من شأنهما تحقيق الأهداف القومية و الوطنية، وللحديث عن هذه الأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة و اقليم كوردستان كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمد بازياني منسق حركة الأصلاح و التنمية حيث سلط الأضواء على كل المستجدات من خلال اجابته على اسئلة المجلة:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
تستجد اوضاع في الشرق الأوسط سريعاً يوماً بعد يوم، والكورد يشكّل عنصراً رئيساً في المعادلات السياسية و الكل تعلق الآمال على الأستفادة منها باحسن الصيغ ليشكّل الكورد من بين هذه المعادلات دولته المستقلة، والجميع على الصعيد المحلي توصل الى حقيقة وهي ان رص الصفوف و وحدة الموقف من شأنهما تحقيق الأهداف القومية و الوطنية، وللحديث عن هذه الأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة و اقليم كوردستان كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمد بازياني منسق حركة الأصلاح و التنمية حيث سلط الأضواء على كل المستجدات من خلال اجابته على اسئلة المجلة:
* تمر اوضاع المنطقة و الشرق الأوسط الآن بمرحلة حساسة، وبالرغم من ذلك هناك نوع من التفاؤل ليلعب الكورد من بين هذه المعادلة دوره الرئيس، نتساءل باعتبارك باحثاً و سياسياً كيف تقيّم موقع الكورد من بين هذه المعالة الجديدة؟
- للأجابة عن هذا السؤال اعود الى البحث الذي نشرناه عام 1999 في مركز هدى الستراتيجي بعنوان( فكرة تقسيم العراق و دور و موقع الكورد بين هذه العملية)، و البحث اعتمد على 70 مصدراً و تضمن آراء و وجهات نظر السياسيين الكورد و العراقيين و الدول المجاورة, و قد توصلنا فيه الى ان الكورد سوف يعلن في المحصلة النهائية دولته المستقلة. لقد كان البعض يتعجب من هذا البحث و حتى كانوا يستهزئون به، ولكن الآن الظروف قد تغيرت حيث ان الكورد يحارب ضد اكبر منظمة ارهابية على مستوى العالم (داعش)، ولهذا نرى ان الكورد قد تحول الى عامل كبير ومهم في معادلة الشرق الأوسط و قد انعكس ذلك عبر النقاط الآتية:
1- يتوفر الآن في اقليم كوردستان احتياطي كبير من النفط و بأضافة نفط كركوك اليه يكون اقليم كوردستان آخر المناطق التي ينفد منها النفط.
2- يمتلك الأقليم الى جانب المياه الجوفية مصادر أخرى للمياه، و حسب البحوث الستراتيجية فإن حرب المياه سوف تندلع في هذا القرن، لذا من الضروري ان يصبح سعر البرميل الواحد من المياه المعقمة أو مياه الشرب اغلى من سعر البرميل الواحد من النفط، كما انه يمتلك مصدرأ آخر للمياه ألا وهو مياه ثلوج الجبال بعد ذوبانها.
3- النقطة الأخرى التي جعلت موقع الكورد كبيراً في الشرق الأوسط و العالم هي الحرب التي يخوضها ضد ارهابيي داعش.
ان هذه العوامل الثلاثة جعلت الكورد متميزاَ في انظار العالم برمته، و لكن هذا مقرون بشرط اساس وهو بناء البيت الكوردي القادر على الأحتفاظ بوحدة الموقف و الصف، لقد تحول الأقليم الآن الى كيان مستقل حيث تطلب منه بغداد بيع 550 الف برميل نفط يومياً عبر اراضيه، نحن لدينا رئيسنا و برلماننا و حكومتنا وكل هذه الأمور جعلتنا نقترب من اتخاذ الخطوة اللاحقة الا وهي الدولة المستقلة.
