• Saturday, 18 May 2024
logo

هيلترمان: الناس في كورستان سورية محرومون من الخدمات الاساسية وهم يخضعون لحكم حزب واحد

هيلترمان: الناس في كورستان سورية محرومون من الخدمات الاساسية وهم يخضعون لحكم حزب واحد
هل تحل مجموعة الأزمات الدولية الأزمات أم أنها تؤجلها؟ قد يكون هذا هو السؤال الأهم الذي يمكن توجيهه لهذه المجموعة سواء في كوردستان سوريا أو اقليم كوردستان، والجواب لدى يوست هيلترمان، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة.رووداو: كنتم قبل فترة من الآن في كوردستان سوريا، ما رؤيتكم لمستقبل هذه المنطقة؟هيلترمان: هذه هي زيارتي الثانية الى كوردستان سوريا منذ العام الماضي، الوضع هناك يماثل ما كان عليه الوضع هنا عام 1991، الناس هناك يعيشون في استقرار نسبي، لكنهم محرومون من الخدمات الاساسية وهم يخضعون لحكم حزب واحد وهو حزب الاتحاد الديمقراطي. وبالتأكيد كان في كوردستان العراق حينها حزبان: الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني. من الواضح أن هذه المنطقة هُمشت لفترة طويلة وهي الآن في انتظار الإعمار ومستقبل أفضل. المنطقة تتمتع بالنفط والمنتجات الزراعية. على أمل تَحسُن الوضع في سوريا الأمر الذي يصب في مصلحة شعب كوردستان سوريا وجعل حياته أفضل.,,
هل تحل مجموعة الأزمات الدولية الأزمات أم أنها تؤجلها؟ قد يكون هذا هو السؤال الأهم الذي يمكن توجيهه لهذه المجموعة سواء في كوردستان سوريا أو اقليم كوردستان، والجواب لدى يوست هيلترمان، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة.

رووداو: كنتم قبل فترة من الآن في كوردستان سوريا، ما رؤيتكم لمستقبل هذه المنطقة؟

هيلترمان: هذه هي زيارتي الثانية الى كوردستان سوريا منذ العام الماضي، الوضع هناك يماثل ما كان عليه الوضع هنا عام 1991، الناس هناك يعيشون في استقرار نسبي، لكنهم محرومون من الخدمات الاساسية وهم يخضعون لحكم حزب واحد وهو حزب الاتحاد الديمقراطي. وبالتأكيد كان في كوردستان العراق حينها حزبان: الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني. من الواضح أن هذه المنطقة هُمشت لفترة طويلة وهي الآن في انتظار الإعمار ومستقبل أفضل. المنطقة تتمتع بالنفط والمنتجات الزراعية. على أمل تَحسُن الوضع في سوريا الأمر الذي يصب في مصلحة شعب كوردستان سوريا وجعل حياته أفضل.

رووداو: بالتزامن مع زيارتكم تم احراق مجموعة من المقرات، واعتقل بعض قادة أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا، الى إين تتجه الأوضاع؟

هيلترمان: هناك الكثير من الأمور التي يجب تغييرها في كوردستان سوريا، من الواضح أن هذا الحزب يسيطر الآن على المنطقة من الناحية العسكرية، وهو لا يتشارك الحكم مع الأحزاب الأخرى. اجتمعت هناك مع الحزب الديمقراطي في سوريا والأحزاب الأخرى. نعم انهم يمرون الآن بوقت صعب، لكن اعتقد أن حل المشاكل بين حزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب الأخرى يتطلب وجود تفاهم بين إقليم كوردستان وحزب العمال الكوردستاني في قنديل.

