• Friday, 17 May 2024
logo

رسالة من رووداو إلى حيدر العبادي

رسالة من رووداو إلى حيدر العبادي
طالب المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، آكو محمد، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بإلغاء القرار الصادر عن هيئة الإعلام والاتصالات في العراق بإيقاف بث قناة رووداو ومنع مراسليها من أداء عملهم الصحفي، مؤكداً أنه قرار "سياسي غير منصف وغير دستوري وغير قانوني ويسيء لسمعة العراق".وقال المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، في مقابلة مع القسم العربي في بورتال رووداو إن الشبكة "خدمت المؤسسات العراقية كافة من خلال تغطيتها العالمية للحرب على داعش والأحداث الأخرى التي جرت في العراق فنحن كنا السباقين والوحيدين في نقل هذه الصور بكل حيادية إلى القنوات العالمية"، مشيراً إلى أن ما تبثه بعض القنوات العراقية من "خطابات تحريضية وطائفية وشوفينية بامتياز يستدعي هيئة الإعلام والاتصالات والإدعاء العام لرفع دعاوى قضائية ضد أصحاب هذه الخطابات ومن ينسجون على منوالهم"، وفيما يلي نص المقابلة: <<
طالب المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، آكو محمد، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بإلغاء القرار الصادر عن هيئة الإعلام والاتصالات في العراق بإيقاف بث قناة رووداو ومنع مراسليها من أداء عملهم الصحفي، مؤكداً أنه قرار "سياسي غير منصف وغير دستوري وغير قانوني ويسيء لسمعة العراق".

وقال المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، في مقابلة مع القسم العربي في بورتال رووداو إن الشبكة "خدمت المؤسسات العراقية كافة من خلال تغطيتها العالمية للحرب على داعش والأحداث الأخرى التي جرت في العراق فنحن كنا السباقين والوحيدين في نقل هذه الصور بكل حيادية إلى القنوات العالمية"، مشيراً إلى أن ما تبثه بعض القنوات العراقية من "خطابات تحريضية وطائفية وشوفينية بامتياز يستدعي هيئة الإعلام والاتصالات والإدعاء العام لرفع دعاوى قضائية ضد أصحاب هذه الخطابات ومن ينسجون على منوالهم"، وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: هل تتبع رووداو سياسة خاصة بها؟

آكو محمد: رووداو ليس لها أي سياسة خاصة، لأننا نرى بأن الإعلام يجب أن يسير وفق الأسس المهنية للصحافة، لذا نحن في رووداو ليس لنا أي نهج سياسي أو توجه سياسي، ولا نرى سوى إننا صحفيين نمارس مهنة الصحافة ونقدم الخدمات الصحفية من خلال مؤسسة رووداو الإعلامية حيث نقدم الخبر والمعلومة ونغطي الأحداث أينما كانت ونأتي بالآراء المختلفة لتتناقش فيما بينها ويكون للمشاهد الرأي الكامل حول ما يجرى على الساحة.

رووداو: لماذا أصبحت رووداو هدفاً للحكومة العراقية؟

آكو محمد: إذا أصبحت رووداو هدفاً لبعض الدوائر في الحكومة العراقية فهذا يعتبر أمراً غير جيد لهذه الدوائر ذاتها، لأن رووداو خدمت المؤسسات العراقية كافة من خلال تغطيتها العالمية للحرب على داعش والأحداث الأخرى التي جرت في العراق فنحن كنا السباقين والوحيدين في نقل هذه الصور بكل حيادية إلى القنوات العالمية من خلال عقدنا مع الوكالة الأخبارية المعروفة "أسوشيتد برس" ومن خلال عضويتنا في منظمة التبادل الإخباري إينيكس، ما أضفى على الأخبار التي نبثها للعالم مصداقيةً أكبر لما يجري داخل العراق؛ لأننا كنا موجودين وننقل الحقيقة وهذا ساعد مؤسسات الحكومة العراقية في أن ترفد المشاهد العالمي بالحقيقة التي تصب في مصلحة كل من يريد الحق.