* ان انتصارات قوات البيشمركة في السنوات الماضية رفعت من شأن الكورد على مستوى العالم، وكان للسيد رئيس اقليم كوردستان حضور متميز في جبهات القتال ضد ارهابيي داعش، حيث قاد الحرب في عموم الجبهات بنجاح، كيف تنظر الى انتصارات البيشمركة و اسلوب قيادة رئيس الأقليم للمعارك؟
- لقد ذكرت مرارا ان السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان اثبت الحقيقة فعلاً ان له حضور دائم مع ابنائه البيشمركة في جبهات القتال، وهو شخصية يمتلك كل الصفات ليقود الشعب في هذه المرحلة، ونحن في حركة الأصلاح و التنمية و كحزب سياسي اعلنّا و أيدنا استمرار سيادته في منصب رئاسة الأقليم لعامين قادمين، وحتى لو امتنع شخصيا عن ذلك على الشعب ان يطلب منه الأستمرار، وان سبب رأينا هذا والذي وقّع عليه اكثر من 40-60 اكاديمي على الصعيدين المحلي و الخارجي يعود الى الصفات التي يمتلكها هذه الشخصية، حيث ان سيادته قضى عمره الطويل في صفوف البيشمركة و ان شخصيته فيها نوع من الكاريزما، لذا فإن وجوده ضروري للمرحلة الحالية لأنها تمر بأوضاع صعبة و حساسة، لذا على سيادته تحمل هذه المسؤولية حيث لايوجد حتى على مستوى الأقليم و العالم شخص يمتلك كل هذه الصفات المعروفة في علاقاته و مكانته المرموقة. الجانب الآخر الذي لايمكن تجاهله هو ان اربيل هي عاصمة اقليم كوردستان و تضم قنصليات عربية و عالمية، وقد تحولت الى مصدر لأوروبا، ولكن مع ذلك ينبغي بناء توازن في العلاقات مع الدول المجاورة، وعدم السماح لها بالتدخل في شؤون الأقليم الداخلية، ويجب حل مشاكلنا الداخلية بأنفسنا دون الأستعانة بأحد، وهذه المرحلة حسب رأيي و رأي حركة الأصلاح و التنمية هي مرحلة انتقالية نحو اعلان دولة كوردستان، وان المرحلة الأنتقالية تحتاج رئيساً قوياً، لذا علينا قراءة الوضع الحالي بكل واقعية و نقر بضرورة وجود الرئيس البارزاني لهذه المرحلة، و الى أن نصل الى هذا الهدف فإنه من الضروري بقاء السيد مسعود بارزاني رئيساً لأقليم كوردستان.
* لقد ربطتّ مسألة استمرار الرئيس البارزاني في منصبه بأنتقالية المرحلة الحالية، هل تقصد بذلك الحرب مع داعش، حيث ان الرئيس البارزاني يقاتل الى جانب البيشمركة، أم موضوع آخر؟ والى أي مدى يشكّل وجود الرئيس البارزاني في جبهات القتال احرازاَ للمزيد من الأنتصارات؟
- الوجود المباشر للرئيس البارزاني في جبهات القتال له تاثير مباشر على نمط و انتصارات البيشمركة، وهذا شىء لايمكن ان يُنكر، حيث عندما يرى البيشمركة ان رئيسهم يتواجد على السواتر يندفع اكثر للقتال و هذا أمر طبيعي، وقد اكد سيادته مراراً انه يفتخر بأنه أحد افراد البيشمركة وليس رئيساً و بأنه لازال أحداً منهم، وعلى ارض الواقع فهو حقيقة انه قضى سنوات عمره بين صفوف البيشمركة وقد عاصر الكثير من الأنتصارات و الأنتكاسات، لذا فهو ضروري لهذه المرحلة.