رووداو: ألم تسألوا حزب الاتحاد الديمقراطي لماذا لا يعقدون شراكة مع الأحزاب الأخرى؟

هيلترمان: بدايةً، هم يسيطرون على المنطقة من الناحية الأمنية، منذ نحو اربع الى خمس سنوات. وهم الطرف الوحيد الذي استطاع ارساء الاستقرار فيها، وهم لا يريدون لاي حزب آخر في العراق أو أي دولة أخرى أن يسيطر على هذه المناطق في سوريا، لقد تحدثنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي عن أهمية مشاركة الأطراف الأخرى ليس فقط من ناحية السيطرة العسكرية بل في السلطة السياسية أيضاً. لأنه في الحقيقة إنهم يتمتعون بخبرة معارك مقاتلي حزب العمال ضد تركيا، لكنهم ليسوا جيدين للادارة وحكم الناس، إنهم لم يتعلموا ذلك، لذا عليهم أن ينسقوا مع الناس والخبراء المحليين الذين تلقوا تدريبات في هذا الإطار. لكن للأسف لأنهم يسيطرون على الوضع السياسي هناك ويملكون ايديولوجيا لا يلقى قبول الكثيرين، معظم من يملكون خبرة في مجال الادارة لا يقبلون هذه الإيديولوجيا. ويجب تغيير ذلك.

رووداو: ماذا كان رد حزب الاتحاد الديمقراطي بشأن اسباب تفرده بالحكم في كوردستان سوريا؟

هيلترمان: يشعر حزب الاتحاد الديمقراطي انه محاصر، من قبل الحزب الديمقراطي في جانب العراق وإقليم كوردستان، وكذلك من قبل تركيا التي تعادي حزب العمال الكوردستاني. وحزب العمال ليست لديه علاقات جيدة مع النظام السوري. اي لانه يشعر بأنه محاصر، يخشى من مشاركة السلطة مع الأطراف الأخرى، أعتقد لكي نصل الى اتفاق سياسي، يجب أولاً على حزب الاتحاد الديمقراطي أن يدرك أنه لا يملك خياراً آخراً غير الاتفاق مع الأطراف. لكنه قد لا يتفق مع إقليم كوردستان، بل مع النظام السوري وروسيا، لذا فإن مشاركة السلطة قد لا تحقق. أعتقد أنه يجب أن نضغط بهذا الاتجاه، وليس فقط الاكتفاء بالضغوط العسكرية، اي التركيز على سبل الدوافع الإيجابية.

رووداو: التقيتم بمسؤولين أمريكيين وتحدثتم معهم عن حزب الاتحاد الديمقراطي وإقليم كوردستان، ماذا كان موقفهم حيال هذا الأمر؟

هيلترمان: الولايات المتحدة وضعت نفسها في مأزق، لأن هدفها الأول الآن في الشرق الأوسط هو الحرب ضد داعش، وهي بذلت كل امكانياتها في هذا المجال، لذا فإنا تدخل أحياناً في تحالفات غريبة، فعلى سبيل المثال تحالفت مع وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكوردستاني، في حين أن حزب العمال الكوردستاني منظمة إرهابية بحسب الرؤية الأمريكية.

وفي الوقت ذاته، لدى الولايات المتحدة علاقات قوية وطويلة الأمد مع إقليم كوردستان والأحزاب الأخرى هنا. وعليها أن تحافظ على هذا التوازن، وكذلك مع تركيا وهي عضو في حلف الناتو، اي أن اشنطن في موقف صعب وتحاول دعم جميع الأطراف بأي شكل من الأشكال. حيث تقدم الدعم العسكري لوحدات حماية الشعب لتتمكن من محاربة داعش في الرقة ومنبج ودير الزور. وهذا نوع من التوازن، لكن مع انتهاء الحرب على داعش، ستنسحب أمريكا، وحينها يضطر الكورد لايجاد حلول لمشاكلهم.