رووداو: رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في ظهوره الأخير تحدث على لسان المواطن العراقي عن أن القنوات الكوردية تحرض على قتل الجنود العراقيين، واعتبرها بمثابة جرائم حرب، ما تعليقك؟

آكو محمد: لقد تابعت هذا المؤتمر الصحفي، حيث تحدث السيد رئيس الوزراء العراقي عن ان بعض القنوات الكوردية قد بثت نوعاً من الرعب داخل المجتمع من خلال بثها مشاهد النزوح، لكننا لسنا سبباً في النزوح، بل ننقل الحدث الواقع وهو في هذه الحالة النزوح الجماعي، حيث جرى نزوح كبير من المناطق التي شهدت التقدم العسكري العراقي، ونزح 167 ألف مواطن من تلك المناطق، وليس من شيمتنا أو واجبنا أن نتغاضى عن تغطية الأحداث، فنحن نملك المصداقية لدى الجماهير من مشاهدين وقراء ومستمعين عاهدونا أننا ننقل الأحداث كما هي، أما فيما يخص التحريض، فنحن لا نحرض على قتل أحد، ولا نساند أي طرف ضد آخر، لأن هذا ليس من تكوين هذه المؤسسة التي بُنيت على أسس مهنية عالمية، ودُربت كوادر رووداو من قبل شركة بريطانية معروفة لدى معظم الوسط الإعلامي العالمي، لذا نحن لا نميز بين أحد مهما كان، بل كان لدينا مأخذ على وصف رووداو بالقناة الكوردية، لأننا بكل فخر قناة نبث من أربيل عاصمة إقليم كوردستان ولكننا نعتبر رووداو قناة عالمية خبرية تنقل الأحداث وليس لدينا أي صبغة مذهبية أو قومية إلخ.

رووداو: بماذا تختلف رووداو عن القنوات العراقية الأخرى، مثل آفاق والعهد والفرات، حتى تستفز العبادي وكذلك هيئة الإعلام والاتصالات التي اتهمت رووداو بأنها تستهدف السلم الأهلي؟

آكو محمد: في الحقيقة، لست مشاهداً مستمراً لهذه القنوات التي ذكرتها، لكن حسب اطلاعي ومشاهدتي لبعض الفقرات والبرامج التي تبثها هذه القنوات، فإنها تنتهك مع الأسف ولمرات عديدة حتى قواعد الحرب ببثها صور للأسرى البيشمركة، والخطابات المحرضة، ما يعطي الحق للمدعي العام لا نقول بإغلاقها ولكن برفع دعاوى قضائية ضد أصحاب هذه الخطابات ومن ينسجون على منوالهم، ويستخدمون هذا الأسلوب وهذه الكلمات البذيئة والجارحة لكل المكونات وخاصة الكورد، وهي خطابات تحريضية بامتياز وهي طائفية وشوفينية يجب أن تنتبه إليها هيئة الإعلام والاتصالات في العراق ونحن نساند عمل هذه الهيئة إذا عملت في منحى مهني لأننا لا نريد أن يكون الإعلام منبراً للتحريض بل نريد أن تكون مؤسسات تعطي المعلومة وتناقش الأمور فيها بكل هدوء وسلاسة وتعرض الآراء المختلفة لكي يستنبط منها المشاهد الرأي الأصح.

رووداو: تنص المادة السابعة من الدستور العراقي على أنه: "يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الإرهاب او التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له"، وبالتالي يجب محاسبة مثيري النعرات الطائفية، هل تندرج رووداو ضمن هذا البند الدستوري؟

آكو محمد: نحن لسنا حزباً أو كياناً سياسياً، هذا البند مخصص للكيانات السياسية، ولو كان الادعاء العام في العراق فعالاً لكانت قدمت مجاميع كثيرة في العراق للمحاكمة لأنها بالفعل شردت وقتلت مواطنين وكانت السبب في هجرة مكونات عديدة في العراق، مثلاً المسيحيين، وأنت تعرف بأنه كان يوجد في العراق أكثر من مليون ونصف مليون مسيحي قبل سقوط نظام صدام حسين، فأين هم الآن؟ ولماذا هاجر البهائيون والبقية؟ هل كان ذلك لرغبتهم في مغادرة العراق أم لأنهم تعرضوا للتهديدات من قبل المجاميع؟! هذه الهجرات الجماعية نتجت عن الفكر الطائفي والشوفيني لبعض الكيانات والعمل غير الدستوري وغير القانوني لمجاميع كثيرة في العراق مع الأسف.

