• Tuesday, 14 May 2024
logo

تيار الحكمة : الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني أساسيان في صناعة المشهد الحكومي القادم

تيار الحكمة : الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني أساسيان في صناعة المشهد الحكومي القادم
سلَّط عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم تيار الحكمة الوطني، نوفل أبو رغيف، الضوء على الملامح المتوقعة للحكومة المقبلة، وموقع التيار فيها، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين ما يطرح من قبل الآخرين "الأغلبية السياسية"، وبين ما نطرحه نحن "أي الأغلبية الوطنية"، ولا نزال حتى اللحظة ندافع عن هذه الفكرة، ونعتقد أن المحور الذي تشكل مبكراً، هو محور "حكمة – سائرون – الوطنية – النصر".وأكد نوفل أبو رغيف، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أنه إذا لم تكتمل أطراف المشروع الذي نحمله في تيار الحكمة، وهو "الأغلبية الوطنية"، فإننا مستعدون تماماً للذهاب إلى المعارضة بكل ارتياح وطمأنينة... وفيما يلي نص المقابلة كاملاً:رووداو: أنتم لم تقرروا لحد الآن مع أي طرفٍ ستكونون، أو لأي تحالفٍ ستنضمون، ما سبب قلقكم من الاتصال بالقوائم التي فازت في الانتخابات الأخيرة؟ ,,
سلَّط عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم تيار الحكمة الوطني، نوفل أبو رغيف، الضوء على الملامح المتوقعة للحكومة المقبلة، وموقع التيار فيها، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين ما يطرح من قبل الآخرين "الأغلبية السياسية"، وبين ما نطرحه نحن "أي الأغلبية الوطنية"، ولا نزال حتى اللحظة ندافع عن هذه الفكرة، ونعتقد أن المحور الذي تشكل مبكراً، هو محور "حكمة – سائرون – الوطنية – النصر".

وأكد نوفل أبو رغيف، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أنه إذا لم تكتمل أطراف المشروع الذي نحمله في تيار الحكمة، وهو "الأغلبية الوطنية"، فإننا مستعدون تماماً للذهاب إلى المعارضة بكل ارتياح وطمأنينة... وفيما يلي نص المقابلة كاملاً:

رووداو: أنتم لم تقرروا لحد الآن مع أي طرفٍ ستكونون، أو لأي تحالفٍ ستنضمون، ما سبب قلقكم من الاتصال بالقوائم التي فازت في الانتخابات الأخيرة؟

نوفل أبو رغيف: سأذهب بدايةً إلى توصيفين أساسيين في المشهد السياسي العراقي، وهي أن القوائم والكتل الأساسية والائتلافات تتوزع على وصفين أساسيين، الوصف الأول: كتل وائتلافات متماسكة، وكتل وائتلافات ممسوكة، ونحن نعتقد أن كتلة تيار الحكمة الوطني بهذا الرقم القياسي في فترة قياسية هو من الكتل المتماسكة وليس الممسوكة، وأعتقد أن الفرق واضح بين ما هو متماسك، وما هو ممسوك، ومما يجعل تيار الحكمة الوطني، وكتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، يقفان في الصدارة، أمر أساسي ورئيس، وهو أن هذين الكيانين السياسيين خاضا الانتخابات النيابية دون تحالفات مع الآخرين، وقائمتاهما خالصتين لهما، مما يجعلهما متماسكين ويملكان قرارهما، مع كامل الاحترام والتقدير لجميع الكتل والائتلافات السياسية، أما الوصف الثاني، والمتعلق بمشاركتنا في الحكومة من عدمها، فقد أطلقنا مبكراً فكرة الأغلبية الوطنية، وقلنا إن هناك فرقاً بين ما يطرح من قبل الآخرين "الأغلبية السياسية"، وبين ما نطرحه نحن "أي الأغلبية الوطنية"، ولا نزال حتى اللحظة ندافع عن هذه الفكرة، ونعتقد أن المحور الذي تشكل مبكراً، هو محور "حكمة – سائرون – الوطنية – النصر"، وقد وقعنا تفاهماً معلناً أمام الجميع، وهو "حكمة – سائرون – الوطنية"، وكنا ولا نزال نتواصل مع "النصر"، ولكن من أخر إعلان انضمامه إلى هذه الكتلة الثلاثية أو التفاهم الثلاثي، هو "النصر"، حيث كانت لديه حسابات خاصة، ويبدو أن الساعات الأخيرة تشهد انفراجاً في هذا الموقف المنغلق، ونحن متواصلون في جلسة مفتوحة ونقاش شفاف وصريح بيننا وبين "النصر"، وأعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد ملامح واضحة لإطلاق الكتلة الأكبر التي تذهب إلى طرح مرشحها لرئاسة الوزراء.