رووداو: اذاً تقول ان هذا عقد عسكري بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب، هل تعتقد أن ثمة أموراً أخرى خلف ذلك؟

هيلترمان: لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب طموحات سياسية، اعتقد أنها من سمحت بأن يتم التعامل معها كشركة أمنية. فهي تنفذ مجموعة من الأمور تطلبتها الولايات المتحدة منها بما لايحقق أياً من مصالحها. ومنها على سبيل المثال خوض معارك في الرقة ودير الزور. فهذه المناطق ليست كوردية وليس لها اي مصلحة في ذلك. لكنها تقوم بهذا العمل لأن الولايات المتحدة تسلحها. على أمل تلقي دعم سياسي بالتوازي مع الدعم العسكري. وعلى سبيل مثال فإن أولوية حزب الاتحاد الديمقراطي تتمثل بربط كوباني والجزيرة وعفرين ببعضها البعض، لكن الولايات المتحدة غير مستعدة لمساعدتها في هذا الاطار. وكما قلت مع القضاء على داعش ستترك أمريكا المنطقة. ولا اعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي يصدق ذلك.

رووداو: العلاقات بين حزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكوردستاني ليست جيدة الآن، وكما قلت فإنهم يشعرون بنوع من الخطر من المحيط، ما الذي يجب على حزب الاتحاد الديمقراطي فعله من اجل ادامة تحالفه مع الولايات المتحدة وكذلك ليكون له علاقات جيدة مع إقليم كوردستان، ليتمكن من الانفتاح على العالم؟

هيلترمان: العلاقات بين إقليم كوردستان وحزب الاتحاد الديمقراطي مستمرة، لكنها لم تصل الى اي اتفاق دائمي. تم التوصل لاتفاقيتي اربيل 1 وأربيل 2 وكذلك اتفاقية دهوك، لكنها أخفقت. لأننا بحاجة لاتفاقية طويلة الأمد. للأسف أقول إن الوضع الآن يتجه للتعقيد وليس للتوافق، بسبب التوترات التي حدثت في سنجار. أعتقد أن ما يجعل حزب الاتحاد الديمقراطي في عملية سياسية أفضل هو أن يفهم أن اغلب أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا هم من أهالي سوريا، ومصلحته هي في أن تحصل معالجة في سوريا تصب في مصلحتهم ومصلحة أهالي كوردستان سوريا. وهذا يعني دعم اي عملية سلام تحدث في سوريا. لأنه في النهاية كل شيء يعتمد على كتابة دستور جديد في سوريا. اذا ما تم التعامل داخلياً على هذا النحو فيجب ابداء المرونة مع الجوار، وبالتأكيد مع العراق أيضاً.

رووداو: هل تتوقع أن تتحول كوردستان سوريا الى إقليم دستوري على غرار إقليم كوردستان؟

هيلترمان: لديها القدرة على ذلك. يمكن أن يحصل هذا، لكن الأمر مختلف. كل جزء من كوردستان في الدول الأربعة مختلف عن الآخر ولديه خصائص مستقلة. والمقارنة بينها ليست سهلة، من ناجية الجغرافيا والطبوغرافيا كوردستان سوريا ليست جبلية أي أنه لايمكن خوض معارك حزب العمال الكوردستاني في كوردستان سوريا. أعتقد أن الوضع يتجه أكثر نحو ارغام حزب الاتحاد الديمقراطي على العمل مع القوى الكبيرة حوله، خاصة النظام السوري أو اي سلطة تحل محله.

رووداو: ما هو موقفكم من التوترات بين البيشمركة ووحدات حماية سنجار في القضاء؟

هيلترمان: اتردد على هذه المنطقة منذ 26 عاماً، وشهدت الكثير من التغييرات الايجابية والسلبية، وكذلك رأيت أن هذه المنطقة مرت بحقب تقدم واستقرار سلمي وتنمية مجتمعية. لكنها مرت بأزمات أيضاً، مثل الحرب الداخلية بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي في تسعينيات القرن الماضي وكانت تلك فترة سيئة، أعتقد اننا في زمن يمكن فيه تجدد الحرب ما لم نكن حذرين. المشكلة الآن اصعب من السابق بكثير. لأن الصراعات المحلية الموجودة الآن في سنجار تثير صراعات اقليمية بين عدة أطراف غير عراقية، مثل حزب العمال الكوردستاني وتركيا وايران وبيشمركة روجآفا. اي صراع اقليمي تشارك فيه الولايات المتحدة أيضاً.

