• Saturday, 18 May 2024
logo

ريبوار الطالباني: لن أعود إلى كركوك إلا بعد رفع علم كوردستان فيها

ريبوار الطالباني: لن أعود إلى كركوك إلا بعد رفع علم كوردستان فيها
هو رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة، أهم مؤسسات المحافظة، لكنه نزح مع أكثر من 150 ألف مواطن كركوكي من المحافظة، وفي حين كان يفترض أن يكون ريبوار الطالباني على علم باتفاقية دخول الجيش العراقي لكركوك، لكن ذلك لم يحصل.وفي هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، يقول الطالباني، إنه سيستأنف مهامه بشرط رفع علم كوردستان في كركوك، بعد أن أصبح علم العراق والأعلام المذهبية للحشد الشعبي هي التي ترفرف حصراً في المحافظة بعد 16 تشرين الأول الجاري، معلناً أن مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي تعهد بمنحه منصباً رفيعاً لكن هذا العرض قوبل بالرفض من قبله <<
هو رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة، أهم مؤسسات المحافظة، لكنه نزح مع أكثر من 150 ألف مواطن كركوكي من المحافظة، وفي حين كان يفترض أن يكون ريبوار الطالباني على علم باتفاقية دخول الجيش العراقي لكركوك، لكن ذلك لم يحصل.

وفي هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، يقول الطالباني، إنه سيستأنف مهامه بشرط رفع علم كوردستان في كركوك، بعد أن أصبح علم العراق والأعلام المذهبية للحشد الشعبي هي التي ترفرف حصراً في المحافظة بعد 16 تشرين الأول الجاري، معلناً أن مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي تعهد بمنحه منصباً رفيعاً لكن هذا العرض قوبل بالرفض من قبله.

وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: الكثيرون يتساءلون عن حقيقة ما حصل في 16 أكتوبر الجاري؟

ريبوار الطالباني: للأسف أصدر البرلمان العراقي دون مشاركة الكورد، 13 قراراً بتخويل رئيس الوزراء العراقي باتخاذ إجراءات ضد الاستفتاء وضد إقليم كوردستان، وإحداها كانت عودة الجيش إلى المناطق الكوردستانية، وبعد ذلك قاموا بتوجيه تحذيرات ومهل لعدة ساعات، ولم يكونوا مستعدين للتحاور مع إقليم كوردستان، رغم أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني قد وافقا على مبادرة رئيس الجمهورية العراقي المؤلفة من 5 نقاط، لكن للأسف الجيش العراقي والحشد الشعبي تحركا باتجاه كركوك في الساعة 11 ليلاً، لقد تحدثت مع وستا رسول قائد المحور الرابع، الذي قال إن الوضع آمن وأن أي قوة لم تتحرك من مواقعها.

رووداو: يقال إن الحشد الشعبي غادر كركوك، هل هذا صحيح؟

الطالباني: هذا غير صحيح، فإلى جانب الجيش والحشد الشعبي، هناك مجموعة من الفصائل مثل عصائب أهل الحق وسرايا الخرساني وسرايا السلام التابعة للصدر.

رووداو: تحدثت عن استيلاء الحد الشعبي على منزلك في كركوك، هل لديك معلومات بشأن من قام بإرشاد الحشد إلى المنزل؟

الطالباني: قبل أن يهاجم الحشد الشعبي على كركوك، تم استهداف مقرات ومنازل للعدد من الأشخاص والأحزاب، بتهمة أنهم ساهموا في إنجاح الاستفتاء، ومنزلي كان أحد تلك المنازل، كون أن أغلب القرارات الداعمة للاستفتاء صدرت حينما كنت أترأس مجلس محافظة كركوك، لذا فإن عصائب أهل الحق استولت على منزلي.

رووداو: بموجب الاتفاقية المبرمة بين عدد من قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني وبغداد بإشراف قاسم سليماني، فإنه كان يجب على الحشد الشعبي عدم دخول مدينة كركوك، برأيك لماذا وصلت الأوضاع إلى ما آلت إليه الآن؟

الطالباني: تمت المصادقة على قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي، ما يمكن الحشد من الدخول إلى أي مكان، والآن ما من شيء يمكن القيام به، وبحسب معلوماتي فإن العبادي لم يكن مطلعاً على تحرك القوات في كركوك حتى ساعات متأخرة من الليل.

