• Friday, 03 May 2024
logo

حيدر سعيد مستشار مركز البحوث الستراتيجي في عمان لـ ( كولان ):تراكمات شديدة و ثقيلة للمالكي انتهت بتسليم العراق الى الأرهابيين

حيدر سعيد مستشار مركز البحوث الستراتيجي في عمان لـ ( كولان ):تراكمات شديدة و ثقيلة للمالكي انتهت بتسليم العراق الى الأرهابيين
تطور الأوضاع في المنطقة ولاسيما المشاركة المباشرة لروسيا فيها و اختلال التوازن للتدخل الأقليميي في الأزمة المستعصية للشرق الأوسط عموما و في سوريا و العراق على وجه الخصوص، وكذلك استمرار دعم الدول الأقليمية ومنها ايران لحكومة بغداد، ادت الى ايجاد قراءات كثيرة للمحللين و المراقبين، و في النتيجة خيبت الآمال في طرح حلول لهذه الأزمة ، السيد حيدر سعيد المراقب السياسي العراقي المعروف و مستشار مركز البحوث الستراتيجي في عمان يتحدث عن هذه المسألة و المسائل الأخرى ذات العلاقة من خلال اجاباته عن الأسئلة التي وجهتها اليه كولان: <<
اعداد/ بهاءالدين جلال
تطور الأوضاع في المنطقة ولاسيما المشاركة المباشرة لروسيا فيها و اختلال التوازن للتدخل الأقليميي في الأزمة المستعصية للشرق الأوسط عموما و في سوريا و العراق على وجه الخصوص، وكذلك استمرار دعم الدول الأقليمية ومنها ايران لحكومة بغداد، ادت الى ايجاد قراءات كثيرة للمحللين و المراقبين، و في النتيجة خيبت الآمال في طرح حلول لهذه الأزمة ، السيد حيدر سعيد المراقب السياسي العراقي المعروف و مستشار مركز البحوث الستراتيجي في عمان يتحدث عن هذه المسألة و المسائل الأخرى ذات العلاقة من خلال اجاباته عن الأسئلة التي وجهتها اليه كولان:
* يقال ان هناك نوعاً من الخلط في الأوراق و الأخطاء السياسية و الأمنية الأقتصادية في العراق و المنطقة، كيف ترون الواقع العراقي الآن و الى أي اتجاه يمكن ان يتجه؟
- اعتقد انه بعد سقوط مدينة الموصل من قبل داعش، اخذت الأطراف العراقية تتحدث بمنطق الخراب و الحروب، وغابت عن الساحة كل المبادرات السياسية، حتى الأطراف الشيعية ومنها المعتدلة غير متفقة فيما بينها و التي كانت تعارض سياسات المالكي و حتى من بعده العبادي، كانت هذه الجهات تأمل في حلحلة الأوضاع في العراق، وقد ترك المالكي تراكمات شديدة و ثقيلة انتهت بتسليم العراق الى الأرهابيين، لذا لم تظهر هناك أية مبادرة و في النهاية انجرت الى الحديث عن منطق الخنادق و خاصة مع الجانب السني الذي هو في قلب الأحداث و المشكلات و لديه ملايين نازح لايتحدث عنهم أحد، وحتى مع اقليم كوردستان أي مع السنة و الكورد في آن واحد، في تصوري ربما الأسهام الأقليمي هو الذي منع من ان تكون الأطراف العراقية قادرة على موازنة، وفي النهاية يبدو ان الأطراف العراقية استقطبت داخل الصراع الأقليمي، وحتى المبادرة التي اعلن عنها الأمير محمد بن سلمان في السعودية بشأن التحالف الأسلامي اخذت الأطراف العراقية تتحدث عنها كمحاور اقليمية و ليس كصراع داخلي، وقد ظهر الأنقسام في ظل تمدد تنظيم داعش و الأزمة المالية الخانقة بعمق، لذا عندما تنظر في الأفق لايبدو ان هناك أي بارقة امل في بغداد.
* ولكن يقال انه لاتوجد دولة أو شىء من هذا القبيل، وان مايوجد منها هو دولة شيعية و خصوصاً ان الدعم الأيراني للعراق واضح جداَ؟
- قبل كل شىء يجب ان نقول ان هذه الدولة لاتستطيع بسط سيادتها على سائر الأراضي العراقية، النقطة الثانية هي ان الدولة تصنّف كدولة فاشلة في امتلاك الشرعية الكاملة في مجال توفير الخدمات الأمنية و الأقتصادية، و الجهة التي تسيطر على الحكومة في بغداد هي من منطق القضية و ليست من أعتبار الهوية الوطنية، صحيح ان ايران تدافع عن الطرف الشيعي في بغداد لأكثر من سبب، ربما تحدثنا عنها سابقاً، لأنه لما قدم هذا الطرف،ايران كقاعدة للمحور عابر للحدود خاصة في الملف السوري و لما قدم المالكي في اطار دعم نظام الأسد، هي كانت تخشى من الدخول من أي نوع من الطرف الأعتدال الشيعي بالحكم في بغداد لأنه لم يعط ضمانات بأنه يقدم نفس الكفاءة و الخدمات التي قدمها الطرف الشيعي الآخر، لا اعتقد ان هذا الأنقسام و تعبئة الشارع الشيعي الطائفي لربما هو من العوامل التي منع الطرف الأعتدال الشيعي و كذلك ليس الحديث عن العوامل الأنقسام الأقليمي بل انه احد العوامل الداخلية التي تثيرهذه النعرات الطائفية، لذلك عندما يجري الحديث عن معركة الأنبار و معلوم ان خصوصية المعركة كلها من التخطيط الأمريكي، لكن سياسياَ يتبع ذلك تقوية الطرف الأعتدال الشيعي، اعتقد كانوا يتصورون انه ممكن تحرير هذا الطرف وتحرير الطرف المتشدد للجانب المتطرف و المحايد لأيران في حال نكسب المعركة ضد داعش في الأنبار.