يمكننا القول فقط، إنه لحسن الحظ لاتزال روسيا والصين غير مشاركة في الصراع، لكن الصراع أصبح معقداً جداً. وحله يتطلب وساطة أمريكية لأنها تتمتع بعلاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني. يجب قبل كل شيء ايجاد طريق لتهدئة التوترات. والحل الوحيد لذلك هو اقناع وحدات حماية الشعب بسحب قواتها من سنجار. وبدلاً من ذلك بقاء قوات سنجار سواء التابعة لوحدات حماية الشعب أو حيدر ششو لتكون جزءاً من قوة مشتركة تحت أمرة وزارة البيشمركة في إقليم كوردستان أو وزارة الدفاع العراقية. لأن سنجار لاتزال من المناطق المتنازع عليها.

رووداو: اذاً مشاركة الولايات المتحدة ضرورية، ما الخطوة التي يجب على حكومة إقليم كوردستان القيام بها؟

هيلترمان: الولايات المتحدة مشاركة، وقد بدأت بالوساطة بين وحدات حماية الشعب والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكذلك تركيا. لا تريد واشنطن أن ترسل أنقرة المزيد من القوات الى العراق وخاصة الى سنجار. وإلى الآن نجحت الولايات المتحدة في ذلك، لكن الوضع حساس جداً. وتركيا حذرت من أمرين: الأول، وجود حزب العمال الكوردستاني في سنجار قرب الحدود التركية والسورية، والثاني تخشى من يساند حزب العمال الكوردستاني ايران لايجاد معبر الى البحر المتوسط. وهذا خط أحمر لتركيا حيث تحاول منع ذلك بالطرق العسكرية. لذا من المهم أن تجد الولايات المتحدة حلاً فيما يخص الوضع في سنجار، لكن لا اعتقد أن الولايات المتحدة ستحل الأمر بارسال قواتها، وعليها ان تعمل مع الميليشيات الإزيدية المحلية.

رووداو: ما الذي يجب على تركيا فعله الآن؟

هيلترمان: تركيا تترقب الاستفتاء الدستوري للتغيير الى النظام السياسي الذي يريده أردوغان. والى ذلك الحين سيبقى الوضع حساساً، لأن أردوغان لا يبذل اي جهد للتحاور مع حزب العمال الكوردستاني، في الماضي كنا نرى مشاورات سلام بينهما، وفي النهاية الحل يكمن في اجراء مباحثات سلام والتوصل الى اتفاق بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني.

رووداو: في عام 2010 عبرتم عن استحسانكم لعدم اجراء الاحصاء في العراق، ما ادى الى مواجهتكم بسيل من الانتقادات، لأن ذلك فسر بعدم رغبتكم بحل مشكلة الكورد، ما رأيكم الآن؟

هيلترمان: هناك تغييرات فيما يخص المناطق المتنازع عليها، لكن في الاساس لم يطرأ اي تغيير، ما حدث انه بعد مجيء داعش وقفت البيشمركة في وجه التنظيم بالمناطق المتنازع عليها، ولم يتمكن داعش من الوصول الى اقليم كوردستان، والبيشمركة انتصرت في هذه المعركة بفضل تقديم التضحيات الكبيرة. وفي الوقت ذاته استعادت السيطرة على مساحات شاسعة، خاصة في سهل نينوى وكركوك. والمشكلة أن هذه المناطق ليست كوردية بالكامل، بل تقيم فيها مكونات مختلفة.