رووداو: كشف محافظ كركوك عن تعرضه لتهديدات من قبل مسؤولَين اثنين من الاتحاد الوطني وكذلك ممثل قاسم سليماني، هل كانت هنالك أي مباحثات بينكم وبين ممثل قائد فيلق القدس؟

الطالباني: كلا لم يتحاور معنا أحد، وفي الحقيقة كان مجيء الجيش والحشد إلى كركوك مفاجئاً بالنسبة لي، في الصباح ذهبت إلى مجلس المحافظة لأداء عملي المعتاد، وللأسف لم يبلغني أحد في حين كانت هنالك تهديدات جدية على حياتي وكذلك حياة محافظ كركوك، وبعد ذلك نقلت عائلتي لأن بقاءنا كان سيعرضنا لمخاطر جمة.

رووداو: ألا تنوي العودة في هذا الوقت؟

الطالباني: لقد نزحت مع عائلتي مثل عشرات آلاف العائلات التي نزحت من كركوك، لدينا بعض الأقارب الذين لا يزالون في كركوك، وهم ينصحونني بعدم العودة لوجود مخاوف على حياتي، فالوضع الأمني في المحافظة ليس جيداً، والحشد الشعبي يتخذ مقرات له في كركوك ويستعد لاستقدام المزيد من مجاميع الحشد الشعبي التابعة للأحزاب الشيعية، هم ينوون تقسيم كركوك لكي يسيطر كل فصيل على جزء منها، منذ اليوم الأول اتصل بي مكتب العبادي وأخبرني بضرورة عودتي، وخيروني بين ما أريد من المناصب، من أجل تجنب وجود فراغ إداري ولكي أعمل على تهدئة الوضع ونقوم باختيار محافظ جديد، تلقيت اتصالات من عدة أحزاب في كركوك، لكني ردي كان ثابتاً بأنه طالما كان الجيش والحشد الشعبي باقياً في كركوك واستمر الاستهزاء بعلم كوردستان فإنني لن أعود إلى كركوك، وأحد شروط عودتي هو رفع علم كوردستان واحترامه.

رووداو: كم يبلغ عدد النازحين من كركوك حتى الآن؟

الطالباني: بحسب آخر بيانات وزارة الهجرة والمهجرين فإن عدد النازحين يصل إلى 150 ألف شخص.

رووداو: كم عدد أعضاء مجلس محافظة كركوك الذين نزحوا من المدينة؟

الطالباني: من مجموع 41 عضواً في مجلس محافظة كركوك لم يبق سوى الأعضاء العرب وأعضاء الجبهة التركمانية، قائمة التآخي والتعايش التي يبلغ عدد أعضائها 26 عضواً، نزح منهم 10 عضواً.

رووداو: هل تنوي العودة إلى كركوك لسد الفراغ الإداري؟

الطالباني: أحد أهداف مهاجمة كركوك كان تعيين محافظ جديد، وللعلم فإن نجم الدين كريم لا يزال محافظاً لكركوك، لأنه بموجب قانون بريمر رقم 70 فإن مجلس المحافظة هو الجهة الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار بهذا الشأن لذا فإن قرار البرلمان العراقي بإقالة المحافظ وتوقيع رئيس الجمهورية عليه خطأ وغير قانوني، بل السياقات القانونية الصحيحة تقضي بأن يطلب رئيس الوزراء من مجلس المحافظة إقالة المحافظ.

وسبق أن رفض مجلس محافظة كركوك في جلسة رسمية حضرها ممثلو جميع الأحزاب والمكونات قرار البرلمان العراقي بشأن إقالة المحافظ، والآن يريدون منا انتخاب محافظ جديد وتعيين رئيس تركماني للمجلس من هذا الحزب الشوفيني الذي رفع 5 دعاوى قضائية ضدي (إشارة للجبهة التركمانية)، لن نذهب لاختيار رئيس لمجلس المحافظة من حزب يعادي علم كوردستان والاستفتاء وتطبيق المادة 140، بل ذهب إلى حد مقاطعة جلسات المجلس، ولكل هذه الأسباب لن نعود إلى كركوك هذا إلى جانب العامل الأمني.

رووداو: هل لديكم أي خارطة طريق للمستقبل؟

الطالباني: نحن على تواصل مع الأخوات والأخوة في قائمة التآخي والتعايش لعقد اجتماع في أربيل ووضع خطط لمساعدة النازحين والقيام بواجباتنا تجاههم.