رووداو: إذا كنتم تقولون إنكم "قائمة خالصة"، فما سبب هذا القلق إذاً، وهل تستطيع أن تؤكد وجود اتفاق بينكم وبين سائرون، أم أن هناك تفاهماً فقط؟

أبو رغيف: طرح أي فكرة شراكة يدعو إليها الآخر، مثل الإخوة الكرام في "الفتح ودولة القانون" الذين يذهبون إلى فكرة الشراكة، لا يجعلنا نشعر بالقلق، والخيار الأصعب بالنسبة للقوى السياسية هو الذهاب إلى المعارضة، ولكنه الخيار الأسهل لنا، فنحن نتعامل مع الخيار الأصعب بوصفه خياراً سهلاً، ونكاد نكون الوحيدين الذين صرحنا رسمياً بأننا مستعدون للذهاب إلى المعارضة، لأننا نفهم ثقافة المعارضة جيداً، ولا نعتقد بأن المعارضة عبارة عن حمل "معول" وتهشيم الدولة، كما أن لنا تجربة سابقة عندما كنا نرأس "المجلس الأعلى"، حين كان يترأسه السيد الحكيم وكتلة "المواطن"، وفي 2010 وضعنا مواصفات محددة للدخول في الحكومة، ولم تتحقق هذه المواصفات، فوقفنا بشكل واضح وصريح، وقلنا إننا لن نشارك في هذه الحكومة، وخرجنا، فنحن الكتلة والجهة السياسية والتيار السياسي الوحيد الذي لا يتردد، لأننا نمتلك قاعدة جماهيرية معروفة، ونبتعد عن أساليب الخشونة والضغط، وقد خرجنا في 2010 من الحكومة، واليوم إذا لم تكتمل أطراف المشروع الذي نحمله، وهو "الأغلبية الوطنية"، فنحن مستعدون تماماً للذهاب إلى المعارضة بكل ارتياح وطمأنينة.

رووداو: ما هي شروط تيار الحكمة الوطني للمشاركة في الحكومة وليس في المعارضة؟

أبو رغيف: نحن لا نشترط أموراً مختلفة، إذ لا نشترط أن يكون ثلثي البرلمان في خط الحكومة و"الموالاة"، والثلث المتبقي في المعارضة، ولكننا نعتقد أن النسيج الوطني ينبغي أن يتوفر في الفريقين، أي أن المكونات العراقية الأساسية، السنة، الكورد، الشيعة، وبقية الأقليات، ينبغي أن تكون حاضرة بشكل حقيقي وبقيمة وحجم محترم ومعتد به في الحكومة، وبالمقابل تكون جميع هذه المكونات موجودة في المعارضة، يعني على سبيل المثال إذا كانت هناك إمكانية لذهاب الشيعة والكورد إلى تشكيل حكومة، فلن نقبل بذلك، أو الشيعة والسنة، مع عزل الكورد، أو أن يذهب الكورد والسنة معاً، فلن نقبل بذلك أيضاً، فنحن نشترك في أن تكون هناك "أغلبية وطنية" في الحكومة "الموالاة"، و"أقلية وطنية" متنوعة متعددة في المعارضة، أي ألا تظل الأمور تسير بهذا الاتجاه.