اي انه في النهاية يجب وجود حل سياسي لهذه المناطق، أو علينا ان ننتظر ظهور صراع بين العرب والتركمان في المنطقة والكورد. وبغض النظر عن دعم العرب في المنطقة لداعش يشعر أهالي هذه المناطق ان الكورد احتلوا اراضيهم. اعلم ان هذه المناطق عربت ابان حكم صدام حسين، وأنا مطلع على التاريخ بشكل جيد، وأدرك أن الكورد همشوا في هذه المناطق، وفي الوقت ذاته هنالك عدة مناطق غير كوردية وهي الآن تحت سيطرة الكورد، والنزاع على هذه المناطق سيستمر لفترة طويلة. ويجب ايجاد حل سياسي لها، فالخلافات لا تحل بالحلول المنفردة أو بالطرق العسكرية.

رووداو: كان رأيكم حينها أن الاحصاء في العراق يؤسس للانقسام، هل ترى أنه يجب أن يبقى العراق موحداً؟ وهل تعتقد أن اجراء الاحصاء الآن في المناطق المتنازع عليها سيقسم العراق؟

هيلترمان: المشكلة حساسة جداً، لأن هنالك طريقان لحسم مسألة المناطق المتنازع عليها: الأول، عن طريق القوة العسكرية، والثاني عبر اتفاق سياسي. والمادة 140 من الدستور العراقي تقضي بتطبيع الأوضاع أولا واجراء الاحصاء والاستفتاء بعد ذلك. لكنها لا تحتوي على اي تفاصيل بشأن آلية اجراء العملية. والاحصاء امر عادي في العراق حيث يجرى مرة كل عشر سنوات على الاقل، وكان لزاماً اجراؤها خلال هذا العام، والسبب وراء عدم اجرائها يعود الى أن الناس يعرفون جيداً انه ما تم اجراء الاحصاء على اساس القومية فمن المحتمل ان يكون هنالك 60 % منهم كورداً، وسيقال حينها أن هذه المناطق كوردستانية ويجب أن تعود للإقليم. أما اذا كان الكورد يشكلون 40% فقد يتم اللجوء حينها لاسلوب حكم مشترك، واذا كان الكورد يشكلون 5% فقد يتم جعلها تتبع لبغداد.

هذه الأعداد تخمينية، لأن الأمر يثير المخاوف. لأنه اذا ما نظرنا الى الديموغرافية فإن الموضوع سيؤول الى خلافات دائمة واندلاع حرب داخلية. واي استفتاء سيجرى على هذا الأساس، سيؤدي الى حدوث ذات المشكلة. أما ما اقترحته الأمم المتحدة بعد عام 2007، واتفقنا معها في مجموعة الازمات الدولية، هو أن تصل بغداد وإقليم كوردستان الى اتفاق سياسي حول كركوك والمناطق الرئيسية الأخرى. لاجراء الاستفتاء في هذه المناطق وتوجيه سؤال للسكان حول اذا ما كانوا راضين عن ذلك الاتفاق أم لا؟ ولا شك اذا كان الاتفاق جيداً فإن الناس سيصوتون بنعم. وحينها سيتحقق حل سلمي لهذه المناطق.

رووداو: اذا ما كان الاستفتاء صعباً للمناطق المتنازع عليها، فكيف تصف استفتاء استقلال إقليم كوردستان؟

هيلترمان: هذا أمر مختلف. ويجب تحديد المناطق التي سيجرى فيها الاستفتاء، يجب اصدار عدة قرارات وأن يكون الاستفتاء حراً، لذلك من الضروري مشاركة مراقبين دوليين وأن تكون لها شرعية دولية، ولست متأكداً من موقف الأمم المتحدة من الاستفتاء حينها، لكن اذا تم الاستفتاء وصوت عليه المواطنون، فسيكون له تأثير رمزي واخلاقي لمسألة استقلال الكورد. لكن الأهم هو أن تعترف الدول الخارجية بذلك. والمفتاح يكمن في استحصال موافقة أنقرة وإيران. وللأسف أقول إنه لا يبدو أن تركيا وايران ستقبلان باستقلال الكورد. وكانت هذه مشكلة الكورد في السنوات المئة الماضية.