* يبدو انك تؤكد ضمن حديثك كثيراً على التجارب السياسية و النضال ضمن صفوف البيشمركة للرئيس البارزاني، الى أي مدى تحتاج هذه المرحلة الأنتقالية الى توفر هذه التجربة و هذا النضال؟
- ان الرئيس البارزاني لم يصبح قائداَ الاّ وقد خاض تجربة ملؤها المرارة و القساوة من الحياة حيث شارك شعبه مراحل عصيبة و حساسة، اي ان لم يتحول الى قائد اعتباطاً وانما ظهر من بين شعبه شجاعاً و مقداماً انه يختلف عن أي رئيس لم يشارك شعبه الآلام و المحن، لذا عندما نقوم بترشيح شخص الذي كان له الدور في التحولات داخل المجتمع و معروف في الحركة التحررية لشعبنا، فهو افضل من آخرين لم يذوقوا طعم مرارة الحياة و مآسيها، ولهذا علينا قراءة واقع كوردستان كما هو، نحن نعيش في اقليم كوردستان وان هذه الأوضاع لايمكن قراءتها كما يدعو لها البعض أي مثلما تحلو له، أو اذا لم يعجبنا نقوم بفرض آرائنا على القادة و التشهير بهم، اعتقد هذا هو خطأ كبير و وراءه مؤامرة كبيرة، من اجل ايصال البلاد الى الفوضى،و بدلاً من الأنصياع الى المتآمرين علينا توحيد صفوفنا و زرع بذور المحبة و التسامح و اعلاء مصالح الشعب العليا و تجاوز هذه المرحلة بنجاح.
* يكاد ان يتحول موضوع دولة كوردستان في الوقت الحاضر الى الأمر الواقع، اما الذين لم يكونوا مستعدين حتى الأمس الى سماع اسم دولة كوردستان فإنهم الآن يستمعون اليه مرغمين، هل بأعتقادكم انه من الأهمية بمكان انْ يحرص الكورد على ترتيب بيتهم و رص صفوفهم للأستفادة من هذه الفرصة الموآتية؟
- ان الهدف الذي كان الشاعر الكوردي الشهير ملا محمد كويي يتطلع اليه اصبح اليوم حلماً ينبغي تحقيقه، وعلى الرغم من الخلافات التي تسود علاقاتنا الاّ ان هناك أملاً كبيرا و تفاؤلاَ ملحوظاَ لتحقيق الأتفاق بين الأطراف المختلفة للشعب، و صحيح ان بعض المشكلات لازالت قائمة ولكنني متفاؤل انها سنجد لها الحلول المناسبة، ولكن بالرغم من ذلك فإننا مدعوون الى اعلاء المصالح القومية و الوطنية العليا على عموم المصالح الحزبية.
* للأسف ففي هذه الأوضاع الحساسة و على الصعيد الداخلي لأقليم كوردستان هناك نوع من الخلافات السياسية بين الأحزاب السياسية عموماً وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني و حركة التغيير على وجه الخصوص، ان الديمقراطي الكوردستاني يعتقد ان انصار التغيير هاجموا مقراته في قلعةدزة و السليمانية و كرميان، و كرد فعل من الديمقراطي الكوردستاني((البارتي) قرر الغاء تحالفه مع التغيير، كيف تنظر الى هذه الأوضاع الداخلية المضطربة و هل وراءها أياد اقليمية و خارجية؟
- اقولها بكل صراحة في هذا الوضع الذي استجد في اقليم كوردستان هناك اياد اقليمية و خارجية وراء تأزم الوضع لأن هدفها عدم بقاء الرمز في الأقليم، و بذلك سوف يؤدي الى التشهير و الغوغاء و عدم الأستقرار، كما رأينا ذلك داخل البرلمان في دورتيه السابقتين حيث كان البعض يرشق الأخر بقناني المياه المعدنية، لذا اعتقد ان هذا التوجه نابع من مؤامرة خطرة لزعزعة استقرار كوردستان. والهدف الأساس من وراءها هو جعل اوضاع الأقليم مثل أوضاع المناطق السنية حيث كانت للسنة رموز لم يبق منهم احد، ما اضطر البعض اللجوء الى اقليم كوردستان. ومن بين المؤامرة التي حيكت للأقليم اطراف سياسية تشارك فيها و من الأهمية بمكان انْ يتم التعامل مع هذا الملف بعقلانية و حكمة، و علينا انْ نراعي ايضاً الأطراف الأقليمية التي لاترتاح لأستقرار الوضع الأمني لأقليم كوردستان، كما ينبغي انْ نقدر الوضع من ناحية اخرى حيث الحرب مع داعش و عدم صرف رواتب الموظفين لعدة أشهر و لكن بالرغم من ذلك فإن حياتنا اليومية و رفاهية المواطن بالمقارنة مع تلك الدول تكاد تكون افضل.