رووداو: ولكن، على سبيل المثال، إذا كان الكورد حاضرين بكافة أحزابهم، أو بحزب واحد، فهل ستعتبرونهم ممثلين للكورد في الحالتين؟

أبو رغيف: نحترم جميع الأحزاب الكوردية، ولها خصوصية، ولكن نعتقد أن الحزبين الأساسيين هما الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني، فهما يمتلكان عمقاً مضاعفاً، وفي الوقت ذاته نحترم الجميع ونتعاون معهم، ولكن نعتقد أنه إذا أردنا تفعيل فكرة أن يذهب فريق إلى الحكومة، فإن الأغلبية العددية، والبرنامج السياسي الواضح والتفاهمات التاريخية، تبدو متوفرة لدى هذين الطرفين، وهناك تواصل يومي، وأحياناً أكثر من مرة في اليوم، مع هذين الحزبين الكورديين، وأعتقد أنهم أوضحوا خطوطهم العريضة، وكما نعلم، فإنه حتى هذه اللحظة من المقرر أن يجروا مفاوضات مع بغداد "مجتمعين"، أي سيمثلهم رأي واحد، ومن ثم قراءة مشهدهم السياسي فيما بينهم، وفقاً لما يناسبهم، وهذا يقلل من التعقيد كثيراً، ويختصر علينا مساحات كبيرة، ولكن يبدو حتى اللحظة أن الأمور تسير باتجاه محاولة إشراك القدر الأكبر، ونحن في تيار الحكمة الوطني نتعرض للكثير من الإحراج، وحتى في "مشروع الأغلبية"، وكل شيء ممكن في السياسة، ولا أريد أن "أغلق الباب"، ولكن أقول إن "المحورية" مهمة، ونحن نعمل على "محورية (الصدر- الحكيم)"، بينهما "النصر"، ومعهما "الوطنية"، وهذه "المحورية" الأساسية لا تمانع أن تنسجم مع الجميع وتخوض المشوار.

رووداو: فلنأتي بدايةً إلى موضوع الكورد، هل تعني أن وجود حزب كوردي واحد أو حزبين في الحكومة المقبلة، يعني أن جميع الكورد سيكونون مشتركين في الحكومة بالنسبة لكم، ولن تكون لديكم مشكلة وستعتبرون جميع الأطراف الكوردية مشاركة؟

أبو رغيف: لا أبداً، ليست لدينا أي اعتراضات، ونعتقد أن الكورد هم الأقدر على تحديد بوصلة المشهد السياسي الكوردي، وحجم وطبيعة المشاركة، ولا نعترض إطلاقاً، ولكن نعتقد في الوقت ذاته أن المشهد الكوردي قريب من المشهد في بغداد، والذي يشهد أيضاً مجموعة من الالتباسات والتقاطعات واختلاف الأفكار، ومن المهم أن نجلس مع الكورد وهم يحملون رؤية واضحة ويقدمون فريقاً تفاوضياً واحداً، ولكن الثابت لدينا حتى اللحظة، هو أن الكورد مشاركون في الحكومة، أما طبيعة هذه المشاركة، ومن من الكورد لن يشارك، فهذه مسألة غير محسومة حتى اللحظة، إلا أن المرجح هو أن الحزبين الذين ذكرناهما قبل قليل، يبدوان أساسيين في عملية صناعة المشهد الحكومي القادم.

رووداو: إذاً، في حال اشترك الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في تشكيل الحكومة المقبلة، ولم تشارك الأحزاب الكوردية الأخرى، فهل هذا الأمر طبيعي بالنسبة لكم ولن تكون هناك مشاكل، وهل ستكون هناك أغلبية وطنية؟

أبو رغيف: نحترم القرار الكوردي لأن الكورد أقدر على تحديد مصلحتهم، وسنبارك أي خطوة أو إجراء يتخذه الكورد، سواء بالمشاركة من عدمها، وسواء كان تيار الحكمة جزءاً من الحكومة أو لم يكن، فسنحترم هذه الخيارات، والمهم لنا أن تستمر هذه العلاقة شعبياً، سياسياً، وطنياً، وتاريخياً مع الكورد، وهذا بالنسبة لنا من الثوابت.

