• Tuesday, 14 May 2024
logo

من يحرّك المظاهرات في العراق؟

من يحرّك المظاهرات في العراق؟
مع استمرار الاحتجاجات العراقية والتي انطلقت لأول مرة، بمحافظة البصرة في 8 تموز الجاري، قبل أن تمتد إلى بقية المحافظات الوسطى والجنوبية ، وتخلل الاحتجاجات مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأعمال عنف أخرى.ولاحتواء الاحتجاجات، اتخذت الحكومة قرارات بينها تخصيص وظائف حكومية وأموال لمحافظات ذي قار والمثنى والبصرة، فضلا عن خطط لتنفيذ مشاريع خدمية على المدى القصير والمتوسط، لكن المتظاهرين يقولون إن الإجراءات لا تتناسب مع حجم المطالب، وقالت الحكومة إن "مخربين" يستغلون الاحتجاجات لاستهداف الممتلكات العامة، متوعدة بالتصدي لهم، ومنذ سنوات طويلة يحتج العراقيون على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنويا عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط ,,
مع استمرار الاحتجاجات العراقية والتي انطلقت لأول مرة، بمحافظة البصرة في 8 تموز الجاري، قبل أن تمتد إلى بقية المحافظات الوسطى والجنوبية ، وتخلل الاحتجاجات مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأعمال عنف أخرى.
ولاحتواء الاحتجاجات، اتخذت الحكومة قرارات بينها تخصيص وظائف حكومية وأموال لمحافظات ذي قار والمثنى والبصرة، فضلا عن خطط لتنفيذ مشاريع خدمية على المدى القصير والمتوسط، لكن المتظاهرين يقولون إن الإجراءات لا تتناسب مع حجم المطالب، وقالت الحكومة إن "مخربين" يستغلون الاحتجاجات لاستهداف الممتلكات العامة، متوعدة بالتصدي لهم، ومنذ سنوات طويلة يحتج العراقيون على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنويا عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط.

وتشكل الموارد النفطية للعراق 89% من ميزانيته، وتمثل 99 بالمئة من صادرات البلاد، لكنها تؤمن واحدا في المئة من الوظائف في العمالة الوطنية لان الشركات الاجنبية العاملة في البلاد تعتمد غالبا على عمالة أجنبية.

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10 %. ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 بالمئة من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.

السياسي العراقي محمد الحياني، أكد في حديث خاص لشبكة رووداو الإعلامية، بأن الحكومة العراقية غير قادرة على تلبية مطالب المحتجين بعد أن تخطى حاجز الفساد جميع مؤسسات الدولة.

رووداو: كيف ترى المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها المدن العراقية ؟

محمد الحياني: التظاهرات العراقية لم تكن وليدة هذا العام؛ بل منذ 25 شباط عام 2011 ولحد الآن عندما انطلقت التظاهرات الكبيرة في ساحة التحرير آنذاك في بغداد، وكانت المطالب مشابهة لهذه الطلبات في هذا العام، حيث كانوا يطالبون بالخدمات الأساسية والقضاء على الفساد والإرهاب والطائفية وكانوا يطالبون أيضاً بتشكيل الدولة المدنية العابرة للطائفية والمذهبية والعرقية وبناء دولة المواطنة، ومظاهرات عام 2018 أخذت طابع أخر والحالة الايجابية في هذه التظاهرات إنها لن تكن لها قيادات واضحة وتنسيقيات بل هي كانت حقيقة عفوية بامتياز وتطالب بأبسط مقومات الحياة التي يطالب بها المتظاهر في مناطق جنوب العراق والفرات الأوسط ووسط العراق وبعد مرور 15 عاماً من الاحتلال نرى أن الحكومة العراقية غير قادرة على تحقيق هذه المطالب وذلك لأسباب عديدة أهمها الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة ولم تستطيع بناء أبسط مشاريع في ارقى محافظات المنطقة والتي هي البصرة على سبيل المثال وكان ابنائها يطالبون بالمياه العذبة الصالحة للشرب فقط وهو مطلب بمنتهى البساطة وهناك الملايين يسكنون في البصرة بالعشوائيات التي لاتليق بالسكن البشري.

رووداو: بماذا تختلف مظاهرات 2011 عن مظاهرات 2018 ؟

الحياني: في عام 2011 التظاهرات كانت مطالبة بالقضاء على الفساد والطائفية والإرهاب بطريقة مهنية واعتماد منهج الدولة المدنية التي تحمي حقوق الإنسان وحرية الفكر وحرية التعبير عن الرأي والتعبير عن الأديان وتم قمعهم فقط لمطالبتهم بالعدالة والاحزاب التي تحكم العراق هي أحزاب اسلامية أما عام 2018 كانت التظاهرات عفوية بامتياز كانت تطالب بالمقومات الأساسية للحياة والتي هي حقوق أساسية ولم تستطع الحكومة تحقيقها وذلك لحجم الفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة والسياسيين لم يكونوا رجال دولة حقيقيين ولم يتمكنوا من تحقيق هذه المطالب البسيطة فضلاً من وجود سياسيين يحملون الولاء لدول أخرى .