رووداو: بالعودة إلى قرار هئية الإعلام والاتصالات العراقية، هل تعتقد أن بيانها الأخير الذي ساقت فيه اتهامات عديدة للقنوات الكوردية، يستند إلى الدستور العراقي؟

آكو محمد: مع الأسف، فإن القرار الصادر من قبل هيئة الإعلام والاتصالات العراقية يقول إنه بالاستناد إلى السلطات والصلاحيات المخولة لنا بموجب الدستور والأمر التشريعي المرقم 65 لسنة 2004.. نناشد بالتفضل والاطلاع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف بث القناتين أعلاه وعدم السماح لكوادرهم ومراسليهم بالعمل في عموم العراق خدمةً للصالح العام والتحفظ على الأجهزة الخاصة بهم، هذا القرار غير منصف وغير قانوني لان الدستور العراقي والقرار 65 لا يعطي الحق في إيقاف بث أي قناة إعلامية بتاتاً، والقانون المتبع في إقليم كوردستان لا يعطي الحق لأي محكمة في كوردستان تحاكم مؤسسة إعلامية بأن يكون القرار النهائي الحبس أو غلق القناة، بل هناك تجريم مادي إذا ثبتت الاتهامات على المؤسسة، والقوانين العراقية القديمة في زمن صدام حسين لا تعطي الحق لأي مؤسسة حكومية بغلق مؤسسة إعلامية، في حين أنه يعطي الحق للمحكمة بعد المرور بمحاكم الاستئناف والتحقيق والتمييز بأن تغلق المؤسسة لمدة شهرين فقط وهذا وفق القوانين العراقية في عهد صدام حسين، وليس في الدستور العراقي وهذا القانون أي صلاحية لأي هيئة أو محكمة في العراق في غلق أي مؤسسة إعلامية.

رووداو: إذاً ما هي الغاية المبيتة والعلنية من وراء هذا القرار؟

آكو محمد: القرار سياسي بامتياز، وهو مع الأسف يسيء لسمعة العراق وسمعة هذه المؤسسة (هيئة الإعلام والاتصالات) ونحن لا نرغب باتخاذهم أي قرار يسيء لسمعة العراق أو هيئة الإعلام، بل نريد أن تكون هذه المؤسسات بعيدة كل البعد عن التسييس بل أن تكون مؤسسات مهنية، ونحن بدورنا سوف نساعد أي هيئة أو مؤسسة تختص بالمجال الإعلامي في أن تكون مهنية، نحن نلتزم بالقوانين لكن هذه القرارات قبل أن تصدر عن هيئة الإعلام والاتصالات، صدرت عن المؤسسة العسكرية وهي قيادة العمليات المشتركة في 18 تشرين الأول، السؤال هنا كيف يحكم العسكر والقرارات العسكرية المجال الإعلامي في بلد يكون فيه الدستور مستنداً إلى الديمقراطية! في حين هناك تصريحات كثيرة ومتجددة تؤكد أنه ليست هناك حرب في العراق غير الحرب على داعش! فلماذا يصدر العسكر قرارات منع مزاولة العمل الصحفي؟ ولماذا السعي لإخضاع المؤسسات الإعلامية المدنية لهذه القرارات العسكرية؟! وهذه تشكل علامة استفهام حول كل العملية السياسية والديمقراطية في العراق وخصوصاً في المجال الإعلامي.

رووداو: قناة رووداو كانت من أهم القنوات التي غطت الأحداث على مدار عدة سنوات وكذلك قدمت الكثير من التضحيات من كوادرها من الشهداء والجرحى، ألا تذكر الحكومة العراقية هذه المواقف؟

آكو محمد: وهذا السؤال أطرحه أنا كذلك، كنا ننتظر أن نتلقى كتاب شكر من هيئة الاتصالات والحكومة العراقية، وخصوصاً من السيد رئيس الوزراء العراقي لأننا قمنا بتغطية الحرب على داعش بشكل موسع في كل الأماكن في الموصل وتكريت وديالى، ونحن من كنا نرفد القنوات العالمية بصور تقدم القوات العراقية في هذه المعارك على داعش، ومع الأسف نجم عن خطأ أحد الفصائل داخل الحشد الشعبي خسارة حياة عدد من مسلحيهم ومقدمة برامج كفوءة في رووداو وهي الشهيدة شفاء كردي، بالذهاب إلى مكان كان مزروعاً بالألغام وللأسف راح ضحيته شهداء في الحشد الشعبي والشهيدة شفاء كردي، ونحن كنا نقوم بالتغطية بشكل جيد وكنا دقيقيين بأن تكون الصور يومية ومباشرة في أغلب الأحيان، كما كنا نتفق مع القيادات العسكرية في الميدان، لأن نعطي الصور المباشرة والمسجلة في بعض الأحيان وتقارير من داخل المعارك، ومراسلونا كانوا أحياناً يخالفون الأوامر بتقدمهم إلى قلب المعارك وكانوا يرافقون الجنود ويصورونهم أثناء التقدم العسكري للقوات العراقية على داعش وكان لذلك صدى كبيراً وأسس لدعم جماهيري عالمي للقوات العراقية والحكومة العراقية وقبل ذلك لقوات البيشمركة في معاركها ضد داعش، ونحن من رفدنا القنوات والوكالات العالمية بهذا التقدم في الميدان.