رووداو: هذا يعتبر بمثابة شعارات، ولكن ماذا عن الواقع؟

أبو رغيف: هذه ليست شعارات ونحن ملتزمون بما نقول، وبإمكانكم تسجيل كلامي هذا، بأننا لن نتخذ موقفاً سلبياً مهما كان نوع المشاركة الكوردية في الحكومة.

رووداو: إذا كانت مشاركة الكورد جزئية، كأن يشارك حزب كوردي واحد أو حزبان، دون مشاركة باقي الأحزاب، فهل ستقبلون بتلك الحكومة؟

أبو رغيف: نعتقد أن مشاركة الحزبين الكورديين الكبيرين تعطي انطباعاً إيجابياً، وتعطي طاقة مضاعفة للعملية السياسية والحكومة، ولكن إذا اختار أحد الحزبين الذهاب إلى المعارضة بمباركة وموافقة الحزب الآخر، فهذا خيارهم، لأننا نتبنى فكرة الأغلبية بالأساس، ونقول ونؤمن بفكرة أن يكون هناك فريق حاكم "موالاة"، وفريق معارض يذهب بالمعارضة السلمية، ولكن من مصلحة الكورد بعد هذه المخاضات العسيرة التي مروا بها، والأزمات الأخيرة التي حصلت بينهم وبين بغداد، ونحن الآن بصدد ترميم المشهد وإعادة الأمور إلى سياقاتها، أن يشارك الحزبان الكورديان الكبيران، فعدد المقاعد التي حصل عليها هذين الحزبين واضح جداً، مع كل التقدير للبقية التي تربطنا بها علاقات متوازنة.

رووداو: هذه المناقشة تكون حينما تتوقف المسألة على مشاركة الكورد، ولكن ما هي رؤية تيار الحكمة الوطني لحلِّ مشاكل الكورد، فمثلاً إذا قمتم أنتم بتشكيل الحكومة، فكيف ستحلون مشاكل الكورد في العراق؟

أبو رغيف: لا نعتقد أن هناك إشكالية، والخلاف على مدار السنوات السابقة هو الاجتهاد في تفسير الدستور، فالكورد الكرام يعتقدون أن بعض "الزعامات" في بغداد كانت تفسر الدستور على مزاجها، وبعض القيادات السياسية التي أدارت المشهد كانت تقول الشيء ذاته ولكن بطريقة معكوسة، أي كانت تقول إن الكورد ينتقون من الدستور بطريقة تخدم مصالحهم، وعليه فإن من المهم بمكان أن يتنازل الطرفان، ونحن رفعنا شعاراً قبل سنوات، واليوم نؤكد هذا الشعار، وهو أن الحل الرئيس والأساسي لهذه التقاطعات هو الوصول إلى نقطة الملتقى، كأن يتقدم الطرف الكوردي باتجاه الطرف العربي في بغداد، ويلتقيان في منتصف الطريق بنقطة التقاء، ويطرحون الأمور مجدداً، وأعتقد أننا غادرنا الكثير من الاصطفافات الطائفية، وطريقة التشنج التي كان العراق يُدار بها في سنوات سابقة، فضلاً عن ردود الفعل وغير ذلك، أعتقد أنها اضمحلت كلها، لا سيما بعد هزيمة تنظيم داعش، فمن المحاسن التي وفرها هذا التنظيم أنه وحَّد الآراء ووحَّد العراقيين إلى حد كبير، وليس أمام مكونات العراق كلها سوى الحوار، وكل طرف يفكر باستخدام منطق القوة، هو واهم، وسيتراجع ويعترف بخطأه عاجلاً أم آجلاً.