رووداو: هل تتوقع أن نهاية مظاهرات 2018 ستكون نفسها عام 2011؟

الحياني: تظاهرات 2018 بحاجة إلى عاملين مهمين، الأول أن تكون لها قيادة وطنية بعيدة عن التوجيهات السياسية من المتظاهرين أنفسهم وان تكون لها فكر وطني حقيقي واذا استمرت المظاهرات بالخدمات الأساسية فسيتم تسويفها كما حصلت سابقاً بل يجب أن نذهب إلى استئصال الفساد من جذوره وإلا لن نتمكن من الحصول على أي شيء وإقصاء الأحزاب السياسية عن المشهد السياسي والمجيء برجال دولة حقيقيين قادرين على إنقاذ العراق من المأساة التي يمرون بها.

رووداو: هل ترى بأن هناك بصيص أمل لاستجابة الحكومة العراقية لمطالب المتظاهرين؟

الحياني: بعد مرور 15 عاماً من التجربة المريرة لهذه العملية السياسية بكل شخصياتها لم يتمكنوا من تحقيق المطالب على الرغم من بساطتها.

رووداو: أين سيتجه العراق؟

الحياني: يجب ان يرفع المتظاهرون سقف المطالب إلى تغيير العملية السياسية الطائفية إلى عملية سياسية تعتمد على منهج الدولة المدنية، ويقودها رجال رجال دولة حقيقيون يحملون رؤية استراتيجية يعملون على تغيير الدستور الحالي لأنه إذا طبق على هذا الحال لمزق أوصال العراق بالكامل .

رووداو: العشائر تصرح بأنها هي من تتبنى قيادة المظاهرات ورفعوا سقف المطالب إلى تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي كيف تقيم ذلك؟

الحياني: شيخ العشيرة لا يعتبر قائد للمتظاهرين إنما هو قائد عشائري وقومي ممكن أن يتكلم بلسان حال المتظاهرين وحتى لو تغير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي سيبقى هؤلاء السياسيين أنفسهم وبالتالي لن نحصل على شيء.

رووداو: إذا كانت الحكومة غير قادرة على تلبية مطالب المتظاهرين هل تعتقد ان حكومة إنقاذ وطني ستكون قادرة على إيجاد الحل؟

الحياني: إذا تأتي حكومة الإنقاذ الوطني من خارج العملية السياسية ممكن أن يكون لها حل على أن لا يشترك جميع أعضائها بعملية الانتخابات المقبلة، وأن يكون رجالها من التكنوقراط الوطنيين العراقيين الذي لم يكن لهم سابق انتماء لهذه العملية السياسية. لكن لو تم تشكيل مجلس عسكري سياسي يقود العراق من الضباط العراقيين الذين يحملون حقيقة عملية سياسية وطنية صحيحة على أساس الدفاع عن الوطن إلى ان يتمكنوا من بناء دولة المواطنة يحصل بها المواطن العراقي على أبسط حقوقه ويشعر انه هو مواطن من الدرجة الاولى .

رووداو: هل الحكومة العراقية بموقف محرج الآن؟

الحياني: بالتأكيد وعليهم أن يكونوا رجال شجعان ويعتذروا من الشعب العراقي الآن، لأن التظاهرات ستصل إلى مرحلة خطيرة لأن الحكومة غير قادرة على تلبية مطالب المتظاهرين بعد أن أعطوا الحكومة مهلة اسبوع وانتهى وستبقى عفوية ولن تكون لها قيادات.

رووداو: من يمتلك ميزان القوى الآن الحكومة أم المتظاهرين؟

الحياني: بالتأكيد المتظاهرون، والحكومة تملك القمع والمال لكن الشعب هو من يملك السلطة يسحبها ما يشاء ويعطيها من يشاء. أيام السياسيين المقبلة ستكون صعبة جداً لأنهم عاجزين عن تلبية مطالب المتظاهرين ولايمكن أن تهدأ أبداً .

رووداو: الحكومة تراهن مع انقضاء موسم الصيف بأنه ستنتهي معها المظاهرات؟

الحياني: لا أعتقد ذلك، المتظاهرين وصلوا إلى مرحلة لابد أن تنتهي عمل السياسيين الحاليين لأنهم فشلو في تقديم الخدمات وفشلهم السياسي داخلياً وخارجياً واستمر تفشي الفساد والإرهاب، فالموصل مدمرة بالكامل وفي الرمادي وصلاح الدين ولم تستطع الحكومة انتشال هذه الجثث حتى بعد مرور عام كامل على تحريرها.

رووداو: قد تراهن الحكومة العراقية على انتهاء المظاهرات في جنوب العراق كما قضي على المظاهرات في مدن الانبار ونينوى وصلاح الدين؟

الحياني: هذه المرة تختلف المظاهرات لأنه لم تنفع القمع بعد قتل عدد من المتظاهرين بالرصاص الحي، حتى أن الأرقام التي أعلن عنها الإعلام لم تكن حقيقية وهي اكبر بكثير.

رووداو: من سيكون ضحية هذه الاحتجاجات المتظاهرين أم الحكومة العراقية؟

الحياني: منذ 15 عام والعراقيين هم الضحية والسياسي يتنعم بأموال العراقيين واتخذ قرار بانتزاع الحق من هؤلاء السياسيين الفاشلين ليتمكنوا من إعادة الحقوق للعراق.
Top