رووداو: بدلاً من كتاب الشكر تلقيتم كتاب وقف البث!

آكو محمد: نعم ومنع المراسلين من العمل، في الحقيقة قبل صدور هذه الأوامر، هددت مجاميع مراسلينا في بغداد بالقتل قبل الاستفتاء، وبعد ذلك طردوا مراسلينا من أماكن متفرقة مثل كركوك وخانقين وسنجار، وهناك أمر بملاحقتهم ومصادرة أجهزتهم، نحن في الحقيقة نرفض هذا الأمر لأنه غير دستوري وغير قانوني ونطالب بإلغاء هذا القرار لأنه لا يستند إلى أي سند قانوني.

رووداو: بثت قنوات عراقية مقاطع لشخصيات سياسية مسلحة بارزة كانت تحرض على القتل وتهدد بالإبادة، هل ترى أن هناك نوعاً من الإزدواجية لدى الحكومة العراقية في تعاملها مع قنوات كوردية ومنها قناة رووداو وقنوات عراقية أخرى؟

محمد: في الحقيقة هذه القنوات مستندة في أساسها إلى سياسة طائفية بمعاداة مكون أو مذهب أو قومية أو شريحة معينة، وهذه ليست قنوات إعلامية بل سياسية لديها أجندة سياسية تنفذها، مع الأسف، لهذا نحن نرى أنه من الضروري جداً أن تؤدي هيئة الإعلام والاتصالات أعمالها فأمامها الكثير من العمل، لكي يكون الإعلام في العراق مهنياً وهذا يتطلب الكثير من الجهد المضني والتعاون بين الهيئة وهذه القنوات وحتى البرلمان والحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان وبرلمان كوردستان، وكل الجهات والمنظمات التي تعنى بالشؤون الصحفية في العراق وكوردستان وحتى العالم، لتهيئة أرضية جيدة للقيام بالعمل الصحفي، وأن ترتقي هذه الهيئات بمستوى الواقع في العراق وأن يكون هنالك خطاب جديد لتفادي تكرار الأجواء التي تمهد لنشوء الحركات المماثلة لتنظيم داعش والتنظيمات الأخرى، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للعراق، لأنه إذا استمرت هذه القنوات في نهجها الحالي فإن هذا سيؤدي إلى خلق تنظيمات أخرى مثل داعش والقاعدة في العراق وستذهب أرواح كثيرة ضحية لها وسيحل خراب جديد بالعراق في ظل هذه المشاحنات والتطرف المذهبي ضد المذاهب والمكونات الأخرى.

رووداو: لو كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي ينتظر رسالة من قناة رووداو، فماذا سيكون مضمون هذه الرسالة؟

محمد: نحن نطالب رئيس الوزراء العراقي، السيد حيدر العبادي بأن لا يفسح المجال لأي هيئة لتتصرف وفق أهوائها والتوجيهات السياسية غير الحكومية، وخاصة الهيئات المختصة بالعمل الإعلامي لأن مهنة الإعلام مهنة مقدسة ويستند إليها المستمعون والمشاهدون وعددهم الآن كبير في كل العالم، لذلك فإن المهنية مهمة وضرورية جداً لهذه الهيئات ويجب أن يأتي تطبيق القانون أولاً من هذه الهيئات وأن تستند إلى الدستور وتحتكم إلى القوانين، لكي يكون في العراق مؤسسات إعلامية مهنية تعمل وفق القواعد المهنية للعمل الصحفي، ولهذا السبب نطلب من السيد حيدر العبادي أن يلغي هذا القرار لأنه يسيء للعراق ويسيء لهذه الهيئة، ونريد أن تكون في العراق أرضية جيدة لممارسة ومزاولة العمل الصحفي المهني وأن يكون هناك تدريب وتوجيه للقنوات والهيئات والمؤسسات الإعلامية التي لا تتبع القواعد والأسس المهنية في عملها الإعلامي.
Top