رووداو: ردكم هذا يعتبر سياسياً، أو لنقل دبلوماسياً، ولكن لم يتم وضع اليد على موضع الجرح لحد الآن، فالكورد يريدون الحصول على حقوقهم في العراق، سواء في الثروات أو الإيرادات أو غيرها، إذاً ما هي رؤية تيار الحكمة، ما الذي يرى التيار أنه حقٌ للكورد، وما الذي لا يحق إعطائه للكورد برأي التيار؟

أبو رغيف: علينا أولاً تبديد الشكوك والهواجس المتبادلة بين الطرفين، فالكوردي يعتقد أن العربي يريد سلب حقوقه، والعربي يعتقد أن الكوردي أخذ أكثر من حقوقه، والحل الوحيد لتفتيت هذه الحساسية هو الجلوس المتقارب، وأولى علامات هذا الجلوس هو المشاركة في الحكومة، فحين يكون الكورد حاضرون بقوة في الحكومة والبرلمان، سيكون بإمكانهم المطالبة بحقوقهم، والثابت لدينا هو أن الكورد عنصر أساسي في وحدة العراق، ومكون رئيس لا يمكن تجاوزه، ولا غنى لنا عن الكورد.

رووداو: حسناً، المثال الذي قدمته كان مناسباً جداً بخصوص أن ما يجري من حديث في الغرف المغلقة يختلف عن ما يتم الحديث عنه في العلن، حضرتكم تتميزون عادة في خطاباتكم بالدعوة إلى اللامركزية وتوزيع السلطة، ولكن هذا لا نتلمسه في واقعنا، لذلك يمكن القول إن الشعارات رنانة والدستور يحتوي على مواد جيدة، ولكن كيف سيتم تطبيقه في الواقع العراقي؟

أبو رغيف: دعنا نضع السنة، الشيعة، الكورد، والإزيديين جانباً، ونتحدث باللغة الرقمية التي يتحدث بها العالم، أي حزب فائز وحزب خاسر، حزب لديه عدد وقدره من المقاعد، وحزب آخر لا يمتلك العدد ذاته، والمعادلة المنطقية التي تبدو مواتية، هي الاحتكام إلى عدد المقاعد التي حصل عليها كل فريق، ونعطي كل فريقاً رقماً أو حرفاً، ووفق ذلك يكون موضع ومساحة التنفيذ، والمشاركة في اتخاذ القرار على أساس الحجم النيابي، أما بخصوص القضايا العالقة منذ سنوات، فنعتقد أن الحكومات السابقة لم تكن جادة في إنجازها، وإنما كانت تُسوف، والجانب الكوردي "أرجو العذرة" كان يقبل بذلك التسويف، وإذا أراد الجانب الكورد التخلص من هذه النقطة، فيجب أن ينتقلوا إلى مساحة جديدة، وأن يغيروا آلياتهم ويطالبوا بتغيير آليات الفريق المعني في الحكومة ببغداد.

رووداو: هل تعتقد أن مشاكل الكورد ستحل ضمن إطار العراق؟

أبو رغيف: لو عدنا إلى مشاكل الكورد، وعلى سبيل المقارنة التاريخية، لو قرأنا المشهد الكوردي في السبعينيات، ثم الثمانينيات، فالتسعينيات، وصولاً إلى 2003، فسنجد نقلة نوعية كبيرة في وضع الكورد، الاقتصاد الكوردي، الحضور الكوردي في المشهد السياسي العراقي، وفي التقارب، فحزب البعث عمل لسنوات طويلة على خلق حالة من الكره بين الكورد والعرب، وقد لا نستغرب إذا رأينا طبقة كوردية عريضة لا تتقبل العرب، أو أن نجد ثقافة مضادة في بغداد رافضة للكورد، فحزب البعث أنفق أموالاً طائلة لخلق هذه الحالة من العِداء، أما اليوم، فالعرب موجودون في أربيل ويشترون الأراضي والشقق، كما أن الكورد موجودون في مواقع سيادية ببغداد، وكل ذلك لم يكن موجوداً قبل عام 2003، وعليه أنا متفائل بأن المتبقي والعالق من مشاكل الكورد هو الأقل، وأن الذي تم إنجازه في المشهد الكوردي هو الأكبر، والمشاركة في الحكومة هو المدخل الرئيس لاستعادة ما يعتقد الكورد أن حقوقهم مهدورة فيه.