رووداو: هناك الكثير من الروايات بشأن ما حدث في 16 أكتوبر، البعض يصف تلك الأحداث بـ"الخيانة" والبعض يقول إنها جاءت بالاتفاق مع بغداد، أنتم بماذا تصفونها؟

الطالباني: هذه المسميات لا تخدم شعب كوردستان، والوقت ليس مناسباً لمثل هذه الأحاديث، المهم هو أن نناقش استخدام القوة العسكرية من قبل العبادي في الخلافات السياسية وهو أمر منافٍ للدستور، العبادي مثل صدام يؤمن باستخدام القوة ولم يعتبر من النظام السابق، لقد استخدم القوة لمحاربة مواطنيه، هناك شهداء وجرحى إضافة إلى نزوح المواطنين وحرق منازلهم ووقوع أضرار مادية، كوردستان جزء من العراق، لذا يجب رفع دعوى قضائية ضد العبادي والتحقيق معه، وبهذا الغرض نحن بحاجة إلى محامين دوليين. هؤلاء (في بغداد) يريدون إضعاف الكورد وتقسيمهم إلى إدارتين، لذا علينا تقوية وحدة الصف.

رووداو: تحدثت عن احتلال كركوك، هل يمكن اعتبار كركوك منطقة مُحتلة؟

الطالباني: بغداد تنزعج من قول ذلك، لذا فإنها تصدر أوامر إلقاء قبض بحق من يقول ذلك مثلما حصل مع الأخ كوسرت رسول، بل تسمي العملية "فرض القانون"، لكن لنتمعن في الأمر ونرى هل أنه بالفعل فرض للقانون! للأسف لم يبق أي أمن أو قانون بعد 16 تشرين الأول، ويجب التحقيق مع العبادي والقادة العسكريين وكل من تسبب بتأزيم الأوضاع في كركوك.

رووداو: بماذا شعرت حينما تم إنزال علم كوردستان من على مبنى مجلس محافظة كركوك؟

الطالباني: لقد تسبب ذلك بجرح عميق في نفس كل كوردستاني، لأن اليوم الذي رفعنا فيه العلم كان يوماً وطنياً أسعد كل كوردي، وموضوع علم كوردستان هو أحد القضايا التي أطالب فيها المحامين بمساعدتي فيها على المستوى العالمي، حيث رُفع العلم بقرار قانوني من مجلس محافظة كركوك، وكما أن البرلمان العراقي صادق على اعتماد العلم العراقي فإن برلمان كوردستان صادق على علم كوردستان، أي أنهما محل احترام وتقديس من الناحية القانونية، وليس بمقدور أحد إنزاله وإهانته، ويجب التحقيق مع هؤلاء الأشخاص.

رووداو: ما هي الأوضاع المعيشية للتركمان والعرب داخل كركوك الآن؟

الطالباني: التركمان والعرب يدركون ما ارتكبه الحشد الشعبي في الموصل وجرف الصخر والأماكن الأخرى، لذا فهم متخوفون، البعض منهم فروا من منازلهم كما فعل الكورد، ومن تبقى منهم يواجه المشاكل والمخاوف، معاناة التركمان مضاعفة، لأن الجبهة التركمانية تحرض تركمان كركوك على معاداة الكورد وتدعي أن المحافظ سيُعين من التركمان، والآن هناك مشاكل داخلية، والتركمان يطالبون بخروج الحشد الشعبي.

رووداو: هل عقدتم لقاءات مع ممثلي الدول في أربيل بشأن أوضاع كركوك؟

الطالباني: نخطط للحديث مع قناصل دول أمريكا وبريطانيا وروسيا وعدة دول أخرى لأن هذه البلدان معرضة للتضليل، وخاصة الولايات المتحدة التي تعتقد أن الهدف من هذه العملية هو فرض القانون وسلطة الدستور وأنها تجرى دون أي مشكلة.

رووداو: هل خسر الكورد مدينة كركوك بسبب الاستفتاء؟

الطالباني: قبل كل شيء الاستفتاء لم يكن جريمة، بل كان عملية ديمقراطية لإدلاء المواطنين بأصواتهم، وكان على الحكومة العراقية عدم استخدام الجيش سيراً على نهج نظام صدام، لكن الكورد واجهوا مآسي أكبر من هذه بكثير، ومنها عمليات الأنفال والقصف بالكيماوي، ورغم ذلك لم يخضعوا ولم يرضخوا ولم يفقدوا الأمل، وهذا يتطلب وحدة الصف بكل تأكيد، نحن لم نفقد كركوك، لكن إذا انشغلنا بالطعن بيننا فلن نصل إلى أهدافنا.
Top