* يقال ان الذي يقاتل داعش الآن هو الحشد الشعبي و ليس الجيش العراقي و هو يبدو مهمشاً، و يقول البعض لو كان وزير الدفاع شيعياً لما اهمل هذا الجيش ما رايكم بهذا القول؟
- من المؤكد هذه كلها تراكمات نوري المالكي و و تركاته حيث سلّم اربع فرق عسكرية الى داعش بيناما كان عدد هؤلاء الأرهابيين لا يتجاوز 300 مسلجا و الذين تمكنوا بالأستفادة من الأسلحة المتروكة من هذه الفرق السيطرة بسرعة على الموصل و ضواحيها،اضف الى ذلك الفساد و هدر الأموال و عدم وجود الأرادة الكاملة و المخلصة، لم يتم بناء جيش عراقي قوي وفق المبادىء الوطنية و الأسس العلمية العسكرية الصحيحة، حيث ظهر الأهتمام بتشكيل ميليشيات تحت مسميات عديدة و اخيرا انضمامها ضمن الحشد الشعبي، ان هذه الميليشيات كانت تهدد العبادي علناً ما ادى ذلك الى تداعيات وكانت نتيجتها تخفيض موازنة رواتب الموظفين و الخدمات العامة، كل ذلك من اجل بقاء الحشد الشعبي وحيداً على الساحة حيث انها تضم اكثر من 50 تشكيلة مسلحة، و حتى القسم منها يتقاضى المساعدات من الخارج.
* هل تعتقد ان كلا من ايران و السعودية ليستا في حرب الوكالة بل انهما في حرب باردة فيما بينها؟
- بالـاكيد العديد من المراقبين و المحللين يعتقدون ان السعودية و ايران تتنافسان على المنطقة ، المسألة هي اكثر من الحرب الباردة، اعتقد ان السعودية قررت المشاركة في سوريا و اليمن عسكرية، ان قيادة السعودية لعاصفة الحزم في اليمن كانت بمثابة عداء لأيران، ولكن لاننسى ان في السعودية اطرافا تؤمن بالأعتدال كما في ايران هناك جناح الروحاني الذي يتميز باللين و الأعتدال فيما يبدو ان المتشددين هم من جماعة الحرس الثوري الأيراني و التي تصر على المشاركة في مساعدة سوريا و اليمن .
* الأوضاع في المنطقة ملتهبة جداً، وقد تقدمت معظم الدول ضمن تحالفات أو بصفة منفردة كأمريكا و روسيا و الدول الأوروبية لخوض الصراعات الى جانب وجود العشرات من الجماعات المسلحة، هل تعتقد ان الأوضاع سوف تتجه الى الهدوء أم ان نيران الحرب سوف تلتهم مناطق اخرى؟
- اعتقد ان الأوضاع لاتهدأ قريباً، لعدم وجود أية مبادرة، ان مراكز الصراع و الحرب هي سوريا، و الكل يسهم فيها، ان التدخل الخارجي له الدور في ذلك و لكن التراكمات المحلية في سوريا و المنطقة هي العامل المساعد على استمرار الأوضاع كما هي، ان داعش لايشكل خطراَ فقط على صعيد الأقليمي فحسب بل انه خطر على العالم برمته في امريكا و الدول الوروبية و جنوب شرق آسيا وهي الآن بصدد فتح عاصمة اخرى له في ليبيا، ان داعش الى جانب التهديد الأمني هو سبب تردي الأوضاع الأقتصادية للعراق و سوريا و الدول الأخرى، لذا اعتقد ان هذه الأزمة و المعضلة الدولية لايمكن معالجتها الاّ بالتفاهم و التعايش بين شعوب المنطقة.
* لقد سمعنا مؤخراً ان الولايات المتحدة الأمريكية سلمت اسرائيل زمام حل مشكلات المنطقة، هل تعتقدون ان اسرائيل عند هذه المسؤولية فيما يخص تهدئة اوضاع الشرق الأوسط؟
- كلا، ان اسرائيل ليست طرفاً مقبولاَ، ان الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن الدور الروسي، وان قرار مجلس الأمن المرقم 2254 حول سوريا يشير الى ذلك، قد يقصد الرئيس اوباما انه لايترك البيت الأبيض دون رفع مستوى التدخل العسكري في سوريا، ولكن في النتيجة فإن اوباما يمتلك اسلوبه و منهجيته و لديه الكثير من الملفات المهمة ومنها الملف الأيراني و الكوبي، لذا اعتقد ان امريكا يهمها الدور الروسي في سوريا في ضرب داعش، وهذا سوف يؤدي بالنتيجة الى سحب قرار اسقاط النظام السوري من مائدة المفاوضات، لذا لااعتقد ان تشترك اسرائيل في هذه المعادلة و القيام بحل مشكلات الشرق الأوسط، ومن المعروف انه كان للولايات المتحدة في البداية موقف صعب و رافض لمشاركة روسيا في محاربة الأرهاب في سوريا، ولكن موقفها هذا قد تغير في الفترة الأخيرة.
Top