رووداو: منذ ايار 2015 وأنت تتحدث عن استقلال كوردستان وتصرح بأن احتمالية الاستقلال الواقعي لكوردستان بعيدة للأسف، وأن دعوة البارزاني لاجراء الاستفتاء ربما تكون مجرد عرضاً، هل هي كذلك بالفعل؟

هيلترمان: أعتقد أن السيد البارزاني في وضع صعب. لأن الناس يتمنون الاستقلال، أقولها بصراحة، لماذا لا يمكن السماح باستقلال الكورد؟ من حق كل شعب في العالم تقرير مصيره، لكن المشكلة هنا ليست في الحق، بل تطبيق هذا الحق، فواقع المنطقة حالياً لا يسمح بذلك، السيد البارزاني شخصية سياسية ذكية يدرك واقع المنطقة. ويعلم أنه على الرغم من أن تقرير المصير حق، إلا أن الظروف لا تسنح بذلك، واذا ما طالب بالاستقلال، فإنه يقوم بذلك لكي يقول للمجتمع الدولي أن للكورد حق الاستقلال، لكن لا اتصور أن البارزاني يعتقد أن تحقيق الاستقلال سهل.

رووداو: كنتم تقولون في السابق أن كركوك عبارة عن "قنبلة موقوتة"، هل تعتقد الآن أن كوردستان "قنبلة موقوتة" خاصة في ما يتعلق بالاستقلال؟

هيلترمان: كلا لا أعتقد ذلك، بدايةً لا أتوقع اعلان الاستقلال في هذا الوقت. وكنت أتمنى أن لا يكون الأمر هكذا، لكنني لا أعتقد أنه سيحصل. الوضع في كركوك خطير. وهو السبب الرئيسي للخلافات بين بغداد وأربيل، وتجب معالجة هذه المشكلة. والآن نحن قلقون بشأن الوضع في سنجار. لأنه اذا لم يتم التعامل بحذر فإنها قد تتسبب بحصول صراعات كبيرة بين حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقد تطال أحزاباً أخرى.

رووداو: ما هو موقفكم أنتم، وبرأيكم ما الذي يجب على القوات المحلية في كوردستان فعله؟

هيلترمان: دائماً ما يقال أنه مع ظهور عدو مشترك، فإن الخلافات الداخلية ستحل بشكل مؤقت وتتقارب الأطراف فيما بينها أكثر، بعد عام 2003 كانت بغداد هي العدو المشترك. بالتأكيد لم تكن بالمعنى الحرفي لكلمة "عدو"، لأن الأطراف الكوردية ذهبت الى بغداد وشاركت في الحكومة. وكانت تلك فرصة لتوحد الاطراف الكوردية أمام بغداد لتفعيل وضمان الحكم الذاتي لكوردستان، في الحقيقة انها نجحت في ذلك، لكن بعد اجتياح داعش للمنطقة، لم يتقارب الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، وسبب ذلك هو التدخل التركي والايراني المباشر، حيث انتهزتا هذه الخلافات لتعميق التوتر داخل إقليم كوردستان. وهذا أمر مخيف جداً، وبعد تقليل هجمات داعش الذي بات يقتصر الآن على الدفاع فقط وأتمنى أن يتم القضاء عليه قريباً، فإن حزب العمال الكوردستاني سيكون هو التهديد الجديد الذي توجد قواته في سنجار ومخمور وكركوك وطبعاً في قنديل. والأمر المختلف عن السابق هو أن التهديد موجه الى الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي. أعلم أنه تجري الآن محاولات للمصالحة بين الأحزاب، لكن الحل لا يتم فقط عبر الطرق العسكرية، بل يجب تفعيل البرلمان، واجراء الانتخابات وتداول السلطة.
Top