رووداو: ولكن هذا القليل الذي أشرتم إليه، قد تسبب بمشاكل كثيرة، مثل قطع الموازنة والرواتب وحقوق الكورد الأخرى في العراق، مما جعل الكوردي لا يشعر بأنه عراقي، لماذا توجه حكام العراق بعد عام 2003 هذا التوجه بحيث جعلوا الكورد يتبرأون من العراق؟

أبو رغيف: الجميع يعتقد أن حكام العراق بعد عام 2003، يتقاسمون السلطة بشكل واضح مع الكورد، ونحن نقول إن القِدر يجلس على ثلاثة "أثافي"، وعليه فإن "القِدر العراقي" لا يمكن أن يجلس مستقيماً من دون الكورد، لذلك نقول إن الكورد شركاء أساسيون وحقيقيون، ولكن بالمقابل قد نسمع الجمهور في بغداد والجنوب يقول إن الكورد مرفهون، وكوردستان تعيش في نعيم ولديها امتيازات أكبر واستثمارات وغيرها، وأنها أخذت أكثر مما تستحق، وهنا يأتي دور العقلاء في تعريف الناس بالحقيقة وتقريب وجهات النظر، بحيث ينتهي الجيل "المأزوم"، فقد كان هناك جيل خلق أزمات متلاحقة، وعليه يجب أن نفكر بجيل جديد ينتهي من الأزمات ويتعامل بنقاء بعيداً عن عقد الماضي والشعارات الفارغة.

رووداو: هناك مشكلة بين الكورد وبغداد متمثلة ببيع النفط، ففي السابق اُتهم المجلس الأعلى بتهريب النفط، ومشكلة بغداد وكوردستان هي بيع النفط، لماذا تعترضون حينما يبيع الكورد نفطهم، حتى وإن كان البيع في إقليم كوردستان، والحسابات في بغداد؟

أبو رغيف: أنتم تتحدثون عن فترة تولي السيد عادل عبدالمهدي، منصب وزير النفط، ومن حق أي وزير أن يعبر عن وجهة نظره ويدافع عنها، وأنا لا أستطيع أن أتبنى رأي الدكتور عادل عبدالمهدي، لأننا كنا آنذاك في المجلس الأعلى، أما اليوم فنحن في تيار الحكمة، ولدينا متبنيات جديدة، وقد جئنا بوزير مستقل من خارج أوساطنا وسلمناه وزارة النفط، ولا نمتلك سطوة سياسية للتحكم بقراره، ولكن إذا شاركنا في الحكومة المقبلة، وكنا نمتلك القرار في أي وزارة، فإننا نعد بأن نراعي التوازن العراقي والخصوصية الوطنية بالطريقة التي تحفظ المساحة التي توحد العراقيين وتحافظ على وحدة العراق

رووداو: متى سيتم تشكيل الكتلة الأكبر، ومن سيشارك فيها بحسب المعلومات المتوفرة لديكم؟

أبو رغيف: أكاد أؤكد أن الكتلة الأكبر ستظهر خلال أيام، وقد شهدت الأسابيع الماضية حذراً شديداً، ونحن في تيار الحكمة حريصون على أن تكون كتلتا "الفتح وسائرون" موجودتين في الحكومة حتى لو لم يكن تيار الحكمة موجوداً فيها، فنحن نعتقد أن وجودهما في الحكومة مهم، ونحن على مسافة قريبة منهما، كما نعتقد أن الحزبين الكورديين موجودان، وهذا يعتبر ثلثي ملامح الكتلة الأكبر، وفي الاتجاه المقابل ستكون لقائمة الوطنية مشاركة واضحة، ونحن على تفاهم مستمر وعلاقة طيبة معها، نحن لا نميل إلى فكرة مشاركة الجميع، وإذا كانت مصلحة العراق تقتضي إشراك العدد الأكبر من المكونات والائتلافات، فلن نقف حجر عثرة، وحتى لو اقتضى الأمر أن ننسحب كتيار الحكمة بمفردنا فنحن مستعدون، وعلى الأغلب ستمضي هذه الحكومة بمحورية الحكمة، وسيكون تيار الحكمة المحور الوسطي الذي يلتقي عنده الجميع في الحكومة والمشهد السياسي القادم.
Top