* لاشك ان هكذا اوضاع بحاجة الى التهدئة، والمعلوم ان هذه التهدئة لن تتم عبر الأجتماعات السياسية، بل انها بحاجة الى مشاركة فئات و شرائح اخرى و خلق ارضية سلمية حقيقية، و انتم كجزء من هذه الشريحة المثقفة هل بذلتم جهوداًً لأنجاحها؟
- نحن كحركة الأصلاح و التنمية و جزء من شبكة المجتمع، عقدنا لحد الآن جلستين، و قد شكلنا لجنة و ننوي زيارة رئيس اقليم كوردستان و الحكومة و برلمان كوردستان من اجل تهدئة اجواء الأعلام و كتابة ميثاق الشرف كما لدينا فكرة حول اجراء اجتماع مع الأعلاميين بغية التوقيع على هذا الميثاق، كما اتصلنا باتحاد برلمانيي كوردستان ، وقد اعدنا 3 مشاريع (قصيرة المدى و بعيدة المدى و المستمرة) لعملية الأصلاح.
* في العديد من الأحيان تقوم الجهات السياسية بربط مخطط تشويه استقرار اقليم كوردستان بموضوع رئاسة الأقليم، وقد طرحت هذه المسألة امام خيارين، إما انتخاب برلمان كوردستان، أو انتخاب الرئيس من الشعب بشكل مباشر، بالنسبة لك أي من الخيارين تؤيد؟
- من بين الدول الديمقراطية في العالم نجد ان الدول الناجحة في الحكم هي التي يتم انتخاب رؤساؤها من قبل الشعب، و خير نموذج هو امريكا، و كذلك جارتنا تركيا، وقد حاولت تغير نظامها من البرلماني الى الرئاسي بعد سنوات عدة، والافضل انْ يتم اختيار الرئيس في الأقليم من قبل الشعب بصورة مباشرة ليتمتع بكافة صلاحياته و لكي يستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة.
* لو ركزنا بعض الشىء على دور برلمان كوردستان، نرى ان الكثير يعتبره سبباً لهذه الأزمة، كيف تقيّم دور برلمان كوردستان؟
- مع احترامي و ودي للبرلمانيين، ولكن اذا تبوأ الأعلاميون مواقع القادة أو البرلمانيين و لم تكن لديهم خلفية ستراتيجية و سياسية فأنه بدلاً من معالجة المشاكل سوف يتحولون الى جزء منها، ففي الدورة الأولى لبرلمان كوردستان رأينا كيف ان المرحوم جوهر نامق رئيس البرلمان في الظروف الحرجة للأقتتال الداخلي لم يترك مبنى البرلمان للحظة واحدة، انه كان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ولكنه تصرف كرئيس برلمان و ليس كقيادي حزبي، و لو قارننا تلك الدورة مع الدورة الحالية نجد ان هناك اختلافاً كبيرا بينهما حيث كانوا كباراَ في السن و لديهم جزء من المنطق، وللأسف فإن برلمانيي هذه الدورة اكثرهم من الشباب الذين قد لايكونوا موفقين في اداء مهامهم و الكثير منهم كانوا صحفيين و يفتقرون الى التجربة السياسية.
* السؤال الأخير كيف تنظر الى ارهابيي داعش؟
- حسب قراءتي الداعش هو ظاهرة، وهذه الظاهرة تأتي ثم تنتهي و هي وليدة اوضاع دولية و محلية. وانها تشكل فعلاً خطراً و قد ظهر هذا الخطر بفعل وجود مجموعة من مصالح الدول.
Top